طباعة

1 ـ السب واللعن:

قد حصل خلط في الكتاب بين السب واللعن، حيث ادعى الكتاب جواز سب الصحابي المنحرف، ولكنه استدل بما يثبت جواز اللعن لا السب، فراجع ص47 و 48.
ومن الواضح: أن علياً «عليه السلام» قد نهى في صفين أصحابه عن سب معاوية وأصحابه، وطلب منهم بدلاً من سبهم أن يصفوا أعمالهم.
كما أن الإمام الصادق «عليه السلام» قد أمر أصحابه بأن ينزهوه عن السب، ولا يكونوا قوماً سبابين، ليقال: رحم الله جعفراً قد أدب أصحابه فأحسن تأديبهم.
أما اللعن الذي معناه الدعاء على الشخص بأن يبعده الله عن رحمته، فهو شأن آخر، وقد لعن الله سبحانه في كتابه الكريم فئات كثيرة. كما أنه سبحانه قد أظهر الرضى عن لعن المؤمنين لبعض الفئات، حين قال: ﴿أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾([1]).
ولعل سبب ذلك: هو أن اللعن يستبطن إعلان البراءة والإدانة للانحراف الذي اختاروه، ولكل سلوك عدواني، أو عمل إجرامي اقترفوه. ولا يستهدف الانتقاص الشخصي منهم، كما هو الحال بالنسبة للسب.
__________
([1]) الآية 159 من سورة البقرة.