أحمد بن حجر الهيتمي والزندقة يقول: وهو أخو رسول الله بالمؤاخاة، وصهره على فاطمة سيدة نساء العالمين ولمّا هاجر النبيّ(صلى الله عليه وآله) إلى المدينة أمره أن يقيم بعده بمكة أياماً حتى يؤدّي عنه أمانته والودائع والوصايا التي كانت عند النبيّ(صلى الله عليه وآله) ثم يلحقه بأهله، ففعل ذلك.
وشهد مع النبيّ(صلى الله عليه وآله) سائر المشاهد إلاّ تبوك فإنّه(صلى الله عليه وآله) استخلفه على المدينة، قال له حينئذ: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى». وله في جميع المشاهد الآثار المشهورة وأعطاه النبيّ(صلى الله عليه وآله) اللواء في مواطن كثيرة سيّما يوم خيبر، وأخبر(صلى الله عليه وآله)أنّ الفتح يكون على يده كما في الصحيحين، وحمل يومئذ باب حصنها على ظهره حتى صعد المسلمون عليه ففتحوها، وأنّهم جرّوه بعد ذلك فلم يحمله إلاّ أربعون رجلاً ومناقب عليّ وفضائله أكثر من أن تحصى ولقد طلّق عليّ الدنيا ثلاثاً، ولقد قال: «لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها» إنّه كان دائراً مع الحقّ حيث دار، وإنّه من الشجاعة بالمحلّ الأسنى([1]).
************
[1] ـ الصواعق المحرقة: ص37، طبع في مصر عام 1324، المطبعة اليمنية، غير مرة، كتبه ردّاً على شيعة الإمام عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) لرفضهم خلافة أبي بكر وعمر ومن بعده، وتقديمهم علياً(عليه السلام) عليهم في الخلافة (الرضوي) .