
كانَتْ فاطمةُ الزهراءُ عليها السلام دائماً تَشْتَغِلُ بالعبادةِ وفي إحدى لَيالي الجُمَعِ وَهيَ
مشغولةٌ.. كانَ وَلَدُها الاِمامُ الحسنُ عليه السلام يُراقِبُها وهيَ في مِحرابِها راكعةٌ.. ساجدةٌ..

ثُمَّ راحَ يَتأمَّلُها وَهيَ تَدعُو إلى جميعِ النساءِ.. والرّجالِ.. والاَطفالِ مِنَ الجيرانِ
الّذينَ يَسكُنونَ حَولَ بَيتِها الشريفِ.. وَمَضَتْ ساعاتُ اللّيلِ شَيئاً فَشَيئاً.. حتّى
بَزَغَ الفَجْرُ.. والاِمامُ الحسنُ عليه السلام يَتَأمَّلُ أُمَّهُ فاطمةَ الزهراءَ عليها السلام وكأنَّهُ يَنْتَظِرُ مِنْها
شَيئاً.. يا تُرى مَاذا كانَ يَنتظِرُ الاِمامُ الحسنُ عليه السلام ؟! وحِينَ انتهتْ فاطمةُ
الزهراءُ عليها السلام من عبادَتِها ودُعائِها.. بادَرَها الاِمامُ الحسنُ عليه السلام سائلاً : ـ لِمَ لَمْ تَدعِ
لِنَفْسِكِ يا أمّاهُ.. كما دعوتِ لغَيرِكِ..؟

فأجابَتْ فاطمةُ الزهراءُ عليها السلام وَلدَها قائلةً : ـ يا بُنيَّ.. الجارُ ثُمَّ الدارُ..

هَكذا كانت بَضْعَةُ المصطفى عليها السلام تَهْتَمُّ بِأُمورِ المُسلمينَ وتَحرِصُ على طَلَبِ الخَيرِ