طباعة

وصاياه(وصيّته لسفيان الثوري)

 وصاياه

وصيّته لسفيان الثوري(*)

قال سفيان : لقيت الصادق ابن الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام، فقلت : يا ابن رسول اللّه أوصني، فقال لي : يا سفيان لا مروَّة لكذوب، ولا أخٌ لملول، ولا راحة لحسود، ولا سؤدد لسيّئ الخُلق.
فقلت : يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله زدني، فقال لي : يا سفيان ثق باللّه تكن مؤمناً، وارض بما قسم اللّه لك تكن غنيّاً، وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلماً، ولا تصحب الفاجر يُعلّمك من فُجوره، وشاور في أمرك الذين يخشون اللّه عزّ وجل.
فقلت : يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : زدني، فقال لي : يا سفيان من أراد عِزَّاً بلا عشيرة، وغِنىً بلا مال ، وهيبةً بلا سلطان فلينتقل من ذُلّ معصية اللّه إِلى عِزّ طاعته(1).
وقال للصادق مرّة : لا أقوم حتّى تحدّثني، قال له : أنا اُحدّثك وما كثرة الحديث لك بخير، يا سفيان اذا أنعم اللّه عليك بنعمة فأحببت بقاءها ودوامها فاكثر من الحمد والشكر عليها، فإن اللّه عزّ وجلَّ قال في كتابه : «لئن شكرتم لأزيدنكم»(2) واذا استبطأت الرزق فاكثر من الاستغفار فإن اللّه تعالى قال في كتابه : «استغفروا ربّكم إِنه كان غفّاراً يُرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنّات ويجعل لكم أنهاراً»(3).
يا سفيان إذا أحزنك أمرٌ من سلطان أو غيره فاكثر من : لا حول ولا قوّة إِلا باللّه، فإنها مفتاح الفرج وكنز من كنوز الجنّة، فعقد سفيان بيده وقال : ثلاث وأيّ ثلاث(4).

______________________________
(*) مرّ ذكره في مناظرته في الجزء الأول وفي زهده وسيأتي في الأعلام الذين رووا عنه عليه السلام من السنّة.
(1) بحار الأنوار : 78/192/6.
(2) إِبراهيم : 7.
(3) البقرة : 171.
(4) حلية الأولياء لأبي نعيم : 3/193.