• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

حرية الرأي والاعتقاد

حرية الرأي والاعتقاد:

اختصت المادتان (18)، (19) من الإعلان مجموعة من الحريات فيما يتعلق بالفكر، والاعتقاد، وممارسة الإنسان لشعائره وطقوسه الدينية، وغير ذلك من الحقوق كالتالي:
المادة (18): "لكل شخص الحق في حرية الفكر، والضمير، والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير دينه، أو عقيدته. والحرية إما بمفرده، أو باشتراك مع آخرين، وعلنا أو بمعزل، وأن يظهر دينه أو عقيدته بالتدريس، والممارسة، والعبادة، وأداء الشعائر.
المادة(19): "لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق الحرية في اعتناق الآراء بدون تدخل، وأن يطلب ويتلقى معلومات، وأفكار عن طريق أية وسائط بغض النظر عن الحدود".
يرى البعض بأن الإسلام هو دين بعيد عن الديمقراطية، والفرد فيه محيد تماما، فليس عليه غير التلقي، لذا ينعتون الإسلام بالديكتاتورية. ثم إنهم يزعمون بأنه على فرض التسليم بدعوة الدين الإسلامي لنظام الشورى، إلا أن تلك الشورى إنما هي في حقيقتها شورى صورية، شكليه فقط لا حقيقية، مستدلين على ذلك بذيل آية الشورى نفسها الذي يقول: (فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين)(34).
ولكن الذي يستظهره أغلب العلماء من الآية الكريمة هو أنه "إذا عزمت بعد المشاورة في الأمر على إمضاء ما ترجحه الشورى، وأعددت له عدته، فتوكل على الله في إمضاءه، وكن واثقا بمعونته، وتأييده لك فيه، وهو الرأي الأظهر يدعمه في ذلك سيرة الرسول (صلى الله عليه وآله) في بدر وأحد"(35).
فالإسلام يرتفع بالرأي الآخر إلى حد الواجب فيما لو توفرت شروطه التي لا تقود الإنسان إلى التهلكة دون أن يثمر عمله شيئا يذكر. كما إنه يعتبر الرأي الآخر حق من حقوق الإنسان، لذا تجد الإمام الحسين (عليه السلام) يقول في ذلك: "من رأى سلطانا..."(36).
كما يقول: "كان لا يحل لعين مؤمنة ترى الله يعصى، فتطرق حتى تغيره"(37).
ويقول (عليه السلام) في النتائج التي يؤدي إليها التهاون في أداء هذا الواجب، وممارسة حرية الرأي: ".. وما سلبتم ذلك إلا بتفرقكم عن الحق، واختلافكم في السنة بعد البينة الواضحة، ولو صبرتم على الأذى وتحملتم المؤونة في ذات الله كانت أمور الله عليكم ترد، وعنكم تصدر، وإليكم ترجع، ولكنكم مكنتم الظلمة من منزلتكم، وأسلمتم أمور الله في أيديهم يعملون بالشبهات.. سلطهم على ذلك فراركم من الموت، وإعجابكم بالحياة التي هي مفارقتكم، فأسلمتم الضعفاء في أيديهم، فمن بين مستعبد مقهور، وبين مستضعف على معيشته مغلوب، يتقلبون في الملك يآرائهم، ويستشعرون الخزي بأهوائهم.."(38).

____________________________________________
34- آل عمران/ 159
35- محمد الحسيني الشيرازي، الشورى في الإسلام، مؤسسة الوعي الإسلامي للتحقيق والترجمة والطباعة والنشر، بيروت، ط 10، 1999، ص 19.
37- أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي، الأمالي، مكتبة الداوري، قم، ج1، ص 54.
38- تحف العقول، مرجع سابق، ص 168.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page