طباعة

حينما اعتَذَرتْ الأميرة !

حينما اعتَذَرتْ الأميرة !

 

قالتْ ابنة الشيخ مرتضى الانصاري المرجع الأعلى للشيعة في العالم ، الذي كانت كلمته مطاعة عند الناس و قاطعة الطريق على الحكّام : انه ذات يوم جاءت ابنة الشاه ناصر الدين لزيارة الشيخ في النجف الأشرف ، فدخلتْ المنزل و لما استقر بها المجلس قبل حضور الشيخ أخذتْ توزّع نظراتها الى جوانب غرفة الشيخ ، تتأمل في السرجين و هي فضلات الحيوانات تُجعَل قطعاً و تُجفَّف للتدفئة بدلا عن الفحم المشتعل في المنقل ، و رأتْ سُفرة من الخوص معلقة على الحائط ، و الى جانب المنقل الذي كان من الطين رأتْ سراجاً من فخار أضاءتْ الغرفة نصف إضاءة . فلم تستطع الأميرة بنت الشاه أن تخفي ما يدور في خُلدها من عجب و دهشة لزهد أكبر مرجع ديني في العالم الاسلامي و الشيعي أنذاك . . فقالتْ للشيخ الانصاري لما حضر :

اذا كان العالم و المجتهد هكذا يعيش زاهداً فماذا يقول الشيخ علي كني ؟ ! ـ و هو من كبار علماء طهران الذي يخشاه الشاه ، و كان يعيش من الناحية المادية في رفاه الى حدّما ، و لعل سبب اغتياب الأميرة للشيخ كني هو موقفه المعارض لأبيها ناصر الدين شاه ـ .

من هنا غضب الشيخ الانصاري و لم يسمح لها ان تكمل كلامها اذ نهض من مكانه و قال بشدّة : ماذا تقولين ؟ ان هذا الكلام غيبة ، اعلمي انك بهذا الكلام قداشتريت لنفسك نار جهنم ، قومي و اخرجي قبل أن ينزل الله من السماء عقاباً يشملني معكِ .

بكتْ الاميرة من كلام الشيخ الانصاري و قالتْ : سيدي ، لقد اخطأتُ و تبتُ من خطأي ، اعتذر منك فلن ارتكب مثل هذه الحماقة مرّة أخرى .

فعفى عنها الشيخ و قبل اعتذارها ثم قال : أين انتِ من إبداء الرأي حول مكانة العلامة الشيخ علي كني ؟ !([1])

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1]ـ سيماء الصالحين / ص 365 .