طباعة

تمهيــد

 الحمد لله رب العالمين . والسلام على النبيّين والصديقين ، وصلوات اللـه وبركاته على خاتم المرسلين محمد وآله الهداة الميامين .
أفكر في نفسي أحياناً : هل تكفي أحدنا صلة بالأئمة هذه المعرفة البسيطة بأسمائهم وتواريخ ميلادهم وشهادتهم ؟
وهل بمجرد ذلك يصبح الواحد منا تابعاً للأئمة بحيث يكون مأموماً لهم ، وما علامة الائتمام إذاً ؟
وإذا مثل الواحد منا أمام رب العزة فسأله : من إمامك أو من هم أئمتك ؟ فعرّفهم بأسمائهم دون صفاتهم وأفعالهم فلم يعرفوه بل أنكروه وأنكروا أن يكون من شيعتهم فهل له عذر مقبول عند اللـه يومئذ ؟
أشك في ذلك ، وأحتمل أن يكون على موالي أهل البيت الذي يدعي الإنتماء إليهم ، والتشيع لهم واتباع منهجهم أن يعرفهم معرفة تنشئ بينه وبينهم صلة الإئتمام ، وهي معرفة تتجاوز كثيراَ حدود الأسماء والألقاب ، حتى تبلغ - على الأقل - إلى معرفة نهجهم العام في الحياة ، وبعض ما أمروا به شيعتهم .
وإذا كان هذا الإحتمال صحيحاً يجب أن يجعل الشيعي في برنامج دراسته معرفة تاريخ الأئمة ولو بصورة موجزة .
على أن الإستزادة من معرفتهم (ع) ، ودراسة أقوالهم ترفع درجات الإنسان عند ربه ، كما ترفع قيمة أعماله الصالحة .
وما نقدمه خلال الصفحات التالية بضاعة مزجاة إلى أئمة الهدى ، أرجو أن يتقبلها اللـه قبولاً حسناً ومنة..
وإذا وفقنا اللـه لإكمال هذا الكتاب الذي يتشرف بتاريخ حياة الإمام العاشر (ع) ، فإن مشروع التآليف عن تاريخ المعصومين الأربعة عشر يكون قد أنجز بفضل اللـه بالرغم من أنه قد تكون الفاصلة الزمنية بين الكتاب والآخر تبلغ ثلاثا وعشرين عاماً من سني المحن والفتن ، وإذا وجد القارىء اختلافاً بين أساليب التأليف ، فهو الإختلاف بين شاب عمره 23 عاماً ومن بلغ الخامسة والأربعين من حياته التي أسأل اللـه تعالى أن يختمها بالشهادة في سبيله وحسن العاقبة بحق أوليائه المعصومين محمد وآله الطاهرين .