
خَرَجَ هؤلاءِ الثَّلاثَةُ تارِكِينَ أمرَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وتَوجَّهُوا إلى سَقيفَةِ بني
ساعِدَةَ لِعقدِ اجتماعٍ لِتَنصِيبِ مَنْ يُخلِفُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم في قِيادةِ المسلمينَ..
مُتجاهِلينَ بِذلِكَ كلامَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وكلَّ ما حدَثَ في بيعةِ الغديرِ التي لَمْ يَمضِ
عَليها وقتٌ طويلٌ.. وبِهذا يكونونَ قَد بَرهَنُوا على تَخلُّفِهِم عَنْ تِلكَ البيعةِ المبارَكةِ
في غديرِ خُمٍّ.. وحَسبُنا كلامُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم مُخاطِباً عليّاً عليه السلام : ـ يا عليُّ لا يَحبُّكَ
إلاّ مؤمنٌ.. ولا يَبغُضُكَ إلاّ منافقٌ أو ابنُ زِنا..

وهُناكَ تَحتَ تِلكَ السَّقِيفَةِ المشؤُومَةِ بادَرَ عمرُ بنُ الخطّابِ إلى بيعةِ أبي بكرٍ
بالخِلافَةِ.. وَطَلَبَ مِنَ الحاضرِينَ أنْ يُبايِعُوهُ.. وَقَدْ وَصَلَ النَّبأ إلى مَسامعِ الاِمامِ
عليٍّ عليه السلام مِن خِلالِ الضَّجيجِ الّذي أحدَثَهُ خُروجُ القَومِ مِنَ السقِيفَةِ مُتَوَجّهِينَ إلى
المْسجِدِ النَّبوَيّ.. وَهُمْ يَزِفُّونَ أبا بكرٍ كَزفافِ العروسِ في نفسِ الوَقتِ الّذي كانَ