زيد بن أرقم([1]) يقول في الإمام(عليه السلام):
أوّل من آمن بالله بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلم عليّ بن أبي طالب([2]).
أوّل من أسلم عليّ([3]) على يد رسول الله صلّى الله عليه وسلم([4]).
أوّل من صلّى مع النبيّ صلّى الله عليه وسلم عليّ([5]).
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «ألا أدلّكم على ما إن تسالمتم عليه لم تهلكوا؟ إنّ وليّكم الله، وإنّ إمامكم عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)فناصِحوه، وصدّقوه، فإنّ جبريل أخبرني بذلك»([6]).
سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول (لعليّ): أنت أخي في الدنيا والآخرة([7]).
كان لنفر من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم أبواب شارعة في المسجد فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:«سُدُّوا هذه الأبواب إلاّ باب عليّ» فتكلّم في ذلك الناس، فقام رسول الله صلّى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «أمّا بعد، فإنّي أمرت بسدّ هذه الأبواب غير باب عليّ، فقال فيه قائلكم، والله ما سددته ولا فتحته، ولكن اُمرت بشيء فاتّبعتُه»([8]).
**************
[1] ـ قال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة: ج1 ص361: ذكر جماعة من شيوخنا البغداديين أنّ عدّةً من الصحابة والتابعين والمحدّثين كانوا منحرفين عن عليّ(عليه السلام)، قائلين فيه السوء، ومنهم من كتم مناقبه، وأعان أعداءه، ميلاً مع الدنيا وإيثاراً للعاجلة.
روى أبو إسرائيل، عن الحكم، عن أبي سليمان المؤذن: أنّ علياً(عليه السلام) نشد الناس مَن سمع رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: «من كنت مولاه فعليّ مولاه»فشهد له قوم، وأمسك زيد بن أرقم فلم يشهد، وكان يعلمها، فدعا عليّ(عليه السلام) عليه بذهاب البصر فعُمِي، فكان يحدّث الناس بالحديث بعد ما كفّ بصره.
[2] ـ الاستيعاب: ج3 ص32. شرح نهج البلاغة: ج1 ص376.
[3] ـ اُسد الغابة: ج4 17. خصائص أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب: ص2 و3.
[4] ـ عليّ بن أبي طالب بقية النبوّة: 100. طبقات ابن سعد، ج3 القسم الأوّل ،13، وفيه: أوّل من أسلم مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم عليّ.
[5] ـ ينابيع المودّة: ص60، شرح نهج البلاغة: ج1 ص376، خصائص أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب: 2، ط مصر عام 1348 وفيه: مع رسول الله عليّ(رضي الله عنه): ص3 .
[6] ـ شرح نهج البلاغة: ج1 ص255 قال ابن أبي الحديد المعتزلي حشره الله مع من يتولاّه بعد ذكره لهذا الحديث: فإن قلت: هذا نصّ صريح في الإمامة فما الذي تصنع المعتزلة بذلك؟ قلت: يجوز أن يريد أنّه إمامهم في الفتاوى والأحكام الشرعية لا في الخلافة، وأيضاً فإنّا قد شرحنا من قول شيوخنا البغداديين ما محصّله: إنّ الإمامة كانت لعليّ(عليه السلام) إن رغب فيها ونازع عليها، وإن أقرّها في غيره وسكت عنها تولّينا ذلك الغير وقلنا بصحة خلافته، وإنّ اميرألمؤمنين(عليه السلام) لم ينازع الأئمة الثلاثة، ولا جرّد السيف، ولا استنجد الناس عليهم، فدلّ ذلك على إقراره لهم على ما كانوا فيه، فلذلك تولّيناهم وقلنا فيهم بالطهارة والخير والصلاح، ولو حاربهم وجرّد السيف عليهم واستصرخ العرب على حربهم لقلنا فيهم ما قلناه فيمن عامله هذه المعاملة من التفسيق والتضليل.
أقول: وهذا هراء وتضليل منه يدلّ على عمى قلبه حشره الله مع الثلاثة أينما كانوا يوم القيامة (الرضوي).
إنّ الإمامة والخلافة لاتنحصر في الفتاوى والأحكام الشرعية فحسب، بل هي تشريع وسياسة، إدارة دولة وفتاوى وإصدار الأحكام، وإلاّ فهذا فصل للدين عن الدولة والحكم. ألم يكن الخلفاء الثلاثة أهل أحكام ودولة ورغم أنهم كانوا يرجعون في حلّ المشكلات إلى أمير المؤمنين عليه السلام؟! ألم يكن أمير المؤمنين قائد جيش وصاحب فتوى وحكم؟! إنـّه لمن الغباء أو الحقد التفوّه بهكذا كلام معتزلي!! (لجنة التحقيق).
[7] ـ مطالب السؤول: ص54.
[8] ـ كفاية الطالب: ص88 .