• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

رجل شامي ناصبي

رجل شامي ناصبي

 

تشيّع على يد الإمام أبي جعفر محمد بن عليّ الباقر(عليه السلام)، الإمام الخامس من أئمـّة أهل البيت(عليهم السلام) لمّا علم من شامخ مقامه وعظيم قدره عند الله تعالى.

حدّث محمد بن سليمان عن أبيه قال: كان رجل من أهل الشام يختلف إلى مجلس أبي جعفر(عليه السلام) يقول له: يا محمد، ألا ترى أنّي أنّما أغشى([1]) مجلسك حياء منّي لك، ولا أقول أنّ في الأرض أحداً أبغض إليّ منكم أهل البيت، وأعلم أنّ طاعة الله، وطاعة رسوله، وطاعة أمير المؤمنين في بغضكم، ولكن أراك رجلا فصيحاً، لك أدب وحسن لفظ، وانّما الاختلاف إليك لحسن أدبك.

وكان أبو جعفر(عليه السلام) يقول له خيراً، ويقول: لن تخفى على الله خافية.

فلم يلبث الشامي إلاّ قليلا حتّى مرض واشتدّ وجعه، فلمّا ثقل دعا وليّه وقال له: إذا أنت مددت عليّ الثوب في النعش فأت محمد بن علي واعلمه أنّي أنا الذي أمرتك بذلك.

قال: فلمّا كان في نصف الليل ظنّوا أنـّه قد برد، وسجّوه، فلمّا أن أصبح الناس خرج وليّه إلى المسجد، فلمّا أن صلّى محمد بن عليّ(عليه السلام) وتورّك([2]) ـ وكان إذا صلّى عقّب في مجلسه، قال له: يا أبا جعفر، أنّ فلاناً الشامي قد هلك، وهو يسألك أن تصلّي عليه.

فقال أبو جعفر(عليه السلام): كلاّ، إنّ بلاد الشام بلاد برد، وبلاد الحجاز بلاد حرّ، وحرّها شديد، فانطلق فلا تعجلن على صاحبك حتّى آتيكم. ثمّ قام من مجلسه، فأخذ وضوءاً ثمّ عاد فصلّى ركعتين، ثمّ مدّ يده تلقاء وجهه ماشاء الله، ثمّ خرّ ساجداً حتّى طلعت الشمس، ثمّ نهض فانتهى إلى منزل الشامي فدخل عليه فدعاه حاجبه، ثمّ أجلسه فسنّده، ودعا له بسويق، فقاه، فقال لأهله: إملؤا جوفه، وبرّدوا صدره بالطعام البارد، ثمّ انصرف فلم يلبث إلاّ قليلا حتّى عوفي الشامي.

وأتى أبا جعفر(عليه السلام) فقال: اخلني، فأخلاه فقال: اشهد أنّك حجّة الله على خلقه، وبابه الذي يؤتى منه، فمن أتى من غيرك خاب وخسر، وضلّ ضلالا بعيداً.

فقال له أبو جعفر(عليه السلام): وما بدا لك؟ قال: اشهد أنّي عهدت بروحي، وعاينت بعيني فلم يتفاجاني إلاّ ومناد ينادي اسمعه بأذني ينادي وما أنا بالنائم: ردّوا عليه روحه فقد سألنا ذلك محمد بن عليّ.

فقال له أبو جعفر(عليه السلام): أما علمتَ أنّ الله يحبّ العبد ويبغض عمله، ويبغض العبد ويحبّ عمله. قال: فصار بعد ذلك من أصحاب أبي جعفر(عليه السلام)([3]).

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] ـ آتي.

[2] ـ أي قعد متورّكاً على أحد وركيه، والورك ما فوق الفخذ، والتورّك في الصلاة: القعود على الورك الأيسر بأن يخرج رجليه جميعاً من تحته، ويجعل رجله اليسرى على الأرض وظاهر قدميه اليمنى على باطن قدمه اليسرى.

[3] ـ الأمالي للشيخ الطوسي.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page