• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

البحّاثة المتضلِّع الناقد الخبير محمد بخش قريشي السنّي الباكستاني

البحّاثة المتضلِّع الناقد الخبير محمد

بخش قريشي السنّي الباكستاني

 

إعتنق مذهب الشيعة الإماميّة وعلى أثر دراسة عميقة ومطالعات واسعة ودقيقة في كتب السنّة تجلّى له فيها فساد مذهبه فرفضه، وصحة مذهب الشيعة الإماميّة فاعتنقه.

ولد محمد بخش في (دهولري ـ لائل پور ـ) الباكستان عام 1905 م في اُسرة سنيّة. كان ابوه من اتباع محمد حسين شاه الصوفي([1]) فاتّبعه هو أيضاً، قال: وأعتقدت بوحدة الوجود([2]). كان متعصّباً في مذهبه قضى أكثر من عشرين عاماً في التصوف، وتعرّف على جماعة من رجالاتهم البارزين فيه فقلّدهم، مثل محمد حسين شاه الصوفي، وقطب عليّ شاه الصوفي، وشير محمد شاه، والبابا فريد الدين.

وبعد انفصال الباكستان عن الهند انتقل إلى لواء جهنگ وكان أهله كلّهم شيعة فأسس هناك مركزاً لترويج المبادئ السنّية، وكان السكرتير العام للجنة فيها، وأسّس أيضاً جمعية باسم (جمعيّة قريش) وترأسها، كما انّه اُسّس فروعاً كثيرة لها في مختلف البلاد.

بعثت إليه رسالة حول تشيّعه وأسبابه تسلّمت منه في 8/4/1384 هـ كتاباً ضافياً اقتطف منه ما يلي:

كنت أعتقد في الخلافة أنّها منصب مادي يمكن للجمهور نصب الخليفة، وعقيدتي الآن أنّ الخلافة منصب الهيّ كما نصّ على ذلك القرآن([3]) وجاءت بذلك الأخبار، وقد نصب الرسول الأعظم علياً(عليه السلام) يوم الغدير إماماً وخليفة من بعده.([4])

كانت عقيدتي في عليّ(عليه السلام) انّه رابع الخلفاء امّا الآن فعقيدتي فيه أنّه الإمام بالحقّ، والخليفة بلا فصل، وأنّه أفضل البرية بعد النبيّ علماً وفضلا وشجاعة. كان حلاّل المشاكل، مرجعاً في الدين والإيمان، حبّه فرض، وبغض اعدائه من اُسس الإيمان. وجاء في كتابه تحت عنوان:

(السبب الباعث على تركي مذهب السنّة)

إنّي اطّلعت أيّام بحثي على حقائق تنافي تماماً مع ما يذكره علماء السنّة في مجالسهم، ولذلك ألّفت كتاباً في فضائل آل البيت، جمعت فيه كلما ذكره أصحاب الصحاح الستّة من فضائل أهل البيت(عليهم السلام). ذكرت فيه حديث السقيفة وفدك([5])وغدير خم([6]) خاصّة بالتفصيل، مع نقل شهادات علماء السنّة بصحته، حسب القرون والأجيال.

يقول النسائي في خصائصه ص20: إنّ النبيّ عيّن علياً للخلافة وأمر الناس بالاعتقاد بإمامته وإمارته.

وفي (الدرّ المنثور) ج2 ص40 انّه (صلى الله عليه وآله) قال: لا تعلّموا عترتي فانـّهم أعلم منكم، ولا تسبقوهم فانـّهم ادرى وأفضل منكم([7]).

يقول المؤرّخون: إنّ النبيّ نصّب علياً للخلافة والولاية بعد رجوعه من حجّه الأخير، ووصوله إلى الغدير ونزول: ) بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ(([8]).

فلو أنّ أحداً ترك هذه النصوص كلّها، وانتخب أبا بكر لإختيار الأُمـّة ايّاه أفلا يستحق البراءة والنفرة منه؟

وفي مسند أبي داود ص33: أنّ النبيّ الأعظم نصّب عليّاً للخلافة، ثمّ وضع العمامة على رأسه، فانثال الناس لتهنئته وأوّل من جاء إليه عمر بن الخطّاب قائلا: بخّ بخّ لك يا عليّ أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة([9]).

وفي الترمذي ص31 أنـّه قال: أمـّروا بعدي علياً فانّه يقيمكم على النهج الصحيح، والصراط المستقيم، ولكني اعلم انّكم لا تبايعونه.

وفي المشكاة باب جامع المناقب أنـّه (صلى الله عليه وآله) قال: لئن أمّرتم عليّاً ليهدي بكم إلى الصراط المستقيم، ولكنّكم لا تبايعون([10]).

وفي صحيح مسلم ص119: يخلف بعدي اثنا عشر خليفة يقيمون ديني، وهم من ذريتي([11]).

وفي الدرّ المنثور ص259 أنـّه قال في مقام الغدير: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى، فأخذ بيد عليّ وقال: إنّ عليّاً لحمه لحمي ودمه دمي ومن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه([12]). فنصّ على خلافته في ذلك الموقف العظيم، والحرّ الشديد، فأنشد حسّان بن ثابت أبياته المعروفة:

يناديهم يوم الغدير نبيّهم***بخمٍّ فأسمع بالرسول مناديا

وقال فمن مولاكم ووليّكم***فقالوا: ولم يُبدوا هناك التعاميا

الهك مولانا وأنت وليّنا***ومالكَ منّا في الولاية عاصيا

فقال له قم يا عليّ فانّني***رضيتك من بعدي إماماً وهاديا

فمَن كنت مولاه فهذا وليّه***فكونوا له انصار صدق مواليا

هناك دعى اللّهم والِ وليّه***وكن للذي عادى علياً معاديا

وفي الخصائص للنسائي ص20 انّه قال: أنت الخليفة بعدي يا عليّ إلاّ انّ الناس يستخلفون غيرك.

وفي سنن ابن أبي داود ص23 انّه قال في مقام الغدير:

انّ عليّاً منّي بمنزلة هارون من موسى. فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه. وهذا في اجتماع يبلغ عدده زهاء مأة وأربع وعشرين ألفاً.

وفي الدرّ المنثور: أنّ النبيّ كان جالساً في المسجد ذات يوم اذ دخل عليّ فضمّه إلى صدره وقال: يا عليّ لا يدخل الجنّة إلاّ من كان يحبّك ويتابعك.

وفي روضة الأحباب ج3 ص1 انّه(صلى الله عليه وآله) قال: عليّ خليفتي في حياتي وبعد مماتي، إلاّ انّ ذلك للمؤمنين، وغيرهم([13]) لا يقبلون وفي البخاري انّه (صلى الله عليه وآله) قال: حينما يظهر القائم ينزل عيسى من السماء فيقتدى بولدي.

وفي الدرّ المنثور ج2 ص377 أنـّه (صلى الله عليه وآله) قال: لا تنازعوا فيما بينكم فاني اُخبركم عمّن يدخل الجنة، ألا أنـّه لا يدخل الجنّة إلاّ من كان يحب علياً ويتّبعه([14]).

وفي مسلم ص127 أنـّه قال: «يؤُمُّ الناس بعدي إمامان، إمام يلعنه الناس، وإمام يصلّي عليه». وأيضاً قال: «النظر إلى وجه عليّ عبادة وذكره عبادة»([15]).

وأيضاً قال: «لو كانت الرياض أقلاماً، والبحار مداداً، والجنّ حُسّاباً، والأنس كتّاباً ما أحصوا فضائل عليّ بن أبي طالب. «من كنت مولاه فعليّ مولاه([16])».

وقال يوم الأحزاب: «برز الإيمان كلّه  إلى الكفر كلّه»([17]) ولمّا فتح عليّ وقتل عمرو بن عبد ودّ قال (صلى الله عليه وآله): «ضربة عليّ يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين».

وقال أيضاً: «أنا وعليّ من نور واحد([18]) خلقت وكان آدم بين الماء والطين، ثمّ قسم هذا النور إلى قسمين فصار أحدهما محمداً والآخر عليّاً، وكلاهما من أسماء الله تعالى».

وقال أيضاً: ما بعث نبيّ إلاّ وقد اعترف بولاية عليّ بن أبي طالب، وهي التي يُسأل عنها يوم القيامة([19]) كما نظم ذلك الخواجه معين الدين في قصيدته المعروفة.

وفي صحيح مسلم ص109 انّه(صلى الله عليه وآله) قال: عليّ يسير على طريقتي، لا يقتل كافراً إذا كان يولد منه مسلم. ولعلّه لذلك لم يقاتل الذين غصبوا حقّه.

وفي (المشكاة): إنّ الله أوحى إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله) إنّي استخلف بعدك خلفاء يظهر آخرهم من مكّة، يعظ الناس وكلّهم يسمعونه وهم في أماكنهم.

وفي (روضة الأحباب) ج3 ص246: إنّ الناس شغلوا عن دفن النبيّ واشتغلوا في السقيفة لنصب الخليفة ولم يرجعوا إلاّ بعد ثلاثة أيام. وأمّا عليّ(عليه السلام)فقد حفر قبر الرسولودفنه. وهكذا ذكر ابن ماجة في باب وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله).

أخي: انّي حينما رأيت تلك الروايات الكثيرة الراجعة إلى فضائل العترة في كتبي، أي كتب أهل السنّة ورأيت قضيّة غدير خم وأنّ النبيّ نصب علياً للخلافة والولاية في ذلك الحرّ الشديد، والموقف الخطير بأمر أكيد من الله سبحانه ) يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ(([20]) وقد سبق ذلك أمر آخر في سورة ألم نشرح ) فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ( إلاّ انّ النبيّ(صلى الله عليه وآله)كان يخاف من شرّ الحاسدين والكائدين، فلمّا وعده الله ان يعصمه من الناس امر (صلى الله عليه وآله)أن يرجِعَ من سبقَ، وينتظر من تأخر، ويعمل منبراً من أقتاب الابل([21]) فعلاه وقال: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى. فأخذ بيد عليّ ورفعها حتى ظهر بياض إبطيهما([22]).

وقال(صلى الله عليه وآله): لحمه لحمي([23]) ودمه دمي، روحه روحي، وجسمه جسمي. أنا وهو من نور واحد([24]) فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه([25]) ثمّ وضع عمامته على رأس عليّ(عليه السلام)، وأعلن للنّاس أنـّه هو الخليفة بعده، وهو الإمام لهم.

وكنت اسمع جماعة من علمائنا يقولون إنّ المولى هنا بمعنى المحبّ، ولما راجعت الأحاديث والأخبار ظهر لي فساد قولهم، فإنّ حسّان بن ثابت أنشد أبياتاً في ذلك وأثبت أنّ المراد من المولى هو الحاكم والسلطان([26]); ومن الواضح أنّ الرجل العربي اعلم بلغة العرب من علماء الهند، يقول ابن الجوزي: إنّ حسّان لمّا قال ذلك قال له النبيّ(صلى الله عليه وآله): يا حسّان لا زلت مؤيداً بروح القُدس ما نصرتنا.

ولو كان المولى بمعنى المحبّ كيف جاز لحسّان أن يقول إماماً وهادياً؟ وكيف ساغ للنبي أن يسكت عنه ولا يردعه عن ذلك بل نراه دعا له بالتأييد، أفلا يدل هذا على واقع الأمر من أنّ المراد بالمولى هو وليُّ الأمر والحاكم بعده.

وأيضاً لو كان المراد ذلك المعنى الذي ذهبوا إليه لما كان معنىً لحسد الحارث ابن النعمان الفهري، فان المحبّة لا توجب الحسد والبغض([27]); وهذا خير دليل على أنّ العربي لم يكن يفهم من هذه الكلمة إلاّ معنى الأولى بالتصرف والحاكم، وأنّ معنى المحبّ وأمثاله قد اخترع للحط من شأن عليّ(عليه السلام) وفضله([28]).

إنّ أمر الخلافة إذا كان بهذه الأهميّة، وجاز للصحابة أن يشتغلوا به عن دفن النبيّ الأعظم، فكيف يمكن أن يغفل عنه النبيّ(صلى الله عليه وآله) ويتناساه، ويترك الناس هملا،([29]) حاشاه من ذلك.

والحق أنّ إعلان الرسول(صلى الله عليه وآله) في الغدير في ذلك الاجتماع العظيم الذي يبلغ مأة واربعين ألف تقريباً في ذلك الموقف الشديد على ذلك المنبر الجديد العجيب، أدلّ دليل على خلافة عليّ بن أبي طالب.

وأمّا اعداء عليّ(عليه السلام) فلمّا لم يجدوا سبيلا إلى انكار هذه الواقعة لجأوا إلى تأويل كلام الرسول(صلى الله عليه وآله)، ولكن فهم ارباب اللغة وشهادتهم يرفض ذلك تماماً، والحديث فيها لا يقبل الإنكار أصلا، فقد نقله جملة من العلماء والمؤلفين([30])، منهم (تفسير لباب التأويل) المعروف بالخازن، للامام علاء الدين البخاري.

(تفسير السراج المنير) للعلاّمة محمد الخطيب (أبو اسحاق الثعلبي) (تفسير ابن مردويه) (تفسير ابن أبي حاتم) (تفسير معالم التنزيل) (تفسر ابن جرير(كنز العمّال) (دلائل النبوّة) للبيهقي (دلائل النبوة للنوقاني) أبي نعيم الحافظ (تهذيب الآثار) للامام محمد بن جرير الطبري (الاكفاء في فضل الاربعة الخلفاء) للعلاّمة ابراهيم بن عبد الله (روضة الصفا) (حبيب السير) (معارج النبوة) (تاريخ أبي الفداء) (الكامل في التاريخ) (تاريخ الأمم والملوك) للطبري كتاب (المغازي).

وقد أثبت الحديث في ذلك جملة من مؤرّخي اُوروبا في كتبهم، وإليك اسماءهم.

كتاب (پيروز ايند هيروز ـ كارلائل. كتاب اپالوحي فرام محمد اينددي قرآن ـ ديونسپورت، كتاب محمد ايندهزسكسر ـ واشنگتن اردنگ. كتاب دكلارن آف رومن امپائر ـ گبن.

وتفصيل ما كتب هؤلاء المؤرخون مذكور في كتاب (الآيات البيّنات) للشيخ أحمد حسين رئيس بريانوان.

ثمّ أنّي نظرت إلى كلمات الأكابر من علماء السنّة الذين كنت أعدّهم أولياء ومرشدين فوجدتهم يقدّمون علياً على غيره ويفضّلونه على تمام خلق الله علماً وفضلا وشجاعة ويعتقدون أنـّه خليفة الرسول بلا فصل([31]) نفس النبيّ الأعظم ولحمه ودمه، وأنـّه هو الشافع يوم المحشر، وأنّ أحداً لا يجوز الصراط إلاّ وفي يده براءة من النار كتبها عليّ الكرار([32]); واستنتجت من ذلك كله أنّ العلماء يقولون خلاف ما يقوله الأولياء، وأنـّهم عبيد الدنيا، وهانحن ننقل اليك بعض الأبيات لكبار الأولياء ونصدرها بآية من القرآن الكريم لم يوجد لها مصداق غير عليّ بن أبي طالب.

قال الله تعالى: ) وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ(([33]) ومن الواضح تاريخياً أنـّه لم ينزل من السماء حديد غير سيف عليّ بن أبي طالب المسمّى بـ (ذوالفقار) الذي نزل لنصرة الرسول الأعظم، ونصر به عليّ بن أبي طالب وهذا هو الذي نظمه قطب الأقطاب السيد قطب عليّ شاه الذي هو أكبر مرشد في القارة الباكستانيّة في كتابه (اسرار المعرفة) وقد اعترف السيد فيه أنـّه هو الناصر الوحيد للنبي الأعظم، لم يفرّ من الزحف([34]) ولم يخف من الأعداء وإن كثروا، غلب عليهم بقوة ربانية لا بقوّة جسمانيّة والعجب أنّ القطب المذكور من أبناء السنّة مع انّ المسموع من علمائهم خلاف ذلك، وهكذا في أبيات القطب مهر عليّ شاه الذي هو مرشد شهير، له من المريدين والأتباع من يتجاوز عددهم أُلوفاً وملايين. وهكذا الأمر في أبيات الخواجه معين الدين، وأبيات الملاّ جامي، كما هو واضح لمن راجع.

إنّ ذكر واقعة الغدير في أكثر الكتب قد دلّتنا على شيء آخر وهو أنّ بعض الصحابة كانوا يضمرون في قلوبهم الحسد والحقد على عليّ بن أبي طالب، ولم يبدوه إلاّ بعد وفاة النبيّ(صلى الله عليه وآله) يوم السقيفة، فانكروا فضله وفضائله وتركوا ما أوصى به النبيّ(صلى الله عليه وآله)، والانسان يحفظ في وصيّته وإن لم يكن بذي بال، فكيف بالنبي الأكرم(صلى الله عليه وآله)وهو سيّد البشر أجمعين.

والحق أنّ واقعة الغدير وحدها تكفي لقلع أساس المذهب السنّي وهدم أركانه. فإنّ المؤمن بالنبي لا يعترف إلاّ بخلافة من نصبه النبيّ، دون من انتخبه الجمهور، فانّ الجمهور ليس له أي وثيقة في الدين كي يؤخذ برأيه وقوله، على أنّا رأينا في التاريخ أنّ الملائكة انتخبوا الشيطان معلّماً لهم، فأصبح معلم الملكوت، ولم يفده هذا الانتخاب أيّ فائدة، فصار رجيماً لعيناً مع انّه كان منتخباً من قبل أرباب العصمة، فكيف بمن انتخبه جمهور من الخاطئين غير المعصومين.

وهذا، أي ترك النصوص والانتخاب في السقيفة قد اضطرنا إلى ترك مذهب السنّة وإعتناق المذهب الجعفري.

(حديث القرطاس) التاريخ يدلّنا على أنّ الثلاثة وأتباعهم وإن اظهروا السرور والفرح في خلافة عليّ وولايته يوم الغدير([35]) إلاّ انـّهم اسرّوا الحقد والبغض والحسد، وكانوا يترقبون الفرصة فيلحق الرسول(صلى الله عليه وآله)بالرفيق الأعلى فيظهروا ما كانوا يسرّون وهذا الأمر رأيناه في مختلف الكتب، وهو أكبر شاهد على هذه المؤامرة، وأقوى داع إلى التنفّر من الخليفة الثاني وأضرابِه راجع في الموضوع تاريخ الإسلام لعبد الرحمن شوقي ص297، تذكرة الكرام ص45، الفاروق للشبلي النعماني ص47 ، البخاري باب كتابة العلم، صحيح مسلم ص75.

تفصيل الحديث في ذلك: هو أنّ النبيّ الأكرم مرض قبل وفاته واشتد به المرض يوم الخميس فقال لاصحابه: إيتوني بدواة وقرطاس لأكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعدي أبداً، والبيت حافل بالصحابة والأزواج والأقرباء فسبق عمر الكل وقال: لا حاجة لنا إلى هذا الكتاب، حسبنا كتاب الله، إنّ الرجل ليهجر([36]). فتنازع القوم، هذا يريد احضار القرطاس وذاك يخالف، حتى أنّ الأزواج أردن احضار الدواة فردعهن عمر، فغضب النبيّ(صلى الله عليه وآله) وقال: قوموا عني([37]).

حقّاً إنّ استعمال كلمة الهجر في حقّ النبيّ الذي لا يجوز عليه السهو والنسيان في مسألة الهداية([38]) من الجرأة والجسارة بمثابة لا تتصوّر([39]).

وهذا الحديث وإن نقله كلّ المؤرخين إلاّ أنـّهم يأوّلون ذلك ويفسّرونه بما يدلّ صراحةً أنّ الخلفاء كانوا يخافون من هذا الكتاب حيث علموا أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله)أراد أن ينصّ على الخليفة من بعده، ولذلك خالفوه، فنسبوا إليه الهجر والهذيان، وهل يعقل نسبة ذلك إلى النبيّ الأعظم في مرضه أو حال غلبة المرض عليه؟ كلاّ. وهذا الحديث ممّا ابعدني عن الخلفاء كلّ البعد.

(بعث السريّة)([40]) من المعروف أنّ النبيّ أمر أصحابه في مرضه أن يخرجوا من المدينة في جيش هيّأه(صلى الله عليه وآله) بنفسه، ولكنهم رجعوا بعد الذهاب إلى مسافة قليلة مخالفة لأمر النبيّ(صلى الله عليه وآله) وتنفيذاً لتلك المؤامرة التي كانوا دبّروها من قبل.

ثمّ أنّ اتباعهم يأوّلون ذلك([41])، يقولون: إنّ مرض النبيّ قد منعهم من الخروج فلم يخرجوا من المدينة شفقة عليه(صلى الله عليه وآله). فقد خافوا أن يموت النبيّ(صلى الله عليه وآله) وهم غيّب عنه، فرجعوا حتى يتجلّى الموقف ويتعيّن المصير.([42])

وإنّي أرى أنّ الأمر فوق الأدب. فإذا امر النبيّ(صلى الله عليه وآله) وجب الأمتثال([43])، فإنّه أدرى وأعرف بحاله من الصحابة أجمعين.

والعجب أنّ الصوفيّة منهم يقولون: إنّ المرشد لو أمر بالصلاة على سجّادة متبللة بالخمر، وجب على مريده امتثال أمره مع أنّ ذلك مخالف للشرع الحنيف قطعاً، لأنّ المرشد عندهم يعلم أسراراً لا يصل إليها المريد، فكيف لم يمتثلوا أمر النبيّ في ذلك في حين أنـّه أعرف منهم بالمصالح والأسرار. وهنا يأوّلون القضية بتأويلات سخيفة لمّا رأوا اجماع المؤرخين على نقلها مع أنّ الواقع واضح من أنـّهم كانوا يترقبون الفرصة لينصبوا خليفة حسبما يريدون، والنبيّ أيضاً كان يريد أن ينتهز الفرصة ويخرجهم من المدينة، إلاّ أنّ رجال السياسة خالفوه، واتّبعوا الهوى، وصنعوا ما أرادوا، دون أي التفات أو تقدير لأمر الرسول الاكرم.

(قضية فدك)([44]) لمّا فتح النبيّ الأعظم حصون خيبر دعا يهود فدك إلى الإسلام، فأبوا، ورضوا ان يعطوا أراضيهم للنبي (صلى الله عليه وآله) كما نقل ذلك في (تاريخ الإسلام) لشوقي ص232 وهذه الأراضي تبعد عن المدينة بمقدار ميلين أو ثلاثة وكان ذلك في السنّة السابعة للهجرة. واليهود لم يكونوا ليعطوا فدكاً دون سبب، والسبب في ذلك هو أنـّهم لمّا رأوا عليّ بن أبي طالب فتح حصن خيبر وكان من امنع حصونهم، وقتل مرحباً وكان من اشجع أبطالهم، وقد اشتهر هذا الخبر وعمّ الأرجاء ، ولم يفتح الحصن فجأة، بل كان المسلمون حاصروه أربعين يوماً.

وقد أعلن النبيّ(صلى الله عليه وآله) قائلا: «لأعطين الراية غداً رجلا كرّاراً غير فرّار، يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه»([45]) فلمّا أصبح النبيّ اجتمع الأصحاب، وكل يرجو أن يُعطى الراية، إلاّ انّه(صلى الله عليه وآله) طلب علياً(عليه السلام)وأعطاه الراية. فبرز(عليه السلام) وقاتل، فقتل مرحباً، وقلع باب خيبر، فاشتهر الخبر، وعمّ الخوف والحذر، إلى أن قدّم اليهود فدكاً إلى النبيّ بدون قتال، وبذلك أصبحت ملكاً خاصاً له، قال الله تعالى ) وَما أَفاءَ اللّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْل وَلا رِكاب(([46]) ثمّ اُمِر النبيّ(صلى الله عليه وآله) بقوله تعالى ) وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ(([47]) فأعطاها(صلى الله عليه وآله) ابنته فاطمة(عليها السلام) حيث هي أقرب الناس إليه(صلى الله عليه وآله).

ثمّ رأيت سيرة الخلفاء مع فاطمة في الموضوع([48]) فاتّضح لي الحقّ وتجلّى الموقف.

والحقّ أنّ شيئين قد أثّرا عليّ جداً:

الأول: قضيّة غدير خم، فاني رأيت أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) قد نصّب علياً للخلافة([49])والخلفاء عدلوا عن ذلك، ونصبوا خليفة آخر في قبال من نصبه النبيّ(صلى الله عليه وآله).

الثاني: قضيّة فدك، فإنّ فاطمة بنت النبيّ(صلى الله عليه وآله) طالبتهم بها، وقد منعوها منها، بل كذّبوها وكذّبوا زوجها وابنيهما([50]) ونسبوا إليهم الجهل بحديث لا نرث ولا نورّث([51]) مع أنـّهم الذين قال(صلى الله عليه وآله) فيهم: ولا تعلّموهم فانـّهم أعلم منكم، ولا تتقدموا عليهم([52]). (الدر المنثور) ج2 ص40.

وقال: أنا مدينة العلم وعليّ بابها([53])، وهم الذين حرّم الله عليهم الصدقة، مع أنـّها جائزة ومباحة للأصحاب، وكم فرق بينهم وبينهم. وهم الذين نزلت فيهم: ) إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً(([54]).

ونصّت على عصمتهم، والمعصوم لا يكذب. وآية ) قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى(([55]).

وقال النبيّ(صلى الله عليه وآله) في حقّهم: إني تارك فيكم الثقلين([56]). وقال: من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه([57]). وقال: لحمك لحمي، جسمك جسمي، دمك دمي([58]).

وقال: فاطمة بضعة منّي من أغضبها اغضبني([59]). وقال: أنا حرب لمن حاربهم، وسلم لمن سالمهم. وقال: يافاطمة انّ الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك المستدرك) ج3 ص151.

وكان(صلى الله عليه وآله) يعظّم فاطمة فيقوم لها كلّما دخلت عليه (المستدرك ج3 ص154)([60]).

وهذه النصوص كما ترى تدلّ بصراحة على أنّ النجاة مرتبطة بهم تماماً، وأنّ الله لا يرضى إلاّ برضاهم، ولا يسخط إلاّ بسخطهم، هم أساس الدين، وبناء الإسلام، ومع الأسف الشديد إنّ المسلمين لم يعبأوا بكل ذلك.

ثمّ إنّ قضيّة فدك توجد في الصحاح أيضاً، ففي البخاري باب فرض الخمس ج2 ص124 ومسلم ص915 عن عائشة أنـّها قالت: إنّ فاطمة طلبت إرثها من أبي بكر، فقال أبو بكر: إنّ النبيّ قال لا نرث، ولا نورّث، فغضبت فاطمة على أبي بكر فلم تكلّمه حتى ماتت وعاشت بعد أبيها ستة أشهر.([61])

وفي مقام آخر أنـّها لمّا توفيت دفنها عليّ(عليه السلام) سرّاً، ولم يخبر أبا بكر لأنّها أوصت حين وفاتها بأن لا يحضر جنازتها من ظلمها حقّها([62]).

وأما الكتب التي تصرح بغضب فاطمة على أبي بكر فهي ما تلي: (البخاري. كتاب الخمس) صحيح مسلم ـ كتاب الجهاد ـ قول النبيّ لا نرث (الترمذي ـ ص19 باب 18) (ابو داود ص19 باب 24) (كنز العمال) ج3 حرف الخاء، كتاب الخلافة الباب الاول ص125 (مسند أحمد) ج1 ص4، 9، 10، 13 (فتوح البلدان) ص44 ـ 25 (طبقات ابن سعد) ج2 ق2 ص86، ج8 ص18 (الطبري ص202 (الصواعق المحرقة) الباب الأول فصل 5 ص22. نور الدين السمهودي ص152 ـ 140 (الرياض النضرة) باب 5 ص130 (التفسير الكبير) آية وما أفاء الله على رسوله) (السيرة الحلبية) ص59، 399 (شرح النهج لابن أبي الحديد) ج4 ص86، 87، 100 (روضة الأحباب) ج1 ص434.

ولمّا كنت سنيّاً كنت أحبّ مجالس الشيعة واحضرها في أغلب الأوقات واستمع فيها إلى خطابات علمائهم وبياناتهم، ثمّ ارجع فيها إلى الكتب التي كانوا يحيلون اليها فأجدها مطابقة لما يقولون.

وكان الأكثر بحثاً في ذلك من الخطباء والمبلغّين المبلّغ الشهير محمد اسماعيل([63]) وكنت أرى الناس على أثر استماعهم بيانه يدخلون في دين الله أفواجاً، يتشيّعون ويعتنقون مذهب أهل البيت، فكانت الشيعة تحثّ على الحضور في مجالسه والاستماع إلى خطابه وبيانه وكنت أحضرها، وكان هو حريصاً على ادخالي في مذهب الشيعة ، وأنا وإن كنت لم اظهر التشيّع إلاّ انّي كنت اؤمن بصحّة كلامه وصدق بيانه ومقاله. ثمّ إني طالعت كتاب البخاري فرأيت أنّ الأمر أوضح (من أن يستره غبار) وليس هناك من يقول بشفاعته لاتباعه وشيعته واوليائه عدا آل البيت، فتمسكت بذيلهم، والكل من الأولياء والمرشدين يأملون شفاعتهم. ولا يشفع أحد يوم القيامة إلاّ هؤلاء المعصومون:، فأيّ عذر لنا في عدم التمسّك بذيلهم ونحن نرجو الشفاعة والنجاة.

ثمّ أنّي رأيت البخاري يصرّح بقول النبيّ(صلى الله عليه وآله): «فاطمة بضعة منّي من أغضبها فقد أغضبني». وهذا يدلّ بوضوح على عظمة الصدّيقة وكونها جزءً من النبيّ وعصمته وصفاته وكمالاته.

وكان(صلى الله عليه وآله) يأتي كلّ صباح إلى باب فاطمة مدة ستة أشهر أو تسعة أشهر، ويتلو آية التطهير([64]) فقالت له فاطمة(عليها السلام) يا أبت لماذا لا تدخل البيت بغير اذن، والبيت بيتك؟ فقال: لتعلم الأمة منزلتك ومقامك.

ومن الواضح أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) كان يرى ذلك المستقبل المظلم الذي سوف تظلم فيه ابنته الزهراء. ولذا كان يوصي الأمّة دائماً بتعظيم أهل البيت واكرامهم، ويقول: «إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي»([65]) وممّا يؤسف جدّاً أنّ المسلمين اوقدوا النار على تلك الباب بعد وفاة النبيّ(صلى الله عليه وآله)([66]) كما نقل ذلك الشبلي النعماني في كتابه (الفاروق) ص37 وغيره في غيره.

حينما كنت أسمع قضيّة فدك كنت اشك في صحتها، وذلك لأني لم أكن أقبل مثل هذا الأمر: إنّ بنت النبيّ(صلى الله عليه وآله) تطلب شيئاً من اصحابه ولا يلبّون طلبها، بل يكذّبونها في ادعاءها، ولمّا طالعت كتاب البخاري تبيّن لي صحة الأمر فانهم كذّبوا بنت الرسول العالمة الزاهدة المعصومة، فتبرأت من الخلفاء. فاني لا اتصور للكفر معنى فوق تكذيب بنت النبيّ المعصومة، وتكذيب أهل البيت الذين دلّ على عصمتهم القرآن([67]).

ثمّ أنّ الحق وإن تجلّى لي بكلّ وضوح إلاّ أنّي لم أظهر التشيّع نظراً إلى العلائق الدنيويّة، والناس كانوا يقدّروني باعتبار أني منهم إلى أن حدثت ذات يوم حادثة فلم أملك نفسي عن اظهار عقيدتي فأظهرتها بكلّ صراحة وصرامة.

(ومجملها) أنّ جمعيّة أهل السنّة والجماعة التي كنت السكرتير العام لها قد قرّرت ذات يوم عقد احتفال كبير في غيابي، دعت المولى نور الحسن شاه بخاري، رئيس جمعيّة تنظيم أهل السنّة للخطابة، وفي قبال ذلك دعت الشيعة أيضاً علماءهم لإلقاء الخطاب في احتفال لهم، وكان احتفال أبناء السنّة في المسجد المشترك بين الفريقين، واحتفال الشيعة في حسينيّة مختصّة بهم، وكان المدعو من قبل الشيعة المبلغ الأعظم محمد اسماعيل([68])، والمولى ضمير الحسن شاه، فلمّا آن وقت احتفال السنّة اجتمع الفريقان في الجامع وابتدأ المولى نور الحسن بالخطاب وفي الأثناء سبّ الشيعة وشتمهم. فلمّا انتهت الخطابة جاء الشيعة إليّ وقالوا: إنّ المسجد مشترك بين الفريقين فما معنى السبّ فيه؟ فذهبت إلى بيت الخطيب وهم معي وأخبرته بواقع الأمر. فقال: إنّ المسجد وإن كان مشتركاً إلاّ أنّي لا اترك مذهبي والدعوة إليه، وإني جئت هنا لأثبت خلافة الخلفاء الثلاثة، وإذا كنتم متساهلين في الدين فلمّاذا دعوتموني؟ ثمّ قال: وإن أبيتم إلاّ التسامح فأنا احتاط بعد ذلك. فلمّا صعد المنصّة في اليوم الثاني تكلّم بكلام أفظع من الأوّل.

فقال الشيعة لي: ردّوا علينا ما صرفناه على المسجد فنحن نبني مسجداً آخر يكون أساسه على العبادة والديانة. فتحيّرت فأتيت إلى بيت المولى ثانياً وحكيت له ذلك وقلت له: إنّ الأكثريّة هنا هم الشيعة، وإنّ أموالهم المصروفة في البناء كثيرة، وهم يطالبوننا بها فمن أين نعطيهم؟

فغضب الخطيب وقال: إنّ الشيعة تسبّ الصحابة وتشتم الخلفاء، ونحن نداريهم، وإلاّ فالمذهب يجوّز لنا أن نقابلهم بالمثل ونسبّ عليّاً كسبّهم للخلفاء([69])فغضبت من كلامه هذا، وقلت: لعن الله مذهباً يجوّز لعن عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)وسبّه. والآن لزم عليك ان تحضر عند الاستاذ محمد اسماعيل([70]) للبحث حول الموضوع وإلاّ فنحن لا نخلي سبيلك. فلمّا سمع هذا الكلام تحيّر وأخذ يفكّر في الهرب والفرار إلاّ اني ألزمته ذلك فلم يجد بداً من القبول.

وأخبرت المبلّغ الأعظم محمد اسماعيل بذلك فاشتاق إلى ذلك، فعيّن الوقت لاستماع الحوار بينهما. فلمّا بلغ الخبر نور الحسن شاه بخاري رئيس جمعيّة تنظيم أهل السنّة للخطابة، اضطرب فكره وأخذ يفكّر في الفرار، غير انّي صرت اُصرّ عليه بالحضور والاجتماع بالمبلّغ الأعظم محمد اسماعيل فقبل بشرط ان لا يحدث فساد، على ان يضمن ذلك الرئيس نوازش عليّ خان([71]) فقلت له: إنّك تريد القاء فتنة في المجلس واهانة الرئيس، وهذا غير ممكن فقال المبلّغ الأعظم محمد اسماعيل: يمكن أن نقف في مكانين يبعد كلّ منّا عن الآخر ويكون نشر البحث والحوار بواسطة المذياع، فرفض الخطيب ذلك فقال المبلّغ الأعظم: أنا أكتب الأسئلة وليُجب هو عليها، ثمّ ليكتب هو وأنا اجيب، ثمّ تعرض على الجماعة الحاضرين. فلم يقبل، وقد أصررت عليه بالقبول، فقبل.

وقال: احضر غداً صباحاً للمباحثة معه. فلمّا أسفر ظلام اللّيل وطلعت الشمس وحان وقت حضوره بلغنا أنّ الخطيب هرب ليلا خوفاً من عجزه وفشله. فذهبت إلى الحفل الذي أقامه الشيعة وذكرت حديث فرار الخطيب، وأعلنت أنّي إعتنقت المذهب الجعفري، فالتفّ الناس حولي وأخذوا يدخلون في دين الله أفواجاً، فتشيّعت سبعون أو ثمانون اُسرة سنّيّة، وعدد كبير منهم وحدث انقلاب عظيم في لواء (كنزه مهاراجه). ونقلت ذلك مجلّة (رضا كار) و (در نجف) وذلك عام 1952 والحمد لله.

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] ـ روى العلاّمة الشيخ عباس القمي طاب ثراه في (سفينة البحار) إنّ رجلا قال للصادق(عليه السلام): قد ظهر في هذا الزمان قوم يقال لهم الصوفيّة فما تقول فيهم؟

            قال(عليه السلام): «إنـّهم اعداؤنا. فمن مال إليهم فهو منهم، ويحشر معهم. وسيكون قوم يدّعون حبّنا ويميلون إليهم، ويتشبّهون بهم، ويلقبون أنفسهم بلقبهم، ويأوّلون أقوالهم ألا فمن مال إليهم فليس منّا. وانّا منه برآء. ومن انكرهم وردّ عليهم كان كمن جاهد الكفار بين يدي رسول الله».

            وقد كتب جماعة من علماء الشيعة الإماميّة في الردّ على الصوفيّة كتباً كثيرة باللغة العربيّة والفارسيّة ذكرت اسم أكثر من أربعين كتاباً منها في كتابي (ردود الشيعة على مخالفي المذهب والشريعة).

[2] ـ بمعنى أنّ الموجودين كلّهم شيء واحد يقول أحدهم: وما الكلب والخنزير إلاّ الهنا وما الله إلاّ راهب في كنيسة فالراهب عندهم هو الله وكذلك غيره مما في الوجود من خلقه. اللّهم انّا نبرأ اليك من هذه العقيدة الزائفة ونزّهك عمّا لا يليق بك، فانت الله الوأحد الأحد الفرد الصمد لا شبيه لك في خلقك ولا مثيل.

[3] ـ في قوله عز من قائل (إِنِّي جاعِلٌ فِي الأَْرْضِ خَلِيفَةً) البقرة: 30 وهناك آيات تفيد مفادها تقدمت في مقدّمة الكتاب.

[4] ـ تقدم الحديث في ذلك في ص30 فراجع.

[5] ـ حديث فدك تقدم في ص44 و71 و82 و83 .

[6] ـ تقدم في ص 30 فراجع.

[7] ـ عن حذيفة بن اليمان قال: صلّى بنا رسول الله(صلى الله عليه وآله) الظهر ثمّ أقبل بوجهه الكريم الينا فقال: «معاشر أصحابي أوصيكم بتقوى الله والعمل بطاعته، وانّي ادعى فاُجيب، وانّي تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ان تمسّكتم بهما لن تضلّوا وانّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فتعلّموا منهم ولا تعلّموهم فانـّهم أعلم منكم (ينابيع المودّة) ص35 ط اسلامبول عام 1302.

[8] ـ تمام الآية في المائدة هكذا (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ إِنَّ اللّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) روى جماعة من السنّة نزول هذه الآية في الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)، وللتعرف على أقوالهم في ذلك راجع كتابنا (عليّ في القرآن فأين تذهبون؟).

[9] ـ قال الغزالي في (سرّ العالمين) ص13 ط مصر دار الشباب للطباعة تحقيق الشيخ محمد مصطفى أبو العلا، من منشورات مكتبة الجندي: اسفرت الحجّة ووجهها واجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته في يوم غدير خمّ باتّفاق الجميع وهو يقول: من كنت مولاه فعليّ مولاه. فقال عمر: بخّ بخّ يا أبا الحسن أصبحت مولاي ومولى كلّ مولى. وأضاف الغزالي: فهذا تسليم ورضاً وتحكيم، ثمّ بعد هذا غلب الهوى لحبّ الرياسة، وحمل عمود الخلافة وعقود البنود، وخفقان الهوى في قعقعة الرايات واشتباك ازدحام الخيول، وفتح الأمصار، وسقاهم كأس الهوى فعادوا الى الخلاف الأول فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلا. ولمّا مات الرسول(صلى الله عليه وآله) قال قبل وفاته: ائتوني بدواة وبياض لأزيل عنكم اشكال الأمر واذكر لكم من المستحقّ لها بعدي. قال عمر (رضي الله عنه): دعوا الرجل فانّه يهجر...

[10] ـ وفي اسد الغابة ج4 ص31 قال (صلى الله عليه وآله) إن تؤمروا علياً ولا أراكم فاعلين تجدوه هادياً مهديّاً يأخذ بكم الصراط المستقيم، قال في اسد الغابة: قال (صلى الله عليه وآله) في جواب من قال له: من يؤمّر بعدك؟ ولهذا الحديث مصادر كثيرة ذكرناها في كتابنا (هذه أحاديثنا أم أحاديثكم؟).

[11] ـ روى الجويني في (فرائد السمطين) ج2 ص312 عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) انّه قال: انّ خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي لاثنا عشر أوّلهم اخي وآخرهم المهدي.

[12] ـ في الدرّ المنثور ج2 ص293 ط مصر انّه (صلى الله عليه وآله) قال: من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهمّ والِ من والاه وعاد من عاداه.

[13] ـ اي غير المؤمنين.

[14] ـ قيد (صلى الله عليه وآله) محبة عليّ(عليه السلام) باتباعه، فمن زعم أنـّه يحبه ولا يتبعه فهو كاذب في دعواه، وما اسوء حال من يدعي محبة عليّ(عليه السلام) وهو يحب اعداءة، واسوء منه من يواليهم، ويدين بامامتهم، حشره الله معهم (يوم يدعى كلّ اُناس بامامهم).

[15] ـ روى الخوارزمي عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) أنـّه قال: النظر إلى اخي عليّ بن أبي طالب عبادة، وذكره عبادة ولا يقبل الله إيمان عبد إلاّ بولايته، والبراءة من أعدائه (المناقب ص2 ط النجف عام 1965، المطبعة الحيدريّة). وروى الخطيب البغدادي مسنداً عن أبي هريرة قال: رأيت معاذ بن جبل يديم النظر إلى عليّ بن أبي طالب، فقلت: مالك تديم النظر إلى علي كأنّك لم تره؟

فقال: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: النّظر الى وجه عليّ عبادة». (وقال ابن الأثير في النهاية) : في حديث عمران بن حصين قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): النظر إلى وجه عليّ عبادة.

وقيل معناه أنّ علياً كان إذا برز قال الناس: لا إلهَ إلاّ الله، ما أشرف هذا الفتى، لا إله إلاّ الله ما أعلم هذا الفتى. لا إله إلاّ الله ما أكرم هذا الفتى لا إله إلاّ الله ما أشجع هذا الفتى. فكانت رؤيتهم تحملهم على كلمة التوحيد (تاريخ بغداد ج2 ص51). وقال ابن أبي الحديد: رواه أحمد في المسند (شرح نهج البلاغة ج2 ص340 ط مصر عام 1329 قال: وكان ابن عباس يفسره ويقول: إنّ من ينظر إليه يقول سبحان الله ما أعلم هذا الفتى، سبحان الله ما أشجع هذا الفتى، سبحان الله ما أفصح هذا الفتى.

[16] ـ ذكرنا في كتابنا (هذه أحاديثنا أم أحاديثكم؟) أكثر من خمسين مصدراً لهذا الحديث من كتب السنّة. (إنّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد).

[17] ـ في حياة الحيوان ج1 ص238 ط مصر عام 1306: اليوم برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه قال الدميري قاله (صلى الله عليه وآله) لما برز عليّ لقتل عمرو بن عبد ودّ.

[18] ـ مناقب سيّدنا عليّ للعيني ص27 ط حيدر آباد دكن.

[19] ـ قال الله تعالى في الصافات: 24 (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) اخرج الديلمي في كتابه الفردوس بسنده عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) قال في هذه الآية: انـّهم مسئولون عن ولاية عليّ بن أبي طالب (ينابيع المودّة ص112 ط اسلامبول عام 1302).

الرضوي: روى جماعة من السنّة نزول هذه الآية فيه(عليه السلام) ذكرت اسماءهم ورواياتهم في ذلك في كتاب (عليّ في القرآن فأين تذهبون؟).

[20] ـ تقدّمت الآية بتمامها في ص13 وهامش ص 151 و 182 فراجع.

[21] ـ جمع قتب: الرَحل وهو ما يجعل على ظهر البعير كالسرج.

[22] ـ في مسند أحمد ج1 ص119 و (اسد الغابة) ج4 ص28 هكذا: الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم... فمن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ من والاه، وعاد من عاداه. وفي اسد الغابة وقد ورد مثل هذا عن البراء بن عازب، وزاد فقال عمر بن الخطاب: اصبحت اليوم وليّ كلّ مؤمن. وفي (تاريخ الإسلام عهد الخلفاء الراشدين) هكذا: في حديث آخر: الستُ اولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى فقال (بعد أن دعى علياً فأخذ بيده) فإنّ هذا مولى من أنا مولاه، اللّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه. فلقيه عمر بن الخطاب فقال: هنيئاً لك يا عليّ أصبحت وامسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة. وفي (ذخائر العقبى) للطبري ص67 عن البراء بن عازب(رضي الله عنه) قال: كنا عند النبيّ(صلى الله عليه وآله) في سفر فنزلنا بغدير خم، (موضع بين مكة والمدينة) فنودي فينا الصلوة جامعة، وكسح (: كنس) لرسول الله (صلى الله عليه وآله) تحت شجرة فصلّى الظهر، وأخذ بيد عليّ وقال: الستم تعلمون انّي اولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى فأخذ بيد عليّ وقال: من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ والِ من والاه، وعاد من عاداه. فلقيه عمر بعد ذلك وقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة. وتقدم الحديث في ص24 نقلا عن الخصائص للنسائي وفي ص76 نقلا عن تفسير الثعلبي. فراجع .

[23] ـ روى الخوارزمي عنه (صلى الله عليه وآله) انّه قال: عليّ بن أبي طالب لحمه من لحمي... (المناقب ص86 ط النجف عام 1965.

[24] ـ تقدم مصدر هذا الحديث في ص184 .

[25] ـ ذكرت أكثر من خمسين مصدراً لهذا الحديث من كتب السنّة في كتاب (هذه أحاديثنا أم أحاديثكم)؟.

[26] ـ تقدّمت في ص184 .

[27] ـ تقدم حديث الحارث في ص74 فراجعه.

[28] ـ وأيضاً لو كان المراد بالمولى ما زعموا لما قال عمر للامام اصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة وقد تقدم حديثه في ذلك في ص151 فراجعه.

[29] ـ وفيه قال تعالى (حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) التوبة: 128 وقال له (وَما أَرْسَلْناكَ إِلاّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) الأنبياء: 107.

[30] ـ وقد الّف في اثباته أحد اعلام الشيعة في القرن الرابع عشر وهو العلاّمة الكبير الشيخ عبد الحسين الأميني قدّس الله روحه كتاباً اسماهُ (الغدير) وقد صدر منه أحد عشر مجلداً، والكتاب بمتناول الجميع.

[31] ـ ذكرنا جملة من النصوص في ذلك في ص38 و 43 و 159 فراجع.

[32] ـ روى ابن حجر الهيتمي والصفوري عن ابي بكر أنـّه قال: سمعت النبيّ يقول لا يجوز الصراط إلاّ من كتب له الجواز عليّ بن أبي طالب (الصواعق المحرقة) ص124 ط مصر عام 1375، (مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة) ص63 ط بيروت عام 1409 الطبعة الثانية.

[33] ـ الحديد: 25.

[34] ـ تقدم في ص158 ذكر فرار أبي بكر وعمر من الزحف فراجع.

[35] ـ حتى بخ بخ عمر في ذلك اليوم كما تقدم حديثه في ذلك في ص151 فراجع.

[36] ـ الهُجر بالضمّ القبيح من الكلام، والهذيان ايضاً، والهُجر الفحش والتخليط. والمريض هجر قال غير الحق وهَجر يهجر هجراً بالفتح إذا خلط في كلامه واذا هذى. قال ابن منظور: وفي الحديث قالوا ما شأنه أهجر، اي اختلف كلامه بسبب المرض على سبيل الاستفهام... قال ابن الأثير هذا احسن ما يقال فيه، ولا يجعل اخباراً، فيكون امّا من الفحش أو الهذيان، قال: والقائل كان عمر ولا يظن به ذلك (لسان العرب) الرضوي: انظر كيف يحرفون الكلم عن مواضعه، ترى ابن الأثير ينقل الكلمة الاخبارية إلى الاستفهام لئلا يتوجه الطعن في إمامه عمر الراد على رسول الله(صلى الله عليه وآله) فهل من مدّكر؟.

[37] ـ راجع ص82.

[38] ـ الرضوي: بل مطلقاً وفي أيّ حال.

[39] ـ الرضوي: اذ هي صريحة في الردّ على الله وتكذيب للقرآن القائل في النبيّ(صلى الله عليه وآله) (وما ينطق عن الهوى ان هو إلاّ وحيٌ يوحي) النجم: 3، واهانة عظمى للرسول (صلى الله عليه وآله)، وقد اعترف الغزالي الملقب عندهم بحجّة الإسلام بصدور هذه الكلمة الخبيثة من عمر في حق الرسول(صلى الله عليه وآله)راجع ص183 .

[40] ـ السريّة: القطعة من الجيش من خمس أنفس إلى ثلاثمأة أو أربعمأة توجه مقدم الجيش العدو، والجمع سرايا وسرايات. قيل سمّوا بذلك لأنهم يكونون خلاصة العسكر وخيارهم. وقيل: سمّوا بذلك لأنـّهم ينفذون سرّاً وخفية.

[41] ـ كما قالوا في يهجر: اهجر، تقدم الكلام في ص192 فراجع.

[42] ـ فكأنهم اشفق على الإسلام وعلى المسلمين من أهل البيت النبوي: وفي مقدمتهم الإمام المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) فهل من مدّكر؟.

[43] ـ اي امتثال امره(صلى الله عليه وآله) وحرم عصيانه قال الله تعالى (وَمَنْ يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) الأحزاب: 36 وقال ايضاً (وَمَنْ يَعْصِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً)الجن: 23.

[44] ـ راجع ص71 .

[45] ـ (في سجع الحمام في حكم الامام) ص7 هكذا: لأدفعن الراية غداً إلى رجل كرّار غير فرار يحب الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله... فكان الفتح على يديه.

[46] ـ الحشر: 6.

[47] ـ الاسراء: 26.

[48] ـ راجع ص44 و 71 و 82 و 83 لتقف على سيرتهم مع بنت رسول اللهوبضعته.

[49] ـ راجع ص30 و 113 و 136 و 143 و 182 .

[50] ـ راجع ص 71 و 82 لتقف على ما لأهل البيت النبوي من مقام شامخ كريم عند الله تعالى.

[51] ـ راجع ص71 .

[52] ـ تقدم ويأتي الحديث في ذلك في ص 68 و 182 و 272.

[53] ـ ذكرنا مصادر هذا الحديث من كتب السنّة في كتابنا (هذه أحاديثنا أم أحاديثكم؟).

[54] ـ الأحزاب: 33. ذكرنا في كتابنا (عليّ في القرآن فأين تذهبون؟) ما رواه السنّة في تفاسيرهم وكتب أحاديثهم في نزول هذه الآية الكريمة فيهم(عليهم السلام).

[55] ـ الشورى: 23. ذكرنا في كتابنا (عليّ في القرآن فأين تذهبون؟) ما رواه السنّة في نزول هذه الآية في أمير المؤمنين وأهل بيته الطاهرين(عليهم السلام).

[56] ـ راجع حديث الثقلين في ص29 و 175 .

[57] ـ ذكرنا أكثر من خمسين مصدراً لهذا الحديث من كتب السنّة في كتابنا (هذه أحاديثنا أم أحاديثكم؟).

[58] ـ وقال(صلى الله عليه وآله): «عليّ مني بمنزلة رأسي من بدني». وقال(صلى الله عليه وآله): «عليّ بن أبي طالب لحمه
من لحمي». راجع مصادر هذه الأحاديث من كتب السنّة في كتابنا (هذه أحاديثنا أم أحاديثكم؟).

[59] ـ راجع ص71 .

[60] ـ روى ابن عبد ربّه في العقد الفريد ج3 ص230 ط مصر عام 1372 عن عائشة قالت: ما رأيت أحداً من خلق الله اشبه حديثاً برسول الله(صلى الله عليه وآله) من فاطمة، وكانت إذا دخلت عليه اخذ بيدها فقبلها ورحّب بها واجلسها في مجلسه...

[61] ـ تقدمت الأحاديث في ذلك راجع ص44 و 71 و 82 و 83 و 113.

[62] ـ هذه الوصيّة وحدها تثبت لنا بطلان خلافة أبي بكر فانّ خلافته لو كانت صحيحة لما اعلنت فاطمة (عليها السلام) غضبها الشديد عليه، فأوصت أن لا يحضر جنازتها. وقد نفّذ الإمام عليّ(عليه السلام)وصيّتها فدفنها ليلا، ومنها علم المسلمون أنـّها ماتت وهي غاضبة عليه، وقد قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): فاطمة بضعة منّي، فمن اغضبها فقد اغضبني، ومن آذاها فقد آذاني. وتقدم في ص83. وقد حكم السيوطي بصحة هذا الحديث إلاّ أنـّه اسقط منه (ومن آذاها فقد آذانيواثبت فيه (فمن اغضبها فقد اغضبني)، ولا يهمنا ذلك فإنّ إثمّ الغضب والإيذاء واحد، والغضب انما يأتي من الإيذاء. قال الله تعالى (وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)التوبة: 61 وقال: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللّهُ فِي الدُّنْيا وَ الآْخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً * وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَ إِثْماً مُبِيناً)الأحزاب: 57. فهل من مدّكر؟

[63] ـ تقدم حديث تشيّعه في ص 154 فراجع.

[64] ـ تقدّمت في ص 71 راجعها.

[65] ـ تقدم حديث الثقلين في ص 29 و 68 و196 فراجعه.

[66] ـ راجع ص83 العقد الفريد لابن عبد ربّه الأندلسي 4/259 طبع عام 1403.

[67] ـ في: التطهير وهي قوله تعالى: (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)الأحزاب: 33 وفاطمة بنت الرسول(صلى الله عليه وآله) من أهل البيت(عليهم السلام)الاطهار.

[68] ـ تقدم حديث تشيّعه ص 154.

[69] ـ للصحابة مكانة عند النواصب ليست لرسول الله (صلى الله عليه وآله) عندهم، ولولا أنّ إماميهم أبا بكر وعمر أظهرا الاسلام لما آمن واحد منهم لا بالله تعالى ولا برسوله (صلى الله عليه وآله) دون ريب في ذلك او ترديد . ولقد قال أحّد علماء الشيعة لأحّد علماء النواصب في الباكستان : ما معنى اعتراض عمر على رسول الله (ص) ومنعه من كتابة الكتاب الذي أراد أن يكتبه قبل وفاته وقال ( لن تضلّوا بعدي ) فقال عمر : دعوا الرجل فانّه يهجر، راجع هامش ص 183 و 192 مع قوله تعالى في حقّ نبيّه المصطفى  (صلى الله عليه وآله) (وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحى) ( سورة النجم آية 3 ) فقال الناصب لقد أصاب عمر في منعه من الكتابة الله أعلم ماذا أراد النبي أن يكتب. واتفق مثل هذا بين شيعي وعمري في القاهرة أيضاً فكان الجواب تصويب عمر في منعه رسول الله(صلى الله عليه وآله)من الكتابة  . ولست أدري هل يعلم هذا الناصب ما كان بين الصحابة من ردود وطعون شنيعة وتفسيق بعضهم بعضاً ، بل وتكفيره ، أم لم يعلم ذلك ، وإذا أراد أن يعلم ذلك فليقرء كتابنا (  مهاترات بين صحابة رسول الله ) فسيرى فيه الطامة الكبرى ، ونحن نقول : لهذا الخطيب الناصب نور الحسن شاه بخاري رئيس جمعية تنظيم أهل السنّة للخطابة : نحن نبرء من مذهبك الذي يجوّز لك لعن علي أمير المؤمنين (عليه السلام) ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله)وصهره وخليفته من بعده ، ونعتقد كفر من يدين به أو يعتقد صحته ، رضيت انت ام كرهت : وقد كذبت يا خطيب السنّة في نسبة الشيعة الى سبّ الصحابة ، وحقّ عليك قوله تعالى (فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ)الشيعة لا يجوّز لهم دينهم الاسلام سبّ الصحابة أجمعين ، ولا الترضّي عليهم أجمعين ، ذلك لأن في الصحابة مؤمنين وفيهم منافقين ارتدوا عن الاسلام بعد وفاة النبي (ص) ولا يجوز في الاسلام سبّ المؤمن . قال الله تعالى في أول سورة المنافقين : ( اذا جائك المنافقون ، قالوا : نشهد انّك لرسول الله ، والله يعلم انّك لرسوله والله يشهد انّ المنافقين لكاذبون . اتّخذوا أيمانهم جنّة فصدّوا عن سبيل الله انّهم ساء ما كانوا يعملون ) . وقال في آخر سورة الجمعة (وَ إِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَ تَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَ مِنَ التِّجارَةِ وَ اللّهُ خَيْرُ الرّازِقِينَ).

            وقال تعالى في سورة آل عمران آية 144 (وَما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ)وروى البخاري في صحيحه 2 / 333 طبع مصر بحاشية السندي عن النبي (صلى الله عليه وسلم)أنـّه قال: وإنّ اُناساً من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول أصحابي أصحابي فيقول: إنّهم لم يزالو مرتدّين على أعقابهم منذ فارقتهم. فهل يجد هذا الناصب الشيعة مخطئين في سبّهم هؤلاء المنافقين من الصحابة المرتدّين عن الاسلام ؟ .

[70] ـ تقدّم حديث تشيّعه في ص 154 فراجع.

[71] ـ من الشخصيّات الشيعيّة البارزة رحمه الله واكرم مثواه.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page