• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

المناهج الاُموية و ثورة التصحيح الحسينية

سعد المنصوري
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي محمد وعلي آلهالطيبين الطاهرين المعصومين.التمهيد:

تعرّض الاءسلام لحملة تحريف وتقليص لدوره في الحياة، وتسخيرمفاهيمه ومبادئه المقدّسة لغايات وأغراض متعددة، بعضها عدائية ولدتمع ولادة الاءسلام وتهديده لمصالح المترفين، وأخري لمصالح فرديّةوعائليّة.
والغريب في التاريخ الاءسلامي انقلاب المقاييس وقفز المجموعةالاكثر عداءً للرسالة الاءسلاميّة اءلي أعلي موقع في دنيا الاءسلام، خلافةالرسول6 والتصدي لقيادة العالم الاءسلامي، واءمرة المؤمنين؛ في حينكانوا اكثر الناس عداوة للنبي(ص) ولدينه الحنيف، وهي من المسائلالمثيرة للتساؤل والباعثة علي التعجّب.كيف تسلل هؤلاء؟:
وما هي العوامل التي وكيف اطمأن أصحاب القرار السياسي لهم؟
ساعدتهم للوصول؟ القرار السياسي لهم؟ القرار السياسي لهم؟

وألم يكن في الصحابة من هو أكفا منهم لمواقع قياديّة في المجتمعالاءسلامي؟
وكيف قبل المجتمع الذي عاش حرباً دمويّة ضدّهم أكثر من عقدينمن الزمن؟
وفي هذا الواقع المهزوم كانت شهادة الاءمام الحسين(ع) جريمةأخري تُضاف للانتهاكات الكثيرة للاءسلام. والتي جاءت نتيجة لغيابالوعي، وغفلة الامّة والتسسامح، واللامبالاة في الموقف أمام تلك الاخطاءالكبيرة التي عقبت رحلة الرسول6، وأدّت اءلي عزل واءقصاء القيادةالشرعية عن موقعها الرسالي.

وتبعت تلك الانحرافات انهيارات وتداعيات متعمدة، يدركأسرارها الكامنة المتتبّع للاحداث التي غيبت غايات الرسالة الكبريوأهدافها العظيمة، وحرمت الاءنسانيّة بصورة عامّة والاءسلاميّة خاصّة منمعطياتها الثرّة.
ولعبت الاجتهادات الفرديّة دوراً رئيسيّاً في تزوير الحقيقةالاءسلاميّة؛ لانّها لا تقوم علي ضابطة أو قاعدة أو علم ودراية، واءنّما مجرّدآراء ارتجاليّة، صدرت من الحكام، وردّدها وعاظ السلطان وفقهاء الدولةالاموية، وأصبحت فيما بعد البدائل عن الكتاب والسنّة.

وهكذا حقّقت السلطة تكريس المفاهيم التي من شأنها فرضسيطرة الغُرباء عن الاءسلام.
وجعلت هذه العقليّة المعاديّة للاسلام والمتّبعة للشهوات والاهواء لنفسها القيمومة علي الاءسلام عقيدة وشريعة وأمة ، وأصبحت الميزانالوحيد في معرفة الاءسلام وفق رؤيتها، وهي التي تشخّص المصلحة الاءسلامية، وتعيين اتجاه الهدي والايمان والجماعة ، لتكون السلطة السياسيّة الاموية الهادية المهديّة.

وهذه المفارقات التي أفرزتها طبيعة التركيبة النفسيّة والفكريّةالجاهليّة أصبحت فيما بعد تمثّل الجماعة، والتي ابتدأت من عام الجماعةالتي تم تسليم الملك لمعاوية بلا منازع، والانتماء الي الجماعة رهن علي طاعة الحاكم و الانقياد لامره حتي بالباطل، وأحاطوا هذه الجماعة بهالة من القدسيّة، لا تدني' اليها بالمقام جميع أركان الاسلام؛ فاعتبروا الخارج عن الطاعة مفارقاً للجماعة والمر بالمعروف خارجاً من الجماعة يستحق أشدّ العقاب، وبهذا كان قضاؤهم علي الصحابي الجليل حجر بن عدي و عمرو بن الحمق الخزاعي والجماعة الذين كانوا معهما من شهداء مرجعذراء؛ لانّهم خالفوا الجماعة التي كانت تلعن أميرالمؤمنين علي بنأبيطالب؛ اءذ كتب زياد بن أبيه اءلي معاوية: اءنّهم خالفوا الجماعة في لعنأبيتراب، وزروا علي الولاة، فخرجوا بذلك من الطاعة.

واتبعوا أقسي الاساليب وارتكبوا أكبر الجرائم ضدّ من خرج منجماعتهم؛ فارتكبوا مجازر جماعية في المدينة المنوّرة، واُبيح حرمرسول الله(ص) حتي ولدت الابكار ولا يعرف من أولدهن، ثم أخذالناس علي أن يبايعوا علي أنّهم عبيد يزيد بن معاوية، فكان الرجل منقريش يؤتي به، فيقال: بايع بانّك عبد قن ليزيد، فيقول: لا! فيضربعنقه. وكان ذلك في وقعة الحرّة، واخترعوا لانفسهم حصانة شرعيةتبرر جرائمهم الماضية والقادمة، وجعلوا مقامهم فوق القانون والشرع؛لانّهم قاموا بأمر الامّة وأئمّة المسلمين. قال عبدالرحمن بن يزيد بنأسلم: لمّا ولي يزيد بن عبدالملك قال: سيروا بسيرة عمر بن عبدالعزيز،فأتي بأربعين شيخاً فشهدوا له ما علي الخلفاء حساب ولا عذاب.

وفي رواية اُخري أن يزيد بن معاوية قال له أبوه: سلني حاجتك.قال له يزيد: أعتقني من النار، أعتق الله رقبتك منها. قال: كيف؟

قال: لانّي وجدت في الثار أنّه من تقلّد أمر الامة ثلاثة أيّام حرّمه اللهعلي النار، فأعهد اءلي بالامر من بعدك ففعل.
وكأن الرسول6 جاء ليبشّر بآل أبيسفيان وبنيأُميّة، وليعطيهمبراءة من النار جزاءً لجورهم وفجورهم وانتهاكهم للحرمات.
وفي مثل هذه الظروف قتل الحسين(ع)، وبنفس العناوين حاولواتبرير فعلهم، ولكن الحسين(ع) ابن الرسول(ص) وريحانته وسيد شبابأهل الجنّة، وهو من الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهير،وأحد الخمسة الذين خرجوا لمباهلة النصاري، من الذين يطعمونالطعام علي حبّه مسكيناً ويتيماً وأسير والامة تعلم ذلك وترتل آياتالله فيهم بكرة وأصيلاً. فهي حتي اءذا تخاذلت عن نصرته آنذاك فقدتعلّمت من ثورته، لانّه الشخصيّة الوحيدة القادرة علي تحطيم النظريةالاموية بما يمتلك من مقام وموقع في الاءسلام.
فكانت ثورته بيان الخط الاصيل للاءسلام ومنهج الجهاد ضدّ الطغاةالذي فتحه، ولم ولن يُغلق حتي تُملا الارض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماًوجوراً.
وهنا نحاول من خلال هذه المقالة المختصرة تسليط الضوء عليالثار الاموية في النظرية السياسيّة في الاءسلام، وشرعيّة سلاطين الجور،ودور الاءمام الحسين(ع) في تحطيمها واءعطاء الصورة الاصيلة لنظريةالاءسلام المحمدي الاصيل.

نرجو أن نكون قد شاركنا ببيان شيء من الحركة الحسينية المباركةومن الله نستمدّ التوفيق والتسديد.النظرية السياسية في الاءسلام:

تقوم النظرية السياسيّة في الاءسلام علي أركان رئيسيّة بلّغهاالرسول6 في الامة علي المستوي النظري، وثبتها القرآن الكريمبنصوصه المقدّسة، وطبّقها النبي6 علي المجتمع الاءسلامي طيلة فترةحياته في المدينة عندما استطاع أن يبني المجتمع الجديد.
وهذه الاركان قائمة ومتصلة مع بعضها لا يمكن الفصل بينها،وفقدان أحدها يؤدي اءلي ضياع جزء منها، ثم يساهم ذلك في تداعيالاركان الاخري وفقدان الصفة الاءسلاميّة الكاملة.
فالنظام السياسي كل متكامل لا يمكن الفصل بين أجزائه، وبكلّيتهيمكن الحصول علي الثمار المرجوّة من تطبيقه.
فالتبعيض والانتقاء تعامل لا يرتضيه الاءسلام، وقد نهي عنه بقولهتعالي: (أَفَتُؤْمِنُون بِبَعْض الْكِتَاب وَتَكْفُرُون بِبَعْضٍ) وقال آمراً بالاخذبجميع الاءسلام كتاباً وسنّة بقوله تعالي: (ما جاءكم به الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا)
فاءبدال شيء من ذلك بمثابة الاشتراك مع الله في اءدارة أمور عباده،والاعتقاد بأفضليّة الراء البديلة من الاصول التي أرادها الله العليم الخبير.
والحكم من المسائل المختصّة بالشأن الاءلهي اءن الحكم اءلاّ لله وهويضع ويقنّن لعباده ما يريد.الركن الاوّل، العقيدة:

تعتبر العقيدة القاعدة المركزية للفكر الاءسلامي والاساس للحياةالدينيّة، وتنطلق منها المفاهيم، والفهم للحياة والعلاقات المختلفة،وسلامة السلوك والنشاطات والفعاليات علي جميع المستويات.
والعقيدة الاءسلامية المرتكز الاساسي الذي تنطلق منه جميع الرؤيللكون والحياة، والمقياس الذي تعرض عليه الراء ليمنحها سلامة الهويةوالانتساب للاءسلام، أو عدم الانطباق علي المقاييس ليحكم ببعدهاوسلبها الهويّة الاءسلاميّة.
والعقيدة حاكمة علي جوانب الحياة كلها، وهي مؤثرة علي نشاطاتوفعاليات الانسان في المجالات المختلفة، والسلوك الاءنساني يعبّر عنمقدار هيمنتها علي فكر وعواطف واءرادة الفرد؛ لان السلوك يعبر عناتجاه وبواعث حركة الاءنسان، والاءيمان بالله وعدله واليوم الخر ومايترتّب علي السلوك الدنيوي.

فالعقيدة العنصر المشترك الذي يحدّد طبيعة وكيفيّة سلوك الحاكموالمحكوم، والتزام كل منهم لوظائفه، ويتحرّك باتجاه الاهداف الاءسلاميةالكبري.الركن الثاني، الاءمامة:
والاءمام هو القائد الديني في الاءسلام، يتم تعيينه من قبل الله مباشرة.وقد بلّغ ذلك الرسول(ص)، وهو المؤهل لاستخلاف الرسول والقيامبمهامه من بعده، فهو يقوم بتبليغ ما أنزل الله، وبيانه للناس، والقيمومةعلي قيادة الدعوة والدولة، والحكم بما أنزل الله، وهذه المهام الكبيرةو المسؤوليات الثقيلة بحاجة اءلي اءعداد اءلهي ومؤهلات فريدة للقيام بهاعلي أحسن وجه، وعبّر القرآن الكريم عن أهمّيتها في الخطاب الالهي:(يا أيّها النبي بلّغ ما اُنزل اءليك من ربّك واءن لم تفعل فما بلّغت رسالته)
ويتمتّع الاءمام بصفات وملكات شخصيّة لا يشاركه بها غيره، فهوالاعلم والافهم والاشجع والاحلم والاقرب اءلي الله ورسوله وأفضل العبادبعد النبي6.
وقد أوجب الشرع المقدّس علي كل مسلم معرفة اءمامه الشرعيوالانقياد له، ورتّب علي هذه المعرفة أحكاماً، وقد جاء عن الباقر(ع) عنالرسول6: من مات وليس له اءمام فموته ميتة جاهلية، ولا يعذر الناس حتي يعرفوا امامهم
وقال الصادق(ع): نحن عروة الله الوثقي، من استمسك بنا نجا، ومن تخلّفعنّا هوي، لا ندخله في باب ضلال، ولا نخرجه من باب هدي، ونحن رعاة شمس الله،ونحن عترة رسول الله(ص)، ونحن القبّة التي طالت أطنابها، واتسع فناؤها، من ضوياءلينا نجا اءلي الجنّة ومن تخلّف عنّا هوي اءلي النار.الركن الثالث، الشريعة (القانون):

الشريعة وهي الطريقة الاءلهية التي يجب أن تسير عليها البشرية فيحياتها، وتجب علي الامّة صياغة حياتها علي أساسها في كل صغيرةوكبيرة، وتدخل في جميع نشاطاتها.
وتتصف الشريعة الاءسلاميّة بالعمومية والشمولية، وهي مجموعةالقوانين التي جاء بها الكتاب الاءلهي القرآن الكريم. وقامت السنّة النبويّةالشريفة ببيان وتفصيل البيانات الاءلهيّة وتطبيقاتها، وما صدر منالنبي6 هو بيان الوحي الاءلهي وتعبير عنه، فالكتاب البيان الاءلهيوالسنّة فرع منه: (وما ينطق عن الهوي اءن هو اءلاّ وحي يوحي) ويتميّزهذا القانون بقدرة استيعابه لكل زمان ومكان بما يختزن من قدرة عليالمواكبة لهما.
وأنزل الله تعالي القرآن الكريم في فترة (23) سنة، وقامالرسول6 بتبليغه اءلي الناس، وأكّد تعالي عدم قبوله العمل بما يخالفه،وشدّد علي الالتزام بما اختاره لعباده من دين كما في قوله تعالي:
(اءن الدين عند الله الاءسلام).

(ومن يبتغ غير الاءسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الخرة من الخاسرين)علي المستوي العقائدي والعبادي والاخلاقي والقانوني.
وأكّد أمراً آخر وهو خطابه للنبي6 أن يحكم بما أنزل اءليه كما فيقوله:
(وأنزلنا اءليك الكتاب بالحق مصدّقاً لما بين يديه من الكتاب ومُهيمناً عليهفاحكُم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق ولكل جعلنا منكمشرعة ومنهاجاً).
وقوله تعالي: (ثم جعلناك علي شريعة من الامر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لايعلمون).
ويؤكّد القرآن الكريم أن التشريع لله تعالي دون غيره، والرسول مبلّغلهذا التشريع، وما أعطي الرسول من صلاحيات تشريعية فهي في اءطارالتشريع الاءلهي.
(قل اءنّما أتّبع ما يوحي اءلي من ربّي).
(قل ما يكون لي أن أبدّله من تلقاء نفسي اءن أتّبع اءلاّ ما يوحي اءليّ).

وذم القرآن الكريم الذين لا يحكمون بما أنزل الله، ووصفهم بالكفركما في قوله تعالي: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون).
وبالظلم كما في قوله تعالي: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك همالظالمون).
وبالفسق في قوله تعالي: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك همالفاسقون).
واعتبر القرآن الكريم كل حكم نابع عن الهوي، وكل انحراف عنالحكم الاءلهي أو اءبداله بحكم آخر حكم جاهلي.

قال تعالي: (وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم وأحذرهم أنيفتنوك عن بعض ما أنزل الله اءليك فاءن تولّوا فاعلم انّما يريد الله أن يصيبهم ببعضذنوبهم، واءن كثيراً من الناس لفاسقون، أ فحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من اللهحكماً لقوم يوقنون).
فالحاكم الاءسلامي نبيّاً او خليفة ملزم باتباع ما أنزل الله تعالي عليجميع المستويات، والامّة ملزمة بالالتزام بالتشريع الاءلهي والاخذ به مندون تبعيض.
والحاكم الاءسلامي المحامي والمدافع عن الاءسلام عقيدة وشريعةوالمسؤول عن تطبيقها علي الحياة، ويجب ان يكون عالماً بها؛ حتي لاتقع مخالفة للشرع الاءلهي في التطبيق.الركن الرابع، العاطفة:

وهي من أهم وسائل الربط لنسيج المجتمع الاءسلامي علي المستويالشخصي والرسمي، فالمؤمنون بعضهم أولياء بعض، وهم اءخوة فيمابينهم ويحب بعضهم الخر: (والذين تبواوا الدار والاءيمان من قبلهم يحبّون منهاجر اءليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون علي أنفسهم)...(والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربّنا اغفر لنا ولاءخواننا الذين سبقونا بالاءيمان ولاتجعل في قلوبنا غلاًّ للذين آمنوا ربّنا اءنّك رؤوف رحيم) وقوله:(رحماءبينهم).
وهذا تسجيل لمستوي الولاء والاُخوة، وما فيهما من حب واحترامووفاء، وهو يمثل طرف الولاء من العاطفة الاءيجابيّة لوحدة الانتماءالاءيمانيّة.
وجاء في الحديث النبوي: لا يؤمن أحدكم حتي يحب لاخيه مايحب لنفسه

أمّا الطرف الخر فهو يمثل العاطفة خارج دائرة الاءيمان والاءسلام،وتسمي بالبراءة: (يا أيّها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصاري اولياء بعضهمأولياء بعض، ومن يتولّهم منكم فاءنّه منهم اءن الله لا يهدي القوم الظالمين).
وقال تعالي: (ولا تركنوا اءلي الذين ظلموا فتمسّكم النار، وما لكم من دون اللهمن أولياء ثم لا تنصرون).
وقال تعالي: (براءة من الله ورسوله اءلي الذين عاهدتم من المشركين).

فالعاطفة قائمة علي تول لاولياء الله وللمؤمنين، وبراءة من أعداء الله و الكفّار والمشركين والظالمين، وهذا الموقف العاطفي في المودةوالبغض أو الولاية والبراءة يتحرك معه المؤمن في جميع علاقاته،ويشمل التعامل مع الحكّام علي أساس انتسابهم للاءسلام والتزامهم العمليبه، وكذلك يشمل العلاقة العاطفيّة مع الاحكام والقوانين الاءلهية، فالمؤمنيحب الخير والطاعة والصلاح، ويكره الشرّ والمعصية والفساد؛ وهكذاتكون العاطفة داخلة في الاركان الثلاثة السابقة، ومؤثّرة في طبيعةالعلاقة.موقف الامويين من الاءسلام:
لا يمكن الفصل بين عصر الدولة الامويّة عن ماضي الامويينخصوصاً عند قياس سلوكهم وطموحاتهم اءلي ما كانوا عليها قبل اءسلامهموبعده. فأبوسفيان قائد قريش في جميع مواقفها ضدّ الاءسلام ونبيالاءسلام محمد6، فهو الذي قاد عمليات تعذيب المستضعفين،ومخطّط الحصار والمقاطعة علي بنيهاشم، وارسل وفداً للنجاشي لردّالمهاجرين، وهو المتمر علي الرسول(ص) ليلة الهجرة، وقد حاولشخصيّاً قتل الرسول6، وهو الذي أجّج الحروب علي رسول الله6،وخلق اتحاداً وتعبئة ضمّت اليهود وقريشاً وعرب الجزيرة، وهو الذيعدا علي ذوي المهاجرين من بنيجحش بن رئاب وباعها لعمرو بنعلقمة

وكان يقول: اءن أحب الناس اءلينا من أعاننا علي عداوة محمد
وقال: واءنّي لانا الموتور الثائر، قُتل اءبنيحنظلة وسادة أهلالوادي.
وقد ذكر ابنالاثير: أباسفيان بن حرب والحكم بن أبيالعاص والدمروان وغيرهما، وقال: اءن هؤلاء أشدّ عداوة لرسول الله6، أسلموايومالفتح.
وكان يزيد ومعاوية وعتبة، أبناء أبيسفيان وقفوا مع أبيهم 23 سنة،وقاوموا الرسول6 ودين الاءسلام بكل وسائل المقاومة، واشتركوا معأبيهم في كيده، وحاربوا الاءسلام طيلة هذه المدّة، وهؤلاء دخلوا الاءسلاممكرهين يوم الفتح وهم الطلقاء.

أمّا حليف الموقف الاموي وشريك معاوية في مؤامراته علي الاءسلامعمرو بن العاص: كان أبوه شانئاً لرسول الله6، وله مواقف عديدةمناوئة حاول فيها النيل من الرسول6 ورسالته، وفي احدي المرّاتحاول خباب بن الارث صاحب الرسول6 أن يتقاضاه ثمن سيوفعملها له؛ فامتنع عن الدفع قائلاً: أليس يزعم محمد صاحبكم هذا الذيأنت علي دينه أن في الجنّة ما ابتغي أهلها من ذهب وفضّة أو ثياب أوخدم؟ قال خبّاب: بلي، قال: فانظرني اءلي يوم القيامة يا خبّاب حتي أرجعاءلي تلك الدار فأقضيك هناك حقّك، فوالله لا تكون أنت وصاحبك ياخبّاب آثر عند الله منّي، ولا أعظم حظّاً في ذلك فأنزل الله تعالي فيه:(أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لاُوتين مالاً وولداً، أطَّلَع الغيب أم اتّخذ عند الرحمنعهد كلاّ سنكتب ما يقول ونمُدُّ له من العذاب مدّاً ونُرثُه ما يقول وياتينافرداً).

والعاص بن وائل السهمي هو الذي قال: فاءنّما هو رجل أبتر لا عقبله، لو مات لانقطع ذكره واسترحتم منه، فأنزل الله في ذلك: (اءنّا أعطيناكالكوثر...) وقد هلك ولم يسلم.
وعمرو بن العاص ورث هذا العداء من أبيه؛ ولذلك كان قاسياً عليالمسلمين في أوّل البعثة، ومتآمراً عليهم بعد ذلك. وقد قال له الاءمامالحسن يوماً بحضور معاوية: لقد قاتلت يا عمرو رسول الله في جميعالمشاهد، وهجوته وكدته كيدك كلّه، وكنت من أشدّ الناس له تكذيباًوعداوة... ثم اءنّك تعلم وكل هؤلاء الرهط يعلمون أنّك هجوترسولالله6 بسبعين بيتاً من الشعر، فقال رسول الله6: اللهم اءنّي لاأقول الشعر ولا ينبغي لي، اللهم العنه بكل حرف ألف لعنة، فعليك اءذاً ما لايحصي من اللعن ولعن رسول الله6 الحكم وما في صلبه؛فيكون مروان ملعوناً وهو في صلب أبيه. ولقد صرّح رسول الله6 بلعنهذه العصابة وقد تقدّم لعن ابنالعاص.
ولعن معاوية وأباه فقد لعنه رسول الله6 كما جاء عن البراء بنعازب قال: أقبل أبوسفيان ومعه معاوية فقال رسول الله6: اللهم العنالتابع والمتبوع، اللهم عليك بالاقيص، فقال ابنالبراء لابيه: ومنالاقيص؟ قال: معاوية
وجاء في رسالة محمد بن أبيبكر؛ لمعاوية: وأنت اللعين ابناللعين، لم تزل أنت وأبوك تبغيان الغوائل لدين الله، وتجهدان علي اءطفاءنور الله، وتجمعان علي ذلك الجموع، وتبذلان فيه المال وتحالفان فيهالقبائل
وقال ابنالاثير: اءنّه جري بين محمد ومعاوية مكاتبات كَرهتذكرها؛ فاءنّها مما لا يحتمل سماعها العامّة.
وقد قال رسول الله6: اءن أشدّ قومنا لنا بغضاً، بنوأميّة،وبنوالمغيرة، وبنومخزوم
وصرّحت جورية بنت أبيجهل بذلك لمّا سمعت الاذان في مكةقالت: قد لعمري رفع لك ذكرك، أمّا الصلاة فسنصلّي، والله لا نحب منقتل الاحبّة أبد
هذه نماذج من الصورة الاموية في موقفها من الاءسلاموأهلالبيت:، وهي لم تتغير اءلي آخر حكومتهم؛ بل تهيأت لهمفرصة للانتقام والثأر لما أصابهم في عصر الرسول6، وهم يصدّونعن سبيل الله، ولم يتغيّر المنهج الاموي باتّجاهه وأهدافه، وبقيتطموحاته تحرّكهم نحو تحققها، وبطريقية عارية من المبادي والقيموالروح الاءنسانيّة.شعار نحن مع من غلب:

اتّبع الاُمويون نظرية سياسيّة خاصّة بهم تسمّي: الحق مع الغالب،ولقنوا الامّة أن تقول: نحن معمن غلب وبهذه المقولة صادرواالاءسلام، وازالوه من واقع الحياة الفكرية والعمليّة ، وألغوا دور الامّة عليجميع المستويات من المشاركة.
ولهذا ابتدعوا أحاديث نسبوها لرسول الله6، نذكر منها هذهالنماذج:الاوّل: في صحيح مسلم، جاء عبدالله بن عمر اءلي عبدالله بن مطيعحين كان من أمر الحرّة ما كان زمن يزيد بن معاوية فقال: اطرحوالابيعبدالرحمن وسادة، فقال: اءنّي لم آتك لاجلس، أتيتك لاحدّثكحديثاً، سمعت رسول الله(ص) يقول: من خلع يداً من طاعة لقي الله يومالقيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية
وعبدالله بن عمر الداعي اءلي بيعة يزيد كان من المتخلّفين عن بيعةونصرة الاءمام علي بن أبيطالب(ع).الثاني: جاء في صحيح البخاري، أنّه(ص) قال: اءنّكم سترون بعديأثرة وأموراً تنكرونها، قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: أدّوا اليهم حقّهم، واسألوا الله حقّكم
وروي البخاري عنه6: من كره من أميره شيئاً فليصبر، فاءنّه منخرج من السلطان شبراً مات ميتة جاهليةالثالث: روي عن أبيهريرة عن الرسول6 أنّه قال: من رأي منأميره شيئاً يكرهه فليصبر؛ فاءنّه من فارق الجماعة شبراً فمات فميتتهجاهلية.الرابع: عن أبيهريرة، عن النبي6 أنّه قال: من أطاعني فقد أطاعالله، ومن يعصني فقد عصي الله، ومن يطع الامير فقد أطاعني ومن يعصالامير فقد عصاني.

والروايات التي جاءت في طاعة أوليالامر كثيرة جدّاً، ونقلهاأصحاب الصحاح والمساند والسنن وكتب الحديث الاخري، واشتركبنقلها جميع الفرق الاءسلامية؛ فلا يمكن ردّها وهي بهذا الشكل منالكثرة والتعدد في النقل، بل هذه العوامل تؤدي اءلي الاطمئنان بصدورهامن النبي(ص) الاّ أن النبي(ص) لم يكن داعية لل أبيسفيان وبنيأميّة،ولحكومة البغاة، وأهل الجور، ولم يبعثه الله تعالي ليبشّر بحكومتهمويدعم سلطانهم، واءنّما جاء ليخرج الناس من الظلمات اءلي النور، وليبلغهمرسالات ربّه، وليحكم بينهم بما أوحي اءليه، بالقسط والعدل وجاء بالحقليزهق به الباطل، وبالنور ليبدّد الظلام، وليقيم دولة الحق والعدلوالاءيمان، وليحرّر الاءنسان من العبوديّة وحكم الطغاة: (الله ولي الذين آمنوايخرجهم من الظلمات اءلي النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم منالنور الي الظلمات).

فالاهداف الاءليهيّة من بعث النبوّات واءنزال الرسالات لتحرير الناسمن أمثال بنيأُميّة، وقد عرف الامويون ذلك في بداية البعثة، وكانتمواقفهم العدائية علي اساس معرفتهم، وعرف المستضعفون أن آمالهموأحلامهم وانتظارهم للحياة السعيدة العادلة الكريمة تتحقّق بالرسالةالاءليهية التي جاء بها محمد6، وآمنوا بها قبل غيرهم لاءدراكهم هذهالمعاني.

فلا يبقي محل لتطبيق دعوة الرسول(ص) لطاعة أولي الامر أن يكونمصداقها الامراء الاُمويون، لانّها لا تتحقق بها طاعة لله، ولا تتحقّقأهداف الرسالة، ولا يمكن استئمانهم علي الرسالة وحقوق المجتمعالاءسلامي، وقد أثبت الواقع ذلك من خلال سلوكهم وطريقة الحكم التيانتخبوها لانفسهم، ومخالفاتهم العلنيّة للاءسلام وضيق صدورهم منالالتزام حتي بظواهر الاءسلام.

تأسيساً علي ما تقدم، أن الروايات صحيحة ولكن حرّفت في تعيينالمصاديق لها في الخارج. وهي جاءت لدعم أولي الامر الذين ذكرهمالقرآن الكريم؛ اءذ نهي عن مخالفتهم وأمر بطاعتهم، وقرن طاعتهبطاعتهم، وبها تتحق طاعته تعالي.

والذي لا نتّفق به في روايات طاعة الامراء هو طاعة أمراء الجور،والذين ليسوا من المؤمنين، وتحريكها باتجاه التبرير او تحكيمسلطةالظالمين.أُولوالامر في القرآن الكريم:

اءن لفظة أوليالامر ذكرها القرآن في موارد متعددة، وذكر مصاديقها؛ولذلك سنكتفي بذكر اليات تجنّباً للاءطالة.

(يا أيّها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم فاءن تنازعتمفي شيء فردّوه اءلي الله والرسول اءن كنتم تؤمنون بالله واليوم الخر ذلك خير وأحسن تأويلاً).
وقد تنازع المسلمون في أولي الامر، ولم ينقطع نزاعهم اءلي يومناهذا، فلنرجع اءلي الله تعالي أولاً لنري من هم اُولو الامر الذين فرض الله طاعتهم وقرنها بطاعة رسوله ثم بطاعته؟

يقول تعالي: (اءنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاةويؤتون الزكاة وهم راكعون).
واءذا أردنا التفصيل في تعريف أولي الامر فاءن الله قد فصّل لنا بقولهتعالي في سورة الاءنسان: (هل أتي علي الاءنسان حين من الدهر لم يكن شيئاًمذكوراً* اءن الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً * عيناً يشرب بها عباد اللهيفجرونها تفجيراً يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شرُّه مستطيراً. ويطعمون الطعام علي حبّه مسكيناً و يتيماً و أسيراً انّما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءاً ولاشكوراً).

ثم تبدأ اليات الاخري بالتفصيل والشرح لمقامهم في الخرة بعدأن بيّن اءخلاصهم في عملهم وحبّهم لله تعالي، وهؤلاء هم الذين خصّهمبالتطهير بقوله: (اءنّما يُريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً).
وخصّهم بالسلام بقوله تعالي: (سلام علي ال ياسين) وهم الذين(ان مكّناهم في الارض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة...)
فبناء علي ما تقدم لا يمثل الامويون مصداقاً لاُولي الامر؛ لان أولي الامر بيّنهم الله تعالي بالصفات المحصورة بهم، والتي يعرفها المسلمونلهم وبيّنهم الرسول(ص) بأسمائهم وأسماء آبائهم.
وهؤلاء يمثّلون حزب الله بناء علي التقسيم القرآني مقابل حزبالشيطان، فتجب موالاة الاوّل والبراءة من الثاني.

قال تعالي: (ومن يتول الله ورسوله والّذين آمنوا فاءن حزب الله همالغالبون).
وجاءت هذه الية مباشرة بعد (يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهمراكعون).
أمّا بنوأُميّة فاءنّهم مصداق لقوله تعالي: (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك اءلاّفتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن، ونخوّفهم فما يزيدهم اءلاّ طغياناً كبيراً).
فهنا رأينا أن البحث لم يكن في الروايات، واءنّما في المسألةالاساسية التي تتقدم علي الروايات؛ وهي من هو الحاكم الذي تكون لهالطاعة، وطاعته مقربة اءلي الله ومعصيته مبعدة من الله تعالي؟

ومن خلال ما تقدم علمنا أن أولي الامر الذين تجب طاعتهم وتحرممعصيتهم هم أهل بيت النبوة:.نظرية الغلبة عند فقهاء الجمهور:

وضع الامويون نظريتهم السياسية القائمة علي الطاعة المطلقةللسلطان في جميع الاحوال، وبغض النظر عن الملكات الاخلاقيّةو الخلفيّة التاريخيّة التي يرجع اءليها، والالتزام العملي والسلوكي بالاسلام،وهذا الشرط لم يأت بمؤيّد قرآني، أو رواية أو دليل عقلي أو أخلاقي عليه، يسمح لهم بارتقاء هذا المقام، ثم حرّموا الخروج علي سلطان الجور و محاربته وغيرها من شروط الاذلال والترويض التي مارسوها مع الامّة،واعتمدوا بذلك علي اعطاء صفة شرعيّة لانفسهم من خلال هذه النظرية،بعد اعطائها المبررات الشرعية وتقديمها اءلي المجتمع لتمثّل نظريةالاءسلام السياسية الوحيدة في الفكر السياسي الاءسلامي؛ ولهذا وضعوا لها هيكلاً روائياً ضخماً ينسجم تماماً مع أهوائهم، قائماً علي اختلاف الروايات ونسبتها الي نبي الاءسلام محمد(ص)، وساهم هذا التراث المكذوب في التأثير علي الفقهاء المتأخرين عن الزمن الاُموي؛ حيث اعتمدت رؤيتهم السياسية وطبيعة الحكم الاءسلامي علي ذلك التراث الاموي المختلف.

فنتيجة لكثرة ما أنتجته الفترة الاموية من روايات عن النبي(ص)،وهي الفترةالزمنيّة التي كان التدوين للحديث فيها محظوراً، تلقي الفقهاءالروايات باعتبارها من الحقائق الواقعيّة المسلّمة بالصحّة، وكأنّهم لايشكّون بعدم صدورها من الرسول(ص)؛ فجاءت أحكامهم علي سياق الروايات الاموية المنسوبة الي الرسول(ص).

فكانت الراء الفقهية في هذا المجال تنطلق من الفقهاء، اعتماداً عليالاحاديث وسيرة بنيأميّة التي لم يستنكرها الصحابة والتابعونوخرون كذلك لا يمتلك قيمة واقعيّة، وقد صرّح معاوية عن سببسكوت الصحابة والتابعين بعد صراع مرير مع الخط الاموي بقوله وهويخاطب أهل المدينة: فاءنّي والله وليت أمركم حين توليته، وأنا أعلم أنّكملا تسرّون بولايتي ولا تحبّونها، واءنّي لعالم بما في نفوسكم من ذلك،ولكنّي خالستكم بسيفي هذا مخالسة.

وقال عتبة بن أبيسفيان في خطاب عنيف: فلا تمدّوا الاعناق اءليغيرنا فاءنّها تنقطع دوننا، ورب متمن حتفه في أمنيّته، اقبلوا العافية ماقبلناها منكم وفيكم واءيّاكم، ولو فقد أتعبت من كان قبلكم ولن تريح منبعدكم.
فالصحابة والتابعون كانوا تحت هذا المستوي من المحاصرةوالاءرهاب الاموي، لا يعبّر سكوتهم عن دليل رضا وقناعة، وهل جاءبنوأميّة اءلي الحكم ببيعة الصحابة حتّي يعطوا للصحابة قيمة ونوعاً منالاهتمام؟ اءنّهم جاءوا بالسيف، واستمرّ وجودهم بالسيف وأفتي لهمالفقهاء بجواز ذلك العمل؛ وعلي الامّة الطاعة والخروج عليهم خروجاًعلي الله، والميتة خارج طاعتهم ميتة جاهلية.أوّلاً: الاءمام الشيخ أبوجعفر الطحاوي الحنفي (المتوفي' عام 321) فيرسالته (بيان السنّة والجماعة) ولا نري الخروج علي أئمّتنا ولا ولاة أمرناواءن جاروا، ولا ندعو علي أحد منهم ولا ننزع يداً من طاعتهم، ونريطاعتهم من طاعات الله عزّوجل فريضة علينا ما لم يأمروا بمعصيةثانياً: قال الاءمام أبواليسر محمد بن عبدالكريم البزودي: الاءمام اءذاجار أو فسق لا ينعزل عند أصحاب أبيحنيفة بأجمعهم، وهو المذهبالمرضي... ثم قال: وجه قول عامّة أهل السنّة والجماعة، اءجماع الامّة ،فاءنّهم رأوا الفسّاق أئمّة، فاءن أكثر الصحابة كانوا يرون بنيأميّة وهمبنومروان حتي كانوا يصلّون الجمعة والجماعة خلفهم، ويرون قضاياهمنافذة، وكذا الصحابة والتابعون وكذا من بعدهم يرون خلافة بنيعباسوأكثرهم كانوا فساقاً، ولان القول بانعزال الائمّة بالفسق، اءيقاع الفساد فيالعالم.ثالثاً: قال الاءمام أبوبكر محمد بن الطيب الباقلاني (المتوفي' عام 403ه): اءن قال قائل: ما الذي يوجب خلع الاءمام عندكم؟ قيل له: يوجب ذلكأمور منها: كفر بعد اءيمان، ومنها تركه الصلاة والدعاء، ومنها عند كثير منالناس فسقه وظلمه بغصب الاموال وضرب الابشار وتناول النفوسالمحرّمة، وتضييع الحقوق وتعطيل الحدود. وقال الجمهور من اهلالاءثبات وأصحاب الحديث: لا يخلع بهذه الامور ولا يجب الخروج عليهبل يجب وعظه وتخويفه وترك طاعته في شيء مما يدعو اءليه من معاصيالله، اءذ احتجّوا في ذلك بأخبار كثيرة متضافرة عن النبي(ص)، وعن الصحابة في وجوب طاعة الائمّة واءن جاروا واستأثروا بالاموال، وأنّهقال(ع): واسمعوا وأطيعوا ولو لعبد أجدع، ولو لعبد حبشي، وصلّوا وراءكل برّ وفاجر.

وروي أنّه قال: وان أكلوا مالك وضربوا ظهرك، وأطيعوهم ماأقاموا الصلاة.رابعاً: قال الشيخ نجم الدين أبوحفص عمر بن محمد النسفي(المتوفي' عام 537 ه): لا ينعزل الامام بالفسق والجور، وتجوز الصلاةخلف كل برّ وفاجر.
وعلّل ذلك التفتازاني بقوله: لانّه قد ظهر الفسق واشتهر الجور من الائمّة والامراء بعد الخلفاء الراشدين، والسلف كانوا ينقادون لهم و يقيمون الجمع والاعياد باذنهم ولا يرون الخروج عليهم
لهذا المستوي أُنزل مقام القيادة في الاءسلام، وجعلوه لكل من هبودب، ولكل من استطاع الغلبة بأي وسيلة ولاي هدف، وبهذا أفرغ الاسلام من محتواه الفاعل والمؤثّر في الحياة، لان القيادة ذات موقعمتقدم في الاءسلام، ومن الاسس التي تقوم عليها الرسالة، ولذلك قال تعالي مخاطباً رسوله(ص) بقوله: (يا أيّها الرسول بلّغ ما أنزل اليك من ربّك وان لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس ان الله لا يهدي القوم الكافرين).
فالخطاب الاءلهي جعل قضية القيادة واءهمالها يعادل عدم تبليغالرسالة، فكان الله تعالي يقول لرسول الله(ص): اءذا لم تجعل للامّة قائداًبعدك بمستوي الرسالة وقضاياها الفاعلية والموضوعية، وعلي مستويعال من الاءخلاص للمبادي والاهداف الرساليّة، فكأنّك لم تبلغ ولم تفعلشيئاً؛ لان الاءمامة حركة الرسالة في الحياة، وأراد الله للرسالة أن تكون حاكمة علي الفكر والسلوك والعواطف لتقويمها وتفعيلها ضمن الدائرةالاءيجابية لحياة الاءنسان، والقيادة تحمي المسيرة من الزلل والانحراف،والقيادة الامينة هي التي تحمل فكر وهموم وقضايا الامّة، ولا يليقبرسالة العدل الالهي أن تجعل لاهل الفسوق والجور والظلم، مقام الاءمامة.البدائل الاُمويّة:

كان يتحرّك معاوية بخطي حثيثة لوضع مثل أعلي للمسلمين مغايرللمثل الاعلي الذي دعا اءليه الرسول(ص) وجسّده بسلوكه ونشاطاتهالخاصة والعامة والذي يتمثّل بالاءسلام وقيمه ومبادئه، فكان يسعي بجدوفعاليّة ونشاط وساعياً من أجل أن يجعل لكل شيء من الاءسلام بديلاً منالجاهليّة بعد أن يخلع عليه الظاهر الاءسلامي. وسنذكر بعض هذه النماذج:

1 ـ الشخصيّة النموذجيّة:
أبوسفيان كان الاكرم من بين جميع الشخصيّات الاءسلاميّة، الاّ ماوصل الله لنبيّه، ولذلك كان يقول: اءن لي فضائل كثيرة، وكان أبي سيّداًفي الجاهلية وصرت ملكاً في الاءسلام.
وقال معاوية مرّة أخري: وقد عرفت قريش ان أباسفيان كانأكرمها، وابنأكرمها، اءلاّ ما جعل الله لنبيّه6 فاءنّه انتخبه وأكرمه، واءنّيلاظن أن أباسفيان لو ولد الناس لم يلد اءلاّ حازماً.
فقال له صعصعة بن صوحان: قد كذبت وقد ولدهم خيرٌ منأبيسفيان، مَن خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وأمر الملائكةفسجدوا له، وكان فيهم البرُّ والفاجر والاحمق والكيّس.

2ـ المجتمع النموذجي:
في مقابل اهتمام الرسول6 بأهل المدينة المنوّرة التي احتضنتالاءسلام ونبي الاءسلام وأصحابه المهاجرين، وكان فيها كثير من الصحابةالذين اشتركوا ببدر وأحد والمواقع الاخري، اكتسبت المدينة أهمّيةخاصّة، وللمدينة وأهلها موقع خاص في نفوس المسلمين لانّها وصيّةالرسول6، وأهلها أنصار الرسول(ص).

الاّ أن معاوية لا يحمل ذكريات طيّبة عن المدينة، ولم يترك صورةحسنة في أذهان أهل المدينة، ثم الاهم انّه لا يستطيع أن يمرّر أفكارهولا يحقّق آماله من خلال الانصار الذين كان مع الاءمام علي(ع) أغلبهم.
وجاءت الاحاديث الكثيرة في شرف المدينة المنوّرة؛ فقد قالرسول الله(ص): المدينة حرم ما بين عير اءلي ثور، فمن أحدث فيها حدثاً، أو آوي محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
وقال(ص): الصلاة في مسجدي تعادل ألف صلاة في غيره، اءلاّ المسجدالحرام فاءنّه أفضل منه.من مات في المدينة بعثه الله في المنين يوم القيامة.

وقال الاءمام علي(ع): المدينة حرم الله وحرم رسوله.
مع هذه السابقة والمقام العظيم، الاّ أنّه لا يخدم ملك معاوية، بل يعتبرشتيمة له ولبائه وحزبه، ولذلك حاول اءظهار أهل الشام علي أنّهم الصفوةالمختارة من المسلمين، وأنّهم مبعث فخر الرسول(ص) والمجتمع الاسلامي النموذجي الذي يسعي الاءسلام لتحقيقه؛ ولهذا جاء عن معاويةبشأن أهل الشام: اءن الله أكرم هذا الامر بأهل الشام، الذابين عن بيضته التاركين لمحارمه، ولم يكونوا كأمثال اهل العراق المنتهكين المحارم و المحلّلين ما حرّم الله و المحرّمين ما أحل الله.
وكانت بيعة أهل المدينة تتحقق بها الخلافة لمن كسبها، و الامصارالاُخري تبع لهم اءلاّ أن معاوية بدل ذلك وقال: وانّما كان الحجازيون هم الحكّام علي الناس والحق فيهم، فلمّا فارقوه كان الحكّام علي الناس أهل الشام.

فكان معاوية بحاجة اءلي مجتمع خاضع لاءرادته قادر علي تحقيق أمنياته، وهكذا مجتمع بحاجة اءلي تربية خاصّة ومفاهيم خاصّة تنسجممع الاهداف الاموية؛ ولذلك كان اسلام أهل الشام علي أيدي بني أُميّة،وعملية التربية والتعليم كذلك، ولم يسمح لغيرهم الاءقامة في الشام اءلاّ منكان يتطابق مع الامويين فكراً وسلوكاً، فأهل الشام لا يعرفون منالمسلمين غير معاوية ومن يرتبط به، وبهذا كُوّن مجتمع يقول عنه معاوية: وقد كنت في أصلح جند وأطوعه وقال: وكنت في أطوع جند وأقلّه خلاف.

وقد شخّص الاءمام علي(ع) علّة الانقياد المطلق لمعاوية بقوله: ألا وان معاوية قاد لمّة من الغواة، وعمّس عليهم الخبر حتي جعلوا نحورهم أغراض المنيّة.
فأهل الشام نتيجة لسياسة معاوية واخفائه الحقائق عنهم وحصرمجتمعهم، وعدم السماع لغيرهم اءلي اشتراك معهم أو اختلاطهم بغيرهم بقوا مجتمعاً غير منفتح علي المعارف الاسلامية، ويجهل الشخصيات الاسلامية الاّ معاوية و أباسفيان.

وقد ذكر المسعودي: انه عندما نزل عبدالله بن علي الشام، ووجهاءلي ابيالعباس السفاح أشياخاً من أهل أرباب النعم والرياسة من سائرأجناد الشام، فحلفوا لابي العباس السفاح أنّهم ما علموا لرسول الله(ص)قرابة ولا أهل بيت يرثونه غير بنيأُميّة حتي وليتم الخلافة

فمعاوية يريد للمجتمع أن يكون بهذا المستوي من الوعي أو أقل،لانّه في كلام آخر له يقول: ابلغ عليّاً أنّي أقاتله بمائة ألف ما فيهم منيفرّق بين الناقة والجمل.
وهذا المستوي لا يمكن أن يحصل في مكان آخر؛ لان الصحابة اينما حلّوا كانوا ينشرون الوعي الديني والاحكام الاءسلامية، ويذكرون التأريخ الاسلامي لانّهم جزء منه، ومعاوية لا يذكر ذلك لانّه جزء من الجبهة المواجهة للاسلام، ولا يسمح لاحدٍ من الصحابة الاءقامة في الشاماءلاّ لمن هو علي شاكلته؛ ولهذا أصج المجتمع الشامي نموذجياً في نظرمعاوية وبنيأُميّة ودعا الامصار الاُخري بالاقتداء به .

3ـ النظام السياسي:
يقوم التعامل السياسي في الاءسلام علي ركيزتين وهما:
أ ـ الحق.
ب ـ العدل.

وهما ضابطتان تحكمان علي كل المسائل المتعلّقة بالحكم، اءلاّ أنّهمالم يسلما من التغيير والتحريف؛ ولهذا وضعت مبادي أخري تتوافق معالاطماع الاموية:

1ـ مصلحة السلطة
ب ـ مصلحة السلطان
وقامت علي هذا الاساس الحكومة الامويّة بتغيير جذري لاصولالاءسلام:أوّلاً: الخلافة
وهي تمثّل القيادة بعد الرسول(ص) والاساس في الاءسلام؛ ولذلكجعلها الله تعالي شرط قبول تبليغ الرسالة وكمالها كما في قوله تعالي: (ياأيّها الرسول بلّغ ما أنزل اءليك من ربّك واءن لم تفعل فما بلّغت رسالته).
وقوله تعالي: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكمالاءسلام ديناً).
ولذلك وضعت لها شروط كثيرة وهي لا تصلح لكل شخص، وقدقال تعالي لاءبراهيم عندما جعله اماماً: (اءنّي جاعلك للناس اءماماً، قال ومنذرّيتي قال لا ينال عهدي الظالمين).
أمّا معاوية فقد جعل الخلافة مجردة من أي شرط للصلاح والاعان و السابقة والعلم، واكتفي بالسيطرة بالسيف، وقد خاطب أهل المدينةبقوله: والله وليت أمركم، حين توليته، واءذ أعلم أنّكم لا تُسرّون بولايتي و لا تحبّونها، وانّي لعالم بما في نفوسكم من ذلك، ولكنّي خالستكم بسيفي هذا مخالسة

وقام معاوية مخاطباً أهل الكوفة بعد صلح الاءمام الحسن(ع): ماقاتلتكم لتصوموا ولا لتصلوا ولا لتحجّوا ولا لتزكّوا وقد عرفت أنّكمتفعلون ذلك، ولكن اءنّما قاتلتكم لاتأمّر عليكم، فقد أعطاني الله ذلكوأنتم كارهون
وقال: اءنّي لا أحول بين الناس وبين ألسنتهم ما لم يحولوا بيننا و بين ملكن.
فهو بهذا ألغي الشوري وبيعة أهل الحل والعقد من الصحابة حتيعلي المستوي الظاهري، واستبدلها بالسيف والاضطهاد ثم بولاية العهدالتي لم يسبقه بها سابق في الاءسلام.
وقد انتقد هذه الطريقة في الوصول اءلي السلطة سعد بن أبيوقّاص؛فقال لمعاوية: السلام عليك أيّها الملك، فضحك معاوية وقال: ما كانعليك يا أبااءسحاق لو قلت: يا أميرالمؤمنين؟ فقال: أتقولها جذلانضاحكاً؟ والله ما أحب أنّي وليتُها بما وليّها به.ثانياً: البيعة

البيعة عهد وميثاق علي الطاعة، يؤديها أشراف المجتمع عليالمسائل المهمّة والرئيسيّة التي لها أثر علي الحياة العامّة، وتؤدي عنوعي واءدراك واختيار ورضا بالامر الذي تتم عليه البيعة، ويشترط مؤدّوالبيعة أو المبايع له بعض الشروط، والمسلمون غالباً ما يشترطون العملبكتاب الله وسنّة رسوله(ص) وأضاف بعضهم سيرة الشيخين الاّ أنخلفاء بنيأُميّة كانوا يريدون البيعة فقط، واءذا وضع شرط لا يفون به،وسيرة عثمان بن عفان نموذج لذلك، وقد أدّي عمله خلاف الشروط اءليقتله وفتح باب الفتنة.

ومعاوية اءضافة اءلي عدم الوفاء بالعهد كان يأخذ البيعة بالاءكراه والقوة.وذكر اليعقوبي طريقة مبايعة أهل الكوفة بالعبارات التالية:

وأحضر الناس لبيعته، وكان الرجل يحضر فيقول: والله يا معاويةاءنّي لابايعك واءنّي لكاره لك، فيقول: بايع، فاءن الله قد جعل في المكروهخيراً كثيراً، ويأبي الخر فيقول: أعوذ بالله من شرّ نفسك.
أمّا يزيد بن معاوية فقد تقدّم أكثر من سابقيه، وطلب من أبناء المهاجرين والانصار علي أن يبايعوا بأنّهم عبيد ليزيد عندما قتل يزيدمن أهل المدينة خلقاً من الصحابة (رضي الله عنهم) ومن غيرهم،ونهبت المدينة واُفتض فيها ألف عذراء.
دعا مسلم الناس اءلي البيعة ليزيد علي أنّهم خول له، يحكم فيدمائهم وأموالهم وأهليهم ما شاء
فكان الرجل من قريش يؤتي به فيقال: بايع يّة أنّك عبد قن ليزيدفيقول: نبايعك علي كتاب الله وسنّة رسوله، فيضرب أعناقهم

4 ـ النظام الاقتصادي:
لم يتقيد خلفاء بني أميّة بضابطة أو نظام اقتصادي سوي قاعدةواحدة وهي: الارض لله، وأنا خليفة الله، فما آخذ من مال الله فهو لي وماتركت منه كان جائزاً لي

 

5 ـ المشروع الثقافي:
المشروع الاموي الثقافي يتلخص بالنقاط التالية:

أـ بغض آل البيت: وسبّهم ولعنهم علي المنابر، ومطاردة محبّيهموتصفيتهم جسدياً ومنعهم العطاء.

ب ـ فضائل الخلفاء ونشرها مقابل فضائل الائمّة من أهل البيت:.

ج ـ اثارة عقيدة المرجئة والجبرية وتبنّيها والدعوة لها.

د ـ التزام الخلفاء خط الفجور والفسق وشرب الخمور ونشره فيالمجتمع، وقد ذكر ذلك ابنعبدربّه بقوله: يزيد صاحب طرب وجوارحوكلاب وقرود وفهود ومنادمة علي الشراب، وغلب علي أصحاب يزيدوعمّاله ما كان يفعله من الفسوق، وفي أيّامه ظهر الغناء بمكّة والمدينة،واستعملت الملاهي، وأظهر الناس شرب الشراب

فبناءاً علي ما تقدم فقد نقض بنوأُميّة كل ما يرتبط بالنظرية السياسيةفي الاسلام.أوّلاً: استبدل التعيين الاءلهي للاءمام بالغلبة بالسيف والسيطرة بالجور و الظلم، وان سبقه غيره الاّ أن اءمكان اصلاح الامور متحقق لولاهم.ثانياً: احلال الهوي والرغبة والذوق الشخصي محل الشرع الالهي المقدس، ولم يسبقهم أحد بالتجرؤ علي الاسلام.ثالثاً: عدم التعهد بالعمل بالكتاب والسنّة في اءدارة الدولة.رابعاً: عدم الالتزام الشخصي بالقيم والقوانين الاءسلامية.خامساً: الغاء فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر و ارهاب و قتل العاملين بها.سادساً: جعل الحكومة الاسلاميّة وراثيّة.سابعاً: التجاوز علي المقدّسات الاسلاميّة وانتهاك الحرمات.ثامناً: اشاعة الفحشاء والمنكر ابتداء من مؤسسات الدولة ثم عامة المجتمع.

وقد تبين أن المنهج الاموي افرازات من تأريخهم العدائي للاسلام،و أوضح دليل علي ذلك موقفهم الفكري والعملي من الاسلام عقيدة و نظاماً وعاطفة، ولقد تهيأت لهم فرصة لا يخشون فيها أحد؛ فأظهر واكوا من عقولهم ون فوسهم و عواطفهم بشكل لا يعتذرون منه ولا يستحون،وقد امتلات كتب التواريخ بأخبارهم وفجورهم.الحكم الاموي خارج عن الاسلام:

لم يبق الامويون عروة من الاءسلام الاّ نقضوها ولم يتركوا محرّماً الاّ ارتكبوه، ابتداء من معاوية وانتهاء بآخر خليفة لهم.
فعلي مستوي الخلافة الاسلامية التي تعتبر أعلي منصب ومقام فيالدولة الاسلامية بدّلوا الشرائط التي ينبغي أن تتوفّر في الخليفة من شرائط علم وتقوي وعمل بالكتاب والسنّة الي ملك وراثي، يأتي الابناء بعد الباء، لا يمتلكون مؤهلاً سوي أنّهم ابناء الخليفة السابق.

ثم انّهم قدّموا نظرياتهم في الحكومة علي المستوي النظري و العملي؛ فكانت جميعها تناقضاً مع القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة.
وقد تقدم ذكر بعض الخروج عن الشريعة الاءسلامية، والتبديل الذي حصل في الحكومة الاموية.
والائمّة: كانوا يراقبون الامور بجدّية ودقّة، وينظرون اءلي ماتؤدّي اءليه وما تساهم به أفعالهم ونشاطاتهم خلق أجواء انحراف عن الاسلام؛ ولهذا كان يقول الامام علي(ع) في أمر معاوية: ولقد أهمّني هذاالامر وأسهرني، وضربت أنفه وعينيه فلم أجد الاّ القتال أو الكفر بماأنزل الله علي محمد(ص)، اءن الله تبارك وتعالي لم يرض من أوليائه أنيعصي في الارض وهم سكوت، مذعنون لا يأمرون بالمعروف ولاينهون عن المنكر، فوجدت القتال أهون علي من معالجة الاغلال فيجهنّم.

وجاء في رسالة الامام الحسين(ع) التي كانت جواباً علي رسالة بعثهامعاوية:ما أردت حرباً ولا خلافاً، واءنّي لاخشي الله في ترك ذلك، منك ومن حزبكالقاسطين المحلّين، حزب الظالم وأعوان الشيطان الرجيم، ألست قاتل حجر وأصحابهالعابدين المخبتين، الذين كانوا يستفظعون البدع، ويأمرون بالمعروف وينهون عنالمنكر؟ فقتلتهم ظلماً وعدواناً، من بعد ما أعطيتهم المواثيق الغليظة، والعهودالمؤكّدة، جراءة علي الله واستخفافاً بعهده، أو لست قاتل عمرو بن الحمق، الذيأخلقت وأبلت وجهه العبادة؟ فقتلته من بعد ما أعطيته من العهود ما لو فهمته العصمنزلت من شعف الجبال، أو لست المدّعي زياداً في الاءسلام، فزعمت أنّه ابنأبيسفيان؟ وقد قضي رسول الله6 أن الولد للفراش وللعاهر الحجر، ثم سلطتهعلي أهل الاءسلام، يقتلهم ويقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، ويصلبهم علي جذوعالنخل، سبحان الله يا معاوية! كأنّك لست من هذه الامّة وليسوا منك، أو لست قاتلالحضرمي الذي كتب اءليك فيه زياد أنّه علي دين علي(ع)، ودين علي(ع) هو دينابنعمّه6 الذي أجلسك مجلسك الذي انت فيه؟ واءنّي لا أعلم لها (الاُمّة) فتنةأعظم من اءمارتك عليها، واءنّي والله ما أعرف أفضل من جهادك، فاءن أفعل فاءنّه قربةاءلي ربّي، واءن لم أفعله فاستغفر الله لديني.

وقال الامام الحسين(ع) في آخر زيارة له لجدّه رسول الله(ص): لقدخرجت من جوارك كرهاً، وفرّق بيني وبينك وأُخذت قهراً، أن أبايع يزيد شاربالخمور وراكب الفجور، واءن فعلت كفرت، و ان أبيت قتلت.الامام علي(ع) يحذّر من الامويّين:

أدرك الامام علي(ع) خطورة بني أُميّة علي الاسلام وذلك لتأريخهمالمعادي للاسلام أوّلاً، و لمواقفهم المخالفة للاسلام ابّان حكومة عثمانثانياً، ولوصايا الرسول(ص) المتكررة علي ابعادهم عن مراكز القوة ثالثاً،لانّهم عدوّ دخل الاسلام وخضع للامر الواقع بخسارة المعركة؛ حيث لميسلموا الاّ بعد أن فتحت مكّة، ودخلها الرسول(ص) بقوة عسكرية لاطاقة لابي سفيان وأعوانه بها.

اضافة الي ذلك أن هذا العدو لم يكن من جنس الذي يحمل أفكاراً علي المستوي الفردي، وانّما كانت له القدرة علي تعبئة حلفائه الذين يشتركون معه في الاهداف والمنطلقات، و فعلاً تحققت التحذيرات بعدذلك.

نماذج من تحذيرات أميرالمؤمنين علي(ع):

1 ـ الا و ان أخوف الفتن عندي عليكم فتنة بني أميّة، فاءنّها فتنة عمياء مظلمة،عمّت خُطّتُها وخصّت بليّتُها، وأيم الله لتجدن بني أمية لكم أرباب سوء بعدي، كالناب الضروس، تعذم بفيها، وتخيط بيدها، وتزبن برجلها، وتمنع دَرَّها، لا يزالون بكم حتيلا يتركوا منكم اءلاّ نافعاً لهم أو غير ضائر بهم، ولا يزال بلاؤهُم عنكم حتي لا يكونانتصار أحدكم منهم اءلاّ كانتصار العبد من ربّه.
2 ـ قال الامام علي(ع) يصف مستقبل ظلم بني أُميّة بقوله: والله لايزالون حتي لا يَدَعوا لله مُحرّماً اءلاّ استحلُّوه، ولا عقداً اءلاّ حلّوه، وحتي لا يبقي بيتمَدَر ولا وبر اءلاّ دخله ظلمُهُم، ونبابه سوء رعيهم وحتي يقوم الباكيان يبكيان، باكيبكي لدينه، وباك يبكي لدنياه وحتي تكون نُصرة أحدِكم من أحدهم كنصرة العبدمن سيّده اءذا شَهِدَ أطاعَه، واءذا غاب اغتابَه حتي يكون أعظمكم فيها عناءً أحسنكم بالله ظنّ
3 ـ الامام علي(ع) يصف معاوية ورايته بقوله: راية ضلال قد قامتعلي قطبها، وتفرّقت بشُعَبها، تُكيلكُم بصاعها وتخبطكم بباعها، قائدها خارج منالملّة، قائم علي الضّلّة.مسؤولية الامام الحسين(ع):

تحرّك الامام الحسين(ع) من موقع المسؤولية في الدفاع عن الدين عندما تعرّض الي التهديد، و بدأت المعاول الامويّة تضرب قواعد الاسلام لتهدم كل ما بناه النبي محمد(ص)، وتذهب بكل الجهود المؤمنة التيبُذلت بهذا الطريق.

والامام الحسين(ع) اءمام المسلمين ومعتمدهم، وهو يري مسيرةالانحراف الاموية ومحاولاتها لجرّ الدين الي اتجاهات جاهلية بعيدة عنأهداف الاسلام و غاياته الكبري.

والامام الحسين(ع) اءضافة اءلي اعتقاد الاُمّة بأنّه الاصلح لمقام الخلافة؛فهو الامام الشرعي بالنص والانتخاب الالهي له، وقد حمّل الاءسلام الامام مسؤولية كبيرة، وأوكل له مهمات خاصّة تتناسب ومؤهلاته وملكاته لايقدر علي أدائها غيره.

فأوجب عليه السهر علي مصالح المسلمين و رعاية شؤونهم الدينيّةوالدنيويّة، والدفاع ـ بشكل يتناسب مع الظروف الموضوعية ـ عنالاءسلام شريعة وعقيدة وأمة.

وأناط بالاءمام مسؤولية العمل علي تطوير وتنحية الحياة الفكريةوالمعنوية والسلوكية، وارشادهم اءلي الخير والصلاح والاشراف علي التجربة الاسلامية نظرياً وعملياً، وقيادة الحركة الاجتماعية، وهدايةالناس باتجاه الله تعالي، ومدّ المجتمع الاسلامي بالاحكام الشرعية للوقائع الجديدة التي تواجه المسلمين في حياتهم بجوانبها المختلفة وحراسة الاسلام وحفظ الدين من التحريف والتزوير، ومن المستهترين بالقيم و الاخلاق الاسلاميّة.
والحفاظ علي أمن البلاد الاءسلاميّة؛ ليعيش الناس آمنين عليأنفسهم وأموالهم. ونشر الاسلام والدعوة اءليه لاخراج الناس عن الشرك و الكفر الي التوحيد والاءيمان. وغيرها من المسائل المتعلّقة باءدارة الدولة
وكانت نهضة الاءمام الحسين(ع) وفق هذه الوظائف والمسؤولياتتتحرك وتسعي لتحقيقها، لكن المسالة الاهم في ذلك الوقت الحفاظ عليالشريعة الاءسلامية من التحريف، والامة الاسلامية من الضلال والاضلال التي تعمّدت السلطة آن ذاك اءلي اتخاذهما هدفاً لنشاطها وحركتها الاعلامية و الثقافية.
فتحرّك الاءمام وأعلن عن موقفه من الاحداث، ومن الحكومة بشكلقادر علي ايقاف حركة التحريف للدين، وبعث روح الاءصلاح والمواجهةفي المجتمع، ومنع المجتمع من الحركة التراجعيّة التي رسم الحكام لهم طريقها ومنهجها. فاستهدف الوجدان الديني عند المجتمع الاءسلامي عليجميع مستوياته ومختلف طبقاته واتجاهاته، فقصد اثارته وايقاظه و توجيهه نحو مواضع الخطر والتهديد، ليكون أمام مسؤولياته الشرعيّة،وليخلق غيرة فعّالة ومؤثرة في الواقع الاجتماعي.الحسين(ع) باتّجاه الاءصلاح:

كشف الامام الحسين(ع) عن حقيقة الانحراف وطبيعته، وأظهرالمديات البعيدة بينه وبين الشريعة الاسلامية التي أرادها الله لعباده، وكوّن رؤية عن المبادي والقيم الاصيلة، والاتجاهات التي تتحرك المسارات المنحرفة نحوها، والتي اتخذت من الاسلام غطاءً لنشاطاتها، وبيّن مفرداتها الفكرية التي تشترك في انتمائها الي الدائرة السلبيّة من النشاط الفكري في مواقع عبادة الهوي.
فنقض الاُسس التي تقوم عليها كل تفاصيل النظرية التي استحدثها و ابتدعها حكّام الجور بصوت سمعته الاءنسانية، وبقي صداه يقرع مسامعها علي مدي الحياة وتعاقب القرون، وبشكل لا يمكن لقوي الظلممن كتمانه ومنع انتشاره، وزاد ذلك انتشاراً وحركة طريقة التشفي من النبي(ص) وعترته: عندما داروا برأسه ورؤوس أصحابه في أغلب الامصار تنكلياً بالدين وبالاحرار من المسلمين، فبلّغ رسالته اماماً قائماًبالقسط داعياً الي الله و الاصلاح، مجاهداً في سبيل ذلك حتي الشهادة،و شهيداً رأسه علي الرماح يُطاف به في البلدان وهو ابن النبي محمد(ص)،وهو الذي قال فيه جدّه محمد(ص): حسين منّي وأنا من حسين، أحب اللهمن أحب حسيناً، حسين سبط من الاسباط.

وهو أحد أصحاب الكساء من أهل البيت: الذين قال الله فيهم:(اءنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً).

فكان موقف الامام(ع) كاشفاً عن عقلية أهل الوحي، وفي المقابل كانت عقلية الجاهلية، التي هاجمها الامام(ع)، وكشف خطر الفكر و السلوك الاموي علي المنهج الاسلامي؛ فكانت ثورته(ع) الاولي فيشكلها وطريقة تحديها، وأنّها أوضح وأبلغ خطاب كاشف عن مدي الانحراف في الاتجاه الذي لا يمكن السكوت معه، وأظهرت ما وصلتاءليه الاُمّة من مستويات متدنيّة من جرّاء الخضوع والاستسلام للانحراف و الجبروت، لقد افتقدت الامّة الارادة والقدرة علي اتخاذ الموقف، ولهذا استطاع الجائرون من اخضاعهم لارادتهم ودفعهم علي ارتكاب جريمةقتل أولاد نبيّها، مع ما يحفظون من وصايا وأوامر باتباعهم والتمسك بهم.الامام الحسين(ع) الخليفة الشرعي:

اضافة الي النصوص النبويّة التي تثبت اءمامة الحسين(ع) نتعرّض الي أحاديثه(ع) في هذا المجال ودعوة الناس لنفسه:

1 ـ قال(ع) مخاطباً للكتائب التي كانت مع الحرّ بن يزيد الرياحي:أمّا بعد أيّها الناس فاءنّكم اءن تتّقوا الله وتعرفوا الحق لاهله يكن أرضي لله، ونحن أهلالبيت أولي بولاية هذا الامر من هؤلاء المدّعين ما ليس لهم، والسائرين فيكم بالجور و العدوان، فان كرهتمونا وجهلتم حقّنا وكان رأيكم غير ما أتتني به كتبكم و رسلكم انصرفت عنكم.
2 ـ وفي خطبته الثانية بأصحاب الحرّ قال: ألا واءن هؤلاء قد لزموا طاعةالشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطّلوا الحدود، واستأثروا بالفيء،وأحلّوا حرام الله، وأنا أحق من غيري.
3 ـ وجاء في كتابه الذي بعث به مسلم بن عقيل: ولعمري ما الاءماماءلاّ العامل بالكتاب، القائم بالقسط، الدائن بدين الحق.معطيات الثورة:
لا يمكن حصر عطاء الثورة الحسينية بنقاط معدودة؛ لانّها أكبر منالزمان والمكان اللّذين كانا ظرفاً لها، فهي تجاوزت الزمان والمكان؛فأصبحت ثورة الاءنسان للانعتاق والحرّية، وثورة الاءيمان ضدّ الكفروالوثنيّة بأشكالها المتعدّدة، فحصرها تحجيم لها، فنذكر معطياتها لا عليسبيل الحصر وانّما علي سبيل المناسبة مع الموضوع الذي وقع عليه الاختيار.

1 ـ اءحياء فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي عطّلهاالامويون من خلال دعوته لاءقامتها بقوله(ع): انّي لم أخرج أشراً ولابطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، واءنّما خرجت لطلب الاصلاح في أمّة جدّي،أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر.
ووقف آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر بأشكال مختلفة انتهي الامر فيها الي الموقف العسكري المسلّح.
2 ـ التفكيك بين الشرعية الدينية وشرعية القوة.
ليس من يمتلك القوة والغلبة، وبسط يده علي المسلمين بالمقومات المادية والقهر، والاعلامية بالمكر والكذب والخداع يمتلك الشرعية،وانّما الامام الشرعي هو كما يقول الامام الحسين(ع): فلعمري ما الامام الاّ العامل بالكتاب والخذ بالقسط والدائن بالحق، والحابس نفسه علي ذات الله.
وقد علّم الاُمّة أن الغلبة لا تمنح حقاً، وأن الفاسق لا تصح له بيعة فنقض الامام الحسين(ع) محاولة تأكيد القناعات الاموية المخطوءة فيوعي ووجدان و ذاكرة الامّة التي مفادها: أن من تسلّط علي الناس بأيمفردة من مفردات القهر يستحق الطاعة والانصياع وبالتالي من يخرجعليه فهو خارج علي اءمام زمانه فيكون في النتيجة خارجاً عن الدين.
وأثبت ضرورة القيام ضدّ الحاكم الظالم بقوله: أيّها الناس، ان رسول الله(ص) قال: من رأي سلطاناً جائراً مستحلاً لحرام الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنة رسول الله(ص) يعمل في عباد الله بالاثم والعدوان فلم يغيّر ما عليه بفعل ولاقول، كان حقّاً علي الله أن يدخله مدخله، ألا واءن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان و تركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد و عطّلوا الحدود، و استأثروا بالفيء و أحلّواحرام الله و حرّموا حلاله و هذه مبررات القيام ضدّ الحكّام.
3 ـ أعطي بحركته التعريف الصحيح للجماعة التي تستّر خلفها طغاةبنيأُميّة، فالجماعة هي التي يكون الحق و الامام العادل محوراً لها، و لاقيمة لجماعة تتحد علي الباطل و الظلم و المعصية، و الاخيرة أكثر خطورة من التفرق عن الباطل.
4 ـ بعث روح الثورة والجرأة والغيرة علي الدين في نفوس المسلمين بالدفاع ببسالة عن الاسلام العزيز، فكانت نهضة الامام الحسين(ع) مدرسة لجميع الحركات التي جاءت بعدها في تأريخ الاءسلام.
5 ـ اءيجاد خط أصيل يتبني الحسين(ع) فكراً و منهجاً و عاطفة يمثل الامّة الوسط، المرة بالمعروف والناهية عن المنكر، تكون حجّة علي غيرها بولائها وحركتها الثوريّة، فخلقت ثورة كربلاء جمهوراً حسينياًيتحرّك في كل زمان و مكان؛ ليضع لنا أكثر من كربلاء وأكثر من ثورة،و كلّها وليدة النهضة الاُم نهضة الحسين(ع).
6 ـ كشف حقيقة المبادي التي يؤمن بها الامويّون، وأنّهم ليسوا رداء الاسلام ليمكروا به، ولذلك فهم لا التزام و لا ايمان ولا عهد لهم، ولايمنعهم شيء من ارتكاب أي جريمة وانتهاك كل حرمة.
7 ـ ان النصر انتصار المبادي والقيم التي يؤمن بها المرء، لاالسيطرةعلي أوسع مساحة أرضيّة؛ ولذلك انتصر الحسين(ع) لانّه انتصرت مبادئه وقيمه، واندحرت مبادي الطغاة الذين قتلوه وأصبحوا لعنة للاجيال،فكان للحسين(ع) خلود ومدرسة في المقاومة، ولاعدائه اللعنة والعذاب.
8 ـ الانصياع للطغاة لا يحقّق أي هدف الاّ الذل والهوان وانتهاكالمقدّسات، ثم لا يرضي الحكّام الاّ بالطاعة التي لا تقف عند حدود؛ فمنأطاع في المسائل الصغيرة سيروّض حتي يرتكب الجرائم الكبيرة.

المصادر
---------------------------------------------------------------------------------------------
1. القرآن الكريم.
2 نهج البلاغة.
3 بحار الانوار، المجلسي.
4 مروج الذهب، المسعودي.
5 تأريخ اليعقوبي، ابنواضح الاخباري.
6 تأريخ الخلفاء، السيوطي.
7 البداية والنهاية، ابنكثير.
8 السيرة النبوية، ابنهشام.
9 المغازي، الواقدي.
10 الكامل في التأريخ، ابنأثير.
11 تذكرة الخواص، سبط بن الجوزي.
12 شرح النهج، المعتزلي.
13 أنساب الاشراف، البلاذري.
14 وقعة صفين، نصر بن مزاحم.
15 صحيح مسلم.
16 صحيح البخاري.
17 سنن الترمذي.
18 مسند أحمد.
19 مصابيح السنة.
20 كنز العمّال.
21 الكامل في اللغة والادب، المبرد.
22 العقد الفريد، ابنربّه.
23 روضة الواعظين.
24 الاءمامة والسياسة، ابنقتيبة.
25 مقتل الحسين(ع)، لابيمخنف.
26 مقتل الحسين(ع)، المقرم.
27 التأريخ الكبير، البخاري.
28 شرح العقيدة الطحاوية، لابيجعفر الطحاوي.
29 أصول الدين، الاءمام البزودي.
30 التمهيد، الباقلائي.
31 شرح العقائد النسفية، النسفي.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page