• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) مع حكّام عصره

الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) مع حكّام عصره

 

 

لقد عاش الإمام العسكري (عليه السلام) سني إمامته بعد وفاة أبيه مع ثلاثة من خلفاء بني العباس هم: (المُعتزّ بالله والمُهتدي والمعتمد). وكانت المدّة التي قضاها مع المعتز تتراوح بين السنة والأحد عشر شهراً ثم ثار الأتراك على المعتزِّ وقتلوه.

وتولى الأمر من بعده المهتدي وذلك في سنة 255 هـ . واختطّ لنفسه طريق التنسك والرفق بالرعيّة يحاكي سيرة الخلفاء الذين سبقوه ، وأكثر ماتشبّه بسيرة عمر بن عبد العزيز الاُموي في سيرته مع الرعيّة، فوضع حدّاً للفوضى والبذخ. ثم بنى قبَّة للمظالم يجلس فيها العام والخاص ويعرض ظُلامته فشقّ هذا السلوك على بطانة السوء التي تحيط بالخلفاء من اصحاب المطامع والتزّلف لهم من أجل بهارج الدنيا  وإيذاء الآخرين وبث السموم والأحقاد على آل البيت (عليهم السلام) وأصحابهم السائرين على نهجهم [1].

فجرى حوار بينه وبين قادته الأتراك جاء فيه قولهم : تُريد أن تحمل الناس علي سيرة عظيمة لم يعرفوها. فقال: أُريد ان أحملهم على سيرة الرسول (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته.

فقالوا له: إنَّ الرسول (صلى الله عليه وآله) كان مع قومٍ زهِدوا في الدُنيا ورغبوا في الآخرة، وأنت الآن بين التركي والخزرجي والفرغاني والمغزلي وغيرهم من أنواع الأعاجم لا يعلمون مايجب عليهم من أمر آخرتهم، وإنَّما غرضهم الدُنيا.

ولكن سلوك المهتدي يخالف ما عرضوه عليه وبقى مُصرّاً علي مناهضة الأتراك والموالي، واصطدم معهم في قتال أدّى إلى انهزام جيشه ودخوله إلى سامراء وحده يصيح في شوارعها مستغيثاً بأهلها فلم يجبه أحدٌ منهم.

وقد تنبأ الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) بمصير الخليفة مع خصومه.

كما ورد في أعلام الورى للطبرسي، وتأريخ الغيبة الصغرى لمحمد الصدر أن أصحاب الإمام (عليه السلام) دار في تفكيرهم إنشغال المهتدي عن ملاحقة الإمام ، ولكن الإمام أجاب قائلاً لهم بعد ان كتب أحدهم إليه (عليه السلام) بقوله: الحمد لله الذي شغل المهتدي عنكَ فقد بلغني أنَّه كان يتهددك . فوقّع الإمام بخطّه: ذلك أقصر لعمره عد من يومكَ هذا خمسة أيّام وسيُقتل في اليوم السادس بعد هوان واستخفاف به.

ويذكر ابن شهراشوب في مناقبه : أنَّ المهتدي مع دعوته إلى تحقيق العدالة إلاّ أنه كان يسيء للإمام العسكري (عليه السلام). فقد أودعه في السجن وأوصى في التضيّيق عليه.

وقد صرّح الإمام من سجنه لأحد أصحابه المسجونين معه قائلاً:

«في هذه الليلة يبتر الله عمر المهتدي» . فلما أصبح الصباح هجم الأتراك عليه وقتلوه وتولى المعتمد الخلافة من بعده.

وقد سبق المعتز العباسي المعتمد في حقده على الإمام والتضييق عليه، كما ورد عن ابن شهراشوب إذ قال: إنّ المعتزّ أمر حاجبه سعيد بقتل الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) بعيداً عن أنظار الناس. فأمر الحاجب ان يذهب به إلى الكوفة ثم يضرب عنقه فجاء الكتاب من الإمام لأصحابه : إن الذي سمعتموه تكفونه إن شاء الله تعالى فخُلع المعتزَّ بعد ثلاثة أيام ثم قُتل.

ويبدو أن مؤامرة قتل الإمام تسرَّبت إلى الشيعة لسببين الأول: ـ ان الخليفة أراد ان يظهر قوّته واستمراره في البطش بخصومه، والثاني: ـ  ان الشيعة يهمهم مصير الإمام وحياته لأنه عميد مسيرتهم العقائدية والجهاديّة [2].

وأمّا سيرة المعتمد العباسي فلن تختلف عن جرائم مَن سبقه في التضييق على العلويّين وخصوصاً الإمام الحسن العسكري (عليه السلام).

ويبدي العباسيون المرونة احياناً في التعامل مع أئمة الهُدى (عليهم السلام) لتضليل الناس عن حقيقة حقدهم على الرسول وعترته ولكي يظهروا عكس ما يخططون له من بعض خصومهم. فيروى انَّ المعتمد في بداية خلافته قصد دار الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وطلب منه أن يدعو له بطول العمر والبقاء في الخلافة ويبدو ان المعتمد كان متشائماً ويعيش جو القلق والخوف.

وذلك لأن أسلافه الثلاثة (المنتصر والمعتز والمهتدي) كانوا تحت رحمة الأتراك والموالي فحكَم الاول (المنتصر) ستة أشهر وحكم المعتز والمهتدي فترة بين الستة اشهر والأحد عشر شهراً لكل منهما. وفعلاً فقد استجاب الإمام لطلبه ودعا له بطول العمر فقال له: مدَّ الله في عمرك.

ولهذا الدعاء من قِبَل الإمام لِمنَ ضيّق عليه بالسجن والإقامة الجبريّة فيه أكثر من احتمال.

الإحتمال الأول : هو خوف الإمام من بطشهِ ولأجل حفاظ الإمام على حياته . كما ورد عن أئمة أهل البيت قولهم: (لا دين لمن لا تقيّة له).

والاحتمال الثاني :  فيه تورية ـ أي طوّل الله عمر الخليفة في المشاق والحروب والذّلة ـ وهو المعنى الضمني لدعائه (عليه السلام).

التشيع في عهد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام):

إنَّ أمر السماء للرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) بتبليغ الإمامة إلى الناس امتداداً لنهج الرسالة وقيام الرسول (صلى الله عليه وآله) بما اُمِرَ به. لم يجد آذانا صاغية من مبغضي نهجه الذي اطاح بطموحهم الجاهلي في مساواته وعدله من جهة وبغضهم للإمام علي (عليه السلام) من جهة ثانية. فقد وضع أبو حفص وتد الكفر والبغض في جسم الرسالة حينما وصف الرسول (صلى الله عليه وآله) الذي يصفه القرآن )وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (النجم: 3، بأَنّهُ يهجر.

سلي ان جهلتِ الناس عنا وعنهمُ

 

فشتّان بين عالم وجهولِ

فمَن عاش الرسالة عقيدة وجهاداً وتربية يختلف عمن جاء للحفاظ على حياته ولأجل الدنيا ومطامعها.

واستمرَّت الظُلامات على أهل البيت وكأن الرسول (صلى الله عليه وآله) أوصى صحابته باستئصالهم وقتلهم جميعاً . والأئمة وصحابتهم ماضون على نهج الإمامة الذي هو امتداد للرسالة ودفعوا ثمناً لايستهان به من الدماء الزاكية والمكوث في طوامير السجون المظلمة والبناء على الأجساد الطاهرة وجماجم الأتقياء في أُسس البناء.

الله ما فعلت اُميّةُ فيهم

 

مِعشار ما فعلت بنو العباسِ

فتعرّض أبناء الرسالة إلى ضروب عديدة من البطش والتنكيل. وحصلت فترة بين الحكمين الاُموي والعباسي استطاع خلالها الباقر وولده الصادق (عليهما السلام) من توسيع مدرسة آل البيت وبدت عبقريتهما في سلامة التوجيه وكثافة التدريس. حتى برز العديد من العلماء والفقهاء كلّ يقول هكذا علّمني جعفر الصادق (عليه السلام) وحتى علماء المذاهب الاُخرى. ولكن يد البطش والعداء لم تتوقف لحظةً في توجيه سهام البغض إلى العترة الطاهرة [3] . وفي عهد الإمامين الهادي والعسكري (عليهما السلام) أثر الانتفاضات الشيعيّة وما رافقها من اهتزاز العرش العبّاسي وميله للسقوط بعد استيلاء الاتراك والغلمان على مقاليد الاُمور.

فقد انتشر التشيّع في أكثر من مكان وأصبح الإمام مرجعاً، ووكلائه في أغلب بقاع التشيّع فترد الأسئلة والأموال إلى الإمام وهو يجيب عنها ويصرفها في وجوهها الشرعيّة وهذه الأخبار أقلقت البلاط العباسي فضيّقوا على الإمام الحسن العسكري وأودعوه السجن ولكن أخباره لم تنقطع عن شيعته ووكلائه.

وجاء في الغيبة للطوسي/ أنّ عثمان بن سعيد العَمري كان أحد وكلاء الإمام الحسن العسكري ويُلّقب بالسمّان لأنّه كان يتاجر بالسمن تغطية لأمره فإذا أراد الشيعة أمراً أو لديهم أموال اتَّصلوا بأبي عمر عثمان بن سعيد ودفعوها إليه فيضعها في جراب السمن ويحملها إلى أبي محمد العسكري (عليه السلام).

وروى الشيخ الطوسي في غيبته/ عن محمد بن إسماعيل الحسني بقولهِ: دخلتُ مع علي بن عبد الله الحسني على الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) بُسرَّ من رأى وبين يديه جماعة من شيعته فدخل على الإمام خادمه بدر قائلا [4]:

يامولاي بالباب قومٌ شعثٌ . فقال له الإمام (عليه السلام): هؤلاء من اليمن من شيعتنا فامضي إلى عثمان بن سعيد العَمري وائتنا به. فذهب وأتى بعثمان. فقال له الإمام (عليه السلام): ياعثمان إنك الوكيل والثقة المأمون على مال الله فاقبض من هؤلاء اليمنيّين ما حملوه من المال.

ثم سُئل الإمام (عليه السلام) هل أن عثمان العَمري من خيار شيعتك ، وأنّهُ وكيلك وثقتك على مال الله، فقال الإمام (عليه السلام) : نعم واشهدوا أنَّ عثمان بن سعيد وكيلي، وأن ابنه محمد بن عثمان وكيل ابني الحُجّة مهدي آل محمد.

وأمّا السلطةُ العباسيّةُ الجائرة ففي هذه الفترة فرضت الحصار على الأئمة وشيعتهم ووضعوهم قيد الإقامة الجبريّة في سامراء وقبلها في بغداد.

وأمّا حلقات التدريس فقد انتشرت في الكوفة وبغداد والحجاز، فاشتهرت مدينة قم. وقبلها أدرك الحسن بن علي الوشا وكان معاصراً للإمام الرضا (عليه السلام) تسعمائة شيخ من بقايا تلاميذ الإمامين الصادقين (عليهما السلام) وكانوا في مسجد الكوفة يحدّثون عن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) ويروون عنه.

كما كان محمد بن عمير يملك مائة كتاب من مروّيات تلامذة الإمام الصادق (عليه السلام). وكان محمد بن مسعود العيّاشي الذي عاصر الإمامين الهادي والعسكري قد انفق ثروة أبيه بكاملها على نشر آثار أهل البيت، وكانت داره كالمسجد في تجمّع العشرات من الباحثين مابين قارىء وناسخ ومُقابل ومُعلِّق. وكانت هذه الكتب المدوّنة تُعرَض على الأئمة لأكثر من سبب [5].

وقد سُئل الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) عن كتب الفطحية والواقفية وغيرهم من المنحرفين عن نهج الأئمة (عليهم السلام) فقال: خُذوا ما رووا وذروا ما رأوا.

وقد جمعت مدينة قم مئات الرواة والعلماء في عصر الإمام العسكري (عليه السلام) منهم الذين تفرَّغوا لدراسة الحديث وتصفيته من أكاذيب الخطابية والغلاة وغيرهم من الوضّـاعين والمنحرفين عن نهج التشيّع والمتهمين بالكذب . فكان المحققون يرجعون إلى الإمامين الهادي والعسكري فيما أشكل علهيم أمره.

الأجوبة الفقهية للإمام (عليه السلام):

كانت تتوارد عليه (عليه السلام) الأسئلة من مختلف بلاد الشيعة فيجيب عليها وإليك نموذجاً منها:

فقد روي في الكافي عن محمد بن يحيى أنّهُ قال: كتب محمد بن الحسن إلى أبي محمد العسكري (عليه السلام): هل تُقبل شهادة الوصي للميت بدَينٍ له على رجل مع شاهد عدلٍ آخر [6]؟

فأجاب الإمام (عليه السلام): على المدعي اليمين إذا شهد معه شاهد آخر. وقيل هل يجوز للوصي ان يشهد لوارث الميّت صغيراً أو كبيراً بحقٍّ لهُ على الميت أو على غيره ، وهو القابض للوارث الصغير؟ فأجاب الإمام (عليه السلام) : نعم ينبغي للوصي أن يشهدَ بالحقِّ ولايكتم الشهادة.

وكتب اليه رجل قائلاً: أشهد أن جميع الدار التي في موضع كذا بحدودها كلها لفلان. هل يصلح للمشتري أن يكون له ما في الدار من المتاع؟

فأجاب الإمام العسكري (عليه السلام) : يصلح له ما أحاط به الشراء إنشاء الله تعالى.

وروى في الكافي بسنده عن سهل بن زياد أنَّهُ قال:

سُئل الإمام (عليه السلام): عن رجل له إبنان فمات أحدهما وله أبناء ذكور وأُناث، فأوصى لهم جدُّهم بسهم أبيهم. فهل هم فيه متساوون ام للذكر مثل حظ الانثيين؟ فأجاب الإمام بخطّه ينفذون وصيّة جدهم كما أمر الله.

وكتب إليه محمد بن الحسن: رجل مات وأوصى إلى رجلين : أيجوز لأحدهما أن ينفرد بنصف التركة والآخر بالنصف الباقي؟

فأجاب الإمام (عليه السلام): لا ينبغي لهما ان يخالفا وصيّة الميّت، وعليهما أن يعملا وفق ما أمرهما.

معاصرو الإمام العسكري (عليه السلام) ورواة حديثه:

كان ممن عاصر الإمام العسكري (عليه السلام) وروى حديثه كثيرون من مُحدثي الشيعة وفقهائهم منهم:

الحسين بن سعيد الأهوازي، قال ابنُ النديم عنهُ وعن أخيه الحسن : إنهما كانا اوسع أهل زمانهما في العلم والفقه. وقد ألّفَ من آثار الأئمة في مختلف الجوانب اشخاص هم محمد ابن الحسن الصفّار ، وسهل بن زياد. وكان الصفار من وجهاء العلماء وحملة الحديث في قم المقدسة ، وكان عظيم القدر.

وأمّا سهل بن زياد فقد روى عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) بالمراسلة ويبلغها إلى شيعة الإمام (عليه السلام). ومن حرص القُمّيين على تنزيه الأئمة (عليهم السلام) من الغلوّ أدّى إلى إخراج بعض الرواة من مدينة قم لروايتهم فضائل أهل البيت ثم بعد ذلك إنكشف لهم صحة ما رواه هؤلاء فندموا على ذلك وأرجعوهم. كل ذلك كان يدعوهم إلى تنزيه الأئمة (عليهم السلام) بأقصى مراتب الحذر والحيطة [7].

وأمّا الحسن بن خالد البرقي فهو من أصحاب الإمام العسكري (عليه السلام) وصاحب التفسير المنسوب اليه الذي أملاه الحسن العسكري (عليه السلام) عليه، وهو التفسير المعروف (بتفسير العسكري).

وأما إسحاق بن عبد الله بن سعد الأشعري ، وكان جليل القدر ومن خاصة الإمام العسكري (عليه السلام) ، وهو شيخ القمّيين ومبعوثهم من مدينة قم إلى الإمام الحسن العسكري، وهو من الذين رأوا الإمام الحُجّة المنتظر (عج) كما ورد في إتقان المقال، وذلك لكونه ثقة بين قومه ومؤتمن الإمام العسكري (عليه السلام) على أسرار شيعته.

وكما أنَّ الأئمة (عليهم السلام) أُمناء على ماجاء به الوحي في خلافة جدّهم الرسول الأعظم وبعدها فكذلك أصحابهم ، وخصوصاً أصحاب الإمام العسكري (عليه السلام) أُمناء على أسراره وما يأمرهم به من حيث إبلاغ وجه الرسالة الناصع في وسط تيّارات الإنحراف والتقوّل على آل البيت (عليهم السلام) ونهجهم وخصوصاً أُولئك الذين (خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ) [8] فكان أصحاب الأئمة هم اللسان الناطق عن الأئمة.

وأمّا الباب إلى الإمام العسكري (عليه السلام) فهو: الحسين بن روح النوبختي.

ما ورد عن الإمام العسكري (عليه السلام) في تفسير آيات القرآن:

أئمة أهل البيت (عليهم السلام) هم القرآن الناطق بين اُمَّة جدّهم لأن غزارة معاني الوحي ودقّتها لا يستطيع سبر أغوارها والتعرف على معانيها إلاّ من عاش الوحي سلوكاً وعقيدةً فتوصية الرسول (صلى الله عليه وآله) بالرجوع اليهم خوفاً على اُمّته من التفرقة والضلال. وفعلاً حصل الذي كان يخشاه الرسول على اُمته حينما ابتعدت عن أهل بيته فتفرَّقوا شيعاً وأحزاباً أحدهم يلعن الآخر ويُفسِّقه ويوصمه بالكفر واثر السجود في جبهته وحصل هذا حينما تنكرت الصحابةُ والأُمّة لعترة الرسول الطاهرة. ولذا نرى الأئمة (عليهم السلام) دفعوا ثمناً لايُستهان به من الدماء الزكيّة من أجل تقويم الإنحراف ورجوع الأُمّة إلى عقيدتها ونهجها السليم.

1/ فهذا أحد نجوم الإمامة الحادي عشر العسكري (عليه السلام) يأخذ بأيدي اُمّة جدّه إلى التفقّه في كتاب الله ومعرفة أسراره ومعانيه فيقول بشأن الآية:

(الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً) البقرة: 22، أي انها صالحة للعيش والسكنى والعمل فلا هي شديدة الحرارة فتحرق الأجساد والمزروعات ولا هي شديدة البرودة فتعيق العمل والنشاط وهذا من رأفة الله بعباده الذين سلكوا وسائل شتّى في سُكناهم ووسائل عيشهم.

2/ وقوله (عليه السلام) بشأن الآية : (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ) البقرة: 78. وكلمة اُمّيون: هي جمع كلمة (أُمّي) وهو الذي لايعرف القراءة والكتابة وسُمّي مَن لا يعرف القراءة والكتابة أُمّي نسبة إلى سقوطه من بطن اُمّه ولم يستخدم المهارات والطاقات التي أودعها الله في جسمه وبقى كما ولدته اُمّه، وقد وردت بعض الروايات بمعنىً آخر للمتعلّقين بنهج آل محمد وامامتهم أنهم يخرجون من الدنيا كما ولدتهم اُمّهاتهم ولا ذنب عليهم لسلوكهم في طريق الهدى طريق محمد وآل محمد [9].

وتنص الآية المباركة على جهل الاُميين وتكذيبهم للرسول ورسالته التي خالفت أمانيهم الجاهلية وما وجدوا عليه آباءَهم.

3/ وأشار الإمام العسكري (عليه السلام) إلى نقطة مهمة قام بها اليهود والنصارى في تحريف كتاب الله (التوراة) وكتبوه وفق أهوائهم بعد رحيل نبيِّهم بخمسين عاماً وادعوا أنّ العزير والمسيح ولدان لله كذباً وزوراً كما نصّت الآية المباركة: (فَوَيْلٌ للَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ) البقرة: 79.

وسأل الإمام رجلٌ يُدعى الراوي بقوله: إذا كان اليهود لا يعرفون الكتاب إلاّ بما سمعوه من علمائهم فهل أنَّ عوام اليهود كعوامنا، فأجاب الإمام العسكري (عليه السلام): هناك نقاط تشابه بين عوامنا وعوامهم فإن الله تعالى ذمَّ عوام اليهود وعوامنا لميلهم إلى التقليد الأعمى وليس بموجب الكفاءة هذا من جهة.

ومن جهة اُخرى يختلف عوامُّنا عن عوامِّهم بأنَّهم عرفوا الكذب من علمائهم واتبعوهم في الكذب والتضليل وأكل الحرام والتجاوز على الأعراض . فإن الباغية في الكنيسة لها  هالةٌ من القدسيّة لأن القس هو الذي اعتدى على عفافها وليس غيره.

فتغيّر الأحكام وفق الأماني والأهواء هو سرّ التخلّف والإبتعاد عن العقيدة الحقّة فقال الإمام (عليه السلام) مَن ركب القبائح والفواحش فلا تقبلوا منه عنّا أيَّ شيء. وقال (عليه السلام) وآخرون تعمّدوا الكذب علينا من أجل حطام الدُنيا ، وما حصلوا عليه ما هو إلاّ زادهم إلى نار جهنَّم [10].

واضاف (عليه السلام): إن اشرار علماء أُمتنا المضلون عنا والذين يسمّون أضدادنا بأسمائنا فهم مستحقّون لِلَّعْنِ ويلعنوننا ونحن بكرامات الله مغمورون وبصلواته وملائكته مستغنون. ونقل (عليه السلام) قولاً عن جدِّه الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام) حينما سُئل (عليه السلام) مَن خير خلق الله بعد أئمة الهُدى؟ فقال: (العلماء إذا صلحوا).

ثم سُئل مَن شِرار خلق الله بعد ابليس وفرعون والنمرود؟ فقال (عليه السلام) : العلماء إذا فسدوا، المظهرون للأباطيل والكاتمون للحق وفيهم قال الله تعالى: ) أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ( البقرة: 159.

4/ وأمّا بشأن الآية المباركة : (لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) التحريم: 6. فقد روى يوسف بن محمد عن زياد بن سيار وأخيه علي انهما قالا للإمام العسكري (عليه السلام) إن قوماً عندنا يزعمون أن (هاروت وماروت) ملكان اختارتهما الملائكة لما كثر عصيان بني آدم وأنزلهما الله مع ثالث لهما إلى الدنيا وافتتنا (بالزُهرة) وأرادا الفاحشة وشربا الخمر وقتلا النفس المحَّرمة ، وأن الله عذبهما ببابل وأخذا يعلَّمان الناس السحرَ وأن الله مسخ تلك المرأة إلى كوكب الزُهرة الذي في السماء.

فقال الإمام العسكري (عليه السلام): «معاذ الله إن الملائكة معصومون من الكفر والقبائح بلطف من الله بنص الآية المباركة: وانهم لا يستكبرون عن عبادة الله . وهم عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يفعلون.

5/ (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ) الكهف: 50.

فقال (عليه السلام) بموجب مدلول الآية ان ابليس لم يكن من الملائكة بل من الجن. وأن الملائكة الذين ينزلون إلى الارض بأمر الله ليبلغوا أوامر الله إلى انبيائه وإنزال العقاب بالذين خالفوا الأنبياء وكذَّبوهم.

الكلمات القصيرة والمعاني الغزيرة للإمام العسكري (عليه السلام):

بالإضافة للأجوبة الفقهيّة للإمام فكانت لهُ كلمات موجزة أخذت دورها إلى نفوس أصحابه منها:

قوله: أَعرَفُ الناس بحقوق إخوانه وأشدّهم قضاء لها، أعظمهم عند الله شأناً [11].

حبُّ الأبرار للأبرار ثوابٌ. وبغض الأبرار للفُجّار خزيٌ للفُجّار.

وحب الفجّار للأبرار فضيلةُ للأبرار.

السلامُ على مَن تمرّ به من التواضع.

وقال (عليه السلام) لجماعة من شيعته:

أُوصيكم بتقوى الله، والورع في دينكم وصدق الحديث وأداء الأمانة من برٍّ أو فاجر وحسن الجوار فبهذا جاء محمدٌ (صلى الله عليه وآله) .

صِـلوا في عشائركم وعودوا مرضاكم ، واشهدوا جنائزكم، وأدّوا للناس حقوقهم، فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق في حديثهِ وحَسُنَ خُلقه وأدّى الأمانة للناس، وقيل هذا شيعي يسرُّني ذلك.

إتقوا الله وكونوا لنا زيناً ولا تكونوا لنا شيناً.

جروا إلينا كلّ مودةٍ ، وادفعوا عنّا كلَّ قبيحٍ فما قيل فينا من خيرٍ فنحن أهله وما قيل فينا من سوءٍ فنحنُ منه براء.

لنا حقٌّ في كتاب الله وقرابة مِن رسولهِ وولادة طيبة لا يدّعي ذلك غيرنا إلاّ كذّاب.

وقال (عليه السلام) لأصحابه: وهو درسٌ ومنهاجُ عمل لنا وللأجيال.

ليس العبادة كثرة الصلاة والصيام ، وانما هي كثرة التفكر في أمر الله.

بئس العبدُ ذا الوجهين وذا اللسانين يُطري أخاه شاهداً ويأكله غائباً إن أُعطي حسده وان ابتُلي خذله.

الغضب مفتاح كلّ شرٍّ.

أزهد الناس مَن ترك الحرام ، مَن يزرع خيراً يحصد غبطةً ، ومن يزرع شرّاً يحصد الندامة.

قلب الأحمق في فمه وفم الحكيم في قلبه.

وقال الإمام العسكري (عليه السلام): لبعض أصحابه: لايشغلك رزقٌ مضمون عن عملٍ مفروض ومَن تعدّى في طهوره كان كناقضه.

وما ترك عزيزٌ الحقَّ إلاّ ذلَّ ولا أخذ به ذليل إلاّ عزَّ.

وقال (عليه السلام): خصلتان ليس فوقهما شيء: الإيمان بالله ونفع الإخوان.

جرأة الولد على والده في صغره تدعو إلى العقوق في كبره.

ليس من الأدب الفرح عند المحزون [12].

مَن وعظ أخاه سرّاً فقد زانه ومن وعظه علانية فقد شانه.

لا يعرف النعمة إلاّ الشاكر ولا يشكرها إلاّ العارف.

الإلحاح في الطلب يسلب البهاء ويورث التعب والعناء، فاصبر حتّى يفتح اللهُ باباً يسهل الدخول فيه، فلا تعجل على ثمرةٍ لم تدرك ، واعلم ان المُدَبِّر لكَ أعلم بالوقت الذي يصلح حالك فيه فثق بخبرته في جميع اُمورك يصلح حالك.

وقال (عليه السلام): من ركب ظهر الباطل نزل به دار الندامة.

الأرزاق المكتوبة لا تُنال بالشرَه.

كفاكَ أدباً تجنبك ماتكره مِن غيرك.

وخيرُ إخوانك من نسي ذَنبَكَ وذكر إحسانك ، وأضعف الأعداء كيداً مَن أظهر عداوته.

مَن أنس بالله استوحش من الناس ، وعلامة الأُنس بالله الوحشة من الناس.

جُعلت الخبائثُ في بيتٍ مِفتاحُهُ الكِذب.

وتمثّل هذه العقود الثمينة من الوصايا والكلمات القصار منهاج عمل للمؤمنين وللنفوس السائرة خلف نهج الأئمة الأطهار في تجنبها لمساوىء الأفعال وسيرها وراء منهج الحقِّ ودعاته من أئمة الهُدى.

وانطوت صفحة مضيئة للإمام الحسن العسكري (عليه السلام):

يُخلِّف عظماء العقيدة والتاريخ فراغاً لا يستطيع ان يشغلَهُ من بعدهم إلاّ مَن سار على نهجهم وقد لا يصلون إلى من سَبَقهم، سيَّما وأنّ الله قد أودع في نبيّه وأئمة الهُدى من ولده مالم يودعه في غيرهم من بقيّة خلقه.

فقد أفِلَ نجمُ الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في النصف الأول من شهر ربيع الأول سنة 260هـ/ ستون ومئتان للهجرة المباركة. بعد أربع سنوات مرَّت من خلافة أحمد ابن جعفر المتوكل المعروف بـ(المعتمد)[13] .

ولم يترك الإمام مِن الأولاد إلاّ (ولدهُ محمد المهدي ـ الحجة المنتظر ـ عج) بعد أن نصَّ على إمامته التي سبقه للدلالة عليها جدَّهما الرسولُ الأعظم (صلى الله عليه وآله) وتوالت نصوصها من أئمة الهُدى (عليهم السلام).

وأن سبب استشهاد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) كان نتيجة عملٍ عدواني قام به المعتمد العباسي ، إذ دسَّ اليه السمَّ. وأشار جملةٌ من محدِّثي الشيعة ورواتِهم إلى قولٍ للإمام الصادق (عليه السلام): «ما مِنّا إلاّ مقتولٌ أو مسمومٌ».

وهذا الفعل الإجرامي الدنيء غير بعيدٍ صدوره من حُكّام الجور والبغي كالاُمويّين والعبّاسيّين ويؤيد هذا السلوك الإجرامي قول الرشيد لولده المأمون حينما سأل المأمون أباه عن بغضه للإمام الكاظم (عليه السلام) وإيداعه في مطامير السجون ثم تقديم السمّ للإمام ـ في عهد المأمون ـ فأجاب الرشيد ولده قائلاً : إنَّهُ المُلك، لو نازعتني عليه لأخذت الذي فيه عيناك، وقد صَدَقت مقولةُ الرشيد هذه حينما قتل المأمون أخاهُ الأمين من أجل الملك.

إخفاء المعتمد لجريمة قتل الإمام:

وحين نفذ السمُّ في جسم الإمام العسكري (عليه السلام) سلك المعتمد العباسي سلوك الخِداع بعد الجريمة إذ جاء مع حاشيته إلى دار الإمام مُظهراً أسفه وأمرَ بعض الأطباء بلزوم دار الإمام، وبعث إلى قاضي القضاة بأن يختار عشرة أشخاص ممن يثق بهم ويلازموا دار الإمام (عليه السلام).

وينقل أحمد بن الفتح بن خاقان نبأ وفاةِ الإمام العسكري (عليه السلام) بقوله: ولما ذاع نبأ وفاة الإمام (عليه السلام) ضجَّت سامراء بصوت واحد لهول المصاب وعُطّلت الأسواق، وسار بنو هاشم والقُوّاد والوزراء خلف جنازته، وبعث السلطان إلى أبي عيسى بن المتوكل للصلاة على جثمان الإمام، وكشف أبو عيسى عن وجه الإمام ليوهم الناس عن خسّة الجريمة إذ قال: هذا الحسن بن علي قد مات حتف أنفهِ على فراشهِ وحضرهُ جماعةٌ من خدم أمير المؤمنين ـ المعتمد ـ وكذلك رافقه جملةٌ من الأطباء فلان وفلان . ثم غطّى وجه الإمام وتهيأ الجميع للصلاة بإمامة أبي عيسى ويروي أحمد بن عبيد الله بعد دفن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): جاء أخوه جعفر إلى أبي وقال لهُ: إجعل لي مرتبة أخي العسكري واُوصل اليك في كلَّ سنةٍ عشرين الف ديناراً، فامتعض منه ابي وأسمعهُ من الكلام مايكرهه، ثم قال له: إن كنت إماماً عند شيعة أبيك وأخيك فلا حاجة لك إلى اعطائنا السلطة لك، وإن لم تكن عندهم مُعتبراً فلا تنالها. وقد استضعف ابي رأيه ولم يأذن له بالدخول عليه حتى مات أبي.

الإمام الحجة والصلاة على أبيه:

وكان لجعفر موقف آخر مع الإمام الحُجّة ـ عج ـ حينما أراد جعفر أن يصلِّي على جنازة أخيه العسكري، فلما همَّ بالتكبير خرج الإمام الحُجّة ـ عج ـ وهو صبيٌّ بوجهه سُمرة وجذبَ رداء عمّه جعفر، وقال له: تأخر يا عم أنا أحقُّ منك بالصلاة على أبي فتأخّر جعفر وصلّى الإمام الحُجّةُ على أبيه العسكري ، ثم دَفن أبوه بعد التشييع المهيب إلى جوار أبيه الهادي (عليه السلام) حيث مشهدهما الآن كعبة للوافدين. ومن بركات الإمامين الهادي والعسكري (عليهما السلام) أن القبّة والضريح لكل منهما مهوى أفئدة المؤمنين للتوسل بهما إلى الله لقضاء حوائجهم. وقد أفاض الله على عباده بقضاء حوائجهم ببركة الإمامين الهادي والعسكري (عليهما السلام)[14] .

وبذا انطوت صفحة من صفحات الإمامة المضيئة بموت الإمام [15] الحسن العسكري لتبدأ صفحة اُخرى يختتم الله بها مصير مخلوقاته ليضيء الإسلام من جديد نهج محمد وآل محمد على يد أحد أحفاد نبيِّه المُصطفى وهو مهدي آل محمد الإمام الحُجّةُ المنتظر ليملأ الأرض قِسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً. 


 

[1] ج2 ص485/ سيرة الأئمة الأثني عشر: لهاشم معروف الحسني.

[2] ج2 ص487/ سيرة الائمة الاثني عشر: لهاشم معروف الحسني.

[3] ج2 ص494/ سيرة الأئمة الاثني عشر: لهاشم معروف الحسني.

[4] ج2 ص494/ سيرة الأئمة الاثني عشر: لهاشم معروف الحسني.

[5] ج2 ص496 / سيرة الأئمة الاثني عشر: لهاشم معروف الحسني.

[6] ج2 ص496/ سيرة الأئمة الاثني عشر: لهاشم معروف الحسني.

[7] ج2 ص499/ سيرة الأئمة الاثني عشر: لهاشم معروف الحسني.

[8] الآية 7/ من سورة البقرة.

[9] ج2 ص502/ سيرة الأئمة الاثني عشر: لهاشم معروف الحسني.

[10] ج2 ص503/ سيرة الأئمة الاثني عشر: لهاشم معروف الحسني.

[11] ج2 ص504/ سيرة الأئمة الاثني عشر: لهاشم معروف الحسني.

[12] ج2 ص506/ سيرة الأئمة الاثني عشر: لهاشم معروف الحسني.

[13] ج2 ص507/ سيرة الأئمة الاثني عشر: لهاشم معروف الحسني.

[14] ج2 ص510/ سيرة الأئمة الاثني عشر: لهاشم معروف الحسني.

[15] ج4 ص 454/ مناقب آل أبي طالب / تأليف محمد بن شهراشوب.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page