طباعة

فاطمة الزهراء المرأة النموذجية في الإسلام

تأليف: الشيخ إبراهيم الأميني
ترجمة: علي جمال الحسيني

لم تبق الزهراء عليها السلام بعد أبيها سوى شهور معدودة قضتها بالبكاء والنحيب والأنين، حتى عدّت من البكّائين، ولم تر ضاحكة قطّ (1)، وكان لبكائها أسباب ودوافع كثيرة، أهمّها انحراف المسلمين عن الطريق المستقيم، وانزلاقهم في مهاوٍ تؤدّي إلى الاختلاف والفرقة والتشتت والتعاسة لا محالة.
والزهراء عليها السلام عاشت التقدم الإسلامي السريع، والزحف المقدّس أيّام أبيها صلّى الله عليه وآله، فكان من المتوقع استمراره ليمحوا الكفر والشرك في فترة قصيرة، ويمحق الظلم والجور.
ولكن غصب الخلافة والأحداث التي تلتها هدّم صرح آمالها، وأدخل الحزن على قلبها وروحها الشفافة.
ففي ذات يوم دخلت أمّ سلمة على فاطمة عليها السلام فقالت لها: كيف أصبحت عن ليلتك، يا بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله؟
قالت: أصبحت بين كمد وكرب، فقد النبيّ صلّى الله عليه وآله وظلم الوصي عليه السلام ، هتك والله حجاب من أصبحت إمامته مقبضة على غير ما شرع الله في التنزيل، وسنّها النبيّ صلّى الله عليه وآله في التأويل، ولكنّها أحقاد بدريّة وتراث أحديّة(2).
وعن علي عليه السلام قال: غسلت النبيّ صلّى الله عليه وآله في قميصه، فكانت فاطمة تقول: أرني القميص، فإذا شمّته غشي عليها، فلمّا رأيت ذلك غيّبته(3).
وروى أنّه لمّا قبض النبيّ صلّى الله عليه وآله امتنع بلال من الأذان ـ قال: لا أوذّن لأحد بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وإنّ فاطمة عليها السلام قالت ذات يوم: إنّي أشتهي أن أسمع صوت مؤذّن أبّي صلّى الله عليه وآله بلال، فبلغ ذلك بلالاً، فأخذ في الآذان، فلّما قال: الله أكبر، الله أكبر، ذكرت أباها وأيّامه فلم تتمالك من البكاء، فلّما بلغ إلى قوله: أشهد أنّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله شهقت فاطمة عليها السلام وسقطت لوجهها وغشي عليها، فقال الناس لبلال: امسك يا بلال، فقد فارقت ابنة رسول الله صلّى الله عليه وآله الدنيا؛ وظنّوا أنّها قد ماتت، فقطع أذانه ولم يتمّه، فأفاقت فاطمة عليها السلام وسألته أن يتّم الآذان فلم يفعل وقال لها: يا سيّدة النسوان، إنّي أخشى عليك مما تنزلينه بنفسك إذا سمعت صوتي بالآذان فأعفته عن ذلك(4).
هكذا أخذت فاطمة عليها السلام بالبكاء والعويل ليلها ونهارها، ولا ترقأ لها دمعة حتى جزع لذلك جيرانها، فاجتمع شيوخ أهل المدينة وأقبلوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقالوا له: يا أبا الحسن، إنّ فاطمة عليها السلام تبكي الليل والنهار، فلا أحد منا يتهنّأ بالنوم في الليل على فرشنا، ولا بالنهار لنا قرار على أشغالنا وطلبت معايشتنا، وإنّا نخبرك أن تسألها إمّا أن تبكي ليلاً أو نهاراً.
فأقبل أمير المؤمنين عليه السلام حتى دخل على فاطمة عليها السلام. فقال لها: يا بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله إنّ شيوخ المدينة يسألونني أن أسألك، إمّا أن تبكي أباك ليلاً وإمّا نهاراً.
فقالت: يا أبا الحسن، ما أقلّ مكثي بينهم، وما أقرب مغيبي من بين أظهرهم.
ثمّ إنّ أمير المؤمنين عليه السلام بنى لها بيتاً في البقيع نازحاً عن المدينة يسمّى بيت الأحزان، وكانت إذا أصبحت قدمت الحسن والحسين عليه السلام أمامها، وخرجت إلى البقيع باكية، فلا تزال بين القبور باكية(5).
عن أنس قال: لما فرغنا من دفن النبيّ صلّى الله عليه وآله أتيت إلى فاطمة عليها السلام فقالت: كيف طاوعتكم أنفسكم على أن تهيلوا التراب على وجه رسول الله صلّى الله عليه وآله ثمّ بكت(6).
وعن محمود بن لبيد قال: مررت على قبور شهداء أحد، وإذا بفاطمة تبكي عند قبر حمزة رضي الله عنه ـ وكانت تأتي قبره بعد وفاة أبيها ـ فصبرت حتى هدأت، فسلّمت وقلت: يا سيّدتي، لقد قطّع بكاؤك نياط قلبي، فقالت: كيف لا أبكي وقد فقدت أبي خير الآباء وأفضل الأنبياء؟ ما أشوقني إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله. فقلت: يا سيّدتي، أحبّ أن أسألك مسألة؟ فقالت: سل فقلت: هل صرّح النبيّ صلّى الله عليه وآله بإمامة علي عليه السلام في حياته؟ فقالت: عجباً، أونسيتم غدير خم؟ فقلت: أعرف يوم الغدير، ولكنّي أريد أن أسمع ما قاله لكم في ذلك ـ فقالت: والله لقد سمعت النبيّ صلّى الله عليه وآله يقول: علي خليفتي من بعدي وهو الإمام والحسن والحسين، إمامان، ويكون من صلب الحسين عليه السلام تسعة أئمة من تبعهم اهتدى ونجى، ومن خالفهم ضلّ وهوى(7).
على فراش المرض:
عن الصادق عليه السلام كان سبب وفاتها عليها السلام أنّ قنفذاً مولى عمر لكزها بنعل السيف بأمره فأسقطت محسناً، ومرضت من ذلك مرضاً شديداً (8)، وكان علي عليه السلام يمرّضها بنفسه، وتعينه على ذلك أسماء بنت عميس(9).
وفي يوم دخلت نسوة من المهاجرين والأنصار على فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله يعدنها فقلن: السلام عليك يا بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله كيف أصبحت؟ فقالت: أصبحت والله عائفة لدنياكم قالية لرجالكن، لفظتهم بعد إذ مججتهم وسئمتهم بعد أن سبرتهم، فقبحاً لأفون الرأي، وخطل القول، وخور القناة، ولبئس ما قدّمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون، لا جرم والله لقد قلّدتهم ربقتها وشننت عليهم عارها، فجدعاً ورغماً للقوم الظالمين.
ويحهم أنّى زحزحوها عن أبي الحسن، ما نقموا والله منه إلاّ نكير سيفه ونكال وقعه، وتنمّره في ذات الله، وتاالله لو تكافّوا عليه عن زمام نبذه إليه رسول الله صلّى الله عليه وآله لاعتلقه، ثمّ لسار بهم سيرة سجحاً، فإنّه قواعد الرسالة، ورواسي النبوة، ومهبط الروّح الأمين والطبين بأمر الدين والدنيا والآخرة، ألا ذلك هو الخسران المبين.
والله لا يلتكم خشاشه، ولا يتعتع راكبه، ولأوردهم منهلاً روّياً فضفاضاً تطفح ضفته، ولأصدرهم بطاناً قد خثر بهم الرّي، غير متحلّ بطائل إلاّ تغمّر الناهل وردع سورة سغب، ولفتحت عليهم بركات من السماء والأرض، وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون.
فهلّم فاسمع، فما عشت أراك الدهر عجباً، وإن تعجب بعد الحادث، فما بالهم بأيّ سند استندوا، أم بأيّ عروة تمسّكوا، لبئس المولى ولبئس العشير. وبئس للظالمين بدلاً، استبدلوا الذنابى بالقوادم، والحرون بالقاحم، والعجز بالكاهل، فتعساً لقوم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً، ألا إنّهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون. أفمن يهدي إلى الحقّ أحقّ أن يتبع أم من لا يهدي إلاّ أن يهدى فما لكم كيف تحكمون.
لقحت فنظرة ريثما تنتج، ثمّ احتلبوا طلاع القعب دماً عبيطاً، وذعافاً ممضّاً، هنالك يخسر المبطلون، ويعرف التالون غبّ ما أسس الأوّلون، ثمّ طيبوا بعد ذلك بأنفسكم لفتنها، ثم اطمأنّوا للفتنة جأشاً وابشروا بسيف صارم، وهرج دائم شامل، واستبداد من الظالمين.
يدع فيئكم زهيداً، وجمعكم حصيداً، فيا حسرة لهم، ولقد عميت عليهم الأنباء أنلزمكموها وأنتم لها كارهون(10).
الهموم المتراكمة:
ليس المرض لوحده سبب آلام الزهراء عليها السلام ووجدها وحزنها، وإنّما كانت الهموم تجتاحها من كلّ حدب وصوب، فحينما كانت تمد جسدها النحيل المكدور على جلد الكبش وتتكىء على وسادة الليف، تنساب الخواطر إلى رأسها الشريف، وتهجم عليها الهواجس.. آه.. تركوا وصية أبي.. وغصبوا الخلافة من زوجي؟! ولن تنتهي آثارها إلى يوم القيامة.. فبئس عاقبة الخلافة التي توسلت بالحيلة والجور..
بماذا سار المسلمون وانتشرت كلمة الإسلام؟! بوحدة الكلمة.!، والإتحاد بين فصائل المجتمع وصلوا إلى العظمة والرقي ..
آه .. أذهبوا ريحهم .. وأوقعوا الخلاف بينهم، وبدّلوا قوّة الإسلام الواحدة وطاقة المسلمين المهيبة إلى قوى وطاقات متناثرة، وجرّوا العالم الإسلامي إلى العجز والضعف والفرقة والذلّة …
آه .. أنا فاطمة ـ عزيزة رسول الله صلّى الله عليه وآله ـ أرقد الآن على فراش المرض؟! لم يخفت أنيني من ضربات هذه الأمة المبرحة .. وأقف على أعتاب الموت؟ .. أين وصايا أبي رسول الله صلّى الله عليه وآله؟.
.. ربّاه .. أعليّ الشجاع القويّ أراه ـ اليوم ـ مضطرّاً إلى السكوت عن حقّه المشروع لحفظ مصلحة الإسلام العليا؟ …
اقتربت ساعتي .. وحان أجلي .. وها أنذا أودع الحياة في ربيع عمري وأيّام شبابي … وسأنجو من الهموم والغصص ..
ولكن .. ماذا عن أيتامي الذين سيبقون بعدي؟ أولادي … الحسن .. الحسين .. زينب .. أم كلثوم ..
آه .. يا للمصائب التي تصبّ عليهم ـ أيتامي الأعزّاء على قلبي ـ .. فإنّي سمعت أبي يقول ـ مراراً ـ: يموت ولدك الحسن مسموماً، والحسين مقتولاً بالسيف شهيداً عطشاناً .. وهذه علامات ذلك وأماراته تلوح لي وأراها بعيني .. كان صلّى الله عليه وآله يأخذ صغيري الحسين ـ مرّة ـ ويقبّل نحره ويبكي لمصيبته، ويأخذ الحسن ـ أخرى ـ ويلصق صدره بصدره ويقبّله في فمه، ويذكر مصائب زينب، وأمّ كلثوم فيبكي ..
نعم .. كانت تمرّ هذه الخواطر في ذهن فاطمة عليها السلام وتؤلمها، فتشحب يوماً بعد يوم، وتنحل ساعة بعد ساعة، وقد ورد في الأثر أنّ فاطمة لمّا حضرتها الوفاة بكت، فقال لها أمير المؤمنين: يا سيّدتي ما يبكيك؟ قالت: أبكي لما تلقى بعدي، فقال لها: لا تبكي، فوالله إنّ ذلك لصغير عندي في ذات الله(11).
العيادة المبغوضة:
كان الصحابة رجالاً ونساءً يعودون فاطمة عليها السلام بين الحين والحين، إلاّ عمر وأبا بكر لم يعوداها لأنّها قاطعتهم ورفضتهم ولم تأذن لهم بعيادتها، وحينما ثقل عليها المرض وقاربتها الوفاة لم يجدا بدّاً من عيادتها لئلا تموت بنت النبي صلّى الله عليه وآله، وهي ساخطة عليهما، وتبقى وصمة العار تلاحق الخليفة وجهازه الحاكم إلى يوم القيامة.
فجاءا لعيادتها تحت ضغط الرأي العام، فسألا عنها، وقالا لأمير المؤمنين عليه السلام: قد كان بيننا وبينها ما قد علمت فإنّ رأيت أن تأذن لنا لنعتذر إليها من ذنبنا.
قال: ذاك إليكما. فقاما فجلسا بالباب.
ودخل علي عليه السلام على فاطمة عليها السلام فقال لها: أيّتها الحرّة، فلان وفلان بالباب، يريدان أن يسلّما عليك فما تريدين؟
قالت: البيت بيتك، والحرّة زوجتك، افعل ما تشاء!
فقال: شدّي قناعك، فشدّت قناعها، وحوّلت وجهها إلى الحائط.
فدخلا وسلّما وقالا: ارضي عنّا رضي الله عنك، فقالت: ما دعا إلى هذا؟
فقالا: اعترفنا بالاساءة ورجونا أن تعفي عنّا.
فقالت: إن كنتما صادقين فأخبراني عمّا أسألكما عنه، فإنّي لا أسألكما عن أمر إلاّ وأنا عارفة، بأنّكما تعلمانه، فإن صدقتماني علمت أنّكما صادقان في مجيئكما.
قالا: سلي عمّا بدا لك.
قالت: نشدتكما بالله، هل سمعتما رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: «فاطمة بضعة منّي من آذاها فقد آذاني»؟
قالا: نعم.
فرفعت يدها إلى السماء، فقالت: اللّهم إنّهما قد آذياني، فأنا أشكوهما إليك وإلى رسولك، لا والله لا أرضى عنكما أبداً حتى ألقى أبي رسول الله صلّى الله عليه وآله، وأخبره بما صنعتما فيكون هو الحاكم فيكما.   
قال: فعند ذلك دعا أبو بكر بالويل والثبور، فقال عمر: تجزع يا خليفة رسول الله صلّى الله عليه وآله من قول إمرأة؟(12).
وصية فاطمة عليها السلام:
مرضت فاطمة عليها السلام مرضاً شديداً، ومكثت أربعين ليلة في مرضها، فلمّا نعيت إليها نفسها قالت لعلي عليه السلام: يا بن عم، إنّه قد نعيت إليّ نفسي، وإنّي لا أرى ما بي إلاّ أنّني لاحقة بأبي ساعة بعد ساعة، وأنا أوصيك بأشياء في قلبي.
قال لها علي عليه السلام: أوصيني بما أحببت يا بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله فجلس عند رأسها وأخرج من كان في البيت، ثم قالت: يا بن عمّ، ما عهدتني كاذبة، ولا خائنة، ولا خالفتك منذ عاشرتني.
فقال عليه السلام: معاذ الله، أنت أعلم بالله وأبرّ وأتقى وأكرم وأشدّ خوفاً من الله، من أن أوبّخك بمخالفة، وقد عزّ عليّ مفارقتك وفقدك إلاّ أنّه أمر لابدّ منه، والله جدّدت عليّ مصيبة رسول الله صلّى الله عليه وآله، وقد عظمت وفاتك وفقدك، فإنا لله وإنّا إليه راجعون من مصيبة ما أفجعها وآلمها وأمضّها وأحزنها، هذه والله مصيبة لا عزاء لها، ورزيّة لا خلف لها، ثم بكيا جميعاً ساعة(13).
لخّصت فاطمة عليها السلام في هذا الحوار حياتها الزوجيّة في هذه العبارات، فذكّرت الأمير عليه السلام بإخلاصها وطهارتها وإطاعتها لزوجها.
وشكر لها الإمام وفاءها، وأثنى على طهارتها وقدسيتها ومعاناتها وتقواها، وأبدى لها حبّه وودّه وتعلّقه بها.
وهاجت بهما الذكريات وحاشت الخواطر وتذكّرا حياتهما السعيدة التي غمرتها الغبطة والدفء والحنان والوفاء، والوقوف جنباً إلى جنب في مواجهة الأحداث والمشاكل وتذليل الصعاب، فانهمرت لذلك عيناهما بالدموع، لعلّها تطفيء نار القلب التي كادت تقضي على الجسد.
وبعد أن بكيا ساعة أخذ علي عليه السلام رأسها وضمّها إلى صدره ثمّ قال: أوصيني بما شئت، فإنّك تجديني فيها أمضي كما أمرتني به، وأختار أمرك على أمري.
ثمّ قالت: جزاك الله عنّي خير الجزاء، وأوصته بوصاياها، وهي:
1 ـ يا بن عم، أوصيك أن تتزوّج بعدي بابنة أختي أمامة، فإنّها تكون لولدي مثلي، فإنّ الرجال لابدّ لهم من النساء(14).
2 ـ إن أنت تزوّجت إمرأة فاجعل لها يوماً وليلة واجعل لأولادي يوماً وليلة، يا أبا الحسن لا تصح في وجوههم فيصبحا يتيمين غريبين(15).
3 ـ أوصيك يا بن عم، أن تتّخذ لي نعشاً، فقد رأيت الملائكة صوّروا صورته، فقال لها: صفيه لي .. فوصفته، فاتّخذه لها(16).
4 ـ أوصت لأزواج النبيّ لكلّ واحدة منهن اثنتى عشرة أوقية(17).
5 ـ ولنساء بني هاشم مثل ذلك.
6 ـ وأوصت لأمامة بنت أبي العاص بشيء(18).
وكانت لها وصية مكتوبة جاء فيها:
«هذا ما أوصت فاطمة بنت رسول الله بحوائطها السبعة؛ ذي الحسنى والساقية، والدلال، والغراف، والرقمة، والهيثم، ومال أم إبراهيم، إلى علي بن أبي طالب، ومن بعده فإلى الحسن، فإلى الحسين، ومن بعد الحسين فإلى الأكبر فالأكبر من ولده، شهد الله على ذلك وكفى به شهيداً، وشهد المقداد بن الأسود، والزبير بن العوام، وكتب عليّ بن أبي طالب(19).
وروى ابن عباس وصية مكتوبة أخرى لها عليها السلام جاء فيها:
«بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصت به فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله أوصت وهي تشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً عبده ورسوله، وأنّ الجنة حق، والنار حق، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ الله يبعث من في القبور، يا علي: أنا فاطمة بنت محمد، زوّجني الله منك لأكون لك في الدنيا والآخرة، أنت أولى بي من غيري، حنّطني وغسّلني وكفّني بالليل وصلّ عليّ وادفني بالليل ولا تعلم أحداً، وأستودعك الله وأقرأ على ولدي السلام إلى يوم القيامة(20).
لحظات عمرها الأخيرة:
ثقل عليها المرض، والإمام لا يفارقها، وأسماء تمرضها، والحسن والحسين وزينب وأمّ كلثوم عندها، وهي تفيق مرة ويغشى عليها أخرى من شدّة المرض، وتجيل بصرها في أولادها ..
يقول الإمام علي عليه السلام: إنّها لمّا حضرتها الوفاة فتحت عينيها وقالت: السلام عليك يا جبريل، السلام عليك يا رسول الله، اللّهم احشرني مع رسولك، اللّهم اسكني جنّتك وفي جوارك.
ثمّ قالت: هؤلاء ملائكة ربي، وجبريل ورسول الله حاضرون عندي، وأبي يقول: القدوم إلينا(21).
يقول علي عليه السلام: فلما كانت الليلة التي أراد الله أنّ يكرمها ويقبضها إليه أخذت تقول: وعليكم السلام. يا بن عم، هذا جبريل أتاني مسلّماً، وقال: السلام يقرئك السلام يا حبيبة حبيب الله وثمرة فؤاده ـ اليوم تلحقين بالرفيق الأعلى وجنة المأوى ثمّ انصرف عنّي.
ثمّ أخذت تقول: وعليكم السلام، وتقول: يا بن عم، وهذا ميكائيل يقول كقول صاحبه.
ثمّ أخذت ثالثاً تقول: وعليك السلام، ثمّ فتحت عينيها شديداً وقالت: يا بن عم هذا والله الحق، عزرائيل نشر جناحه في المشرق والمغرب، وقد وصفه لي أبي وهذه صفته.
ثمّ قالت: يا قابض الأرواح عجّل بي ولا تعذّبني، ثمّ قالت: إليك ربي لا إلى النار، ثمّ غمضت عينيها، ومدّت يديها ورجليها، وكأنّها لم تكن حيّة قطّ.
وروي عن أسماء أنّ فاطمة لما حضرتها الوفاة قالت لأسماء: إنّ جبريل أتى النبيّ صلّى الله عليه وآله ـ لما حضرته الوفاة ـ بكافور من الجنة فقسّمه أثلاثاً، ثلثاً لنفسه، وثلثاً لعليّ، وثلثا لي، وكان أربعين درهماً، فقالت يا أسماء أتيني ببقية حنوط والدي من موضع كذا وكذا وضعيه عند رأسي، فوضعته ثمّ قالت لأسماء حين توضّأت وضوءها للصلاة: هاتي طيبي الذي أتطيّب به، وهاتي ثيابي التي أصلّي فيها، فتوضّأت ثمّ تسجّت بثوبها ثمّ قالت: انتظريني هنيئة وادعيني، فإن أجبتك وإلاّ فاعلمي أنّي قدمت على أبي فأرسلي إلى علي.
فانتظرت هنيئة ثمّ نادتها، فلم تجبها، فكشفت الثوب عن وجهها فإذا بها قد فارقت الدنيا، فوقعت عليها تقبّلها.
فبينا هي كذلك إذ دخل الحسن والحسين فقالا لها: يا أسماء ما ينيم أمّنا في هذه الساعة، قالت: يا ابني رسول الله. ليست أمكما نائمة، قد فارقت الدنيا، فوقع عليها الحسن يقبّلها مرّة ويقول: يا أماه كلميني قبل أن تفارق روحي بدني، وأقبل الحسين يقبّل رجلها ويقول: أنا ابنك الحسين كلميني قبل أن يتصدّع قلبي فأموت.
قالت لهما أسماء: يا ابني رسول الله، انطلقا إلى أبيكما عليّ فأخبراه   
بموت أمكما، فخرجا حتى إذا كانا قرب المسجد رفعا أصواتهما بالبكاء، فقالا: قد ماتت أمنا فاطمة عليها السلام فوقع علي عليه السلام على وجهه يقول: بمن العزاء يا بنت محمد، كنت بك أتعزّى فبمن العزاء من بعدك؟(22).
التشييع والدفن:
ارتفعت أصوات البكاء من بيت علي عليه السلام فصاح أهل المدينة صيحة واحدة، واجتمعت نساء بني هاشم في دارها، فصرخن صرخة واحدة كادت المدينة تتزعزع لها، وأقبل الناس مثل عرف الفرس إلى علي عليه السلام، وهو جالس، والحسن والحسين بين يديه يبكيان. وخرجت أمّ كلثوم، وهي تقول: يا أبتاه يا رسول الله، الآن حقّاً فقدناك فقداً لا لقاء بعده أبداً.
واجتمع الناس فجلسوا وهم يضجّون، وينتظرون خروج الجنازة ليصلّوا عليها، وخرج أبو ذر وقال: انصرفوا فإن ابنة رسول الله قد أخر إخراجها في العشية(23).
وأقبل أبو بكر وعمر يعزّيان عليّاً عليه السلام ، ويقولان له: يا أبا الحسن لا تسبقنا بالصلاة على ابنة رسول الله صلّى الله عليه وآله(24).
ولكن عليّاً عليه السلام غسّلها وكفّنها هو وأسماء في تلك الليلة ثمّ نادى: يا أم كلثوم، يا زينب، يا حسن، يا حسين، هلمّوا تزوّدوا من أمكم فهذا الفراق واللقاء الجنّة، وبعد قليل نحاهم أمير المؤمنين عليه السلام (25)، عنها. ثمّ صلّى عليّ على الجنازة، وشيعها والحسن والحسين وعقيل وسلمان وأبو ذر والمقداد وعمّار وبريدة والعباس وابنه الفضل(26).
فلما هدأت الأصوات ونامت العيون ومضى شطر من الليل أخرجها أمير المؤمنين عليه السلام ودفنها سرّاً وأهال عليها التراب، والمشيعون من حوله يترقّبون لئلا يعرفهم القوم، ويمنعهم المنافقون، فدفنوها وعفّوا تراب قبرها.
وقوف الإمام عليه السلام على قبرها:
انتهت مراسم الدفن بسرعة خوفاً من انكشاف أمرهم وهجوم القوم عليهم، فلمّا نفض الإمام يده من تراب القبر هاج به الحزن لفقد بضعة الرسول التي تذكر به، وزوجته الودود التي عاشت معه الصفاء والطهارة والتضحية، وتحملت من أجله الأهوال والصعاب فواغوثاه .. من هظمها .. من آلامها .. من تصدّع قلبها .. وأغوثاه من كسر ضلعها .. واسوداد عضدها .. وإسقاط جنينها .. ولكن.
وكل الذي دون الممات قليل لكلّ اجتماع من خليلين فرقة
دليل على أن لا يدوم خليل وإنّ افتقادي فاطماً بعد أحمد
فأرسل دموعه على خدّيه، وحوّل وجهه إلى قبر رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك من ابنتك وحبيبتك وقرّة عينك وزائرتك، والبائتة في الثرى ببقعتك، المختار الله لها سرعة اللحاق بك، قلّ ـ يا رسول الله ـ عن صفيتك صبري، وضعف عن سيّدة النساء تجلّدي، إلاّ أنّ في التأسّي لي بسنتّك، والحزن الذي حلّ بي لفراقك، موضع التعزّي، ولقد وسدّتك في ملحودة قبرك، بعد أن فاضت نفسك على صدري، وغمضتك بيدي وتوليت أمرك بنفسي.
نعم، وفي كتاب الله أنعم القبول، إنّا لله وإنا إليه راجعون، قد استرجعت الوديعة، وأخذت الرهينة، واختلست الزهراء، فما أقبح الخضراء والغبراء، يا رسول الله.
أمّا حزني فسرمد، وأمّا ليلي فمسهّد، لا يبرح الحزن من قلبي أو   
يختار الله لي دارك التي فيها أنت مقيم، كمد مقيّح، وهمّ مهيّج، سرعان ما فرّق (الله) بيننا، وإلى الله أشكو، وستنبّئك ابنتك بتظافر أمّتك عليّ، وعلى هضمها حقّها، فاستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثّه سبيلاً، وستقول، ويحكم الله وهو خير الحاكمين.
سلام عليك يا رسول الله، سلام مودّع لا سئم ولا قالٍ، فإن أنصرف فلا عن ملالة وإن أقم فلا عن سوء ظني بما وعد الله الصابرين، الصبر أيمن وأجمل.
ولولا غلبة المستولين علينا، لجعلت المقام عند قبرك لزاماً، وللبثت عنده معكوفاً، ولأعولت إعوال الثكلى على جليل الرزّية، فبعين الله تدفن بنتك سرّاً، ويهتضم حقّها قهراً، ويمنع إرثها جهراً، ولم يطل العهد، ولم يخلق منك الذكر، فإلى الله ـ يا رسول الله ـ المشتكى، وفيك أجمل العزاء، فصلوات الله عليها ورحمة الله وبركاته(27).
وروي أنّ عليّاً عليه السلام سوّى قبرها مع الأرض مستوياً، وقيل: سوّى حواليها قبوراً مزوّرة سبعة حتى لا يعرف قبرها، وروي أنّه رشّ أربعين قبراً حتى لا يبيّن قربها من غيره من القبور خوفاً من الأعداء(28).
فلمّا أصبح الناس أقبل عمر وأبو بكر والناس يريدون الصلاة على فاطمة عليها السلام.
فقال المقداد: قد دفنّا فاطمة عليها السلام البارحة.
فالتفت عمر إلى أبي بكر فقال: ألم أقل لك، إنّهم سيفعلون؟
قال العباس: إنّها أوصت أن لا تصلّيا عليها.
فقال عمر: لا تتركون ـ با بني هاشم ـ حسدكم القديم لنا أبداً، إنّ هذه الضغائن التي في صدوركم لن تذهب، والله لقد هممت أن أنبشها فأصلّي عليها.
فقال علي عليه السلام: والله لو رمت ذاك لأرجعت إليك يمينك، لئن سللت سيفي لا أغمدته دون إزهاق روحك.
فانكسر عمر وسكت وعلم أن علياً إذا حلف صدق(29).
تاريخ وفاتها عليها السلام:
لا شك أنّ وفاتها عليها السلام كانت في السنة الحادية عشرة من الهجرة ـ ظاهراً ـ لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله حجة الوداع في السنة العاشرة، وتوفيّ في أوائل السنة الحادية عشرة، واتفق المؤرخون والكتّاب على أنّ فاطمة عليها السلام عاشت بعد أبيها أقلّ من سنة، إلاّ أنّهم اختلفوا في يوم وشهر وفاتها اختلافاً شديداً.
فصاحب دلائل الإمامة، والكفعمي في المصباح، والسيّد في الإقبال، والمحدّث القمي في منتهى الآمال، قالوا: إنّ وفاتها كانت في الثالث من جمادى الآخرة.
وذكر ابن شهر آشوب في المناقب أنّه في يوم 13 ربيع الآخر.
وقال ابن الجوزي في كتاب تذكرة الخواص،و الطبري في تاريخه: إنّ الزهراء عليها السلام توفّيت في الثالث من شهر رمضان، وروى المجلسي ذلك أيضاً عن محمد بن عمر.
وروى المجلسي عن محمد بن ميثم ان وفاتها كانت في 20 من جمادي الآخرة.
واختار محمد تقي سپهر في ناسخ التواريخ يوم السابع والعشرين من جمادى الأولى.
وأساس الاختلاف راجع إلى معرفة المدة التي عاشتها عليها السلام بعد أبيها صلّى الله عليه وآله.
75 يوماً ـ ذكر ذلك الكليني في الكافي، وصاحب كتاب دلائل الإمامة، واختاره السيّد المرتضى في عيون المعجزات، واستندوا في ذلك إلى ما روي عن الصادق عليه السلام: عاشت فاطمة عليها السلام 75 يوماً بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله(30).
72 يوماً ـ ذكر ذلك ابن شهر آشوب.
3 أشهر ـ قال أبو الفرج في مقاتل الطالبين: وكان وفاة فاطمة بعد وفاة النبيّ صلّى الله عليه وآله بمدّة يختلف في مبلغها فالمكثر يقول: ستة أشهر، والمقلل يقول: أربعين يوماً، إلاّ أنّ الثابت في ذلك ما روي عن أبي جعفر محمد بن علي(31). على أنها توفيت بعده بثلاث أشهر.
ورواه صاحب كشف الغمة عن الدولابي، وابن الجوزي عن عمر بن دينار.
40 يوماً ـ رواه المجلسي عن فضة خادمة فاطمة عليها السلام، وعن كتاب روضة الواعظين، وعن ابن عباس. ورواه أيضاً ابن شهر آشوب في المناقب عن القرباني.
6 أشهر ـ رواه المجلسي في البحار عن الإمام محمد الباقر عليه السلام ورواه ـ أيضاً صاحب كشف الغمة عن ابن شهاب والزهري، وعائشة، وعروة بن الزبير.
وعدّ ابن الجوزي في تذكرة الخواص ـ في الأقوال ـ الستة أشهر إلاّ عشرة.
95 يوماً ـ روي ذلك عن الإمام الباقر عليه السلام.
70 يوم ـ رواه ابن الجوزي في تذكرة الخواص عن جعفر بن محمد عليه السلام.
شهران، 8 أشهر، 100 يوماً ـ رواها المجلسي في البحار.
واختلفوا في تاريخ وفاة الرسول صلّى الله عليه وآله أيضاً، والمشهور بين علماء الإمامية أنّه في 28 صفر، وقال أكثر علماء السنة: إنّه في 12 ربيع الأول، وقالوا أيضاً: إنّه توفّي في الثاني من ربيع الأول.
إذن فالأقوال في وفاة الزهراء 13 قول تقريباً، فإذا قسناها إلى الأقوال في وفاة النبيّ صلّى الله عليه وآله تكون الاحتمالات في وفاة الزهراء عليها السلام ـ باليوم والشهر ـ كثيرة، أي حاصل ضرب 13 في 3 وهو 39.
ولكن لا يخفى على العلماء أنّ رأي الأئمة عليهم السلام والروايات الواردة عنهم مقدّمة على أقوال الآخرين؛ لأنّهم أبناء فاطمة وأعرف بتاريخ أمّهم وحياتها. إلاّ أنّ الروايات ـ كما لا حظتم ـ اختلفت أيضاً بين 75 و 95 و 70 يوماً و3 و 6 أشهر.
فإذا كانت وفاة النبيّ صلّى الله عليه وآله في 28 صفر، وأخذنا برواية (75 يوماً) ستكون وفاتها عليها السلام في 13 ـ 15 جمادي الأولى، وإذا أخذنا برواية (95 يوماً) تكون في 3 ـ 5 جمادي الآخرة، وهكذا يمكن للقاريء العزيز أن يحسب الاحتمالات بهذه الطريقة.
واختلفوا في عمر مولاتنا فاطمة عليها السلام بين 18 و 28 و 29 و 30 و 35 سنة، ونكتفي بما أشرنا إليه سابقاً في هذا الحال.
قبرها عليها السلام:
ذكرنا ـ سابقاً ـ أنّ فاطمة عليها السلام أوصت أن يعفى تراب قبرها، ويبقى مجهولاً، فسوّى عليّ القبر بمستوى الأرض، ورشّ أربعين قبراً ليشتبه الأمر على القوم، وإن كان هو عليه السلام يعرف مكانه وكذا خواص أصحابه وقرابته،   
ولكنّهم سمعوا وصايا فاطمة عليها السلام ووعوها فلم يفشوا السرّ، ولم يفعلوا ما يستفيد منه ـ العدوّ ـ كقرائن واحتمالات لتحديد مكان القبر الشريف.
ومع هذا لم يصرف المحقّقون نظرهم عن المسألة وحاولوا البحث والتحقيق فيها، وتعيين بعض المواضع المحتملة من القرائن والاحتمالات الواردة.
1 ـ روى المجلسي عن محمد بن همام أنّ عليّاً دفن فاطمة في روضة النبيّ صلّى الله عليه وآله، ولكنّه عفى تراب قبرها فلم يعرف.
وروى المجلسي أيضاً عن فضة ـ خادمة الزهراء عليها السلام ـ أنّها صُلّي عليها في روضة النبيّ صلّى الله عليه وآله ودفنت هناك.
وقال أبو جعفر الطوسي: الأصوب أنّها مدفونه في دارها، أو في الروضة، ويؤيّد قوله قول النبيّ صلّى الله عليه وآله: إنّ بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة(32). ويؤيده ـ أيضاً ـ أنّ علياً صلّى عليها في الروضة ثمّ قال مخاطباً النبيّ صلّى الله عليه وآله: السلام عليك يا رسول الله عنّي، والسلام عليك عن ابنتك وزائرتك والبائتة في الثرى ببقعتك.
2 ـ روى المجلسي عن ابن بابويه أنّه قال: صحّ عندي أنّ فاطمة عليها السلام مدفونة في بيتها. فلمّا زاد بنو أمية في المسجد صارت في المسجد.
وروى المجلسي أيضاً ـ عن محمد بن أبي نصر أنه قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قبر فاطمة عليها السلام فقال: دفنت في بيتها، فلمّا زادت بنو أمية في المسجد صارت في المسجد.
3 ـ ذكر صاحب كشف الغمة أنّ المشهور أنّها دفنت في البقيع، واختاره السيّد المرتضى في عيون المعجزات، وذكر ابن الجوزي أنّه يقال: إنّها مدفونة في البقيع.
ولا يبعد أنّهم استفادوا ذلك ممّا روي أنّ علياً سوّى أربعين قبراً حول قبرها، وهدّدهم بالقتل عندما أرادوا نبشه، فلابدّ أن يكون ـ إذن ـ قبرها في هذه الأربعين.
4 ـ ذكر ابن الجوزي أنّ البعض قالوا: إنّها مدفونة قرب بيت عقيل، وبين قبرها والطريق سبعة أذرع، وكان عبد الله بن جعفر يقول: لا شكّ أنّ قبر الزهراء عليها السلام عند بيت عقيل.
ويترجّح الاحتمال الأوّل والثاني من بين الاحتمالات الأربعة المذكورة.
-----------------------------------------------------------------------------
(1) طبقات ابن سعد ج 2 القسم 2 ص 85..   
(2) البحار ج 43 ص 156..
(3) البحار ج 43 ص 157..
(4) البحار ج 43 ص 157..   
(5) البحار ج 43 ص 177..
(6) أسد الغابة لابن الأثير ج 5 ص 524، طبقات ابن سعد ج2 القسم 2 ص 83..
(7) رياحين الشريعة ج 1 ص 25..   
(8) دلائل الإمامة ص 45، البحار ج 43 ص 170..
(9) البحار ج 43 ص 211..   
(10) الإحتجاج للطبرسي ج 1 ص 147، البحار ج 43 ص 161، شرح ابن أبي الحديد ج 16 ص 233، بلاغات النساء ص 19..   
(11) البحار ج 43 ص 218..   
(12) البحار ج 43 ص 198..
(13) البحار ج 43 ص 191..   
(14) مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 362..
(15) البحار ج 43 ص 178..
(16) البحار ج 43 ص 192..
(17) البحار ج 43 ص 192..
(18) دلائل الإمامة ص 42..   
(19) دلائل الإمامة ص 42..
(20) البحار ج 43 ص 214..
(21) دلائل الإمامة ص 44..   
(22) البحار ج 43 ص 186..
(23) البحار ج 43 ص 192..
(24) البحار ج 43 ص 199..
(25) البحار ج 43 ص 179..
(26) البحار ج 43 ص 183..   
(27) البحار ج 43 ص 211. ص 193..
(28) البحار ج 43 ص 183..   
(29) البحار ج 43 ص 199..  
(30) أصول الكافي ج 1 ص 241..
(31) مقاتل الطالبين ص 49..   
(32) البحار ج 43 ص 185..