تكوين الجهاز الاداري وذكر بعض التشريعات
لقد نصب النبيّ (ص) اُمراء وممثلين عنه على أكثر المناطق التي كانت تحت سيطرته ونصب موظّفين لجمع المال وحفظه وتوزيعه، وكذا أمر بعض الكتـّاب بكتابة الوحي، وبعضهم يكتبون الرسائل التي يبعثها إلى الملوك والرؤساء، وكذا اتـّخذ بعضهم كمبعوثين لحمل رسائله وتبليغها إلى الملوك والرؤساء.
كما انـّه (ص) انتهج سياسة الشورى في إدارة شؤون الا ُمّة، بالرغم من انـّه مسدّد بالوحي، فقد قال سبحانه وتعالى: { وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى الله }.
أمّا التشريع، فقد قام (ص) بتشريعات سياسيّة وماليّة وقضائيّة وإداريّة ومدنيّة، وهي تعتبر من أهم مقوّمات الدولة والمجتمع الانساني المتحضّر. وتلك التشريعات نزلت من السماء؛ إذ في المدينة نزلت آيات التشريع المالي والجهادي والقضائي والسياسي و... الخ. فنزلت آيات الجهاد والخمس والزكاة والعقوبات والمواريث والزواج والطلاق والعلاقات الاجتماعيّة والصوم و....
وفي السنة الا ُولى من الهجرة شرّع الأذان لإعلام المؤمنين بأوقات الصلاة، وهو مستحبّ من المستحبّات الشرعية وليس للرسول أن يستقلّ به أو يأخذه من منامات بعض أصحابه، بل جاءه الوحي به كوسيلة للإعلام.