• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

حقوق الأسرة

حقوق الأسرة:

تختلف الفقرة الثانية من المادة (25) من الإعلان عما سبقها من الفقرات في المواد الثلاث مورد البحث ـ والتي تناولت ما وضيع العمل والضمان الاجتماعي ـ تختلف في كونها تناولت موضوع حقوق الأسرة، والأولاد باعتبار كل منهم إنسانا بغض النظر عن شرعية ولادته من عدمها.
على خلاف ما يشاع عنه، أكاد أقول بأنه ليس هناك ما أعطى الأسرة ـ من الأنظمة الأخرى ـ قدرها كالدين الإسلامي. فهذا القدر يمكن استخلاصه من الحماية اللازمة التي أحاط بها الإسلام هذه المؤسسة الاجتماعية، حيث فرض أقصى العقوبات على من يحاول تدنيسها أو النيل منها لمكان أهمية دورها في إمداد الأمم باللبنات الصالحة التي تسهم في بناء المجتمعات التي تنتمي إليها.
قد يقول قائل بأن هناك من الأنظمة ما وضع عقوبات على من يحول النيل من الأسرة كذلك فما هو الفارق بينه وبين الإسلام كي يتم الحديث عن التميز بالنسبة للإسلام في هذا الميدان؟
إن التميز يكمن في كون الدين الإسلامي لم يكن قد اقتصر على حماية الأسرة من حيث هي كيان قائم حسب، وإنما وضع التدابير الاحترازية ـ حسب الاصطلاح القانوني ـ التي من شأنها حماية الأسرة حيث هي مشروع، ومجرد فكرة في ذهن صاحبها. فقد وضع الإسلام الضوابط اللازمة التي يفترض في الإنسان إتباعها فيما لو رام تكوين أسرة صالحة قادرة على أن تمثل مهدا هادئا، وفراشا وثيرا يتقلب عليه ثمراتها ـ الأولاد ـ كيما ينشؤون مستقرين نفسيا بما يعود بالنفع على الأسرة، والمجتمع.
فالمرأة باعتبارها العنصر الأهم في الأسرة لمكان التصاقها بالأولاد، وتأثيرها المباشر بهم أعطاها الإسلام المكانة العالية، والمنزلة الرفيعة التي من شانها أن تبعث الثقة في نفسها فتكون أقدر على العطاء.
فالإمام الحسين (عليه السلام) بالإضافة إلى خلقه العالي في تعامله مع أهله، كان يثق بمكانة المرأة، وكفاءتها عليه كان تعامله مع المرأة بالمستوى الذي أوكل إليها القيادة في مرحلة ما بعد ثورته على النظام المنحرف.
لقد كان يتعامل مع ولده بما يبعث الثقة في نفوسهم، وينمي شخصياتهم، كان يتحاور مع ابنه كما يتحاور مع أي إنسان آخر وفي أهم الموضوعات كالحوار الذي دار بينه وبين ولده علي الأكبر حين كانوا يسيرون إلى كربلاء وسمع علي الأكبر أباه يقول "القوم يسيرون والمنايا تسير معهم". وكذلك كان حواره مع ابن أخيه القاسم حينما برز إلى القتال، وكذلك مع ابنته سكينة.
إن هذه التنشئة الصالحة أثمرت أن يبرز الشاب في كربلاء ويقدم نفسه رخيصة دون دينه، لا دون شيء آخر.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page