طباعة

مِن أعلى المرتفعات المعنوية

مِن أعلى المرتفعات المعنوية

 

نقل الشيخ زين العابدين السلماسي عن استاذه التقي العالم الرباني آية الله السيد مهدي بحر العلوم (رحمه الله) ، انه كان في كل منتصف الليل يجوب أزقّه النجف الأشرف ، يوزّع على فقرائها معوناته الخيرية بنفسه . و ذات مرّة أعلن في حلقة درسه تعطيل الدرس ! فجاءني الطلبة يطلبون مني التدخّل لدى السيد لعدم تعطيل الدرس . فقلت للسيد بحر العلوم : لماذا قررت أن تعطّل الدرس ؟

قال السيد : لقد قررتُ ان لاأدرِّس !

مرتْ عدة أيام و جاءني الطلبة يطلبون منّي الاستفسار من السيد لمعرفة سبب التعطيل . فجئتُ مرّة أخرى الى السيد و بلّتُه ما يسأل عنه الطلاّب .

فقال : انني أجوب زقاِ النجف الأشرف في منتصف الليل فلم اسمع اصوات هؤلاء الطلاّب في التصرّع الى الله و مناجاته آناء الليل ! فهؤلاء لايستحقون أن أُدرِّسهم .

و لمّا علم الطلاّب سبب تعطيل الدرس قاموا في منتصف الليل للصلاة و المناجاة متضرّعين الى الله تعالى . فعاد السيّد بحر العلوم الى تدريسهم .([1])

و لَعمري اذا تربّى طالب العلم بهذه المعنوية و الصفاء الروحي هل تراه يسبّب الأذى و المجابهة و الاختلاف بين الناس ؟ !

إلهي نبّهنا من نومة الغافلين و وفقنا الى أعلى مرتفعات الروحانيّين .

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1]ـ قصص العلماء ، ص 189 ، طبعة بيروت المعرّبة .