• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

مشاهد من عمق التاريخ والإنسان ( المشهد الأخير)

المدينة المنورة عام 148 هـ
كان شوال من ذلك العام حزيناً; فقد انطوى عيد الفطر، وانطوت معه فرحة الصائمين.
رياح شباط الباردة تجوس أزقة المدينة، والسحب الداكنة تسدّ الاُفق حيث تغيب الشمس، وفي منزل تظلّله سعفات النخيل كان الحزن قد رمى بكلاكله كغراب جاثم.
الشيخ الذي بلغ الثامنة والستين يلتهب من الحمّى، جبينه الزاهر يتفصّد عرقاً، رغم النسائم الباردة، لقد أزفت ساعة الرحيل فالدنيا برد وظلام.
القلوب المؤمنة تبكي من أجل السلام، والدموع كالشموع، والفراشات تبحث عن النور في زمن الزمهرير وصرير الريح.
فتح الشيخ عينيه وقد أطلّت الروح بعد غيبوبة، تريد أن تقول الكلمات الأخيرة قبل الوداع..
التفت سليل محمد الى ابنه موسى وخاطبه على وهن:
ـ يا بني، لا ينال شفاعتنا من استخف بالصلاة.
وغابت الروح هنيئة ثم عادت من جديد:
ـ اعطوا ابن عمي «فلاناً» سبعين ديناراً.
ـ أتعطي رجلاً حمل عليك بالشفرة يريد قتلك؟!
قال الشيخ بصوت فيه أصداء الرحيل:
ـ أتريدون ألاّ أكون من الذين قال الله فيهم: (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربّهم ويخافون سوء الحساب)؟
سكت لحظات والتفت الى الجارية قائلاً:
ـ نعم يا سالمة، إن الله خلق الجنة وطيّب ريحها، ولا يجد روحها عاقّ ولا قاطع رحم.
وأغمض الشيخ عينيه للمرّة الأخيرة، وتمتمات الدعاء تنساب من بين شفتيه كنبع هادى; وانبعثت في قلب الليل أنّات الفجيعة، وشهقات بكاء مرير كميازيب تبكي في موسم المطر.
كان موسى واقفاً في تلك الساعة العصيبة، وقد غمر قلبه نور سماوي، وتألقت عيناه بانعكاسات الضوء فوق غلاقة من دموع صامتة، فبدا في منظره وهجاً من نبوّات غابرة.

الموت والفناء في نظر الصادق (عليه السلام)
مناظرات الإمام الصادق (عليه السلام) مع الملحدين
الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) في دروسه
حركة الموجودات في رأي الصادق (عليه السلام)
الرضاعة السليمة في رأي الإمام الصادق (عليه السلام)
       


أضف تعليق

كود امني
تحديث

Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page