والسعادةِ لَهُمْ ، ولكنْ ما إنْ انتَقَلَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرّفِيقِ الاَعْلى حتّى صُبَّتْ
عَليها المصائِبُ ، وتَعَرَّضَتْ للظُلْمِ الفادِحِ والاَذى الكبيرِ مِنْ لَدُنِ السُلطةِ
الحاكمةِ، فَعاشَتْ الحُزْنَ واللّوعَةَ إلى أنْ قَضَتْ نَحبَها صابِرَةً مَظلومَةً مُحتَسِبَةً
وَلَحِقَتْ بأبِيها رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَهيَ تَشْكُو إليهِ ما لَقَتْهُ مِنْ ظُلمٍ وآلامٍ ، وَدُفِنَتْ
لَيْلاً ، وَلَمْ يُعرَفْ قَبْرُها ، وتِلكَ هيَ الظُلامَةُ الكُبرى .

لَقد عاشتْ عليها السلام والرسولُ يَدعوها (أُمُّ أبيها) ، وحَسْبُ الزهراءِ البتولِ مِنْ
ظُلمَها قَوْلُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فِيها : «فاطمةُ بَضْعَةٌ مِنّي مَنْ آذاها فَقدْ آذاني» .