الصحابي جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول يوم الحديبيّة وهو آخذ بضبع عليّ بن أبي طالب(عليه السلام): «هذا أمير البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله»، ثم مدّ بها صوته وقال: «أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد المدينة فليأتِها من بابها»([1]).
سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول لعليّ: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي»([2]).
سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول لعليّ: «الناس من شجر شتّى وأنا وأنت من شجرة واحدة»([3]).
لقد سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: «إنّ في عليّ خصالا لو كانت واحدة منها في رجل اكتفى بها فضلاً وشرفاً».
قوله صلّى الله عليه وسلم: «من كنت مولاه فعليّ مولاه».
وقوله: «عليّ منّي كهارون من موسى».
وقوله: «عليّ منّي وأنا منه».
وقوله: «عليّ منّي كنفسي، طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي».
وقوله: «حرب عليٍّ حرب الله، وسلم عليٍّ سلم الله».
وقوله: «وليّ عليٍّ وليّ الله، وعدوّ عليٍّ عدوّ الله».
وقوله: «عليّ حجّة الله على عباده».
وقوله: «حبّ عليّ إيمان، وبغضه كفر».
وقوله: «حزب عليٍّ حزب الله، وحزب أعدائه حزب الشيطان».
وقوله: «عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ لا يفترقان».
وقوله: «عليّ قسيم الجنّة والنار».
وقوله: «من فارق علياً فقد فارقني، ومن فارقني فقد فارق الله».
وقوله: «شيعة عليٍّ هم الفائزون يوم القيامة»([4]).
ما كنّا نعرف منافقينا معشر الأنصار إلاّ ببغضهم علياً([5]).
وفي حديث آخر: ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ ببغض عليّ بن أبي طالب([6]).
كنت مع النبيّ صلّى الله عليه وسلم يوماً في بعض حيطان المدينة ويد عليٍّ في يده، فمررنا بنخل فصاح النخل: «هذا محمّد سيّد الأنبياء، وهذا عليّ سيّد الأولياء، أبو الأئمة الطاهرين» ثم مررنا بنخل، فصاح النخل: «هذا محمّد رسول الله، هذا عليّ سيف الله» فالتفت النبيّ إلى عليٍّ فقال له: «يا عليّ، سمّه الصيحاني»، فسمّي من ذلك اليوم الصيحاني([7]).
إنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم آخى بين الناس، ولم يؤاخِ بينه وبين أحد، فخرج مغضباً حتى أتى كثيباً من رمل فنام عليه، فأتاه النبيّ صلّى الله عليه وسلم فقال: «قم يا أبا تراب، أغضبتَ أن آخيتُ بين الناس ولم اُواخِ بينك وبين أحد؟ قال: نعم، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: أنت أخي وأنا أخوك»([8]).
سمعت عليّ بن أبي طالب ينشد ورسول الله (ص) يسمع فقال:
«أنا أخو المصطفى لاشكَّ في نَسَبي معه رُبِيتُ وسِبطاه هما وُلدي
جدّي وجدّ رسول الله متّحد وفاطمٌ زوجتي لا قول ذي فَنَد
صدّقته وجميع الناس في ظُلَم من الضَلالة والإشراك والَنكَد
والحمد لله شكراً لا نَفادَ له البِرُّ بالعبد والباقي بلا أمد»
فتبسّم رسول الله (ص) وقال: «صدقت يا عليّ»([9]).
************
[1] ـ كفاية الطالب: ص99.
[2] ـ مطالب السؤول: ص58 .
[3] ـ نظم درر السمطين: ص79.
[4] ـ ينابيع المودّة: ص55، طبع اسلامبول.
[5] ـ ينابيع المودّة: ص47. النصائح الكافية: ص67 وليس فيه «معشر الأنصار».
[6] ـ الاستيعاب: ج3 ص47. الصواعق المحرقة: ص104.
[7] ـ نظم درر السمطين: ص124.
[8] ـ كفاية الطالب: ص82 .
[9] ـ المصدر السابق: ص84 .