15 13
وَرغْمَ كلِّ الّذي حَصَلَ في بيعةِ الغَديرِ المباركةِ مِنْ تأكيدٍ للرَّسولِ صلى الله عليه وآله وسلم على أنَّ الخِلافةَ لعليٍّ بنِ أبي طالبٍ عليه السلام كانتْ أمراً مِنَ اللهِ تَعالى لا علاقةَ للرَّسولِ في مَنْحِها رغبةً مِنْهُ لِصِلَةِ القرابَةِ بَيْنَهُ وبينَ عليٍّ بنِ أبي طالب عليه السلام إلاّ أنَّهُ يَعْلَمُ بِما سَيَحصَلُ بعدَ وفاتِهِ صلى الله عليه وآله وسلم وها هُوَ في إحدى الليالي يُنادي عليّاً وجماعةً مِنْ أصحابِهِ.. لِيَخرُجَ بِهمْ إلى البَقيعِ.. وَقَدْ كان يَشعُرُ بِتَدَهورِ حالتِهِ الصّحِيّةِ.. ودِنوِ أجَلِهِ صلى الله عليه وآله وسلم . فَوَقَفَ بينَ القبورِ مُخاطباً موتى المؤمنين: ـ السلامُ عليكُمْ يا أهلَ القبورِ.. لَيُهنِئَكُمْ ما أصبَحتُم بِهِ.. ممّا فيه الناسُ فَقَدْ أقبَلتِ الفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيلِ المُظلِمِ يَتْبَعُ أوّلُها آخرَها..
ثُمَّ استَغفَرَ لَهُم طويلاً.. ونَعى نفسَهُ لِمنْ كانَ حاضِراً مِنَ المؤمنينَ...
* * *