• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تزكية النفس طريقك الى الجنة

تزكية النفس طريقك الى الجنة

من الصفات الخلقيّة ما هو أصل تتفرّع منه الصفات الأخرى، ومنها ما هو فرع يتبع الأصل، والفروع تختلف أيضاً في درجاتها، وسواء سعى الإنسان من أجل تزكية نفسه وإصلاحها بالنسبة الى الصفات الرئيسية أم الثانوية فان سعيه هذا مبارك من قبل الله سبحانه وتعالى الذي سوف يجزيه الجزاء الأوفى.

الإنسان العاقل يبحث عن الجذور

ومع ذلك فانّ الإنسان اللبيب هو الذي يبحث عن جذور الفساد في نفسه، ويسعى من أجل اقتلاعها لكي لا ينبت ولا ينمو هذا الفساد في نفسه مرّة أخرى.

أما أولئك الذين يهتمّون بقطع واستئصال الفروع فحسب، فانّ الذي يخشى عليهم أن تنمو في أنفسهم الصفات السلبيّة، ثم يأتيهم الموت في لحظة من اللحظات السيئة في حياتهم؛ أي أنّهم من الممكن أن يتوفّاهم الموت وهم على تلك الصفات، فيحتاجون بذلك إلى عملية تطهير عنيفة في القبر، أو في عالم البرزخ، أو في يوم القيامة، أو في نار جهنّم لكي تقتلع جذور الفساد من نفوسهم، ويتطهّروا، ثم يدخلوا الجنة طيّبين مبرّئين من الذنوب.

لا يدخل الجنة حسود!!

أما من كان يحمل في ذاته الحسد ولو بمقدار حبّة خردل فانّه لا يمكن أن يدخل الجنّة إلاّ إذا استطاع أن يقتلع جذور هذه الصفة الرذيلة من نفسه في الدنيا، فانّ ظل هذا الحسدُ عالقاً في نفسه فانّ سكرات الموت سوف تشتدّ عليه حتى يتم تطهيره من هذه الخصلة السلبية، وإلاّ فانّ عذاب البرزخ سيكون في انتظاره وسيستمر ّ هذا العذاب خلال هذه المرحلة كما يقول الله تعالى: «وَمِن وَرَآئِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ» (المؤمنون/100). وقد يكون هذا اليوم قريباً، وربما يكون بعيداً يستغرق الملايين من السنين الى قيام الساعة التي لا يجليها لوقتها إلاّ الله سبحانه وتعالى.

فان لم يتمّ تطهير الإنسان في القبر فانّ هول المطّلع كفيل بتطهيره في يوم كان مقداره خمسين الف سنة مما نعدّ، وقد صرّحت بعض الروايات أنّ بعض المسلمين يدخلون جهنّم ويمكثون فيها الالاف المؤلّفة من الأعوام حتّى تتزكّى أنفسهم ليدخلوا بعد ذلك الجنّة!!

ضرورة التطهّر قبل التعرّض للعذاب

لقد أضحى من الأفضل للإنسان أن يجتهد ويبذل كل ما بوسعه من أجل اقتلاع الصفات الرذيلة من نفسه في الدنيا قبل أن يتعرّض للعذاب الأليم، والشقاء المقيم الذي لا يمكن تصوّره وتحمّله، والقصد من هذا العذاب تزكية النفس، وتطهيرها بشكل كامل، فالله تبارك وتعالى خلق نفوسنا طاهرة ولا يرتضي لها إلاّ أن تعود طاهرة مرة أخرى بعد أن لوّثها الإنسان ودنّسها بأفكاره وأعماله الخاطئة.

كلّ إنسان بحاجة الى التزكية

إن ضعفنا واستسلامنا للأهواء يجعلان أنفسنا مليئة بالصفات السيئة، ومن يدّعي أنّه زكي نقي طاهر من هذه الصفات فانّه إما أن يكون إنساناً عظيماً جدّاً إذا صدق في ادّعائه هذا، وإمّا أن يكون الشيطان قد خدعه. فالإنسان ليس من حقّه أن يدعي نـزاهة نفسه، فالله سبحانه وتعالى هو الذي يزكّي من يشاء، والمطلوب منه أن يبادر إلى العمل الجاد من أجل تزكية نفسه.

وقد حدّثنا الله تبارك وتعالى عن ضرورة أن يزكّي الإنسان نفسه، وينمّي صفة التقوى فيها من أجل التخلّص والنجاة من أهوال يوم القيامة، فيقول عز من قائل: «يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَاهُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ» (الحج/1-2).

أهوال يوم القيامة

والملاحظ في القرآن الكريم أنّه عندما يحدّثنا عن خلق السماوات والأرض فانّه لا يهوّل الأمر، ولكنّه عندما يتحدّث عن زلزلة الساعة فانّه يصفها بأنّها شيء عظيم. وفي الحقيقة فان أشدّ ما يكون التعلّق العاطفي هو ذلك الذي يكون بين الأمّ وطفلها الرضيع الذي تحتضنه، وتنشغل بارضاعه، ومع ذلك فانّ هول الساعة يجعل هذه الأم تذهل؛ أي تغيب من الناحية الذهنية عن أمر طفلها الحبيب إليها، فلا تستطيع أن تفكّر فيه، أو أن تفعل له شيئاً.

إنّ أولئك الذين يصبّون اهتمامهم على الدنيا، تراهم في ذلك اليوم سكارى ولكن لا بسبب الخمر، وإنّما لأن شدّة الزلزال في يوم القيامة تبلغ حدّاً يجعلهم لا يستطيعون الاستفادة من أفكارهم، فهم يشتركون مع السكارى في فقدان القدرة على التفكير.

الإنسان هو الذي يلوّث نفسه

ومع أنّ هذا اليوم ينتظرنا شئنا أم أبينا - وأنّنا لابدّ أن ندعى إليه ونستجيب لـه قهراً، فإنّنا نملأ نفوسنا بالصفات السلبية، ورغم أن الله تعالى قد خلقنا طاهرين منها إلاّ أننا نحن الذين اكتسبنا هذه الصفات من دون أي مبرّر سوى خداع الشيطان، والنفس الأمّارة بالسوء.

على أنّ الإنسان لا يكتفي بهذا الحد من تلويث نفسه، بل هو يعمد الى الجدل لتبرير سلوكياته وأفكاره كما يقول ربنا تعالى: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ» (الحج/3) وفي الحقيقة فانّ مشكلة الإنسان الرئيسية هي الجدل الذي يشكّل حاجباً بين الإنسان وبين رؤية الحقيقة كما هي حتّى يفاجأ بالعذاب وهو يعيش في الخيال والأوهام بعيدة عن الواقع.

الكبر نتاج الجدال

ومن الصفات التي تتفرّع من صفة الجدال، الكبر التي هي صفة ملازمة للإنسان منذ كان روحاً في عالم الأرواح. فعندما خلق الله تعالى البشر أرواحاً في عالم الأشباح، كانت هذه الأرواح منطوية على الكبر، وكان أصحابها يتصوّرون أنهم آلهة أو أنصاف آلهة. فصحيح إنّ الله عز وجل قد خلق روح الإنسان خلقاً قويماً وسويّاً، وصحيح أنّ هذه الروح ذات قدرة هائلة، ولكنّ قدرتها هذه لا يمكن أن تقاس بقدرة ربّها وخالقها، ولذلك أنزل الله جل وعلا هذه الأرواح الى عالم الطبيعة الدنيويّة لكي ينتزع منها حالة الكبر. وإذا ما استطاع الإنسان أن ينتزع هذه الحالة من ذاته، فانّه سيدخل الجنة بعد الموت فوراً، وإلاّ تعرّض لعمليات التطهير السابقة الذكر.

الصلاة وسيلة انتـزاع الكبر

وفي الحقيقة فانّ الصلاة بما فيها من ركوع وسجود وتسبيح لله وحمده وتكبيره، إنّما هي وسيلة لانتـزاع صفة الكبر من نفس الانسان. فهو عندما يخرّ ساجداً فانّه يضع جبهته التي هي أكرم أعضاء جسمه على الأرض، وهذا هو أقصى تعبير عن التواضع والتذلّل بين يدي الجبّار. ولكنّ هذا العمل من الممكن أن يفقد محتواه إذا كان فكر الإنسان الساجد منصرفاً الى الأمور الدنيويّة، والعلاقات الشخصية. فالسجود وغيره من الأعمال التعبديّة لا يمكن أن ينتج أثره في علاج رذيلة الكبر إلاّ إذا اقترن بالتوجه القلبيّ الى معناه ومحتواه.

الطغيان إفراز التكبّر

والإنسان لا يمكن أن يحرز هذا التوجّه القلبي المطلوب إلاّ إذا أشعر نفسه بالحاجة المطلقة إلى الله تبارك وتعالى، ولم يسمح لنفسه أن تخدعه بالاستغناء الكاذب كما يقول ربنا سبحانه: «كَلآَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى* أَن رَءَاهُ اسْتَغْنَى» (العلق/6-7) فهو عندما يرى نفسه قد وصلت إلى مستـوى الاستغناء المزعوم، فانّه يعمد الى الطغيان، وهذه هي طبيعـة الإنسان، فبمجرّد الخداع الذاتي يتكبّر هذا الإنسان.

والتكبّر والطغيان هذان يحصلان بمجرّد أن يتكبّر الإنسان على الآخـرين، بـل حتّـى عندما يستعلي على الحيوانات، وعلى النباتـات والجمادات، فهو في هذه الحالة إنما يتسعلي على الله جلّت قدرته. فأنت عندما تضرب على سبيل المثال في حالة التكبّر والأنانية طفلاً، فانّك في الواقع تتحدّى سلطان الله. فمن أنت لكي تتكبّر، وكيف تقول (أنا) تكبّراً واستعلاءً؟

التكبّر يحبط أعمال الإنسان

ولقد جاء عن دور التكبّر في إحباط أعمال الإنسان حديث شريف عن رسول الله صلى الله عليه وآله، أنه قال: "لن يدخل الجنّة عبدٌ في قلبه مثقال حبّة من خردل من كبر".([40]) فلابد لنا من إخراج حتى هذا المقدار الضئيل من أنفسنا. صحيح أنّ هذا العمل صعب جدّاً، ولكن علينا أن نبذل كل ما بوسعنا، ولنحاول أن نقتل (الأنا) في أنفسنا، هذه الأنا التي تمثّل أساس التكبّر الباطل. ولكي نضمن النجاح في هذا العمل العسير، علينا أن نستعين بالله جل وعلا ضدّ هذه الأنانية الذاتية التي يقول عنها القرآن الكريم: «وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» (الحشر/9) فان استطعنا أن نخرج هذه الأنانية من أنفسنا، فانّنا حينئذ سنكون بمثابة من امتلك الدنيا برمّتها.

إنّ شعور الإنسان بعظمة الله سبحانه وتعالى كلّما ازداد وتكرّس في نفسه، فانّه سيشعر بصغره وحقارته، وبالتالي يزداد تواضعه وخشوعه الى حد بحيث لا تبقى في نفسه ولو ذرّة واحدة من الكبر، فتتطهّر نفسه من هذه الرذيلة تماماً.

النفس البشرية نار تحت الرماد

وهناك خصوصيّة في النفس البشرية يجدر بنا الانتباه إليها لخطورتها، ألا وهي إنّ هذه النفس تشبه الى حدّ كبير الثعبان الذي يستغـرق في السبـات بسبب ظـروف معيّنـة حتى يبـدو وكـأنه ميّت، ولكـنّ هذه الظروف عندما تتغيّر يستيقظ ليبتلع ما حوله، ويكون بالغ الخطـورة والشراسة. فعلينا -إذن- أن ننتبه إلى أنفسنا، وإذا وجد الواحد منّا نفسه في حالة معيّنة تتميّز بالهدوء والسكون، ولا تتفجّر فيها عوامل الشر، والصفات الرذيلة الكامنة، فعليه أن لا يأمن جانبها، أو يطمئن إلى زوال الخطر.. فبمجرد أن تتوافر ظروف وأحداث معيّنة ستثور سلبيات النفس كالحسد، والكبر، والأنانية.. فانّ هذه النفس سوف تستيقظ لتتمرّد على صاحبها الذي لم يستعدّ الاستعداد اللازم لمواجهتها، فتبتلعه كما يبتلع الثعبان الشرس ضحيته.

فالنفس البشريّة تشكّل خطراً عظيماً كامناً قابلاً للتفجّر في أي وقت، وإحداث الدمار الرهيب في وجود الإنسان، ووضع مصيره ومستقبله على كفّ عفريت!!

كيف نواجه أنفسنا؟

والسؤال المطروح هنا هو: ماذا ينبغي على الإنسان أن يفعله، وما هو السلوك الذي يجب أن يتحلّى به لكي يحيط نفسه بدرع واقٍ من هجوم نفسه ذاتها على حين غفلة منه، ويكون على الدوام في حالة استعداد كافٍ لمواجهة الخطر الذاتي الكامن في نفسه؟

بإمكاننا هنا أن نذكر ثلاثة أساليب تقي الإنسان من شرور نفسه، وتضمن له الاستقامة في الحياة دون التعرّض الى خطر الانزلاقات التي تهوي به في مهاوي سوء العاقبة، وهي:

1- الدعاء؛ وفي هذا المجال يقول الله تعالى: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِـرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّـمَ دَاخِرِينَ» (غافر/60) فالدعاء يشعر الإنسان بحالة الذل والصغار أمام الله سبحانه وتعالى. وهذا الدعاء عادة ما يكون صعباً على الإنسان عندما يكون في حالة الرخاء، حيث يشعر بالحاجة الى شيء، لأنّ نفسه في هذه الحال تكون أكثر ميلاً إلى الاستكبار والطغيان والغرور، حتّى في حالة تعاملها مع الرب الخالق الرزاق.

ومع ذلك؛ فانّ رحمة الله عز وجل التي وسعت كلّ شيء اقتضت أن يسلّط على عباده بعض الشدائد والصعوبات، ويقدّر عليهم رزقه في بعض الأحيان، لكي يشعروا بالعجز والحاجة، ومن ثم تتوجّه نفوسهم الى الله القوي الغني عن طريق الدعاء الذي هو جوهر التوسّل والتضرّع الى الخالق العظيم الذي له ملك السماوات والأرض وهو على كلّ شيء قدير.

وكثيراً ما لا يستجيب الله تعالى لعبده إلاّ بعد فترة قد تطول أو تقصر لكي يظلّ هذا الإنسان في حالة الحاجة التي من شأنها أن تجعله يلحّ في الدعاء، لكي يقتلع جذور الكبر والتكبّر من نفسه تماماً، وبذلك يتخلّص من هذه الخصلة الخطيرة المغروزة في نفسه. وهذه هي فلسفة الاحتياج في الحياة التي يشير إليها ربنا عز وجل في قوله: «وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ» (الشورى/27).

2- التواضع للمؤمنين؛ وهذه الصفة هي المصداق العمليّ للتواضع لله سبحانه وتعالى، والخضوع له، وهي درع حصين يقي الإنسان من هجمات نفسه الأمارة بالسوء التي تحاول النفوذ من أية ثغرة إلى صاحبها ومن ثم إيقاعه فيما يخشى الوقوع فيه من مهاوي التكبّر الذي مثله كمثل النار التي كلّما تركتها كلّما اتّسع انتشارها؛ وكما أنّ الماء هو الذي يطفئ النار فان التواضع هو الذي يكبح جماح التكبّر، ويطفئ ناره في النفس البشرية.

وبإمكاننا في هذا المجال أن نتّخذ من علمائنا الأفاضل قدوة؛ فنحن نرى أن منهم من كان يقوم بأعمال البيت بنفسه، ومنهم من كان إذا زاره أشخاص لهم حاجة إليه فانّه يقف لهم، وبعد أن يجيب مسائلهم، ويقضي حوائجهم يطلب منهم أن يتقدّموا فيمشي هو وراءهم لكي لا تحدّثه نفسه بالخيلاء والاستعلاء إذا مشى أمامهم، ومنهم من إذا أراد أن يعطي الفقير صدقة مدّ يده إليه بحيث تكون يد الفقير فوق يده. وفي الحقيقة فانّ هذا السلوك بالغ اللطافة، إذ يُعد تعبيراً عن ضرورة الاحتياط التام في مواجهة النفس، فبمجرّد أن تكون يد المتصدّق هي العليا فانّ هذا من شأنه أن يسمح للنفس بالهجوم على الإنسان، والوسوسة إليه بأنّه صاحب الفضل، وأنّ الآخرين أقلّ منـزلة منه.. في حين إن الفضل كلّه لله تعالى، فهو وحده الذي يجعل الناس على درجات، ويفاضل بين أرزاقهم لكي يبتلي بعضهم ببعض، ويختبر شكرهم وصبرهم.

وقد يقول قائل في هذا المجال: إنّ كل إنسان لا يمكن أن يتواضع بهذا الشكل، وخصوصاً ذلك الإنسان الذي يريد أن يصلح المجتمع، فيزعم أنه لابد للإنسان المصلح أن يكون قويّاً متسلّطاً يأخذ الناس بالعنف والشدّة، ويستعلي عليهم لكي يتمكّن من إدارتهم وإخضاعهم لبرامجه ومنهجه الذي يدعو إليه.

وللجواب على ذلك نقول: إن الإمام علي عليه السلام يقول: "وقد عاتبتكم بدرَّتي التي اُعاتب بها أهلي فلم تبالوا، وضربتكم بسوطي الذي اُقيم به حدود ربّي فلم ترعووا، أتريدون أن أضربكم بسيفي، أما إنّي أعلم الذي تريدون ويقيم أوَدَكم، ولكن لا أشتري صلاحكم بفساد نفسي، بل يسلّط الله عليكم قوماً فينتقم لي منكم، فلا دنيا استمتعتم بها، ولا آخرة صرتم إليها، فبعداً وسحقاً لأصحاب السعير".([41]) فالنفس هي التي يجب أن تكون مهمّة لدى الإنسان، فيجب عليه أن يعمل بما يضمن له خلاصها، وذلك بأن يأخذ بالعنف والشدّة والمجاهدة ليطهّرها من سلبيّاتها، ثم يدعو الناس الى الحق بكلامه وسلوكه بكل لطف وتواضع، وليس لـه أن يجبرهم على اتّباع الحق؛ فعلى فرض أنه قد تمكّن من تحقيق هدفه في الإصلاح، فانّه سيكون قد أصلح غيره، وأفسد نفسه، وهذا ما يخالف العقل.

3- التفكّر في آيات الله، ومعرفة عظمته، وهيمنته وقدرته، وأنّه جل شأنه قادر في لحظة واحدة أن يسلب من الإنسان كلّ ما أعطاه؛ فلِمَ التكبّر إذن؟ وهل يمكن أن تكون عاقبة هذه الآفة النفسيّة سوى الندم والخسران والخزي في نهاية المطاف، ودخول نار جهنم في الآخرة.

 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page