• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

إلى الرضا (عليه السلام)

إلى الرضا (عليه السلام)

وسار الموكب الرضوي يقطع البيد والمفاوز والقفار ميمّماً نحو خراسان حيث مركز حكم المأمون وسلطانه، ولم يكن للإمام (عليه السلام) مناص من الرّحيل عن المدينة، موطن الأهل وحرم الرسول (صلّى الله عليه وآله)، فرحل الإمام (عليه السلام) عنها تاركاً أهله وعياله وديعة عند جدّه المصطفى (صلّى الله عليه وآله).
حتى إذا وصل الموكب إلى مرو ونفذت أولى خطط المأمون من ولاية العهد، وأخذ البيعة وضرب الدراهم والدنانير، ولم يكن الإمام (عليه السلام) بذلك مسروراً، فقد أسرّ إلى بعض أصحابه أنّ ذلك أمر لا يتم(150)، وأنّه حلقة من سلسلة المخطّط الذي يهدف المأمون إلى تنفيذه، وكان ذلك في سنة 200هـ، ومرت الأيام بطيئة ثقيلة لم يلق فيها الإمام (عليه السلام) يوم راحة واطمئنان، فقد حقّق المأمون من الإمام أغلى أمانيه.
وكان الإمام (عليه السلام) وهو في غربته يعاني من فراق أهله وعياله، فقد انقطعت الأخبار فما حال أولئك الثكالى؟ وما حال شقيقته الوحيدة؟ فهي بالأمس تفقد أباها، وهي في زهرة العمر، واليوم ينتزع منها شقيقها ولا ترجو له عودة.
ومضى عام على رحيل أخيها عنها فهاجت بها لواعج الحنين والشوق إلى أخيها الغريب، وقد علم الإمام (عليه السلام) بحال أخته، فإنّها لم تغب عن قلبه، وهو يعلم شدّة تعلّقها به، فكتب إليها كتاباً يطلب منها القدوم عليه، وأعطاه أحد غلمانه، وأمره بالمسير إلى المدينة ولا يلوي علي شيء، ولا يقف في طريقه إلا بمقدار الضرورة ليوصل الكتاب في أسرع وقت ممكن، وقد أعلمه الإمام (عليه السلام) بالمكان والبيت لئلا يسأل أحداً من الناس.
وأغذّ الغلام المسير يواصل ليله ونهاره، حتى شارف المدينة، وجاء إلى بيت الإمام (عليه السلام) وسلّم الكتاب إلى فاطمة المعصومة (عليها السلام).(151)
وما إن وقع بصرها على خطّ الإمام حتى تذكرت أخاها، وما كان له معها من شأن، وكأنّه لم يمض عام واحد فحسب، وإنّما عشرات الأعوام.
ثم إنّها تهيأت للمسير.
وهذا الأمر هو ما نرجّحه على القول بأنّ فاطمة المعصومة (عليها السلام) غادرت المدينة من تلقاء نفهسا، فإن ذلك ينافي جلالة قدرها، وعظمة شأنها، وسموّ نفسها، وإن كان الخطب جليلاً، على أنّها كانت في حمى ابن أخيها الجواد (عليه السلام)، فعلى فرض أنّ موضوع الكتاب لم يثبت من ناحية تاريخيّة إلا أنّها وهي العالمة بأنّ ابن أخيها إمام معصوم مفترض الطاعة فلابد من استئذانه.
على أن التهيّؤ بموكب قوامه اثنان وعشرون شخصاً من الأخوة وأبنائهم والغلمان(152) في مسيرها (عليها السلام) لم يكن ليتمّ إلا عن رضا وموافقة وإذن.
ولذا فإنّا وإن لم يثبت لنا الأمر من ناحية تاريخية ـ وما أكثر ما ضاع من الأحداث والوقائع وحلّ محلها الزّيف والبهتان ـ إلا أنّنا بملاحظة حال السيدة فاطمة وشأنها ومكانتها في العلم والمعرفة لا نقبل بل لا نتوهم أنها خرجت من تلقاء نفسها لمجرّد أنّها رغبت في لقاء أخيها، فإذن ذلك يتنافى مع ما علمناه من مقامها.
وهي وإن كانت على موعد مع مدينة قم وأهلها الذي سيسعدون بها، وسينفتح لهم باب من أبواب الجنّة، وستكون فاطمة المعصومة (عليها السلام) سيدة هذه البلدة الطيبة، وهو السر الخفيّ الذي يحدو بها للمسير ـ وسيوافيك الحديث عن ذلك ـ إلا أن جلالة قدرها وعظمة شأنها تقتضيان أن يكون خروجها مرعياً بنظر المعصوم (عليه السلام).
هذا، وقد ذكرت المصادر أنّها لما أزمعت الرّحيل إلى لقاء أخيها في طوس، أعدّت للسفر عدّته، وتهيأ ركب قوامه اثنان وعشرون شخصاً ضمّ بعض أخوتها، وبعض أبنائها وغلمانهم، وساروا يقطعون البيد والقفار واتخذوا من الطريق المؤدي إلى قم مساراً لهم إلى طوس.
وفي الوقت نفسه تهيأ ركب آخر من بقيّة أخوتها ومن انضمّ إليهم، وخرجوا قاصدين إلى طوس حيث الإمام الرضا (عليه السلام)، فقد ذكروا أنّ الإمام الرضا (عليه السلام) قد استأذن المأمون في قدومهم، وكان قوام هذا الركب ثلاثة آلاف شخص، فقد التحق بهم عدد كبير من بني أعمامهم وأولادهم وأقاربهم ومواليهم، كما التحق بهم في مسيرهم أعداد كبيرة من الشيعة رجالاً ونساءً حتى بلغوا قريباً من خمسة عشر ألف شخص.(153)
وقد اختاروا المسير عن طريق شيراز وكان في طليعة هذا الركب أحمد ومحمد والحسين أبناء الإمام الكاظم (عليه السلام).(154)
وقد بلغت أنباء هذا التحرّك إلى المأمون فأثار في نفسه التوجّس فإن عدداّ ضخماً كهذا العدد لابد وأن يثير في نفسه تخوّفاً وتهيّباً، ولا سيّما أنه يعلم أن الإمام الكاظم (عليه السلام) ذهب ضحيّة غدر أبيه هارون الرشيد، ولم تمض مدة كافية ينسى هؤلاء المثكولون فقد أبيهم، وما خلفه موته من أحزان وآلام، ولا شك أن هؤلاء يعلمون أن ما اتخذه المأمون من تدابير سياسية ـ على خلاف ما هو المعهود والمألوف من بني العباس من الفتك والبطش بالعلويين ـ ما هي إلا مجرّد تغطية واحتواء للأزمة الخانقة آنذاك.
على أن وصول الرّكب العلوي بهذا العدد إلى عاصمة الحكم قد يشكّل خطراً على سياسة الحكم، ويفشل الخطط المرسومة، ولذا ما إن وصل الركب إلى أطراف شيراز حتى أوعز المأمون إلى ولاته بصدّهم ومنعهم عن المسير وإرجاعهم إلى المدينة.(155)
وما راعهم إلا أربعون ألف شخص من جنود بني العباس تحت إمرة والي شيراز يقطعون الطريق عليهم، وهم على مقربة من شيراز، ودخل الطوفان في معركة دامية أسفرت عن انكسار الوالي وجنوده، فلجأوا إلى الحيلة فأشاعوا فيهم أنّه إذا كان الغرض الوصول إلى لقاء الرضا فإنّ الرضا قد مات، الأمر الذي قد أدّى إلى زعزعة أفراد هذا الركب وتشتت شملهم وتفرّقهم في أطراف البلاد.(156)
وهذه القضية تكشف لنا سرّاً من أسرار التاريخ، فإن من المعروف انتشار قبور العلويين في بلدان إيران المختلفة، وقد أشرنا إلى ذلك في مطلع هذا البحث.
وإنّ انتشار هذه المراقد الطاهرة في مختلف القرى والمدن ممّا يثير الالتفات، إذ لا تكاد تخلو مدينة أو قرية من قبر أو أكثر للعلويين حتى أن بعضهم شكّك في مصداقيّة ذلك، وادّعى أن ذلك من فعل الناس وبمرور الزّمن وتوارث الأجيال تقديس هذه المواضع وقصدها واللجوء إليها واقتران ذلك بأهل البيت (عليهم السلام) أصبح عند المتأخرين أنّ هذه القبور لأبناء الأئمة (عليهم السلام)، وإلا فقد تكون هذه القبور لأناس عاديين، ماتوا ودفنوا في هذه الأماكن من دون أن يكونوا من أهل البيت (عليهم السلام) فضلاً عن أن يكون لهم شأن.
ولكن بالوقوف على قضايا التاريخ، وما جرى في تلك الحقبة من الزمن في عهد حكّام بني العباس، وتتّبعهم لبني هاشم، ومحاولة استئصالهم والحوادث الدامية التي جرت عليهم والرّعب والتشريد والملاحقة تكفي للاطمئنان بأنّ انتشار هذه القبور في أطراف القرى والمدن أمر لا يبعد تصديقه، والأحداث ومجرياتها تؤيّده.
على أنّنا نقول إنّه ليس كلّ هؤلاء أولاد الأئمة (عليهم السلام) لأصلابهم، بل قد يكون بعضهم أحفاداً وأبناء أحفاد، أو أسباطاً وأبناء أسباط.
ثم إنّنا لا نستبعد أن تكون هناك عنايات إلهية خفية كانت وراء إظهار هذه القبور، ولو بعد عشرات السنين، فإنّ أهلها فروع من الشجرة الطيبة.
ومما يؤيّد ذلك ما ورد في كتب الرجال في ترجمة السيد عبد العظيم الحسني ـ وهو من أصحاب الهادي والعسكري (عليهما السلام) ـ بيان بعض أحواله، فقد روى النجاشي في كتابه بسنده عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي قال: كان عبد العظيم ورد الرّي هارباً من السلطان، وسكن سرباً في دار رجل من الشيعة في سكّة الموالي، فكان يعبد الله في ذلك السرب، ويصوم نهاره ويقوم ليله، فكان يخرج مستتراً فيزور القبر المقابل قبره، وبينهما الطريق، ويقول: هو قبر رجل من ولد موسى بن جعفر (عليهما السلام)، فلم يزل يأوي إلى ذلك السرب ويقع خبره إلى الواحد بعد الواحد من شيعة آل محمد (صلّى الله عليه وآله) حتى عرفه أكثرهم، فرأى رجل من الشيعة في المنام رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال له: إنّ رجلاً من ولدي يحمل من سكّة الموالي ويدفن عند شجرة التفاح في باغ عبد الجبار بن عبد الوهاب، وأشار إلى المكان الذي دفن فيه، فذهب الرجل ليشتري الشجرة ومكانها من صاحبها، فقال له: لأي شيء تطلب الشجرة ومكانها؟ فأخبره بالرؤيا، فذكر صاحب الشجرة أنّه كان رأى مثل هذه الرؤيا، وأنّه قد جعل موضع الشجرة مع جميع (الباغ) وقفاً على الشريف، والشيعة يدفنون فيه، فمرض عبد العظيم ومات رحمة الله عليه، فلمّا جرّد ليغسل وجد في جيبه رقعة فيها ذكر نسبه فإذا فيها: أنا أبو القاسم عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب.(157)
وأضف إلى ذلك ما شاهده الناس من آثار البركات واستجابة الدعوات وقضاء الحوائج عند هذه المراقد الشريفة، وذلك ممّا يؤكّد هذه الحقيقة.
وهذا الموضوع حريّ بدراسة مستوعبة يكشف فيها النقاب عن جانب من جوانب تاريخ سلالات الأئمة (عليهم السلام)، ومواطن قبورهم في مكة والمدينة وأطرافهما والعراق والشام واليمن ومصر وبلاد المغرب العربي وإيران وغيرها من الأماكن، وأسال الله أن يقيّض لهذه المهمّة الكبيرة من يتصدّى للقيام بها.
هذا، ولكن ذكر بعض المحققين في قضايا التاريخ أن الركب العلوي إنّما خرج بعد ما بلغه أن المأمون العباسي قد غدر بالإمام الرضا (عليه السلام)، وكان خروجه من أجل الطلب بالثأر.
يقول السيد العاملي: كما أنّ بعض المصادر التاريخية تذكر أنّ أحمد بن موسى أخا الإمام الرضا لما بلغه غدر المأمون بأخيه الرضا، وكان آنذاك في بغداد خرج من بغداد للطلب بثأر أخيه، وكان معه ثلاثة آلاف من العلويّة، وقيل: اثنا عشر ألفاً.. وبعد وقائع جرت بينه وبين (قتلغ خان) الذي أمره المأمون فيهم بأمره، والذي كان عاملاً للمأمون على شيراز. استشهد أصحابه واستشهد هو وأخوه محمد العابد أيضاً.. ثم نقل السيد العاملي عن أحد الكتّاب قوله: إنّ كثيراً من العلويين قد قصدوا خراسان أيام تولّي الإمام العهد من المأمون، لكن أكثرهم لم يصل، وذلك بسبب استشهاد الإمام (عليه السلام) وأمر المأمون الحكام وأمراء البلاد بقتل أو القبض على كل علوي.(158)
وهذا ينافي ما نقلناه من أن الركب إنّما خرج من أجل لقاء الإمام (عليه السلام) وليس طالباً للثأر.
وعلى أي حال فإنّ ذلك يؤكّد ما ذكرناه من انتشار قبور السادة العلويين في مدن وقرى إيران المتنائية الأطراف وسيأتي ما يعزّز ذلك أيضاً.
وأمّا ركب السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) فقد اتخذ طريق قم كما أسلفنا، ولكن ما إن وصل إلى ساوة ـ وهي بلدة لا تبعد كثيراً عن قم ـ حتى حوصر الرّكب فقتل وشرّد كل من فيه، وجرحوا هارون أخا الإمام الرضا (عليه السلام)، ثم هجموا عليه وهو يتناول الطعام فقتلوه. )159)
وكان ذلك كلّه بمرأى من السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) فقد شاهدت مقتل أخوتها وأبنائهم، ورأت تشرّد من بقي منهم، فماذا سيكون حالها آنذاك؟ واكتفى بعض المؤرخين بالقول إنّها مرضت، فسألت عن المسافة بينها وبين قم فقيل لها عشرة فراسخ، فأمرت خادماً لها أن يحملها إلى قم، ومكثت في قم في منزل موسى بن خزرج الأشعري سبعة عشر يوماً ثم ماتت.(160)
وذكر آخرون إنّها قد دسّ إليها السمّ في ساوة، ولم تلبث إلا أيّاماً قليلة واستشهدت(161).
واختلفوا أيضاً في أنّ ما جرى على هذا الركب من المآسي والقتل والتشريد هل كان بإيعاز من المأمون إلى شرطته وأمره بمحاصرة الركب وقتل رجاله وتشريدهم؟ أو أنّ أهل ساوة الذين كانوا آنذاك من أشدّ الناس عداوة لأهل البيت (عليهم السلام)، فلمّا وصل الركب إلى ساوة حاصره أهلها، ثم حملوا عليه ووقعت معركة دامية قتل فيها أخوة السيدة فاطمة وأبناؤهم وتشرّد من بقي منهم، ولما شاهدت السيدة فاطمة أخوتها وأبناءهم صرعى وقد قطّعت أجسادهم أصابها الحزن الشديد وضعفت قواها وعلى أثر ذلك اشتدّ بها المرض؟(162)
ولا نملك السند التاريخي لترجيح أحد القولين، وبناء على أن الجمع أولى من الطرح وصحة تطبيقه في المقام فيمكن أن يقال بأنّه لا تنافي بين الأمرين، وكلا الطرفين قد اشترك في إحداث هذه الفاجعة، وساهم في القضاء على هذا الموكب بمن فيه.
ولعلّ ما يؤيد ذلك انحراف أهل ساوة عن أهل البيت (عليهم السلام)، على ما ذكره ياقوت الحموي في معجم البلدان حيث قال: ساوة مدينة حسنة بين الرّي وهمذان في وسط بينهما، وبين كل واحد من همذان والري ثلاثون فرسخاً، وبقربها مدينة يقال لها آوه، فساوة سنيّة شافعية، وآوه أهلها شيعة إمامية وبينهما نحو فرسخين ولا يزال يقع بينهما عصبيّة وما زالتا معمرتين إلى سنة 617هـ..(163)
ومن الطبيعي أن العصيبة ـ ولا سيما العصبيّة المذهبيّة ـ تدعو إلى العداء، وهو قد يجرّ إلى سفك الدماء، وقد كانت الظروف آنذاك وسياسة الحكّام يوم ذاك إنّما تقوم على تأجج نار العصبية وإلقاء الفتن بين الناس تفريقاً لكلمتهم وعملاً بالمقولة المشهورة (فرّق تسد).
وأمّا ما ذكره بعض الباحثين من قضيّة دسّ السمّ للسيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) فهي وإن كنّا لا نملك دليلاً قاطعاً على وقوعها أو عدمه إلا أنّنا لا ننفي ذلك، نظراً إلى أن السمّ كان أحد أمضى الأسلحة الفتّاكة التي كان العباسيون يستخدمونها ضدّ مناوئيهم، وكم لهم من قتيل ذهب ضحيّة شربة من سمّ دسّها بنو العباس، وكان أكثر ضحاياهم من آل أبي طالب (عليهم السلام)، حتى أنّ ستة من أئمة أهل البيت الاثني عشر (عليهم السلام) قد استشهدوا عن هذا الطريق.
ولذا فإنّا لا نستبعد وقوع هذه الحادثة ـ وإن كانت تفتقر إلى السند التاريخي كما هو مقتضى الصناعة ـ إذ لم يكن ثمّة ما يحول بينهم وبين الفتك بمن يتوهمون فيه أن وجوده يشكّل خطراً يتهدّد دوام حكمهم وسلطتهم ومصالحهم، وأيّ حاجز كان يمنعهم وهم الذين قتلوا الأطفال والشيوخ ووضعوا أجسادهم في أساس البنيان، ودفنوا بعضهم أحياء، وسلبوا النساء، وفعلوا ببني عمّهم ما لا يخطر على بال، حتى أنّه لو أوصى النبي (صلّى الله عليه وآله) بقتل ذريّته وتشريد عترته لما زادوا على ما صنعوا بهم.
وقد اعترف المأمون نفسه بفظاعة ما ارتكب العباسيون من جرائم الإبادة في حقّ بني علي وفاطمة (عليهم السلام)، وإن بني أمية برغم بشاعة ما اقترفوا كانوا أخف وطأة على العلويين منهم، فقال يخاطب بني العباس: ويحكم إنّ بني أمية إنّما قتلوا منهم من سلّ سيفاً، وإنّا معشر بني العباس قتلناهم جملاً، فلتسألنّ أعظم الهاشميّة بأيّ ذنب قتلت؟ ولتسألنّ نفوس ألقيت في دجلة والفرات؟ ونفوس دفنت ببغداد والكوفة أحياء؟..(164)
وعلى أي حال فقد كانت الأيام الأخيرة من حياة السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) مريرة مؤلمة عانت فيها آلاماً في الروح وآلاماً في الجسد حتى آذنت شمسها بالمغيب.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page