• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

حرية الحركة والإقامة في أي مكان

حرية الحركة والإقامة في أي مكان:

تناولت المادة (13) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان مسألة المحل الذي يتخذه الإنسان للإقامة فيه، وحرية التنقل له أين، ومتى شاء من خلال النص التالي:
"1ـ لكل شخص الحق في حرية الحركة والإقامة في حدود كل دولة.
2ـ لكل شخص الحق في مغادرة أية دولة بما فيها دولته، وأن يعود إلى دولته".
المشكلة التي يعاني منها الآن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو أنه فاقد لعنصر الإلزام اللازم لكل قاعدة قانونية لكي يضفي عليها الصفة القانونية، كي يمكن التعامل معها على أنها قانون يترتب عليه جزاء، أو تعويض عند الاختراق والمخالفة. وفقدان عنصر الإلزام هو الذي أفقد الإعلان العالمي تلك الهيبة التي تلزم من يخضع لقواعده ضرورة الانصياع لأحكامه وتطبيقها. خلاصة القول هي أن الإعلان العالمي لم تكن قواعده لتعدو حدود الورق في أغلب الأحيان، وقلما يخلو بلد من بلدان العالم لانتهاكات قواعده، إن لم يكن ذلك تجاه مواطنيه، فإزاء الأجانب، أو الأقليات على أقل التقديرات.
في قبال ذلك تجد في الإسلام اقتران التشريع بالعمل، والإلزام فيما يتعلق بحقوق الناس، والنظام العام وهو ما أضفى على مبادئ حقوق الإنسان الهيبة اللازمة. على أنه إذا كانت هناك انتهاكات قد سجلت في بعض مراحل التاريخ فإن ذلك لا يمكن حسابه على الإسلام في شيء، وذلك للانحراف الكبير الذي حصل بعد دولة الرسول (صلى الله عليه وآله)، ودولة الإمام علي (عليه السلام).
ثم إن ما أكسب مبادئ حقوق الإنسان في الإسلام تلك الدروس العملية التي قام بها البعض، والتي ضحوا بأنفسهم من أجل إقامتها، كتلك الدروس العملية التي قدمها لنا الإمام الحسين (عليه السلام)، فكان لها ـ على مر العصور ـ أبلغ الأثر في النفوس، لا في نفوس المسلمين حسب، بل في نفوس غير المسلمين الذين لم يعودوا قادرين على إخفاء إعجابهم بتلك الدروس العملية، كما أثر عن محرر الهند المهاتما غاندي قوله: "تعلمت من الحسين بن علي كيف أكون مظلوما فأنتصر".
ففي مجال حق الإنسان في اختيار المحل الذي يناسبه من أرض الله الواسعة، وحرية التنقل فيها، كان للإمام الحسين (عليه السلام) دوره في الدعوة العملية إليها.
فعلى الرغم مما أشار به البعض من أصحاب الإمام عليه بأن يتوجه إلى جبال اليمن فإنه أبى ذلك ليس حبا في القتال، ولا إلقاء لنفسه في التهلكة كما يحلو للبعض تسميته، بل من منطلق وعيه السياسي الذي أدرك من خلاله بأن يزيدا ليس بتاركه ما لم ينزل على حكمه، ويمد يده له بالبيعة.
وفعلا تحقق ذلك حيث أمر يزيد بن معاوية أزلامه بأن يقتلوا الإمام الحسين (عليه السلام) وإن كان متعلقا بأستار الكعبة، فهل سترد جبال اليمن بأس أولئك الطغاة عنه يا ترى؟


أضف تعليق

كود امني
تحديث

Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page