جعفر الهادي
الوضع العقيدي قبل الإسلام
جاء الإسلام والعالم البشريّ يعاني من أزمات حادة في شتى مجالات الحياة أبرزها المجال الفكريّ والعقيديّ.
وكان أبرز مظاهر هذه الأزمة العقيديّة هو:
1 ـ تجسيم الله وتشبيهه سبحانه بالمخلوقين.
2 ـ الثنويّة.
3 ـ التثليث.
4 ـ عبادة وتقديس الفرد.
5 ـ عبادة الأوثان والأصنام.
6 ـ الجبرية وسلب الاختيار من الإنسان.
وبكلمة واحدة: انعدام رؤية واضحة لمسألة الخالِق، ومسألة الكون والحياة والإنسان وفلسفة الوجود، والعالم الآخر.
وقد جاء وصف هذا الوضع المتدهور في المجال الفكري والعقيدي النظام العقيدي أوّل ما طرحه الإسلام
في ثنايا آيات لا تحصى من القرآن الكريم، وأحاديث رسول الله محمد المصطفى وخُطب الإمام عليّ والزهراء، وبعض المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين، نعرض عن ذكر نصوصها ونكتفي بذكر عناوينها رعاية للاختصار[1].
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
[1] أما في القرآن فراجع جميع الآيات التي تندّد بالكفّار والمشركين واليهود والنصارى الذين اتخذوا الأنداد والأصنام والأنبياء والرسل آلهة وعبدوهم أو انكروا بالمرّة وجود الله واليوم الآخر وغير ذلك من مسائل العقيدة.
وأما في خطب النبي وكتبه وكلماته فليراجع ما كتبه الى ملك الاسكندرية والى المقوقس والنجاشي وما قاله (صلى الله عليه وآله) لقريش في مطلع دعوته وبدء الاعلام عن رسالته، أو ما قاله في الناس قبيل وفاته. وأما ما ورد على لسان الإمام علي فراجع خطبه في نهج البلاغة برقم (1) حيث قال: «الى أن بعث الله سبحانه محمداً(صلى الله عليه وآله).. وأهل الأرض يومئذ مللٌ متفرقة، وأهواء منتشرة، وطرائق مشتّتة، بين مشبّه لله بخلقه، أو ملحد في اسمه، أو مشير الى غيره فهداهم به من الضلالة وانقذهم بمكانه من الجهالة...».
وكذا راجع الخطبة رقم(2) و(26) و(190) على سبيل المثال لا الحصر.
وراجع أيضاً بلوغ الأدب في معرفة أحوال العرب للآلوسي والأصنام للكلبي كشواهد تاريخية.
الإمام جعفر الصادق(عليه السلام) في مواجهة التيارات الفكرية الزائغة
- الزيارات: 4236