الأستاذ الشهيد مرتضى مطهري
تعريب: صادق البقال
إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي
أن من الظلم العظيم والتصور الواهي، أن نسبغ على القضية الحسينية ثوباً طائفياً أو إقليميا، أو حتى مجرد حدثاً تاريخياً جرى في حقبة من الزمن ثم تلاشى.
فالمنصف والمتمعن بموضوعية لا يرى في مسيرة الحسين (عليه السلام) إلى كر بلاء إلا قضية إسلامية أصيلة تمثل فريضة من فرائض الإسلام ضمن نظامه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحيث جسد فيها الإمام (عليه السلام) الإخلاص والحب والتفاني للرسالة الإلهية، ورسم بدمه الشريف صورة مشرفة ونموذجاً رائعاً لأمتنا اليوم في صراعها مع الباطل.
فالقضية الحسينية ستبقى خالدة ومستمرة مع استمرار أي انحراف في خط الرسالة والتي اختلط منهجها جده محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي خاطب الأمة بأن (حسين مني وأنا من حسين).
ومن الغبن أيضاً أن لا نرى في القضية الحسينية إلا جانباً واحداً فقط، الجانب المأساوي الحزين - رغم قدسيته - دون أن ندع جانب الفكر والموقف والقدوة ينطلق ليشكل تفاعلاً منسجماً بين الفكر والعاطفة. فهدف الإمام الحسين (عليه السلام) من واقعة الطف كان إصلاح هذه الأمة والعمل على تغيير الواقع السيئ إلى واقع الإسلام المبارك.
حقيقة النهضة الحسينية (مقدمة)
- الزيارات: 15321