طباعة

كلُّ إناء بالّذي فيه يَنْضحُ

كلُّ إناء بالّذي فيه يَنْضحُ

 

ذكر الشيخ نصر الله بن مجلّي أحد الثقات المعتَمدين : اني رأيت في المنام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، فقلتُ له :

« يا أمير المؤمنين ، لقد فتحتم مكّة ، و أعلنتم الأمان لمن يدخل بيت أبي سفيان ، و لكن في يوم عاشوراء وردتْ من آل أبي سفيان على أبي عبد الله الحسين و نسائه و أطفاله و انصاره مصائب تحترِ لها القلوب ؟ !

فقال لي أمير المؤمنين (عليه السلام) :

و هل قرأت ابيات ابن الصيفي بهذا الخصوص ؟

قلت : لا لم أسمعها .

فقال أمير المؤمنين : استعلم ابن الصيفي تلك الابيات » .

يقول الشيخ نصر الله . . بمجرّد أن قمتُ من النوم ، ذهبتُ مسرعاً الى منزل ابن الصيفي ، و هو من الشعراء المعروفين فالتقيتُ به و نقلتُ إليه رؤياي ، فما ان سمع ذلك حتى شهق شهقة و بكى بكاءً عالياً . ثم أقسم بالله و قال : حتى هذه الساعة لم يطّلع اي أحد على كلمة واحدة من أبياتي ، و لقد أنشأتها في ذات الليلة التي رأيتَ الامام علي (عليه السلام) في منامك . ثم انشد لي الأبيات قائلا :

مَلَكْنا ، فكان العفْوُ مِنَّا سجيّةً***فلمّا ملكتم سالَ بالدَّمِّ اَبْطحُ

وَ حَلَلْتُم قَتْلَ الأُسارى و طالَمَا***غَدَوْنا على الأَسرى نَعُفُّ و نَصْفَحُ

فَحَسْبُكم هذا التفاوتُ بَيْنَنَا***و كلُّ إناء بالذي فيه يَنْضَحُ([1])

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1]ـ بالفارسية ( قصه هاى شيرين ) ، ص 15 .