طباعة

- 92 - السيوطي وطي الأرض

ذكر محمد بن علي الحباك خادم الشيخ جلال الدين السيوطي المتوفى 911:
إن الشيخ قال له يوما وقت القيلولة: وهو عند زاوية الشيخ عبد الله الجيوشي بمصر بالقرافة: أتريد أن تصلي العصر بمكة بشرط أن تكتم ذلك علي حتى أموت؟ قال:
فقلت: نعم. قال: فأخذ بيدي وقال: غمض عينيك فغمضها فرحل بي نحو سبع وعشرين خطوة ثم قال لي: افتح عينيك فإذا نحن بباب المعلاة فزرنا أمنا خديجة، والفضل بن عياض، وسفيان بن عيينة، وغيرهم، ودخلت الحرم فطفنا وشربنا من ماء زمزم، وجلسنا خلف المقام حتى صلينا العصر، وطفنا وشربنا من ماء زمزم ثم قال لي: يا فلان!
ليس العجب من طي الأرض لنا، وإنما العجب من كون أحد من أهل مصر المجاورين لم يعرفنا، ثم قال لي: إن شئت تمضي معي، وإن شئت تقيم حتى يأتي الحاج؟ قال:
فقلت: أذهب مع سيدي، فمشينا إلى باب المعلاة وقال لي: غمض عينيك فغمضتها فهرول بي سبع خطوات ثم قال لي: افتح: عينيك فإذا نحن بالقرب من الجيوشي، فنزلنا إلى سيدي عمر بن الفارض.
أسلفنا هذه القصة وجملة من لداتها في الجزء الخامس ص 17 - 21 وفصلنا القول هنالك تفصيلا.