كتاب «فقه الإمام جعفر الصادق(عليه السلام) عرض واستدلال»
للعلّامة محمد جواد مغنية. و صدر هذا المشروع العلمي القيم باعتباره أول طبعة محققة في ستة مجلّدات حيث تناوله أيدي الطلبة الحوزويون والمثقفون ونفدت في السوق بسرعة ممّا دفع المؤسسة طبعه ثانية وثالثة استجابة لدعوة المؤمنين الكرام.
هذا الكتاب وكما جاء في مقدمة مؤلفه (ره) وضع لمن لا يعرف شيئاً من فقه الامام الصادق(ع) وفي الوقت نفسه يرغب في معرفته والاإلمام به بعيداً عن العبارة الغامضة، والاُسلوب المعقد والتطويل والتطنيب ويمتاز هذا الكتاب بالترتيب والتبويب الجيد وحسن الاخراج. وقد حاول مؤلفه (ره) جاهداً أن يمهد ويسّر فيه طريق المعرفة والإمام ويساعد الراغب المريد على تتّبع فقه آل البيت(عليهم السلام) فتويً ودليلاً. وحرص كل الحرص، على كل الحرص، على أن يكون الأصل ومرجع الاستنباط النص عن آل البيت(عليهم السلام) بالذات. وكان هدفه أن يكون هذا الكتاب مساهماً في انتشار فقه آل البيت (عليهم السلام) الثمين الأمين. وأن لا يكون كتاباً جامداً، بل تدبّ فيه الحياة وأن يتحرك وينتقل من يد إلى يد وأن تعيه القلوب والآذان.
ويتميّز هذا الكتاب بكونه كتاباً استدلاليّاً ميسّراً لغةً وعرضاً؛ حيث نعرف تماماً أنّ الكتابة الفقهيّة متنوّعة، إمّا أن تكون فتوائيّة كالرّسائل العمليّة، أو استدلاليّة كبحوث الخارج، أو التزاوج بين النمطين المذكورين أو مطلق الممارسات التأليفيّة...
ويلاحظ: أنّ الممارسات الاستدلاليّة تتّسم بلغة معقّدة وضبابيّة ومتشابكة محفوفة بالإشكالات والفرضيّات والمناقشات والردود... إلخ.
وقد تتّسم بالبساطة حيناً؛ حيث ينتخب الفقيه دليلاً كتابيّاً أو روائيّاً - مقروناً بوثاقة السند - ويحسم الموقف دون أن يدخل في التفصيلات وملحقاتها.
والكتاب الّذي نحن بصدد الحديث عنه ينتسب إلى النمط الأخير؛ حيث يحمل خصيصتين: الاُولى: لغته الحديثة، والثانية: بساطة الاستدلال، ولذلك اقترن بتقبّل القرّاء المحدثين حتّى أصبح مقرّراً دراسيّاً في أكثر من مؤسّسة حوزويّة وجامعيّة.
