• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

لمحات من قيادة الاٍمام الصادق عليه السلام للأمة

الدكتور السيد علاء الجوادي
المدخل   
الإمام الصادق(عليه السلام) من أكبر القيادات الإسلامية في التاريخ لما له من أدوار علمية واجتماعية وسياسية وتربوية في الاُمة الإسلامية، وفي هذه الكلمات نسعى لتسليط الضوء على جوانب من قيادته للاُمة ودوره في توجيه المسيرة الإسلامية في ظرف من أصعب الظروف التي مرّت بها الاُمة الإسلامية والنخبة الصالحة بعد رسول الله والأئمة المتقدمين من آل محمد صلوات الله عليه وعلى أهل بيته الأطهار.

التشيّع والإسلام:
التشيع والإسلام مصطلحان مترابطان ومتلازمان، فالإسلام هو الدين الختامي في حركة الأديان، ونبيّه خاتم الأنبياء والمرسلين في تلك السلسلة المطهرة التي بدأت بآدم(عليه السلام) مروراً بنوح وإبراهيم وموسى وعيسى، وما بينهم من الأنبياء الكرام مستحفظاً بعد مستحفظ، ومستودعاً بعد مستودع ونوراً فوق نور.
إن الإسلام من حيث كونه ديناً مطروحاً في الكتاب والسنّة يحتاج الى مجموعة من الناس يحافظون عليه ويصونونه من التحريف وطمس الحقائق وهذه المجموعة من الناس ينبغي لها أن تحمل الصفات الإسلامية والفنية والحركية التي تؤهلها للقيام بهذا الدور الكبير، ولا بد لهذه المجموعة من قيادة تمتلك من المواصفات العلمية والأخلاقية والتكاملية الاُخرى ما يجعلها قادرة على قيادة هذا الركب السائر في حمل الإسلام حركة فاعلة في المجتمع الإسلامي.
إنّ الأئمة(عليه السلام) هم المرشحون لهذا الدور، ولقد رشحهم الله تعالى وصدع به الرسول الكريم.
من هذه النظرة نتعامل مع التشيّع كحركة جسدت الإسلام، فالتشيّع هو حزب الله والشيعة هم جند الله، وبين من نسوق لهم هذه الفكرة من راح يبحث عن الحركة التي تجسّد الإسلام ككائن حيّ متحرك، أو من راح يبحث عن مواصفات جند الله بعيداً عن مدرسة أهل بيت العصمة.
ومن هنا نلغي النظرة التي تعبّر عن أتباع أهل البيت (الشيعة) بأنهم أصحاب مذهب مقابل للمذاهب الاُخرى كالحنفية والشافعية والمالكية والظاهرية... الخ.
فالتشيع ليس مذهباً من المذاهب، بل هو الجهاز الحركي للإسلام الذي يستوعب ضمن منظور الاُخوة الإسلامية جميع  أبناء المذاهب الاُخرى لغرض السير في طريق تطبيق الإسلام الذي بشّر به رسول الله(صلى الله عليه وآله).
لقد انبثق التشيع يوم كان الرسول(صلى الله عليه وآله) يلجأ الى غار حراء والى جنبه ابن عمه علي بن أبي طالب والناس من حوله في جاهلية جهلاء.
وانبثق يوم وقف الرسول يدعو عشيرته الأقربين، فكان الإمام هو المستجيب من دون الأقربين فكان هو الوزير والخليفة من بعده.
وانبثق عبر مواقف الولاء والنصرة والذوبان بالرسالة على طول المسيرة النبوية الشريفة.
وتوّج هذا الانبثاق بالبيان النبوي الواضح في خطبة الوداع يوم غدير خم فكان لسان حال المؤمنين على طول الأزمان، يقول ما قاله الشيخان في حديث «البخبخة» المعروف.
لقد رفع لواء هذه المدرسة الإسلامية الحركية رجال بلغوا الذروة في مسيرة التشيّع        
تطابقهم مع الإسلام ومن نماذجهم: سلمان الفارسي المحمدي، وأبو ذر الغفاري، وعمار بن ياسر والمقداد بن الأسود الكندي... الخ.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page