الوصي الذي عاش لله ودينه، واستشهد في سبيل إعلاء كلمته والدفاع عن حقّه، وناصر ابن عمّه بروحه وجسمه، وطاعته وولائه، وبذل جهده وإخلاصه ونفسه للّذين تولّوا اُمور المسلمين، على أن يكونوا لدين الله ناصرين، وبكتابه عاملين، ولرعيته راعين، ولتعاليمه حافظين، ولرسالته مؤدّين، ولهديه تابعين. كان في مباديه وأخلاقه وأعماله مثلاً أعلى لِما رسمه الإسلام لتابعيه، وكان سيّد الفصحاء والبلاغة، وباب العلم والاجتهاد([2])، وسيف النبيّ على الأعداء، وصاحب الإرادة التي لا تلين لمطمع أو غاية، والإمام الورع، كرّم الله وجهه وطهّره وآله وعترته من الرجس، وعصمهم من الزيغ، وأوجب على عباده محبّتهم، ووهبهم جمال الخلق وصفاء السريرة وحسن الطويّة، وعفّة اليد واللسان، وحباهم بالصبر والثبات.
أما إنّ العالم الإسلامي اليوم لفي حاجة إلى إبراز ما منح الله تلك الشخصيّة الفذّة من الصفات والمزايا، والفضائل والسياسة والتدبير، ليكون رائد المؤمنين في حياتهم أينما كانوا، وحيثما تولّوا، يتّبعونها بروحهم وأفكارهم فينالهم الشفاء، وتنفحهم الهداية بنعمائها ونفحاتها العلوية، فتنقِّي أرواحهم وقلوبهم من أدران المدنية الكاذبة، وتصفّي عقولهم من هواجس الشكّ ونزوات الإلحاد.
****************
[1] ـ من كلمة له صدّر بها (الغدير) للعلامة الأميني الكبير: ج4 الطبعة الثانية.
[2] ـ في طاعة الله وعبادته وإجراء حدوده وتنفيذ أحكامه، أمّا الاجتهاد والقول بالرأي في أحكام الله فحاشاه منه، كيف وهو التابع لكتاب الله وسنّة رسوله لا يتخطّاهما إلى ذلك؟! الرضوي.
الدكتور عبد الرحمن الكيالي الحلبي يقول
- الزيارات: 4044