1 ـ عن زرارة، عن الإمام الصادق(عليه السلام): «إن للقائم غيبة قبل أن يقوم، قلت: ولِمَ؟ قال: إنه يخاف، وأومأ بيده إلى بطنه، يعني: القتل»(1).
2 ـ وعن المفضل بن عمر، عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: «أما والله ليغيبنّ إمامكم سنين من دهركم، ولتمحصن حتى يقال: مات أو هلك بأي واد سلك، ولتدمعنَّ عليه عيون المؤمنين ولتكفأنّ كما تكفأ السفن في أمواج البحر، ولا ينجو إلاّ من أخذ ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه، ولترفعن إثنتا عشرة راية مشتبهة لا يُدرى أيُّ من أيٍّ، قال: فبكيت، فقال لي: ما يبكيك يا أبا عبدالله؟ فقلت: وكيف لا أبكي وأنت تقول: إثنتا عشرة راية مشتبهة لا يُدرى أيٌّ من أيٍّ!! فكيف نصنع؟ قال: فنظر إلى شمس داخلة في الصفّة، فقال: يا أباعبدالله ترى هذه الشمس؟ قلت: نعم، قال: والله لأمرنا أبين من هذه الشمس»(2).
3 ـ وعن سدير الصيرفي، والمفضل بن عمر، وأبي بصير، وأبان بن تغلب، كلهم عن الإمام الصادق(عليه السلام) في حديث طويل جاء فيه قوله(عليه السلام): «... سيدي غيبتك نفت رقادي، وضيّقت عليّ مهادي، وابتزت مني راحة فؤادي، سيدي غيبتك أوصلت مصابي بفجايع الأبد ...» وحين سألوه(عليه السلام) عن سرّ توجعه، قال(عليه السلام): «نظرت في كتاب الجَفْر صبيحة هذا اليوم ... وتأولت فيه مولد قائمنا، وغيبته، وإبطاءه، وطول عمره، وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان، وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته ...»(3).
هذا وقد مرّ الكلام عن الجَفْر واعتراف ابن خلدون، والجرجاني، وصاحب كشف الظنون بصحّة كتاب الجفر، وأكّدوا صراحة على إخبار الصادق والرضا(عليهما السلام) من هذا الكتاب بحوادث مستقبلية وقعت على طبق ما أخبرا به.
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) اُصول الكافي 1: 338 / 9، و 1: 340 / 18 باب فى الغيبة.
(2) إكمال الدين 2: 347 / 35 باب 33، واُصول الكافي 1: 338 ـ 339 / 11 باب في الغيبة، و 1: 336 / 3 من الباب السابق، وكتاب الغيبة / النعماني: 151 ـ 153 / 9 و 10، ودلائل الإمامة / الطبري: 532 ـ 533 / 512، وكتاب الغيبة / الشيخ الطوسي: 337 ـ 338 / 285.
(3) إكمال الدين 2: 352 ـ 357 / 50 باب 33، وينابيع المودّة / القندوزي الحنفي 3: 310 ـ 311 / 2 باب 80.
غيبة الإمام المهدي في فكر الإمام الصادق (عليه السلام)( ثالثاً ـ تأكيد وقوع الغيبة)
- الزيارات: 3506