بين القيمومة والاستبداد
حينما سُنَّتْ القيمومة للرجل على المرأة وكيان الأسرة عموماً، برز إلى جانب ذلك الفهم السلبيّ المتجسّد بالاستبداد، حيث يفرض الرجل -علناً أو خُفيةً- آراءه وأحكامه الصارمة الظالمة على أعضاء أسرته.
فاليونانيون القدماء اعتبروا المرأة مجرد آلة يستخدمها الرجل.
والهند لم يتصوروا المرأة إلاّ جزءاً حقيراً من الرجل؛ ينبغي القضاء عليه فور وفاة الرجل.
والعرب قبل الإسلام اعتبروا الأنثى عاراً لابد من دفنه ولمّا يرى نور الحياة بعد، تبعاً للجهل والعواطف البليدة وضنك العيش وعدم الإيمان بالخالق الذي تكفّل بإيصال الرزق إلى مخلوقه.
ومقابل هذه الرؤى الضيقة الفاسدة والصناعة الفلسفية الفاشلة وغيرها من التشريعات، جاءت النظرة الإلهية والحكمة الربانية لتنسف روح الاستعلاء والسيطرة العنصرية، فاقتضت تلك الحكمة الحقّ أن تبرز بين فترة وأخرى فتيات ونساء يرتفعن ويسمون إلى منازل القدوة والنموذج الطيّب في شتى الخصال الرفيعة، فتراهن مثال الشجاعة والصبر والمقاومة.