محمد عليّ صالح كلي الحنفي السوري
رفض مذهبه وإعتنق مذهب الشيعة الإماميّة بعد أن أعتقد صحّته لأدلّة قويّة يعضدها الكتاب والسنّة والعقل.
تسلّمنا منه كتاباً بتاريخ 14/1/1383 هـ من سورية جاء فيه تحت عنوان أسباب تشيّعي:
بينما كنت مارّاً في سوق بلدتنا سلقين إذ اعترضني رجل يدعى محمد صالح قرنفل، وفاجأني بقوله: إنّ صديقك محمد عليّ من قرية عز مارين([1]) قد ترك دينه، وإعتنق مذهب الروافض، أي الشيعة الجعفريّة فثار غضبي عليه حين سمعت هذا الخبر.
وذهبت إلى القرية عنده لعلّي أن اُقنعه، وأردّه عن هذه الفكرة التي أساءت جميع اصدقائه، وقلت في نفسي: إن لم يرجع عن هذا الأمر سيكون آخر عهد صداقتنا.
ولمّا تقابلنا في داره في قرية عز مارين ونظر مابي من كآبة وغضب، قال لي: إنّي أراك مغضباً لعلّه خير ان شاء الله.
فقلت: سمعت عنك أنّك قد جدّدت مذهباً غير مذاهبنا الأربعة([2]) فقال لي: لا تعجل بالأمر، فليس كما تتوهّم، فأنا أعرض عليك حديثاً واحداً من جملة أحاديث كثيرة إذا أمعنت الفكر والنظر فيه يكفي، وهو حديث الثقلين([3]) وتلاه لي واذا هو ضربة على جميع المذاهب([4]).
ثمّ أردف ذلك بكتاب (ابو هريرة)([5]) ثمّ بـ (المراجعات)([6]) تأليف السيّد عبد الحسين شرف الدين(رحمه الله).
وحينما اطلعت على الحديث والكتابين المذكورين فقد كشف الله عن بصري وبصيرتي، وأخرجني من الظلمات إلى النور، بفضل محمد وآله الأطهار عليهم صلوة الله وسلامه، لقد زهق الباطل والحمد لله([7]).
--------------------------------------------------------------------------------
[1] ـ هو محمد عليّ حمتّو، يأتي حديث تشيّعه قريباً.
[2] ـ وليعلم القارئ النبيل انّ واحداً من أئمـّة المذاهب الأربعة لم يكن في عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله)فمذاهبهم مستحدثة مبتدعة في الاسلام.
[3] ـ نصّه على مافي صحيح مسلم ج2 ص238 ط مصر عام 1290 هـ قال (صلى الله عليه وآله): انا تارك فيكم ثقلين، أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به (فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه) ثمّ قال: «وأهل بيتي، اذكّركم الله في أهل بيتي اذكّركم الله في أهل بيتي، اذكّركم الله في أهل بيتي».
الرضوي: ومع هذا التأكيد فلم يحتفل به أصحاب المذاهب الأربعة بكلام رسول الله(صلى الله عليه وآله) ولو اكدّ فيه فعدلوا عن أهل بيته واستبدلوا بهم غيرهم فسوف يلقون غيّاً.
[4] ـ لانحرافها كلّها عن أهل بيت صاحب الرسالة الاسلامية (صلى الله عليه وآله) فلا ترجع في شيء من أحكام الشرعيّة الإسلاميّة وأخذ السنّة المحمّديّة اليهم مع انـّهم اعلم الناس بكتاب الله وسنّة رسوله(صلى الله عليه وآله)وأقربهم اليه، وأهل كلّ بيت أدرى بما في البيت من الاجانب وهذا ما لا ينكره من له أدنى مسكة من عقل، فمن حاد عنهم إلى من هو دونهم في كلّ شيء فقد ضلّ ضلالا مبيناً، وخسر خسراناً كبيراً وقد شبّههم رسول الله(صلى الله عليه وآله) بسفينة نوح راجع ص25 .
[5] ـ يقول العلاّمة الشيخ أحمد أمين الأنطاكي في كتابه (في طريقي إلى التشيّع) في هذا الكتاب: ياله من كتاب فيه الغرائب والعجائب وهو فتح جديد، فما تركته حتى اتيت على آخره.
[6] ـ ولكي تقف على ما لهذين الكتابين العظيمين من شأن كبير عند العلماء الكبار والكتّاب البارزين وما قالوه فيهما اقرأ كتابنا (اقرأ هذه الكتب).
[7] ـ الرضوي: (فَمَنْ يُرِدِ اللّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِْسْلامِ وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ كَذلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ)
الانعام125. ولو انّك أريت أحد النواصب ألف حديث فأكثر لم تطاوعه نفسه الخبيثة على إمعان نظره في واحد منها خشية أن ينحرف عن الطريقة التي وجد عليها آباءه الأوّلين. والحق أن حديث الثقلين وحده هو حجّة دامغة للقوم وهو كفيل في هدايتهم إلى الحق والصراط المستقيم فهو ممّا اتّفق على نقله الشيعة والسنّة معاً، وهو في أصحّ كتب السنّة صحيح مسلم عدل صحيح البخاري عندهم، وهو يدعو مع التأكيد إلى التمسّك بأهل بيت الرسول(صلى الله عليه وآله) وعترته الطاهرة أئمـّة الشيعة الإماميّة الاثنى عشرية، الفرقة الوحيدة الناجية من النار يوم القيامة.
