هجرتها
وتمضي الأيام والأيام على مفارقة السيدة المعصومة لأخيها الإمام الرضا ، فتتسلم منه كتاباً يأمرها أن تلحق به ، فقد كانت أثيرة عنده ، وعزيزة عليه ، ولما انتهى الكتاب إليها تجهزت للسفر إليه (1) .
وليست الهجرة مسألة جديدة في حياة أهل البيت وأولادهم ومواليهم ، فقد سعى العباسيون ومن قبلهم الأمويون لتشتيتهم في البلدان وإبادتهم ، حتى أن أبا الفرج الإصفهاني كتب كتابه « مقاتل الطالبين لبيان ذلك ، وكتب المسعودي أيضاً كتابه « حدائق الأذهان في أخبار أهل بيت النبي وتفرقهم في البلدان » .
وحتى قال دعبل الخزاعي :
لا اضحك الله سن الدهر إن ضحكت * وآل أحمـد مظلمـون قـد قهـروا
مشردون نفـوا عـن عقـر دارهم * كأنهم قـد جـنوا مـا ليس يغـتفر
يخرج ركب السيدة المعصومة مع بعض إخوتها . .
ويخرج بعض آخر من إخوتها في ركب ثان باتجاه طوس . .
ركبان عظيمان يتجهان نحو طوس للقاء بإمامهم ( عليه السلام ) :
أحدهما يتجه إليها عن طريق الري وساوة . .
والآخر يتجه إليها عن طريق شيراز .
فالإمام الرضا ( عليه السلام ) قد استأذن المأمون في قدومهم عليه (2) .
____________
(1) ترجمة تاريخ قم ص 213 ، وحياة الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ج2 ص 351 نقلا عن جوهرة الكلام : ص 146 .
(2) شبهاي بيشاور : ص 115 .