لقد نشأت فاطمة (عليها السلام) بين أبوين ما عرف التأريخ أكرم منهما ، فهي نشأت في بيت النبوّة، وترعرعت في ظلال الوحي، ورضعت مع لبن اُمّها الإيمان ومكارم الأخلاق، وحنان أَبيها الرسول (صلى الله عليه وآله) الذي كان يزقّها العلوم الالهيّة، ويربّيها أفضل تربية وأحسنها. نعم لقد ولدت مع اشتداد الصراع بين الإسلام والجاهليّة ، وترعرعت في زمن اشتدَّت فيه ضراوة الجهاد بين المؤمنين وقريش الوثنية المشرِكة، فهي عاشت أيام شُعْبِ أبي طالب حيث المحاصرة الاقتصادية الخانقة، فذاقت مرارة الجوع والحرمان دفاعاً عن الحقّ والمبدأ.
وما إن خرجوا من الشُعْبِ إلاّ وفقدت فاطمة الزهراء (عليها السلام) اُمَّها الحنونة خديجة بنت خويلد، وبهذا فارقت مصدر حبّها وحنانها، فشعرت بالحزن والفراق يملأ قلبها ، فيحنو عليها الرسول (صلى الله عليه وآله) كي يعوّضها من حبّهِ وحنانه، فأحبّها وأحبّته، وشبّت ويشبّ معها حبّ أبيها لها، ويزداد حنانه عليها، وتبادله هذا الحبّ فيسمّيها بـ«اُمّ أبيها» [1].
--------------------------------------------------------------------------------------------
[1] ـ انظر: فضائل الخمسة 3: 156؛ الاستيعاب 4: 380؛ اُسد الغابة 5: 520.
نشأتها
- الزيارات: 6492