الفيلسوف الإنجليزي توماس كارليل([1]) يقول: أمّا عليّ فلا يسعنا إلاّ أن نحبّه ونتعشّقه، فإنّه فتىً شريف القدر، عالي النفس، يفيض وجدانه رحمةً وبرّاً، ويتلظّى فؤاده نجدةً وحماسة وكان أشجع من ليث، ولكنّها شجاعة ممزوجة برقّةً ولطف، ورأفة وحنان. جدير بها فرسان الصليب في القرون الوسطى.
وقد قُتل بالكوفة غيلةً وإنّما جنى ذلك على نفسه بشدّة عدله، حتى أنّه حسب كلّ إنسان عادلا مثله، وقال قبل موته حينما اُومر في قاتله: «إن أعش فالأمر لي، وإن متّ فالأمر إليكم فإن آثرتم أن تقتصّوا فضربة بضربة، وإن تعفو أقرب إلى التقوى»([2]).
**************
[1] ـ تقدّم في ص 19 ضمن نقل الاُستاذ أحمد حسن الزيّات لمقطع من قوله غير ماذكر هنا، فراجع .
[2] ـ الإمام عليّ صوت العدالة الإنسانية: ج5.