• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

لمحات من قيادة الاٍمام الصادق عليه السلام للأمة(الحفاظ على سلامة الرسالة الإسلامية)

من أهم الأعمال التي تصدى لها الأئمة في حياتهم الشريفة هو حفظ الرسالة الإسلامية من التحريف والطمس وتبيان معالمها.
إنّ مفردة حفظ الاُطروحة الإسلامية حيّة في عقول أبناء الاُمة الإسلامية بعيدة عن التحريف والطمس والإخفاء عمل مركزي في التحرك الإسلامي، فلا نستطيع القيام بالتحرك الإسلامي الصحيح بدون امتلاكنا للرؤية الإسلامية الصحيحة، فانّه بدونها سيكون تحركاً به جزء ضئيل من الحقيقة الإسلامية كما هو حال الرسالات التي جاء بها إبراهيم وموسى وعيسى(عليهم السلام)ولم تصل كاملة للأجيال التي جاءت من بعدهم.
لقد مارس جميع الأئمة هذا الدور فطرحوا كامل الرسالة على الاُمة وصانوها من التحريف فأصبحت الاُمة بفضل الأئمة قادرة على معرفة أحكام الله على طول خط تحركها، وضمن هذا العنوان قام الأئمة بعدة ممارسات نذكر منها:
الأئمة وطرح الإسلام:
إنّ الجانب الإيجابي من حفظ الإسلام هو طرحه وترسيخه في الاُمة، وقد تصدى أئمتنا سلام الله عليهم وفي جميع فترات ولايتهم الى عرض الإسلام، ذلك الإسلام الذي صدع به رسول الله عن الله وبصورة دقيقة وكاملة ومفصّلة، ومن معالم ذلك:
تثبيت أنّ الأئمة هم مصدر العلم الإسلامي:
دأب الأئمة(عليهم السلام) على تأكيد هذه الحقيقة عند الاُمة وأن الاُمة إذا أرادت أن تأخذ الإسلام فلا يمكنها أخذه بصورة كاملة إلاّ منهم، وكانوا يبينون للاُمة أنهم هم الراسخون في العلم.
عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: «الراسخون بالعلم أمير المؤمنين والأئمة من بعده».
وقال الصادق(عليه السلام): «إنّ سليمان ورث داود، وأن محمداً ورث سليمان، وإنّا ورثنا محمداً، وإنّ عندنا علم التوراة والإنجيل والزبور وتبيان ما في الألواح[1]
طرح العلم:
بعد كل تلك التهيئة التي قام بها الأئمة فلابد أن قطعات منها ستمد أعناقها إليهم تطلب منهم العلم وهذا ما كان يريده الأئمة، وقد قدّموا للاُمة جواهر من علومهم، وقد اشتركوا جميعاً بهذا النهج فنقوا العلوم للاُمة في مختلف حقول المعرفة الإسلامية فخلفوا لنا روائع في ميادين كثيرة بيّنت رؤية الرسالة في اُمور العقيدة السليمة، باُمور الفقه الصحيح، واُمور الأخلاق القويمة، واُمور التاريخ الموثوق... الخ
وكتب الحديث والفقه والعقائد تقدم نماذج كثيرة جداً ومفصّلة مما روي من علم عن الإمام جعفر الصادق(عليه السلام) كانت معالم الطريق لشيعة آل محمد، ولضخامة التراث الإسلامي المروي عن الإمام الصادق اكتسب أتباع أهل البيت اسم الجعفرية نسبة لهذا الإمام العظيم.
مكافحة التحريف والمحرفين:
ما ذكر أعلاه يمثل الجانب الإيجابي من حفظ الإسلام ولكن حفظه يحتاج الى ممارسة اُخرى وهي محاربة المحرّفين للدين.
لقد شنّت السلطات الحاكمة وأتباعهم من علماء السوء حرباً شديدة على حديث رسول الله فراحوا يحرّفون الكلم عن مواضعه ويبدّلون الحق بالباطل فافتروا على رسول الله(صلى الله عليه وآله) عدداً ضخماً من الأحاديث، ويبدو أن المنافقين كانوا قد شرعوا بعملهم هذا منذ عهد رسول لله ممّا جعله ـ صلوات الله عليه وآله ـ ينبّه من ظاهرة كثرة الكذبة عليه، كما أنه نبّه الى أن هذه الظاهرة ستستفحل وتتسع في المستقبل.
لقد تصدّى خط الإمامة الى مكافحة التحريف وكشف زيف المحرفين أمام الاُمة وقد ابتدأ هذا العمل أمير المؤمنين(عليه السلام).
كما أن الأئمة(عليهم السلام) حاربوا المناهج المنحرفة عن الإسلام في استنباط الأحكام، وما موقف الأئمة من القياس إلاّ مصداق على هذا التوجه، ومن ذلك ما قاله الإمام الصادق(عليه السلام) لرجل من أهل القياس: لا تقس فإنّ أوّل من قاس إبليس لعنة الله عليه حين قال: (خلقتني من نار وخلقته من طين)[2]
وكذلك موقف الإمام الصادق(عليه السلام) من المعتزلة يدخل ضمن هذا الخط، فقد روي أنه دخل وفد من المعتزلة على الإمام الصادق(عليه السلام) فيهم عمرو بن عبيد، وواصل بن عطا، وحفص بن سالم، واُناس من رؤسائهم.. فتكلموا فأكثروا وخطبوا فأطالوا، فقال لهم أبوعبدالله جعفر بن محمد(عليه السلام): إنّكم قد أكثرتم عليّ فأطلتم فاسندوا أمركم الى رجل منكم فليتكلم بحجّتكم وليوجز، فأسندوا أمرهم الى عمرو بن عبيد، وبعد أن قالوا ما عندهم فنّد الإمام جميع مدعياتهم وأثبت لهم تهافتها وبطلانها، ثم حذّرهم وحذّر منهم فقال:
«اتّق الله يا عمرو وأنتم أيها الرهط فاتقوا الله فانّ أبي حدّثني وكان خير أهل الأرض وأعلمهم بكتاب الله وسنة رسوله، أن رسول الله قال: من ضرب الناس بسيفه ودعاهم الى نفسه وفي المسلمين من هو أعلم منه فهو ضال متكلّف[3]
وضمن محاربتهم للتحريف تراهم قد توجهوا الى محاربة تحريف العقائد كمسائل الجبر والتفويض وصفات الله... الخ، كما أنهم حاربوا أهل العقائد الفاسدة من مدعي التشيع.
وعلى صعيد القضاء كان الإمام الصادق(عليه السلام) يؤكد على الخط السليم، فقد روى سعيد بن أبي الخصيب وهو من أصحاب الإمام الصادق(عليه السلام) كما في رجال الشيخ الطوسي أنه قال:
دخلت أنا وابن أبي ليلى المدينة، فبينما نحن في مسجد الرسول(صلى الله عليه وآله) إذ دخل جعفر بن محمد(عليه السلام)، فقمنا إليه فسألني عن نفسي وأهلي ثم قال:
من هذا معك؟
فقلت: ابن أبي ليلى قاضي المسلمين!
فقال: نعم، ثم قال له:
أتأخذ مال هذا فتعطيه هذا، وتفرّق بين المرء وزوجه، ولا تخاف في هذا أحداً؟
قال: نعم.
قال: فبأي شيء تقضي؟
قال: بما بلغني عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وعن أبي بكر وعمر.
قال: فبلغك أن رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال: «أقضاكم علي بعدي؟»
قال: نعم.
قال: فكيف تقضي بغير قضاء علي(عليه السلام) وقد بلغك هذا؟
قال: فاصفرّ وجه ابن أبي ليلى ثم قال: التمس مثلاً لنفسك، فوالله لا اُكلمك من رأسي كلمة أبد[4]
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
[1] اُصول الكافي للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني: 1/175، تحقيق نجم الدين الآملي وعلي الغفاري، المكتبة الإسلامية طهران، 1388 هـ .
[2] الشيخ أبومنصور أحمد الطبرسي: الاحتجاج، تحقيق السيد محمد باقر الخرسان، طبع منشورات النعمان: 2/117.
[3] الاحتجاج: 2/121 ـ 122.
[4] الاحتجاج: 2/102 ـ 103.    


أضف تعليق

كود امني
تحديث

Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page