• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

النياحة على الحسين (عليه السلام) في سائر أقطار القارة الاسيوية(في ايران)

الفصل الرابع والعشرون
النياحة على الحسين (عليه السلام) في سائر أقطار القارة الاسيوية
الف ـ في ايران :

ما في ايران فمنذ أن وصلها نبأ الحادث المحزن باستشهاد الامام الحسين عليه السلام وآله وصحبه ، فقد عمت الأحزان الأوساط الايرانية من شعبية ورسمية ، نظراً لأواصر المصاهرة التي ربطت الايرانيين الفرس بأسرة الامام الحسين عليه السلام بتزوجه الأميرة شهربانو « شاهزنان » بنت الملك يزدجرد ، التي ولدت له الامام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام ، مضافاً الى ولاء كبار رجال إيران للامام علي بن أبي طالب وآله وبيته ، كسلمان الفارسي وغيره . ثم تحولت هذه الأحزان بصورة تدريجية الى مناحات ومآتم محدودة في داخل الدور وفي المجتمعات الخاصة ، وتطورت بعد ذلك ، حيث اتسعت دائرتها وأخذت تقام بصورة علنية على شكل إنشاد المراثي ، وذكر واقعة الاستشهاد ، بالاستناد الى المرويات على ألسنة الثقات ، ويحدثنا التاريخ بأن كثيراً من رؤساء قبيلة الأشاعرة وأفخاذها اضطروا الى الهجرة من الكوفة الى اصفهان ثم الى « قم » الحالية وضفاف نهرها للانتجاع ، بعد أن قتل الحجاج بن يوسف الثقفي زعيمهم الأكبر محمد بن سائب الأشعري ، وبعد أن أخذت النكبات تترى عليهم من قبل الحجاج وعمال الأمويين .
ومنذ استقرار هؤلاء المهاجرين التابعين للامام علي عليه السلام وآله في هذه الناحية خلال مدة عشر سنوات ـ أي من سنة «73 هـ» الى سنة «83 هـ» ـ شرعوا بإقامة أسس بناء مدينة « قم » ونشر العمران فيها ، كما بدأوا فور سكناهم هنا بإقامة المآتم والمناحات في مجتمعاتهم الخاصة ومجالسهم السرية على شهيد الطف عليه السلام خاصة أنهم كانوا قريبي عهد بالفاجعة وتفاصيلها وملابساتها ، مرددين فيها ما جرى على الامام الحسين عليه السلام وآله في مذبحة عاشوراء .
ولقد استمر هؤلاء الأشاعرة الشيعة على إحياء ذكرى الطف الحزينة في يوم عاشوراء من محرم كل سنة وإقامة العزاء فيه ، ثم تناقل الخلف عن السلف هذا التقليد الحزين ، الى أن حلت الآنسة فاطمة بنت الامام موسى بن جعفر عليهما السلام وأخت الامام علي بن موسى الرضا عليهما السلام هذه المدينة سنة «201 هـ» آتية من مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقاصدة أخاها الامام الرضا عليه السلام في مرو بخراسان ، ولكن الأجل لم يمهلها فكانت مدة إقامتها في هذه المدينة «17» يوماً مريضة طريحة الفراش في دار موسى بن الخزرج بن سعد الأشعري ، وبعد وفاتها دفنت في أرض كانت لهذا المضيف الجليل ، وأصبح قبرها روضة فيما بعد وللآن يقصده الميع للزيارة والتبرك وإقامة المأتم الحسيني حوله .
وبعد دفن هذه العلوية العذراء التي اشتهرت بـ « معصومة قم » تعاظمت سلطة الشيعة الأشعريين في هذه الناحية واتسع نطاق إقامة مآتم ذكرى شهيد الطف الحزينة بين مختلف طبقات سكان هذه المدينة وما جاورها من القرى والقصبات .
وهكذا كان الاشاعرة المهاجرون من الكوفة الى هذه الناحية في إيران من الأوائل الذين بذروا بذور التشيع لآل علي عليه السلام فيها ، مستغلين موضوع استشهاد الامام عليه السلام بكربلاء ومقيمين مآتمه وعزاءه ومجالس النياحة عليه .
أما في مرو بخراسان فعلى عهد الامام الثامن علي بن موسى الرضا عليهما السلام الذي بدأ منذ أخريات القرن الثاني وأوائل القرن الثالث الهجري ، فقد تعززت نهضة إقامة المآتم والمناحات واحياء ذكرى استشهاد الحسين عليه السلام ، بالأخص وأن سياسة المأمون العباسي كانت تميل الى مسايرة العلويين وإطلاق الحرية لهم في إقامة شعائر الحزن والعزاء على الامام الشهيد . وقد مر ذكر تفصيل ذلك في الفصل الخاص بالمناحة على عهد الامام الرضا وابنه الامام محمد التقي عليهما السلام .
وبعد استشهاد الامام علي بن موسى الرضا عليهما السلام في طوس تبلورت حركة إقامة المناحات وحفلات العزاء على الامام الشهيد في إيران ، وتطورت بتطور سياسة الحكومات التي كانت تتولى السلطة في أنحاء إيران ومناطقها المختلفة بين القوة والضعف . فكانت هذه الحركة تسير سيرها المدي في بعض الاصقاع التي كانت تحكمها السلطة الموالية لآل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، كالامراء البويهيين ، وتسير سيرها الجزري في الأقاليم الأخرى التي تتولى السلطة فيها حكومة تعادي العلويين وتناهضهم ، وقد استمرت هذه الحالة الى أن استولى على الحكم في إيران الملوك الصفويون ، الذين استطاعوا أن ينشئوا في إيران حكومة مركزية تسيطر على جميع الأقاليم الايرانية ، وأن يوجدوا في هذه البلاد وحدة متماسكة تحكمها حكومة مركزية قوية واحدة ، هي الدولة الصفوية .
وقد اهتم ملوك هذه الدولة الشيعية اهتماماً عظيماً بالعزاء الحسيني ومأتمه في داخل البيوت وخارجها ، وفي المساجد ، والتكايا ، والمعابد ، والأسواق ، والشوارع ، والساحات العامة ، وحتى في البلاط ودوائر الدولة ، كما تنوعت وتشعبت اساليب هذه المناحات وعمت جميع طبقات الشعب ، وأصبحت تقاليد متأصلة في النفوس ، كما أن الحكومات التي خلفت الدولة الصفوية في إيران كالأفشارية والزندية سارت على نفس نهج تلك الدولة ، في إحياء هذه الذكرى الحزينة ، وإقامة شعائرها ومتابعة تقاليدها . وخاصة على عهد الملوك القاجاريين وحتى الوقت الحاضر .
وأدرج فيما يلي بعض ما عثرت عليه في بطون الكتب والأسفار عما تقدم ذكره في هذا الأمر :
1 ـ جاء في كتاب « الشيعة والتشيع » للسيد أحمد الكسروي ما نصه :
« فمن الواضح أن الشيعة قد رجوا من ذكر مصاب الحسين والنوح عليه فوائد لهم ، والظاهر من أقوال المؤرخين أن إقامة شعائر المأتم ، وإحياء ذكرى مصائب آل علي عليهم السلام وإنشاد المراثي وإقامة العزاء على الحسين ، قد راجت في ايران لأول مرة على أيدي البويهيين ، وأن أحمد معز الدولة رحل من إيران الى بغداد سنة 334 وأعلن المذهب الشيعي فيها رسمياً » .
2 ـ وجاء في الصفحة «87» من الكتاب نفسه ما نصه :
« ثم لما قام الصفويون في إيران أشاعوا المناحة بين الايرانيين ؛ فأقبل العامة عليها إقبالاً عاماً ، وكبرت وظهرت فيها أعمال ضرب الجسد بالسلاسل ، وجرح الرأس ، وإقفال البدن ، وغير ذلك مما لا حاجة الى عدها ... » الخ .
3 ـ وجاء في الصفحة «88» منه ما عبارته :
ففي أيام القاجاريين في إيران كانت إقامة المأتم والاحتفال بمصاب الحسين شغلاً شاغلاً للشيعة ، يقضون نصفاً من ساعاتهم فيها ، وكان الناس يزيدهم إقبال عليها ما كانوا يسمعون من الاحاديث في فضل البكاء ، فقد روي عن أئمة الشيعة أنه : « من بكى أو أبكى أو تباكى وجبت له الجنة » فمن المسلّم عند الشيعة أن البكاء على الحسين من أفضل العبادات ، وأن من بكى عليه غفر الله ذنوبه ولو كانت عدد الرمال ... » الخ .
4 ـ ولقد سمعت من بعض المعمرين الذين أدركوا عهد قيام الملك ناصر الدين شاه ، كبير ملوك السلسلة القاجارية ، في زيارته . للعتبات المقدسة في العراق ، سنة 1287 هـ ، أنه حينما كان يزور مشهد الامام الحسين عليه السلام وهو عند ضريحه المطهر ، إذ خطب أمامه أحد خطباء المنبر الحسيني خطبة مؤثرة جداً عن الفجيعة الحسينية ، وتطرق أثناء كلامه الى كلمة يقال انها بدرت يوم عاشوراء من الامام الحسين عليه السلام في أحرج ساعاته ، وهي : « هل من ناصر ينصرني ؟ » فقال الخطيب صارخاً : أن ناصرك قد أتى ، وهو الآن بين يديك لينصرك فضج الجميع بالبكاء ، وكان نحيب ناصر الدين شاه وبكاؤه أعظم منهم وأنه رفع تاجه من رأسه وألقاه بحرارة أمام الضريح من شدة التأثير .
5 ـ جاء في الصفحة «220» من كتاب « جولة في ربوع الشرق الأدنى » لمؤلفه محمد ثابت المصري ، المطبوع في القاهرة سنة «1934 م» ، عند زيارته لمدينة مشهد الرضا في إيران وهي حاضرت اقليم خراسان ما نصه :
« أما شهرا محرم وصفر فأيام حداد ، لا يدار فيها لهو ولا موسيقى ، ويحيون 2 لياليها بجلسات الحداد ، يستمعون لقصص علي والحسين وهم يبكون . وغالب البيوت تراعي ذلك ليلة الجمعة من كل أسبوع حتى في غير هذين الشهرين ، وفي يوم عاشوراء ـ العاشر من المحرم ـ تقام حفلات في البلاد كلها لمأساة الحسين » .
ويستطرد الكاتب فيقول :
« خرجت من حرم الامام الرضا الى الفناء واذا في كل ركن من أركانه عالم ـ خطيب ـ يرتقي منبراً وحوله خلق كثير جلوس على الأرض في وجوم وشبه ذهول ، وهو يقص عليهم أنباء علي والحسن والحسين والأسرة الشريفة كلها ، وجميعهم يبكون ، وكلما أشار في قوله الى الفاجعة صاحوا عالياً ولطموا جباههم ، وخدودهم في قرقعة مؤلمة ، ومنهم الطفل ، والمراهق ، والسيد ، والعجوز ، والكهل الفاني والمثقف ، والأمي الجاهل ، وكنت أعجب لسيل دموعهم وبكائهم المر . وذلك الوعظ وقراءة المقتل يظل طوال اليوم في جميع أركان الأفنية ... » الخ .
ويواصل الكاتب كلامه فيقول :
« وبعد صلاة الغروب أخذ العلماء يقصون على الناس نبأ فاجعة علي والحسين ، والجماهير حولهم » .
6 ـ جاء في الصفحة «207» من كتاب « تاريخ خلفاي فاطمى » باللغة الفارسية ، تأليف المرحوم عبد الرحمن سيف آزاد ، ضمن البحث عن أجداد آقا خان الاسماعيلي ، وانتقالهم بعد استيلاء هولاكوا المغولي على قلعة « الموت » قرب قزوين في ايران مركزهم الأصلي الى قرية « انجيدان » من قرى مدينة « أراك » بوسط ايران ، ما ترجمته :
« من الآثار القيمة التي لا زالت قائمة في الحسينية العائدة للشاه خليل الأول في انجيدان ـ انگيدان بالكاف الفارسية ـ والتي يحافظ عليها سكان هذه الناحية حتى الآن بكل احترام وتكريم ، هو تمثال نخلة كبيرة جداً وصلبة ، مصنوعة من مادة رخامية ، يرفعها سكان انجيدان في كل سنة أيام عاشوراء وفي مواسم إقامة العزاء الحسيني على أيديهم وفي مقدمة الأعلام والجهازات الأخرى العائدة لسائر القرى ، والسير بهذه النخلة ، يتبعهم الألوف من المشتركين في مراسم العزاء بكل إخلاص وحزن في مختلف القرى حتى يصلوا الى القرب من مدينة « اراك » ، وفي ضواحيها يتبرك الجميع بها بكل احترام وتعظيم . وبعد الانتهاء من مراسم العزاء خلال عشرة عاشوراء تعاد النخلة الى مكانها في حسينية الشاه خليل الأول للحفظ » .
7 ـ لقد ذكرت الصحف الطهرانية بمناسبة إقامة العزاء الحسيني في مدينة مشهد في العشرة الأولى من محرم ، سنة 1392 هـ ، ما ترجمته :
« إنه لأول مرة في تاريخ ايران تفد على مدينة مشهد أول جماعة منظمة بمواكبها الحزينة ، ومؤلفة من نخبة نساء مدينة بروجود ، تشكل السبايا والمواكب الحسينية وتسير في شوارع مدينة مشهد وفي أفنية صحن الامام الرضا عليه السلام ، على غرار مواكب الرجال ، وتنشد الأهازيج الحزينة وترثي الامام الشهيد وتضرب على الصدور وتنفش الشعور وهي مجللة بالسواد » .
8 ـ جاء في الصفحة «370» من « موسوعة العتبات المقدسة » قسم كربلاء نقلاً عن كتاب « تاريخ ايران » باللغة الانجليزية ، لمؤلفه السر برسي سايكس ، عن مجزرة كربلاء بعد بيان الحادث المفجع مفصلاً ، ما نصه :
« إن هذه الفاجعة كانت أساساً لتمثيل المسرحية الأليمة سنوياً ، ليس في ايران التي تعتبر العقيدة الشيعية مذهباً رسميا فيها فقط ، بل في كثير من البلاد الآسيوية التي يتيسر فيها وجود المسلمين الشيعة أيضاً . وقد شاهدت هذه المأساة تمثل أمامي مرات عديدة في ايران ، ولذلك يمكنني أن أعترف وأقر بأن الاستماع الى ولولة النساء الصارخة ، ومشاهدة الحزن الذي يغشى الرجال كلهم ، يؤثر تاثيراً عميقاً في المرء بحيث لا يسعه إلا أن يصب نقمته على الشمر ويزيد بن معاوية ، بقدر ما يصبه سائر الناس الحاضرين . والحقيقة أن هذه المسرحية الأليمة تدل على قوة عاطفية جامحة تمتلئ بالحزن والأسى الذي لا يمكن أن تقدر بسهولة ، وأن المناظر التي شهدتها بأم عيني ستبقى غير منسية في مخيلتي ما دمت في قيد الحياة » .
9 ـ وجاء في الصفحة «7» من مجلة « نامه استان قدس رضوي » العدد المؤرخ 1391 هـ ، وهي المجلة التي تصدرها باللغة الفارسية سدانة مشهد الامام الرضا في خراسان ، ضمن مقال طويل ما ترجمته :
« كان البويهيون من الشيعة المخلصين وقد بذلوا جهدهم من الصميم لنشر المذهب الشيعي واشاعة أحكامه ومبادئه . وقد نقل المؤرخون أن إقامة شعائر المأتم الحسيني وإحياء ذكرى مصائب آل علي عليهم السلام وإنشاد المراثي وإقامة العزاء على الحسين الشهيد قد راجت رواجاً عاماً في إيران لأول مرة على عهد البويهيين ، كما أن أحمد معز الدولة رحل من ايران الى بغداد سنة «334 هـ» وأعلن المذهب الشيعي فيها رسمياً ، وأمر بلعن معاوية على المنابر في بغداد ، كما أمر سنة «352 هـ» بإقامة الحداد على الحسين يوم عاشوراء وغلق الحوانيت والأسواق فيه ، ولبس الناس في هذه اليوم السواد وناحت النسوة فيه على الحسين مشعثات الشعر » .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page