• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

فضيلة الاستاذ الشيخ غلام حسن مقدادي الحنفي الباكستاني

فضيلة الاستاذ الشيخ غلام حسن مقدادي

الحنفي الباكستاني

 

العالم التقي والفاضل المهذّب النقي، الأُستاذ الأكبر في مدرسة باب العلوم في مُلتان الباكستان سابقاً، رفض مذهبه الحنفي، وإعتنق مذهب الشيعة الإماميّة عام 1355 هـ لوقوفه على جريمة لا تنكر سجّلها التاريخ لعثمان بن عفان الاُموي، وهي إحراقه المصاحف المقدّسة بالنار، فوقوفه على فتاوى لأصحاب المذاهب الأربعة صريحة في استهانتهم بالقرآن العظيم.

ولد فضيلته في الباكستان الغربية عام 1333 هـ ، ونشأ على المذهب الحنفي([1]) والعقيدة السنّية في الخلافة، غير أنـّه كان يعتقد أفضيلة الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) على الثلاثة، على خلاف ما يعتقده عامّة السنّة في أنـّه(عليه السلام)دونهم في الفضل، وبعد أن منّ الله تعالى عليه بالإيمان، وهداه إلى الصراط المستقيم وإعتنق مذهب الشيعة الإمامية، أصبحت عقيدته في الإمام عقيدتهم فيه وفي المتقدّمين عليه في الخلافة فقال في كتابه الينا:

عقيدتي فيه سلام الله عليه أنـّه الإمام بالحق، والخليفة بلا فصل، وحجة الله الكاملة البالغة، وأنّ خلافة الثلاثة باطلة قامت على الظلم والغدر، كما هو مذكور في بعض كتب العامّة([2]).

تسلّمنا منه كتاباً من مُلتان، الباكستان في 7/4/1384 هـ يقول فيه تحت عنوان: (سبب تشيّعي).

عام 1935 بعد ما انهيت الصف الثامن ناجحاً، ودخلت الصف التاسع واستمررت (في الدراسة) رأيت والدي يعوزه القيام بالنفقة عليّ، تركت المدرسة، فصرت اطالع الكتب العقائدية للشيعة والسنّة([3])، فمن الصدف حصلت على كتاب نفيس (موعظة تحريف القرآن) للعلامة المرحوم السيد عليّ الحائري اعلا الله مقامه الشريف([4]) اخذت في مطالعته فلفتت نظري العبارة التالية:

كان إختلافٌ بين المصاحف على عهد الخليفة عثمان فأمر عمّاله أن يستنسخوا نسخاً من القرآن، وفرض على المسلمين إجماعهم على قراءة هذه النسخ، ورفض ماسواها، وأمر بإحراق ما يجدونه من سائر المصاحف([5])، كما في صحيح البخاري ج6 باب فضائل القرآن ص25 سطر 3 طبع بمبئي. تاريخ الأعثم الكوفي، الترجمة الفارسية طبع بمبئي ص 147 سطر 8. مشكاة، طبع محمدي دلهي ص150 س12، الصواعق المحرقة ط المطبعة البهية مصر ص101 س8، والخلاصة أنّ هذه العبارة أثّرت عليّ وجعلتنى أشعر بألم روحي، ويحق لكلّ مسلم أن يتألّم من ذلك. ويحترق قلبه.

كيف المناسبة بين القرآن والنار؟ وهل يحكم الانصاف باسلام هكذا إنسان يُقدِم على التجاسر على القرآن العظيم؟.

أنا شخصيّاً أشك في اسلام هكذا إنسان، اذن كيف يحق له أن يتأمّر على المسلمين، ويحكم فيهم باسم خليفة المسلمين.

قال: ونحن لا نعتقد بوقوع تحريف في القرآن بتاتاً (حتى يؤدّى إلى الاختلاف هذا اوّلاً، وثانياً على فرض وقوع تحريف ما فانّما هو في بعض كلمات قليلة، وهذا لا يوجب سقوط القرآن عن مقامه والحطّ من عظمته وقداسته، فلا ينبغي لأي مسلم ان يقدم على التجاسر عليه. فكيف بإحراقه.

لفتُ نظر: منذ عهد طفولتي كنت اُشاهد أبويّ وسائر المسلمين يتوضؤون
لدى إرادة حملهم القرآن أو مسّه. نعم هكذا كانوا يحترمون القرآن. إذن من اعتاد على احترام القرآن وتجليله لا يمكنه ان يتصوّر من يقدم على احراق القرآن أو يرضى به.

قضية اُخرى صارت سبباً لازدياد تبصّري وإعراضي عمّا كنت أعتقده في مذهبي السابق:

إنّ جماعة من علماء السنّة يجوّزون كتابة كلمات القرآن لغرض الاستشفاء من بعض الأمراض (بالدم وبالبول) فقد رأيت في كتاب (ردّ مختار): لو رعف فكتب الفاتحة بالدم على جبهته وأنفه جاز الاستشفاء، وبالبول أيضاً إن علم فيه شفاء لا بأس به. (انتهى بلفظه).

وفي كتاب (فتاوى قاضي خان) 4/364. وفي (الفتاوي السراجية) بهامش قاضي خان 3/31 (عالم گيري) 5/134: والذي رعف فلا يرقأ دمه فأراد أن يكتب بدمه على جبينه شيئاً من القرآن، قال أبوبكر الإسكاف: يجوز.

قيل: لو كتب بالبول؟ قال: لو كان فيه شفاء لا بأس به.

قيل: لو كتب على جلد ميّتة؟ قال: إن كان فيه شفاء جاز. (انتهى بلفظه).

بعد التأمل في أمثال هذه الخرافات المتناولة لهتك القرآن وإهانة القرآن كتاب الله العزيز لا يكاد المسلم أن يقرّ على مذهب يرى جواز ذلك فلا مناص له من اختيار مذهب آخر (بري من شائبات الأفكار الخرافية).

ونظراً لذلك تركت مذهب السنّة والتجأت إلى مذهب أهل البيت(عليهم السلام) الذين هم في الواقع قرآن ناطق، وتمسّكت بحبلهم بكلّ إحكام، واسأل الله تعالى أن يحشرني وأمثالي على ولاء أهل البيت الطاهرين في الدنيا والآخرة...

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] ـ تقدم الكلام حول إمام هذا المذهب أبي حنيفة وما قالوا فيه في ص 26 و 45 و 66 فراجع .

[2] ـ راجع ص 81 لتقف على صحة قوله من انّ خلافة هؤلاء الثلاثة انّما قامت على الظلم والاكراه.

[3] ـ الرضوي: هكذا يجب على كلّ إنسان يتحرّى الحق أن يتابع عقله، وما يهديه إليه فيطالع كتب الفريقين الشيعة والسنّة معاً، ليكون على بصيرة ويقين في عقيدته. لم يذكر اسم الكتاب.

[4] ـ رسالة صغيرة تثبت نفي تحريف القرآن عند الشيعة طبعت فى لاهور الباكستان عام 1958 للمرة الثالثة تقع فى 78 صفحة بالقطع الصغير.

[5] ـ وحديث إحراق عثمان المصاحف الشريفة جاء ايضاً في تاريخ الأمة العربية لوزارة المعارف العراقية، طبع بغداد عام 1939 صفحة 155.

            وفي كتاب تاريخ الإسلام السياسي والثقافي والديني والاجتماعي ص 159 طبع مصر الطبعة الأولى ما نصه: وقد امر عثمان باحراق المصاحف الأخرى... يقول أبي الأثير ج3 ص46: وارسل الى كلّ افق بمصحف وحرق ما سوى ذلك، فكل الناس عرف فضل هذا الفعل إلاّ ما كان من أهل الكوفة. مجلة الأزهر ج3 ص229 عام 1358. وبه اعترف ابن حجر الهيتمي في كتابه (الصواعق المحرقة) باحراق عثمان المصاحف، وعدّ ذلك من فضائله. قال: لأن حذيفة وغيره انهوا إليه انّ أهل الشام والعراق اختلفوا في القرآن، يقول بعضهم لبعض: قراءتي خير من قراءتك. وهذا يكاد أن يكون كفراً، فرأى عثمان ان يجمع الناس على مصحف واحد. الصواعق المحرقة ص68 و 69 ط مصر عام 1324 المطبعة الميمنيّة.

            وقال الاستاذ أحمد حسن الزيّات في (تاريخ الأدب العربي) ص92: خشي عثمان أن يختلفوا في دلالته كما اختلفوا في تلاوته... حبس بالمدينة واحداً وهو مصحفه المسمّى بالإمام ثمّ أمر بجمع ما عدا ذلك فأحرقه.

            الرضوي: وقد طعن صاحب تاريخ الإسلام السياسي فيمن عاب على عثمان هذا الفعل الشنيع (هتك حرمة كتاب الله) فهو يرى فضلا اكتسَبه عثمان على ذلك، وكذلك ابن الأثير فانّه قال: فكل الناس عرف هذا الفضل إلاّ ما كان من أهل الكوفة.

            وانّما انكر أهل الكوفة وغيرهم من الشيعة على عثمان ذلك العمل الشنيع لانـّهم يرون للقرآن كلام الله المجيد حرمة وقداسة، كيف لا، وقد قال تعالى (لا يَمَسُّهُ إلاَّ الْمُطَهَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) الواقعة: 79.

            وإحراقه بالنار يتنافى مع قداسته، كما رأى ذلك هذا العالم المستبصر البصير الشيخ المقدادي دام بقاه. قال البرزنجي: يجيء يوم القيامة المصحف والمسجد والعترة، فيقول المصحف يا رب حرقوني...

            فاذا كان في احراق عثمان المصحف فضلا له فلمّاذا يشكو إلى الله تعالى يوم القيامة، فيقول: يا ربّ حرقوني فهل من مدّكر؟

            وكم لعثمان بن عفّان من أعمال استنكرها عليه المسلمون، والأمويون يرونها فضلاً له حقاً ما قال تعالى وكل كلامه حق (فَإِنَّها لا تَعْمَى الأَْبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)الحج آية 46.

            قال العقاد وهو يشيد بشيء من اعمال ارتكبها، اوجبت اثارة المسلمين عليه، وحكمت عائشة عليه بالكفر، فقتله المسلمون بعد ان قالت: اقتلوا نعثلاً ـ اي عثمان ـ فان نعثلا قد كفر.

            (الامام عليّ صوت العدالة الانسانية ج 4): اهم الأسباب أنـّه خالف بعض السنن التي اتبعها النبيّ(عليه السلام) في الأذان، والصلوة، وأنه أدنى اُناسا من اُقاربه كان رسول الله(عليه السلام) قد اُقصاهم عن المدينة فاستدعاهم إليه بعد استخلافه واغدق عليهم المنح والأموال، وأنـّه اطلق العنان لأبناء اُسرته في الولاية والعمالة، ومنهم من اتهموه بإقامة الصلوة وهو سكران، وأنـّه منح اباسفيان بن حرب مأتي الف درهم، ومنح الحارث بن الحكم زوج بنته عائشة مأة الف درهم من بيت المال، وانّه توسّع في بناء القصور، وحرّم بعض الصحابة، وضرب بعضهم على مشهد من الملأ ضرب إهانة وايجاع.. ولم تنقض سنوات على هذه الحال حتّى كثر المترفون من جانب، والمتربون من جانب آخر، وشاع بين الجانبين ما يشيع دائماً في امثال هذه الأحوال من الملاحاة والبغضاء والتزيّد بالتهم واللجاجة. (عبقرية الإمام عليّ) صفحة 55.

            وقال ابن خلكان وغيره: لمّا بويع عثمان (رض) نفى اباذر الغفاري (رضي الله عنه) إلى الربذة لأنّه كان يزهّد الناس في الدنيا. وردّ الحكم بن أبي العاص وكان قد نفاه رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلى الربذة، ولم يردّه أبوبكر ولاعمر، فردّه عثمان... وولّى مصر عبد الله بن أبي سرح، واعطى أقاربه الأموال، فكان ذلك ممّا نقم عليه النّاس (حياة الحيوان الكبرى ج1 ص47) طبع مصر عام 1306 المطبعة الشرقيّة.

            وقال الدميري: اخذوا ينقمون على خليفتهم عثمان لأنّه كان له اموالٌ عظيمة، وكان له ألف مملوك، ولكونه يعطي المال لأقاربه، ويولّيهم الولايات الجليلة، فتكلّموا فيه إلى ان قالوا: هذا لا يصلح للخلافة، وهمّوا بعزله، وثاروا لمحاصرته... قال: ومناقبه (رضي الله عنه)كثيرة جدّاً (حياة الحيوان ج1 ص47).

            الرضوي: والّذين ختم الله على قلوبهم يعدّون كلّما صدر منه من اعمال أدّت إلى سخط المسلمين حتى ثاروا عليه وقتلوه مناقب له فاعتبروا يا اولى الألباب.

            قال المدائني: قتل رضي الله تعالى عليه يوم الأربعاء بعد العصر، ودفن يوم السبت قبل الظهر، وقيل يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين. وقال المهدوي: قتل في وسط ايّام التشريق، واقام ثلاثة ايّام لم يدفن، ولم يصل عليه، وقيل صلّى عليه (رض) جبير بن مطعم ودفن ليلاً (حياة الحيوان ص48).

            قال البرزنجي في (الإشاعة لأشراط الساعة) ص17 طبع مصر: روى أبو نعيم عن عروة قال: مكث عثمان فى حش كوكب ثلاثاً لا يدفنوه حتّى هتف بهم هاتف ادفنوه ولا تصلوا عليه فانّ الله صلّى عليه.

            الرضوي: لا أرتاب في انّ هذا الهاتف كان من فسقة الجنّ فهتف بهذا الهتاف ليضلّ النّاس عن سبيل الحق، انّ صحّ هذا الحديث الذي وضعه الوضّاعون من بني اميّة وعزوهُ إلى عروة، أو أنّ عروة هو الذي وضعه وعزاه الى هاتف.

            واليك بعض الأدلّة على وضعه منها: أنّ عثمان كما علمت كان قد خالف سنّة رسول الله(صلى الله عليه وآله)وسيرته، ولذلك أجمع المسلمون على قتله وإباحة دمه، والذيّ شجّعهم على ذلك قول عائشة: اقتلوا نعثلا ـ اي عثمان ـ فانّ نعثلا قد كفر. كما تقدّم. ومنها: بقاؤه ثلاثاً لم يدفن مع انّ السنّة المحمّديّة تؤكّد في تعجيل دفن الميّت. ومنها: أنّ الإمام عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)كان حاضراً في المدينة فلم يصلّ عليه ولم يأمر بدفنه، علماً بأنّ الصلوة على الميّت المسلم ودفنه واجبان على المسلمين. ومنها: أنّ الإذعان بصحّة ما نسب إلى عروة يوجب تفضيل عثمان على رسول الله(صلى الله عليه وآله)ومعتقد ذلك كافر دون ريب، فان النبيّ(صلى الله عليه وآله) دفن بعد ان صلّى المسلمون عليه، ولم يهتف بهم هاتف لا تصلوا عليه. فانّ الله صلّى عليه وإنّما دفن عثمان ليلاً وبعد ثلاثة ايّام مخافة أن يتأذّى الناس بجيفته لو بقي على الأرض فثبت وضع الحديث وافتراؤه.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page