ولهذا ترى أن الإمام الصادق(عليه السلام) قد لعن المرجئة بلعن خاص كما لعنها رسول الله(صلّى الله عليه وآله) وتنبأ بها وحذّر المسلمين منها هو ووصيّه علي بن أبي طالب(عليه السلام) كذلك كما نقلت ذلك الروايات.
فالإمام الصادق(عليه السلام) حذّر من مخاطر عقيدة المرجئة، روى الكليني: «عن أبي عبدالله الصادق(عليه السلام) قال: لعن الله القدرية، لعن الله الخوارج، لعن الله المرجئة، لعن الله المرجئة، قال: قلت: لعنت هؤلاء مرّة مرّة ولعنت هؤلاء مرتين؟ قال(عليه السلام): إن هؤلاء يقولون: إن قتلتنا مؤمنون! فدمائنا متلطّخة بثيابهم الى يوم القيامة، إن الله حكى عن قوم في كتابه: (لن نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تاكله النار قل قد جاءكم رسلٌ من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلِمَ قتلتموهم إن كنتم صادقين) قال(عليه السلام): كان بين القاتلين والقائلين خمسمائة عام فألزمهم الله القتل برضاهم ما فعلوا»(1).
ودلالة هذه الرواية واضحة بأنّ المرجئة أجازت الظالمين وأعطتهم الاذن الشرعي الباطل بقتل أبناء الرسول(صلّى الله عليه وآله) من الأئمة الهداة والاعتداء على المقدسات الإسلامية وملاحقة أتباع أهل البيت: ومحبيهم أينما وُجدوا، فالمرجئة يزعمون أن هؤلاء الظلمة القتلة مؤمنون موحّدون من أهل الجنة!!
وتدل الرواية أيضاً أن الإمام(عليه السلام) ربط بين ما تفعله المرجئة الذين كانوا في خدمة أسيادهم الاُمويين وبين ما كان عليه بنو اسرائيل من قتلهم الأنبياء وبنفس الحجج، وهذا موضع اشتراك بين الفكر اليهودي والمرجئي كما أشرنا إليه سابقاً.
-----------------------------------------------------------------
(1) الكافي، الكليني 2: 409.
الدوافع السياسية وراء نشوء المذاهب والفرق(الإمام يلعن المرجئة مرتين)
- الزيارات: 2669