طباعة

الإمام جعفر الصادق(عليه السلام) في مواجهة التيارات الفكرية الزائغة(النظام العقيدي أوّل ما طرحه ...)

وكان أوّل ما عرضه الإسلام على المجتمع البشري يومذاك هو نظام اعتقادي جامع وشامل، ويتّسم بالترابط والانسجام، ويقوم على العقلانية والواقعية.
ولقد كرّس القرآن الكريم آيات عديدة جدّاً ربما تستأتر بثُلثي القرآن لإعطاء صورة واضحة ودقيقة ووافية عن «المبدأ، والمعاد» وما بينهما من مسائل وقضايا تمتّ الى العقيدة بصلة.
وبذل رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ومن بعده، وصيّه الإمام علي بن أبي طالب، جهوداً كبيرة وواسعة لترسيخ دعائم وجذور هذا النظام العقائدي، فيالنفوس والقلوب، وبناء صرح المجتمع الاسلامي على قواعد فكرية سليمة، ونقيّة من أدران الشرك والوثنية، ومن شوائب التشبيه والثنويّة.
وتلقّت الفطر السويّة والنفوس السليمة هذه الرؤية وهذا النظام العقائدي بالقبول، وإن استقبلها البعض ـ بعد شيء من العِناد والتعصّب للباطل ـ وانفتحت بصائر الناس في مطلع الإسلام على اُفق جديد ورائع في مجال العقيدة، خال عن التعقيد، وبعيد عن الخرافة، فاعتنقت الناس العقيدة الإسلامية، وأحبّتها ونظّمت سلوكها وحياتها على ضوء مبادئها، ودافعت عنها بنفسها ونفيسها، وبما ملكته من غال ورخيص.
واستمرّ هذا الوضع حتى أواخر القرن الأوّل الهجري وبالضبط مطلع القرن الثاني الهجري .