• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

النماذج الخيّرة في العلم والعمل

النماذج الخيّرة في العلم والعمل

هذا، وقد نبغ من أحفاد الأحوص أفذاذ من الرجال حملوا العلم والمعرفة والأدب والتقوى والفضيلة، وكان لهم دور عظيم في حفظ التشيّع ونشره والدفاع عنه، وكانت لهم صِلات وثيقة بأئمة أهل البيت (عليهم السلام) ولبعضهم منزلة خاصّة عندهم (عليه السلام)، وقد حملوا كنوزاً ثمينة من العلوم والمعارف أخذوها عن الأئمة (عليهم السلام)، وسعوا في طلبها حتى أصبح لهم في قم شأناً عظيماً، وقصدهم طلاّب الحديث، وصنفوا الكتب الكثيرة وسارت بعلومهم الركبان، ولا يبعد أن يكونوا هم ونظائرهم المعنيّين بما روي عن الأئمة (عليهم السلام): لولا القمّيون لضاع الدين.(238)
وكان من أشهرهم:
عمران بن عبد الله بن سعد الأشعري القمي وأخوه عيسى بن عبد الله، وهما من أجلاء أهل قم، ومن أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) وأحبائه، فقد كان يحبهما كثيراً، وكلّما قدما المدينة سأل عنهما وعن حالهما وتفقدهما، وسأل عن حال أقربائهما.(239)
روى الكشي بسنده عن حمّاد الناب، قال: كنّا عند أبي عبد الله (عليه السلام) ونحن جماعة، إذ دخل عليه عمران بن عبد الله القمي، فسأله وبرّه وبشّه، فلمّا أن قام قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): من هذا الذي بررت به هذا البرّ؟ فقال: من أهل البيت النجباء ـ يعني أهل قم ـ ما أرادهم جبار من الجبابرة إلا قصمه الله.(240)
وروى بسنده عن أبان بن عثمان، قال: دخل عمران بن عبد الله القمي على أبي عبد الله (عليه السلام) فقرّبه أبو عبد الله، فقال له: كيف أنت؟ وكيف ولدك؟ وكيف أهلك؟ وكيف بنو عمّك؟ وكيف أهل بيتك؟ ثم حدّثه مليّاً، فلمّا خرج قيل لأبي عبد الله (عليه السلام): من هذا؟ قال: هذا نجيب قوم النجباء، ما نصب لهم جبّار إلا قصمه الله.(241)
وفي رواية أن الإمام (عليه السلام) دعا له وقال وهو قابض على يده: أسال الله أن يصلّي على محمد وآل محمد وأن يظلّك وعترتك يوم لا ظلّ إلا ظلّه.(242)
ولعمران ابن يسمّى المرزبان من أصحاب الإمام أبي الحسن الرضا (عليه السلام) وروي عنه أنّه قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): أسألك عن أهم الأمور إليّ أمن شيعتك أنا؟ فقال: نعم. قال: قلت: اسمي مكتوب عندك؟ قال: نعم.(243)
وروى الكشي بسنده عن أبي محمد أخي يونس بن يعقوب، قال: كنت بالمدينة فاستقبلني جعفر بن محمد (عليهما السلام) في بعض أزقّتها، قال: قال: اذهب يا يونس فإنّ بالباب رجلاً منّا أهل البيت، قال: فجئت إلى الباب فإذا عيسى بن عبد الله القمي جالس، قال: فقلت له: من أنت؟ فقال له: أنا رجل من أهل قم، قال: فلم يكن بأسرع من أن أقبل أبو عبد الله (عليه السلام)، قال: فدخل الدار، ثم التفت إلينا فقال: ادخلا، ثم قال: يا يونس بن يعقوب أحسبك أنكرت قولي لك إنّ عيسى بن عبد الله منّا أهل البيت، قال: قلت: أي والله جعلت فداك، لأنّ عيسى بن عبد الله رجل من أهل قم، فقال: يا يونس، عيسى بن عبد الله هو منّا حي وهو منّا ميّت.(244)
وروى أيضاً بسنده عن يونس بن يعقوب، قال: دخل عيسى بن عبد الله القمي على أبي عبد الله (عليه السلام) فأوصاه بأشياء، ثم ودّعه وخرج عنه، فقال لخادمه: ادعه، فانصرف إليه فأوصاه بأشياء، ثم ودّعه وخرج عنه، فقال لخادمه: ادعه فانصرف إليه فأوصاه بأشياء، ثم قال له: يا عيسى بن عبد الله إن الله عزّ وجلّ يقول: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ) وإنّك منّا أهل البيت، فإذا كانت الشمس من هاهنا من العصر فصلّ ست ركعات، قال: ثم ودّعه، وقبّل ما بين عيني عيسى فانصرف، قال يونس بن يعقوب: فما تركت السّت ركعات منذ سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول ذلك لعيسى بن عبد الله.(245)
ومنهم: زكريا بن آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري القمّي الذي كان جليلاً عظيم الشأن والمنزلة، وقد أرجع الإمام الرضا (عليه السلام) بعض أصحابه إليه لأخذ معالم الدين منه.
روى الكشي بسنده عن محمد بن حمزة بن اليسع عن زكريا بن آدم، قال: قلت للرضا (عليه السلام): إنّي أريد الخروج عن أهل بيتي فقد كثر السفهاء فهيم، فقال: لا تفعل، فإنّ أهل بيتك يدفع عنهم بك، كما يدفع عن أهل بغداد بأبي الحسن الكاظم (عليه السلام).(246)
وروى بسنده عن علي بن المسيب، قال: قلت للرضا (عليه السلام): شقّتي بعيدة، ولست أصل إليك في كل وقت، فعمّن آخذ معالم ديني؟ فقل: من زكريا بن آدم القمّي المأمون على الدين والدنيا، قال علي بن المسيب: فلمّا انصرفت قدمت على زكريا بن آدم فسألته عمّ احتجت إليه.(247)
وروى الكشي بسنده عن زكريا بن آدم أنّه قال: دخلت على الرضا (عليه السلام) من أول الليل في حدثان موت أبي جرير، فسألني عنه وترحّم عليه، ولم يزل يحدّثني وأحدّثه حتى طلع الفجر، فقام فصلّى الفجر.(248)
وقال العلامة: وحجّ الرضا (عليه السلام) سنة من المدينة وكان زكريا بن آدم زميله إلى مكة.(249)
ولمّا توفي زكريا بن آدم بعث الإمام (عليه السلام) بكتاب ضمّنه دعاءه له والثناء عليه.
روى الكشي بسنده عن محمد بن إسحاق والحسن بن محمد، قالا:
خرجنا بعد وفاة زكريا بن آدم بثلاثة أشهر نحو الحجّ، فتلقّانا كتابه (عليه السلام) في بعض الطريق، فإذا فيه: ذكرت ما جرى من قضاء الله في الرجل المتوفّى رحمه الله يوم ولد ويوم قبض ويوم يبعث حيّاً، فقد عاش أيام حياته عارفاً بالحق، قائلاً به، صابراً محتسباً للحقّ، قائماً بما يحبّه الله ورسوله، ومضى رحمه الله غير ناكث ولا مبدّل، فجزاه الله أجر نيّته وأعطاه خير أمنيته..(250)
ومنهم: أحمد بن محمد بن عيسى بن عبد الله بن سعد بن مالك بن الأحوص بن السائب بن مالك بن عامر الأشعري.. شيخ قم ووجيهها وفقيهها غير مدافع، وكان أيضاً الرئيس الذي يلقى السلطان بها، ولقي أبا الحسن الرضا (عليه السلام) وله كتاب.(251)
ومنهم: أحمد بن إسحاق بن عبد الله بن سعد بن مالك بن الأحوص الأشعري وكان من خواصّ الإمام العسكري (عليه السلام) ورأى صاحب الزمان، وهو شيخ القميين ووافدهم.(252)
روى الشيخ الصدوق في كمال الدين حديثاً مبسوطاً وجاء في آخره: إنّه قال للإمام العسكري (عليه السلام): .. سألتك بالله وبحرمة جدك إلا شرّفتني بخرقة أجعلها كفنا.
قال الراوي: فأدخل مولانا يده تحت البساط فأخرج ثلاثة عشر درهماً، فقال: خذها ولا تنفق على نفسك غيرها، فإنّك لن تعدم ما سألت، وإنّ الله تبارك وتعالى لن يضيع أجر من أحسن عملاً، قال سعد: (راوي الحديث): فلمّا انصرفنا من حضرة مولانا من حلوان ـ المعروف اليوم بـ(پل زهاب) ـ على ثلاثة فراسخ حمّ أحمد بن إسحاق وثارت به علّة صعبة أيس من حياته فيها، فلمّا وردنا حلوان ونزلنا في بعض الخانات دعا أحمد بن إسحاق برجل من أهل بلده كان قاطناً بها، ثم قال: تفرقوا عنّي هذه الليلة واتركوني وحدي، فانصرفنا عنه، ورجع كلّ واحد منّا إلى مرقده.
قال سعد: فلمّا حان أن ينكشف الليل عن الصبح أصابتني فكرة ففتحت عيني فإذا أنا بكافور الخادم (خادم مولانا أبي محمد (عليه السلام)) وهو يقول: أحسن الله بالخير عزاكم، وجبر بالمحبوب رزيّتكم، قد فرغنا من غسل صاحبكم ومن تكفينه، فقوموا لدفنه، فإنّه من أكرمكم محلاّ عند سيّدكم، ثم غاب عن أعيننا، فاجتمعنا على رأسه بالبكاء والعويل حتى قضينا حقّه وفرغنا من أمره رحمه الله.(253)
ومنهم: سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي الأشعري أبو القاسم، شيخ هذه الطائفة، وفقيهها ووجيهها.(254)
ومنهم غيرهم وهم كثير.
وأمّا من برز من غير الأشعريين في العلم والتقوى والفضيلة فمن العسير جداً إحصاؤهم، فإن هذه المدينة أشبه شيء بمدرسة كبرى تخرّج منها رجال العلم والإيمان، وأصبحوا منائر هدى ورشاد، وفي طليعتهم الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي، ووالده علي بن الحسين، ومحمد بن الحسن بن الوليد، ومحمد بن الحسن القمي، ومحمد بن الحسن الصفّار، وعلي بن إبراهيم ووالده إبراهيم بن هاشم، وغيرهم كثير ممّن كانوا من أجلاء هذه الطائفة وعظمائها وقد تكفّلت كتب الرجال ببيان أحوالهم ومختلف شؤونهم ومن أراد المزيد فليراجع.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page