• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

مقدمة لا بد منها

مقدمة لا بد منها:

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
وبعد.
فإن المثل يقول: «من كان بيته من زجاج، فليس له أن يرشق الناس بالحجارة».. وإذا ما فعل أحد ذلك، وقابله المظلومون، المعتدى عليهم بالمثل وتحطم بيته الزجاجي، فلا يلومنَّ إلا نفسه، فإنما «على نفسها جنت براقش».
وإن أمرنا مع المتعصبين، والمتحاملين على أهل البيت عليهم السلام، الذين نذروا أنفسهم لنقض فضائلهم، وتصغير شأنهم، وغمط حقوقهم صلوات الله عليهم، حتى أصبح ذلك هو شغلهم الشاغل، وخبزهم اليومي.. إن أمرنا مع هؤلاء، قد أصبح مصداقاً لذلك المثل الذي عرضناه آنفاً.
فهؤلاء المتحذلقون لا يملكون من الحق والصواب إلا الدعاوى العريضة، والاستعراضات، والانتفاخات الفارغة، التي تخفي وراءها الوهن، والعُدْم، والفقر، والضّآلة، والضحالة، الأمر الذي يضطرهم إلى التزوير، والتعمية، وإلى استخدام وسائل الإرهاب والقهر، معتمدين علىحربة مسمومة، هي إثارة البغضاء، وشحن النفوس بالحقد، والضغينة، والكيد للحق وأهل الحق، وتصويره على أنه هو الباطل، والزيف، والكفر الصريح والقبيح.
بل إنك ترى هؤلاء رحماء على الكفار ومعهم، يخفضون لهم جناح الذل والضعة، أشداء على المسلمين، والمؤمنين، يبطشون بهم أفحش البطش، ويرتكبون في حقهم أعظم الجرائم، وتلك هي السنة التي سنها لهم وجرأهم عليها إمامهم يزيد بن معاوية لعنه الله.. حتى إذا ما وجدوا أنفسهم في موقع العجز عن ذلك، سلقوا أهل الإيمان بألسنة حداد، سراً وجهراً، غير مبالين بما يصيب المسلمين من وهن، وأذى، وتمزق، من جراء ذلك.
أما المسلمون الشيعة الإمامية، فإنهم يدركون أن هؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم، ويرون أن واجبهم ـ أعني الشيعة ـ هو أن يحفظوا لهذا الدين قوته، وللمجتمع الإسلامي وحدته، فالشيعة هم «أم الصبي»، التي تريد أن تحفظ ولدها بكل وسيلة، حتى لو كلفها ذلك حياتها.
ولأجل ذلك، كانوا وما زالوا يكتفون بالرد على هؤلاء العابثين بالدين، وبوحدة المسلمين، بالكلمة الطيبة، وبمنطق العلم، والحوار الموضوعي الهادئ الصريح، والبنَّاء، والصحيح، فيدحضون شبهاتهم، ويزيفون ادعاءاتهم، بالأدلة القاطعة، والبراهين الساطعة.
ولكن أولئك سرعان ما يعودون لتكرار استعراضاتهم وانتفاخاتهم، وعرض بضائعهم الطحلبية ذاتها. ونسائجهم العنكبوتية نفسها من جديد.
ويعود أهل الحق والدين لفضح أباطيلهم، وتزييف أضاليلهم، على قاعدة:
«إن عادت العقرب عدنـا لها وكـانت النعل لها حـاضرة».
ولا تزال هذه الدوامة تعصف بالكيان الإسلامي، وتتكرر عاماً بعد عام.. منذ العهد الأموي، وحتى يومنا هذا.. ونتوقع لها أن تستمر في المستقبل أيضاً.
غير أن ما يحسن لفت النظر إليه هو أن هؤلاء على يقين من أن الشيعة الإمامية لهم نهج، وقضية، فهم لا يتعدون نهجهم، ولا يفرطون بقضيتهم، أي إنهم يعلمون: أن الشيعة لو أرادوا نشر ما لدى هؤلاء الحاقدين من بدع، وترهات، ومخازٍ وضلالات، لضاقت على هؤلاء الجناة على الدين وأهله، الأرض بما رحبت، ولكنهم يعلمون حرص الشيعة على عدم المقابلة بالمثل، إذا كانت سلبيات نشر هذه الفضائح، سوف تطال الكيان الإسلامي كله، وسوف تعصف براحته، وستؤثر على وحدته.
ولأجل ذلك فهم يؤثرون ولا يزالون، تحمل هذا الأذى الكبير من هؤلاء، انطلاقاً من منطق الإسلام في آياته المباركة: {أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ} (الآية 29 من سورة الفتح).
ولأجل ذلك، فإننا نأمل أن لا يظن أهل السنة: أننا حين نرد على هؤلاء، المتعوذين بالتسنن: أننا نقصدهم أيضاً في خطابنا معهم، لإدراكنا العميق، المستند إلى العلم والمشاهدة: أن أهل السنة لا يرضون بمنطق هؤلاء، بل إن الكثيرين منهم قد تصدوا لهم كما تصدينا ونتصدى، وأدانوا منطقهم كما ندين. فنحن وإياهم في خندق واحد، في رد التجني، وفي التصدي لأهل الأهواء.
حفظ الله هذه الأمة من أخطارهم، وصانها من شرورهم، وهدانا جميعاً إلى التمسك بحبل ولاية أهل البيت عليهم السلام، والأخذ عنهم، والقبول منهم، استسلاماً وانقياداً لقول رسول الله صلى الله عليه وآله:
«إني تارك فيكم الثقلين، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً، كتاب الله، حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض..» أو نحو ذلك.. (كنز العمال ج1 ص187، والمعجم الصغير للطبراني ج1 ص131 ـ 135 والمعجم الأوسط ج3 ص274 وج4 ص33 والمعجم الكبير ج5 ص154 ـ 166 وكتاب السنة لعمرو بن أبي عاصم ص630 ومسند أبي يعلى ج2 ص303 وشرح النهج للمعتزلي ج6 ص375).
وبالمناسبة: فإن هناك من يوزع منشوراً، في مناسبات عاشوراء وسواها، يتضمن الكثير من التجني على الحق والتزوير للوقائع.. طلب منا بعض الإخوة النظر فيه، وبيان زيف ما فيه من دعاوى وأباطيل، فاستجبنا لطلبه، وأجبناه بما هو ماثل الآن أمام عيني القارئ الكريم، فنحن نذكر نص الرسالة، والمنشور أولاً، ثم نعقب على ذلك بما سنحت لنا الفرصة بتسجيله، فإلى ما يلي من مطالب، وفصول، وعلى الله نتوكل، ومنه نستمد العون والقوة.. إنه ولي قدير، وبالإجابة حري وجدير.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page