أبو حامد محمد بن محمد الغزّالي الشافعي الطوسي
الملقّب عند السنّة بـ (حجّة الإسلام)
إعتنق مذهب الشيعة حيث نصّ على ذلك العلاّمة المتبحّر الكبير محمد محسن الفيض الكاشاني(رحمه الله) فقال في كتابه (المحجّة البيضاء في تهذيب الأحياء): إنّ أبا حامد لمّا كان حين تصنيفه (كتاب احياء علوم الدين) عامِّي المذهب ولم يتشيّع بعد، وإنّما رزقه الله هذه السعادة في أواخر عمره، كما أظهره في كتابه المسمّى (سرُّ العالَمين) وشهد به ابن الجوزي الحنبلي.
الرضوي: قال الغزالي في (سرُّ العالمين)([1]) في المقالة الرابعة مالفظه: أسفرت الحجّة ووجهها وأجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته في يوم غدير خم باتفاق الجميع وهو يقول: (من كنت مولاه فعليّ مولاه)([2]) فقال عمر: بخٍّ بخٍّ لك يا أبا الحسن أصبحت مولاي ومولى كلّ مولى([3]).
فهذا تسليم ورضاً وتحكيم، ثمّ بعد هذا غلب الهوى لحبّ الرياسة، وحمل عمود الخلافة، وعقود البنود وخفقان الهوى في قعقعة الرايات، واشتباك ازدحام الخيول، وفتح الأمصار، سقاهم كأس الهوى فعادوا إلى الخلاف الأوّل، فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلا (فبئس ما يشترون).
ولمّا مات رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال قبل وفاته: إيتوني بدواة وبياض لأزيل عنكم إشكال الأمر، وأذكر لكم من المستحق لها بعدي، قال عمر: دعوا الرجل فانه ليهجر... ودخل محمد بن أبي بكر على أبيه في مرض موته، فقال: يا بنيّ إئتِ بعمك (عمر) لأوصي له بالخلافة.
فقال: يا أبتِ اكنتَ على حق أو باطل؟ فقال: على حق. فقال: وصِّ بها لأولادك ان كان حقاً، أو لا، فقد مكنتها بك لسواك.
ثمّ خرج إلى عليّ (وجرى ماذكره) وقوله على منبر رسول الله(صلى الله عليه وآله): أقيلوني أقيلوني لست بخيركم. أفقاله هزلا أو جدّاً، أم امتحاناً؟ فإن كان هزلا فالخلفاء منزّهون عن الهزل، وإن كان جدّاً فهذا نقضٌ للخلافة. وإن قاله امتحاناً، فقد نزعنا مافي قلوبهم من غلّ.
وفي الصفحة 13 منه: فإنّ العبّاس وأولاده، وعليّاً وزوجته وأولاده لم يحضروا حلقة البيعة...([4])
--------------------------------------------------------------------------------
[1] ـ طبع مصر ص13 دار الشباب للطباعة تحقيق الشيخ مصطفى أبو العلى منشورات مكتبة الجندي.
[2] ـ رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجة عن البراء (رضي الله عنه)، والترمذي، والنسائي، والضياء عن ابن ارقم (رضي الله عنه) (هامش ص13 سرّ العالمين).
[3] ـ ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة. نسخة (وهي الصواب).
[4] ـ وتخلّف هؤلاء عن البيعة لأبي بكر دليل على بطلانها، وعدم مشروعيّتها، فهل من مدّكر؟