• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

وداؤك فيك وما تشعر

"وداؤك فيك وما تشعر"

والملفت للنظر هنا: أننا قد نجد من بعض المخلصين ما يوحي بموافقتهم على هذا الأمر، بل، وبمشاركتهم فيه بنحو أو بآخر…
ولو صح ما ينسب إلى بعض المخلصين في هذا الإتجاه فإن إخلاصهم يكون هو الشافع لهم ، لأن مما لا ريب فيه أنهم لو التفتوا إلى واقع الحال لكان موقفهم في خلاف هذا الاتجاه قطعاً.
وربما يذكر إسم الشهيد مطهري في ضمن هؤلاء لو صحت نسبة كتاب "الملحمة الحسينية" إليه، ونحن لا نشك فقط بل نجزم بعدم صحة النسبة.
كما أننا في مجال التفريق بين المخلص والحاقد، وبين ما يرمي إليه الشهيد مطهري -لو صح أنه قال ما ذكروه عنه- نجد لزاماً علينا التفريق بين نوعين من الناس، وما أسهل التفريق والتمييز بينهما.
وهما:
النوع الأول:
نوع قضى حياته في البحث والتمحيص، ونصرة هذا الدين، والذب عن حياضه وتأييده،  وتسديده بالدليل العلمي القاطع، والبرهان الساطع، وهو ملتزم بالطريق الوسطى التي هي الجادة، لا يكاد يحيد أو يشذ عنها حتى يعود إليها…
ولكن لا يعني أن يـكون الشهيد مطهري رحمه الله معصوماً عن الخطأ، مبرءاً من الزلل، ولا أنه قد أصاب كبد الحقيقة في كل كلمة قالها أو كتبها، ولا أن تكون كتبه هي والقرآن الكريم على حد سواء، أو أن تكون على حد كلام الأنبياء، والأئمة الأصفياء عليهم الصلاة والسلام.
بل قد يخطئ المطهري في الأمور العلمية، كما يخطئ غيره فيها، خصوصاً في أوائل حياته العلمية، ولأسباب عديدة أخرى قد نشير إلى بعضها.
ولكن المسار العام لهذا الشهيد السعيد، هو مسار الصدق والاستقامة على جادة الحق، والاهتمام بالبحث والتمحيص، كما أن سمته العامة هي إعتماد الدليل والبرهان سنداً ومعتمداً في معظم أطواره، وفي اختيار الأعم الأغلب من أفكاره.
وذلك يفيدنا: أنه حين يخطئ، فإن ذلك لا يكون منه عن سوء نية، ولا عن خبث طوّية، ولا لدوافع شخصانية، ولا لعقد نفسية.
النوع الثاني:
وثمة نوع آخر من الناس، قد عودنا على إثارة الأمور بطريقة خطابية تعتمد التعميمات، وتنحو نحو الغموض، بل إنك لا تكاد تعثر له في كل حياته العلمية ولو على مورد واحد استقل ببحثه، وتمحيصه، استناداً إلى الدليل العلمي..
رغم كثرة ما يكتب وينشر، وينظم وينثر، غير أنه يتميز بسمات ثلاث:
الأولى: تصيُّد شواذ الأقوال من هنا وهناك،وقد يعثر على بعض أدلتها الواهية، فيبادر إلى إختلاسها. ثم هو يجمع بين متفرقات تلك الاقوال، ويؤلف بين مختلفاتها مضيفاً لها ما جال في خواطره،مما يسانخه، أو يشاطره حالة الشذوذ، والبعد عن الحقيقة، وظهور الزيف والبطلان، وقد يمتد به المدى إلى درجة أن يجتمع لديه ركام هائل، يضم العشرات، والمئات، بل وربما الآلاف من هذه المزاعم، ولا يدري هو ولا غيره، أين سينتهي به المطاف في نهاية الأمر.
الثانية: أنك لا تجد عند هذا النوع من الناس، إلا إدعاءات عريضة، وخطابات رنّانة، وشعارات فضفاضة وآراء تعد بالعشرات والمئات، في مختلف شؤون الدين قد شذ فيها عن طريقة علمائنا الأبرار، وعن ثوابت المذهب وقطعياته، وحاول من خلالها ان يقتحم المسلمات على حد تعبيره.
إلى جانبه سيل من التجريح، وطوفان من الإهانات، والسباب الممنهج والمميز، في عمل إرهابي قوي مدمر، وصاعق ماحق، يختار مفرداته من قاموس مصطلحات خاص به، ويا ليتك تراه وهو يتألق ويتأنق عندما يصف مخالفيه بالتخلف، والعقدة، وبالحمار يحمل أسفاراً، وبالكلب إن تحمل عليه يلهث، أو تتركه يلهث، وينسبهم إلى المخابرات الأمريكية، والموساد، ويصفهم بأنهم يكذبون، ويحرفون الكلام عن مواضعه، وأنهم - حتى مراجع الدين منهم - بلا تقوى، وبلا دين؟؟ وهلم جرا…
ولكن الأمر بالنسبة إليه يختلف تماماً، حيث إنه هو وحده المنفتح، المتوازن، العاقل، المفكر،المجدّد، ورجل الحوار، وسطَّر ما شاءت لك قريحتك، واجترحه وهمك، ولامسه خيالك، فتبارك الله أحسن الخالقين.
وما أروع، وما أحلى كلمة الحوار، وهو يديرها في فمه، وكأنها قطعة حلوى، وما أرقاه من حوار قرأت آنفاً بعض مفرداته، وتلك هي حالاته، يرفض فيه مدّعيه أن يكتب حرفاً واحداً، ثم يرفض مناقشة أي من أفكاره، أمام ثلة من العلماء، ليكونوا الحكم والمرجع، ويصر على أن يكون حواراً في بيته، وخلف الجدران، ممهداً له بتلك الأوصاف وبغيرها مما يطلقه على مخالفيه وناصحيه.
فبورك من حوار، وحيهلا بداعيته، وحامل لوائه، ومطلق شعاراته!!
ثم هو يشفع ذلك بالظهور، بلباس الصفح والتسامح، وبالمواعظ الرقيقة، إلى أن ينتهي الأمر بقراءته للآية الشريفة التي تجعل حاله مع من يخالفه الرأي كحال رسول الله (ص) مع المشركين، حيث يقول: "بصوت رقيق، وأنيق، وبالانصات له حقيق: "اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون.."
الثالثة: إن هذا النوع من الناس الذي ربما لم يمارس أي عمل علمي تحقيقي، اللهم إلا ما حاول أن يتخفى خلفه مما يختلسه من هنا وهناك من أدلة واهية لأقوال وأفكار خاطئة وشاذة، يستخدمها للتغطية على واقع لا نحب توصيفه!! كما يستخدم أسلوب إغراق الساحة بأسرها بسيل من الأوامر، وبطوفان من الزواجر، والتوجيهات الفوقية التي تعني غيره فقط؟؟ ولا تعنيه هو بشيء، فتجده في مناسبة، وبلا مناسبة لا يزال يردد قوله:
إن علينا أن..
ويجب علينا أن..
ولا بد لنا من..
وهلم جرّا..
وتأتي هذه الأوامر والزواجر، بعد هجمات ساحقة، وحملات ماحقة،على هذا الشرق المتخلف، وعلى المجتمع المسلم الجاهل والمعقد،إلى آخر مفردات قاموسه التي أصبحت معروفة ومألوفة..
والدليل على ما نقول: ما سوف نواجهه من لوم وتقريع واتهام من قبل محبيه، لأجل نفس هذه الكلمات التي سيعتبرونها موجهة إليه دون سواه، مع اننا لم نصرح بإسمه، ولا أشرنا الى كتابه، ولا إلى غير ذلك مما يرتبط به.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page