عامر بن شراحيل الشعبي (فقيه العراق)([1]) يقول: كان عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) في هذه الاُمّة مثل المسيح بن مريم في بني إسرائيل، أحبّه قوم فكفروا (في حبّه)([2]) وأبغضه قوم فكفروا([3]) في بغضه([4]).
كان أسخى الناس وكان على الخُلق الذي يحبّه الله: السخاء والجود، ما قال: «لا» لسائل قطُّ([5]) وهو الذي لم يخلّف ميراثاً وكانت الدنيا غير الشام كلّها بيده([6]) مَن كان أحد من هذه الاُمة أعلم بما بين اللوحين وبما اُنزل على محمّد صلّى الله عليه وسلم من عليّ؟([7]).
لو رضوا منّا بأن يقولوا: رحم الله عليّاً، إن كان لقرب القرابة، قديم الهجرة، عظيم الحقّ، زوج فاطمة، وأبا حسن وحسين لكان في ذلك فضل، فكيف وله من المناقب والفضائل ما ليس لغيره؟!([8]).
ما لقينا من عليّ بن أبي طالب: إن أحببناه قُتِلنا، وإن أبغضناه هلكنا([9]).
دخلت الرحبة بالكوفة وأنا غلام في غلمان، فإذا بعليٍّ(عليه السلام) قائماً على صُبرَتَين من ذهب وفضّة، ومعه مخفقة وهو يطرد الناس بمخفقته، ثم جمع المال فقسّمه بين الناس حتى لم يبقَ منه شيء، ثم انصرف ولم يحمل إلى بيته قليلا ولا كثيراً.
فرجعت إلى أبي فقلت له: لقد رأيت اليوم خير الناس، أو أحمق الناس! قال: من هو يا بنيّ؟
قلت: عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين، رأيته يصنع كذا وكذا، فقصصت عليه، فبكى، وقال: يا بنيَّ، بل رأيت خير الناس([10]).
كان عليّ أشعر الثلاثة([11]) الذين تقدموا عليه في الخلافة.
(وأنفسنا) عليّ(عليه السلام)([12]) قال في تفسير آية المباهلة.
***************
[1] ـ قال ابن أبي الحديد: روى أبو نعيم، عن عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق قال: ثلاثة لا يؤمَنون على عليّ بن أبي طالب: مسروق، ومرّة، وشريح، قال: وروي أنّ الشعبي رابعهم. شرح نهج البلاغة: ج1 ص369.
[2] ـ العقد الفريد: ج2 ص216.
[3] ـ سجع الحمام في حِكم الإمام: ص4.
[4] ـ عن العقد الفريد: ج2 ص216.
[5] ـ شرح نهج البلاغة: ج1 ص7 .
[6] ـ سجع الحمام: ص20.
[7] ـ نظم درر السمطين: ص128.
[8] ـ نظم درر السمطين: ص80 .
[9] ـ شرح نهج البلاغة .
[10] ـ شرح نهج البلاغة: ج1 ص180.
[11] ـ تحذير العبقري من محاضرات الخضري: ج2 ص114.
[12] ـ مطالب السؤول: ص24.