دعاؤه عليه السّلام عند دخول شهر رمضان
اَللّهُمَّ اِنّي اَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دانَ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ، وَبِرَحْمَتِكَ الَّتي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، وَبِعِزَّتِكَ الَّتي قَهَرْتَ بها كُلَّ شَيْءٍ، وَبِعَظَمَتِكَ الَّتي تَواضَعَ لَها كُلُّ شَيْءٍ، وَبِقُوَّتِكَ الَّتي خَضَعَ لَها كُلُّ شَيْءٍ، وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتي غَلَبَتْ كُلَّ شَيْءٍ، وَبِعِلْمِكَ الَّذي اَحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ، يا نُورُ يا قُدُّوسُ، يا اَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَيا باقي بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ.
يا اللّهُ يا رَحْمانُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُغَيِّرُ النِّعَمَ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ النِّقَمَ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تَقْطَعُ الرَّجاءَ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُديلُ الاَعداءَ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَرُدُّ الدُّعاءَ، وَاغفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ الْبَلاءَ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تَحْبِسُ غَيْثَ السَّماءِ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تَكْشِفُ الْغِطاءَ، وَاغَفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُعَجِّلُ الْفَناءَ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُورِثُ النَّدَمَ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تَهْتِكُ الْعِصَمَ، وَاَلْبِسْني دِرْعَكَ الْحَصينَةَ الَّتي لا تُرامُ، وَعافِني مِنْ شَرِّ ما اَخافُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ في مُسْتَقْبَلِ سَنَتي هذِهِ.
اَللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبَّ الاَرَضينَ السَّبْعِ وَما فيهِنَّ وَما بيْنَهُنَّ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ، وَرَبَّ السَّبْعِ الْمَثاني وَالْقُرْانِ الْحكيمِ، وَرَبَّ اِسْرافيلَ وَميكائيلَ وَجَبْرَئيلَ وَرَبَّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ وَسَيِّدِ الْمُرْسَلينَ.
اَسْأَلُكَ بِكَ وَبِما تَسَمَّيْتَ بِهِ، يا عَظيمُ اَنْتَ الَّذي تَمُنُّ بِالْعَظيمِ، وَتَدْفَعُ كُلَّ مَحْذُورٍ، وتُعْطي كُلَّ جَزيلٍ(46)، وَتُضاعِفُ مِنَ الْحَسَناتِ الْكَثيرَ بِالْقَليلِ، وَتَفْعَلُ ما تَشاءُ يا قَديرُ.
يا اَللّهُ يا رَحْمانُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ، وَاَلْبِسْني في مُسْتَقْبَلِ سَنَتي هذِهِ سِتْرَكَ، وَاَضِئْ وَجْهي بِنُورِكَ، وَاَحْيِني بِمَحَبَّتِكَ، وَبَلِّغْ بي رِضْوانَكَ وَشَريفَ كَرائِمِكَ وَجَزيلَ عَطائِكَ، مِنْ خَيْرِ ما عِنْدَكَ، وَمِنْ خَيْرِ ما اَنْتَ مُعْطيهِ اَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، سِوى مَن لايَعْدِلُهُ عِنْدَكَ اَحَدٌ فِي الدُّنْيا وَالاخِرَةِ، وَاَلْبِسْني مَعَ ذلِك عافِيَتَكَ.
يا مَوْضِعَ كُلِّ شَكْوى، وَيا شاهِدَ كُلِّ نَجْوى، وَيا عالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ، وَيا دافعَ ما تَشاءُ مِنْ بَلِيَّةٍ، يا كَريمَ الْعَفْوِ، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ، تَوَفَّني عَلى مِلَّةِ اِبْراهيمَ وَفِطْرَتِهِ، وَعَلى دينِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَالِهِ وَسُنَّتِهِ، وَعَلى خَيْرِ الْوَفاةِ فَتَوَفَّني، مُوالِياً لاَوْلِيائِكَ، وَمُعادِياً لاَعْدائِكَ.
اَللّهُمَّ وَامْنَعْني مِنْ كُلِّ عَمَلٍ اَوْ فِعْلٍ اَوْ قَوْلٍ يُباعِدُني مِنْكَ، وَاجْلِبْني اِلى كُلِّ عَمَلٍ اَوْ فِعْلٍ اَوْ قَوْلٍ يُقَرِّبُني مِنْكَ في هذِهِ السَّنَةِ، يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، وَامْنَعْني مِنْ كُلِّ عَمَلٍ اَوْ قَوْلٍ يَكُونَ مِنّي اَخافُ سُوءَ عاقِبَتِهِ، وَاَخافُ مَقْتَكَ اِيّايَ عَلَيْهِ، حِذارَ اَنْ تَصْرِفَ وَجْهَكَ الْكَريمَ عَنّي، فَأسْتَوْجِبَ بِهِ نَقْصاً مِنْ حَظٍّ لي عِنْدَكَ، يا رَؤُوفُ يا رَحيمُ.
اَللّهُمَّ اجْعَلْني في مُسْتَقْبَلِ هذِهِ السَّنّةِ، في حِفْظِكَ وَجِوارِكَ وَكَنَفِكَ، وَجَلِّلْني عافِيَتَكَ، وَهَبْ لي كَرامَتَكَ، عَزَّ جارُكَ، وَجَلَّ ثَناؤُكَ، وَلا اِلهَ غَيْرُكَ.
اَللّهُمَّ اجْعَلْني تابِعاً لِصالِحي مَنْ مَضى مِنْ اَوْلِيائِكَ، وَاَلْحِقْني بِهِمْ، وَاجْعَلْني مُسَلِّماً لِمَنْ قالَ بِالصِّدْقِ عَلَيْكَ مِنْهُمْ.
وَاَعُوذُ بِكَ يا اِلهي اَنْ تُحيطَ بي خَطيئَتي وَظُلْمي وَاِسْرلفي عَلى نَفْسي، وَاتِّباعي لِهَوايَ وَاشْتِغالي بِشَهَواتي، فَيَحُولَ ذلِكَ بَيْني وَبَيْنَ رَحِمَتِكَ وَرِضْوانِكَ، فَاَكُونَ مَنْسِيّاً عِنْدَكَ، مُتَعَرِّضاً لِسَخَطِكَ(47) وَنَقِمَتِكَ.
اَللّهُمَّ وَفِّقْني لِكُلِّ عَمَلٍ صالحٍ تَرْضى بِهِ عَنّي، وَقَرِّبْني اِلَيْكَ زُلْفى(48)، اَللّهُمَّ كَما كَفَيْتَ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَالِهِ هَوْلَ عَدُوِّهِ، وَفَرَّجْتَ هَمَّهُ، وَكَشَفْتَ كَرْبَهُ، وَصَدَقْتَهُ وَعْدَكَ، وَاَنْجَزْتَ لَهُ عَهْدَكَ.
اَللّهُمَّ فَبِذلِكَ فَاكْفِني هَوْلَ(49) هذِهِ السَّنّةِ وآفاتِها واَسْقامَها وَفِتَنَها وَشُرُورَها وَاَحْزانَها وَضيقَ الْمَعاشِ فيها، وَبَلِّغْني بِرَحْمَتِكَ كَمال الْعافِيَةِ، بِتَمامِ دَوامِ النِّعْمَةِ عِنْدي اِلي مُنْتَهى اَجَلي.
اَسْأَلُكَ سُؤالَ مَن اَساءَ وَظَلَمَ، وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ، اَنْ تَغْفِرَ لي ما مَضى مِنَ الذُّنُوبِ الَّتي حَصَرَتْها حَفَظَتُكَ، وَاَحْصَتْها كِرامُ مَلائِكَتِكَ عَلَيَّ، وَاَنْ تَعْصِمَني اللّهُمَّ مِنَ الذُّنُوبِ فيما بَقِيَ مِنْ عُمْري اِلى مُنْتَهى اَجَلي.
يا اَللّهُ يا رَحْمانُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَاَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ، وَآتِني كلَّ ما سَأَلْتُكَ وَرَغِبْتُ فيهِ اِلَيْكَ، فَاِنَّكَ اَمَرْتَني بِالدُّعاءِ وَتَكَفَّلْتَ بِالاْجابَةِ، يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.