الاُستاذ أحمد الشرباصي الرائد العام لجمعيّة الشبّان المسلمين يقول: فهذا عليّ بن أبي طالب(رضي الله عنه) ربيب الرسول صلّى الله عليه وسلم وتلميذه من صغره ينشأ في مدرسة النبوّة العظيمة الحكيمة فتىً من فتيان الإسلام الأماجد، لا يخاف إلاّ الله، ولا يهاب أحداً سواه، وهو يُقدِم على الأخطار غير هيّاب ولا وجِل ولقد اجتمع طواغيتُ الشرك في دار الندوة يتشاورون في أمر محمّد ودينه، ثمّ جمعهم الشيطان على فكرة التخلّص منه بالاجتماع على قتله، وأتى جبرئيل إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأخبره الخبر، وقال له ليلة المؤامرة: «لا تبتْ هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه».
ولمّا جاء الليل تلاقى المجرمون تحت الظلام حول بيت محمّد عليه الصلاة والسلام وبيد كلٍّ منهم سلاحه يرصدونه حتى ينام ليثبوا عليه وثبة رجل واحد، حتى يتفرّق دمه في القبائل وفي هذه البرهة الخطيرة المشهودة في تاريخ البشرية المحفوفة بالأخطار والمهالك يقول الرسول صلّى الله عليه وسلم لتلميذه وربيبه عليّ: «نَم على فراشي وتسَجَّ ببُردي هذا الحضرمي الأخضر، فنم فيه فإنّه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم» ويُطيع الفتى الوفيّ والتلميذ المخلص، والشابّ الناشئ في طاعة الله، المتأدّب بأدب رسول الله، الطاعم من فيض دين الله، فينفِّذ الأمر بلا خوف ولا هيبة ولا تردّد([1]).
************
[1] ـ أيام في الإسلام: ص27 العدد 85 من المكتبة الثقافية.