• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عبادته (عليه السلام)

عبادته (عليه السلام)

 

اُشتهر بين الخاص والعام عن الإمام الكاظم (عليه السلام) كثرة العبادة ، وشهد بذلك أعداؤه ومحبّيه. قال الشيخ المفيد: كان أبو الحسن موسى (عليه السلام) أعبد أهل زمانه وأفقههم وأسخاهم كفّاً، واكرمهم نفساً. وروي أنه كان يصلّي نوافل الليل ويَصِلْها بصلاة الصبح، ثم يعقب حتى تطلع الشمس، ويخر لله ساجداً فلا يرفع رأسه من السجود والتحميد حتى يقرب زوال الشمس، وكان يدعو كثيراً ويقول: اللهمَّ إنّي أسألك الراحة عند الموت والعفو عند الحساب ، ويكرّر ذلك. وكان من دعائه (عليه السلام) : عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك. وكان يبكي من خشية الله حتى تخضل لحيته بالدموع، وكان أوصل الناس لأهله ورحمه، وكان يفتقد فقراء المدينة في الليل فيحمل إليهم الزبيل فيه العين والورق والأدقة والتمور، فيوصل إليهم ذلك ، ولا يعلمون من أي جهة هو [1].

وأمّا عبادته في السجن فيصفها أحمد بن عبد الله . عن ابيه قال: دخلتُ على الفضل بن الربيع، وهو جالس على سطح فقال لي: اشرف على هذا البيت وانظر ما ترى؟ فقلتُ ثوباً مطروحاً. فقال: انظر حسناً. فتأمّلت فقلت: رجل ساجد. فقال لي: تعرفه؟ هو موسى بن جعفر، اتفقده الليل والنهار فلم أجده في وقتٍ من الأوقات إلاّ على هذه الحالة، إنّه يصلّي الفجر فيعقِّب إلى ان تطلع الشمس، ثم يسجد سجدة، فلا يزال ساجداً حتى تزول الشمس، وقد وكّل من يترصد أوقات الصلاة ، فإذا أخبره وثب يصلّي من غير تجديد الوضوء، ثم يسجد فلا يزال يصلّي في جوف الليل حتى يطلع الفجر، وقال بعض عيونه: كنت اسمعه يقول كثيراً في دعائه «اللهمّ إنّك تعلم أنّني كنت أسألك أن تفرّغني لعبادتك ، اللهمّ وقد فعلت فلك الحمد»[2] .

وروى ابن شهرآشوب في المناقب أنّه كانت لموسى بن جعفر بضع عشرة سنة كل يوم سجدة بعد أبيضاض الشمس إلى وقت الزوال، وكان (عليه السلام) أحسن الناس صوتاً بالقرآن، فكان إذا قرأ يحزن، وبكى السامعون لتلاوته ، وكان يبكي من خشية الله حتى تخضل لحيته بالدموع [3].

وكان الرشيد يراقب بنفسه أحياناً الإمام الكاظم (عليه السلام) في السجن ، فكان يصعد سطحاً يشرف منه على الحبس الذي حَبس فيه أبا الحسن (عليه السلام)، فكان يرى أبا الحسن (عليه السلام) ساجداً فقال للربيع: ما ذاك الثوب الذي أراه كلّ يوم في ذلك الموضع؟ قال: يا أمير المؤمنين ما ذاك بثوب وإنّما هو موسى بن جعفر، له كل يوم سجدة بعد طلوع الشمس إلى وقت الزوال. فقال هارون: أما إنّ هذا من رهبان بني هاشم. قلت: فما لك ضيّقت عليه؟ قال: هيهات لابدّ من ذلك [4].


 

[1] الإرشاد 2: 231.

[2] بحار الأنوار 48: 107 ذيل ح9.

[3] بحار الأنوار 48: 107/9.

[4] بحار الأنوار 48: 220/24.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page