كشف بيتها ( عليه السلام )
وكشف القوم بيت فاطمة الزهراء ، وهجموا على دارها ، وهذا من الاُمور المسلّمة التي لا يشكّ ولا يشكّك فيها أحد حتّى ابن تيميّة ، ولو أنّ أحداً شكّ ، فيكون حاله أسوأ من حال ابن تيميّة ، فكيف لو كان يدّعي التشيّع أو يدّعي كونه من ذريّة رسول الله وفاطمة الزهراء ؟
ورووا عن أبي بكر أنّه قال قبيل وفاته : إنّي لا آسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهنّ ووددت أنّي تركتهنّ ، وثلاث تركتهنّ وددت أنّي فعلتهنّ ، وثلاث وددت أنّي سألت عنهنّ رسول الله.
وهذا حديث مهم جدّاً ، والقدر الذي نحتاج إليه الان :
أوّلاً : قوله : وددت أنّي لم أكشف بيت فاطمة عن شيء وإن كانوا قد غلقوه على الحرب.
ثانياً : قوله : وددت أني كنت سألت رسول الله لمن هذا الامر فلا ينازعه أحد.
أترونه صادقاً في تمنّيه هذا ؟ ألم يكن ممّن بايع يوم الغدير وغير يوم الغدير من المواقف والمشاهد ؟
وأمّا هذا الخبر ـ خبر تمنّيه هذه الاُمور ـ ففي : تاريخ الطبري ، وفي العقد الفريد لابن عبد ربّه ، وفي الاموال لابي عبيد القاسم بن سلاّم المحدّث الحافظ الكبير الامام ، وفي مروج الذهب للمسعودي ، وفي الامامة والسياسة لابن قتيبة (1).
ولكن هنا أيضاً يوجد تحريف ، فراجعوا كتاب الاموال ، فقد جاء فيه بدل قوله : وددت أنّي لم أكشف بيت فاطمة ، هذه الجملة : وددت أنّي لم أكن فعلت كذا وكذا.
يحذفون الكلام ويضعون بدله كلمة : كذا وكذا !!
أتريدون أنْ ينقلوا الحقائق على ما هي عليه ؟ وممّن تريدون هذا ؟ وممّن تتوقّعون ؟.
أمّا ابن تيميّة ، فلا ينكر أصل القضيّة ، ولا ينكر تمنّي أبي بكر ، وإنّما يبرّر !! لاحظوا تبريره هذه المرّة يقول : إنّه كبس البيت لينظر هل فيه شيء من مال الله الذي يقسمه ليعطيه للمسلمين !!
وكذلك يفعلون !!
وكذلك يقولون !!
ذكرنا مسألة فدك ، وإحراق البيت ، وإسقاط الجنين ، وكشف البيت وهجومهم على البيت بلا إذن وأنّهم فعلوا ما فعلوا !!
________________________________________
1 ـ كتاب الاموال : 131 ، الامامة والسياسة 1 / 18 ، تاريخ الطبري 3 / 430 ، العقد الفريد 2 / 254.