طباعة

إنتهاء دور السفراء وبداية الغيبة الكبرى

إنتهاء دور السفراء وبداية الغيبة الكبرى

 

 

إقتضت مشيئة الله تعالى أن تكون للإمام المنتظر (عج) غيبتان:

الأُولى: هي الغيبة الصغرى : وتبدأ من توليهِ الإمامة بعد وفاة أبيه العسكري وهو في الخامسة من عمره. فَوجود السفراء والوكلاء وتبليغاتهم إلى قواعد الشيعة كي يُثبتوا وجود الإمام الحُجّة الذي أحُيطت ولادته ووجوده بسرّية تامّة حينما أخذت السلطة العباسية الظالمة على عاتقها القضاء على شخصيات العترة الطاهرة من الأئمة ومنهم الحُجّة كي يئدوا الإمامة في مهدها وذلك بتنكرهم لما قاله النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بشأن الإمامة ، وأنباء عترته الطاهرة وتسميتهم واحداً واحداً حتى أعطى أوصاف الحُجّة، والدور الذي يقوم فِيهِ هذا أولاً.

وثانياً: إنّ الغيبة الكبرى تعني استمرار الإمامة لأن الأرض لا تخلو مِن حُجة والإمام هو الحُجّة على الخلق وبدونه تسيخ الأرض بأهلها لأنه هو الذي يملؤها قسطاً وعدلاً.

والأمر الثالث ـ وهو المهم ـ ويشمل حاجة الإنسانية إلى مُنقذٍ لها ينتشلها من مخالب الظلم والجور الذي أحاط بمفردات حياتها من رموز الظلم والكفر لبُعدهم عن شريعة سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله). فيبقى الإمام الحُجّة هو أمل المستضعفين كي يعيدهم إلى شريعة جدّه التي تنكّر لها الطغاة وينعم المستضعفون في ظلّهِ بحقوقهم وكراماتهم. وقد أحيط الإمام بجملة من العلامات تسبق ظهوره كي يقطع على المنُتحلين والكاذبين الذين انتحلوا شخصيته وادّعوا أنّهم هم الإمام الموعود زوراً وبُهتاناً حين افتقادهم لأي علامة من علامات ظهور الحجّة (عج)، أو من علاماته الجسديّة أو الجهاديّة. وقد أشار الإمام المنتظر إلى هؤلاء المنتحلين بقوله إلى علي بن محمد السمّري ـ السفير الرابع ـ (فاجمع أمرك ولا توصي إلى أحد) وسيأتي لشيعتي مَن يدعي المُشاهدة، ألا فمن إدّعى ذلك قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مُفترٍ.

ويتضح للشيعة أن أمد الغيبة الكبرى طويل حتى يملأ الجور والظلم الأرض فتكون الناس بحاجة إلى مُصلح يرفع عنها كابوس الظلم ويعيُد الحقّ إلى أهله وبصورة خاصة ظلامة جدّته الزهراء والمطالبة بثارات جدِّه الحسين (عليه السلام)، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.