تعظيم شهررجب و التنبيه على شرف محله و تحف فضله اعلم انّنا كنا ذكرنا في أَوائل هذا الجزءو بعد إثبات أبواب هذا الكتاب انّ الشهوركالمراحل إلى الموت و ما بعده من المنازل،و انّ كلّ منزل ينزله العبد في دنياه فيشهوره و أيّامه، فينبغي أن يكون محلّه علىقدر ما يتفضّل اللَّه جلّ جلاله فيه منإكرامه و انعامه. و مذ فارقت أيّها الناظر في كتابنا هذاشهر ربيع الأول الّذي كان فيه مولد سيدنارسول اللَّه صلّى الله عليه وآله، و ماذكرناه فيه من الفضل المكمّل، لم تجد منالمنازل المتشرّفة بزيادة المكتسب أفضلمن هذا شهر رجب، لاشتماله على وقت إرسالاللَّه جلّ جلاله رسوله محمّداً صلواتاللَّه عليه إلى عبادة و إغاثة أهل بلادهبهدايته و إرشاده، و لأجل حرماته التي يأتي ذكرها في رواياتبركاته و خيراته. فكن مقبلا على مواسم هذا الشهر بعقلك وقلبك، و معترفا بالمراحل و المكارمالمودعة فيك من ربّك، و املأ ظهور مطاياهمن ذخائر طاعتك لمولاه و رضاه و ممّا يسرّكان تلقاه، و اجتهد ان لا تبقى في المنزلالّذي تعلم انّك راحل عنه ما تندم على تركهأوّلًا بذلك منه، فكلّما أنت تاركه منهوبمسلوب و أنت مطلوب مغلوب، و سائر عن قليلوراء مطايا أعمالك، و نازل حيث حملت ماقدّمت من قماشك و رحالك، فاحذّر نفسي وإياك ان يكون المقتول من الذخائر ندما وشرابه علقماً و عافيته سقماً. فهل تجد انّك تقدر على إعادة المطايا إلىدار الرّزايا تعيد عليك ما مضى من حياتك، وتستدرك ما فرّطت فيه من طاعاتك و نقلمهماتك و سعاداتك، هيهات هيهات لقد كنتتسمع و أنت في الدنيا بلسان الحال تلهّفالنادمين و تأسّف المفرطين و صارت الحجّةعليك لربّ العالمين، فاستظهر رحمك اللَّهاستظهار أهل الإمكان في الظفر بالأمان والرضوان. و سوف نذكر من طريق الاخبار طرفا منالعبادات و الأسرار في اللّيل و النّهارالمقتضية لنعيم دار القرار، فلا تكن عنالخير نوّاماً و لا لنفسك يوم القيامةلوّاماً، و إذا لم نذكر إسناداً لكلّهافسوف نذكر أحاديث مسندة عن الثقات انّه منبلغه اعمال صالحة و عمل بها فإنّه يظفربفضلها، و قد قدّمناها في أول المهمّات، وانّما اعددناها هاهنا في المراقبات. فمن ذلك انّنا روينا بإسنادنا إلى أبي جعفر بنبابويه رضوان اللَّه عليه من كتاب ثوابالأعمال فيما رواه بإسناده إلى صفوان عنأبي عبد اللَّه الصادق عليه السلام انّهقال: من بلغه شيء من الخير فعمل به كان لهأجر ذلك، و ان كان رسول اللَّه صلّى اللهعليه وآله لم يقله. أقول: و من ذلك ما رويناه بإسنادنا إلى محمد بن يعقوبالكليني رحمه اللَّه من كتاب الكافي، فيباب من بلغه ثواب من اللَّه تعالى على عملفصنعه فقال ما هذا لفظه: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبيعمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللَّهعليه السلام قال: من سمع شيئاً من الثوابعلى شيء فصنعه كان له و ان لم يكن كمابلغه. و وجدنا هذا الحديث في أصل هشام بن سالمرحمه اللَّه عن الصادق عليه السلام. و من ذلك بإسنادنا أيضا إلى محمد بن يعقوب فقال: عنمحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمدبن سنان، عن عمران الزعفراني، عن محمد بنمروان قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من بلغهثواب من اللَّه عزّ و جلّ على عمل، فعملذلك العمل، التماس ذلك الثواب أوتيه، و انلم يكن الحديث كما بلغه. أقول: و هذا فضل من اللَّه جلّ جلاله و كرمما كان في الحساب، انك تعمل عملا لم ينزلهفي الكتاب و لم يأمر اللَّه جلّ جلالهرسوله ان يبلّغه إليك فتسلم ان يكون خطرذلك العمل عليك، و تصير من سعادتك في دنياكو آخرتك. فاعلم انّ هذا له مدخل في صفات الإسعاد والإرفاد، فكيف لا يكون في صفات رحمتهوجوده لذاته و من لا نهاية لهباته و من لاينقصه الإحسان و لا يزيده الحرمان، و منكلّما وصل إلى أهل مملكته، فهو زائد فيمملكته و تعظيم دولته، و لقد رويت و رأيتاخباراً لابن الفرات الوزير و غيره انّهمزوّر عليهم جماعة رقاعاً بالعطايا،فعلموا انّها زوّر عليهم و أطلقوا ما وقعفي التزوير، و هي من الأحاديث المشهورةعند الأعيان فلا أطيل بذكرها في هذاالمكان. و قد جاءت شريعتنا المعظّمة بنحو هذهالمساعي المكرمة، و ذاك انّ حكم الشريعةالمحمّديّة انّه لو التقى صفّ المسلمين فيالحرب بصفّ الكافرين فتكلّم واحد من أهل الإسلام كلمة اعتقدها كافر انّه قد أمّنهبذلك الكلام، لكان ذلك الكافر أماناً منالقتل و درعاً له من دروع الإسلام و الفضل،و قد تناصر ورود الروايات: «ادرءوا الحدودبالشبهات»، فكن فيما نورده عاملا علىاليقين بالظفر و معترفاً بحق محمد صلواتاللَّه عليه سيّد البشر. فضل أوّل ليلة من شهررجب بالمعقول من الأدب فنقول: قد عرفت انّ الحديث المتظاهر والعمل المتناصر اتّفقا على انّ هذه أوّلليلة من شهر رجب، من الليالي الأربع التيتحيي بالعبادات و المراقبات لعالمالخفيّات، و من فضل هذه الليلة انّالإنسان لمّا خرج شهر محرّم عنه، و كأنّهقد فارق الأمان الذي جعله اللَّه جلّجلاله بالأشهر الحرم، و أخذ ذلك الأمانمنه، فإذا دخلت أوّل ليلة من شهر رجبالمقبل عليه، فقد أنعم اللَّه جلّ جلالهعليه بالأمان الّذي ذهب منه، و أدخله فيالحمى و الحرم الذي كان قد خرج عنه. و ما يخفى عن ذوي الألباب الفرق بينالخروج عن حمى الملوك الحاكمين في الرّقابو مفارقة ما جعلوه أماناً عند خوف العتابأو العقاب، و بين الدخول في التشريفبالمقام في معاينة الثواب، فليكن الإنسانمعترفاً للَّه جلّ جلاله في أوّل ليلة منشهر رجب بهذا الفضل الذي غير محتسب ومتمسّكاً بقوّة هذا السبب. و اعلم انّه إذا كانت أشهر الحرم قد اقتضتفي الجاهليّة و الإسلام ترك الحروب والسكون عن الفعل الحرام، فكيف يحتمل هذهالشّهور ان يقع محاربة بين العبد و مالكهفي شيء من الأمور، و كيف يعظّم وقوعالمحارم بين عبد و عبد مثله و لا يعظمأضعاف ذلك بين العبد و بين مالك امره كلّه،فالحذر الحذر من التهوين باللَّه في هذهالأوقات المحرّمة، و ان يهتك العبد شيئاًمن شهورها المعظّمة. عمل أوّل ليلة من رجب بالمنقول عن ذوي الرتب فمن ذلك الدعاء عند هلال رجب، وجدناه في كتب الدعوات، و مرويّ عن رسولاللَّه صلّى الله عليه وآله أنّه كان يقول:اللّهُمَّ أَهِّلْهُ عَلَيْنابِالْأَمْنِ وَ الإِيمانِ وَ السَّلامَةِوَ الإِسْلامِ، رَبِّي وَ رَبُّكَاللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ. و روي أنّه عليه السلام كان إذا رأى هلالرجب قال: اللّهُمَّ بارِكْ لَنا فِي رَجَبٍ وَشَعْبانَ، وَ بَلِّغْنا شَهْرَ رَمَضانَ،وَ أَعِنَّا عَلَى الصِّيامِ وَالْقِيامِ، وَ حِفْظِ اللِّسانِ، وَغَضِّ الْبَصَرِ، وَ لا تَجْعَلْ حَظِّنامِنْهُ الْجُوعَ وَ الْعَطَشَ. قال: و يستحبّ أن يقرء عند رؤية الهلالسورة الفاتحة سبع مرّات، فإنّه من قرأهاعند رؤية الهلال عافاه اللَّه من رمدالعين في ذلك الشّهر. و روي أنّه عليه السلام كان إذا رأى الهلالكبّر ثلاثاً و هلّل ثلاثاً ثمَّ قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَشَهْرَ كَذا، وَ جاءَ بِشَهْرِ كَذا. فضل الغسل في أول رجب و أوسطه و آخره وجدناه في كتب العبادات عن النبي عليهأفضل الصلوات انّه قال: من أدرك شهر رجب،فاغتسل في أوله و أوسطه و آخره، خرج منذنوبه كيوم ولدته أمّه. حديث الملك الداعيإلى اللَّه في كلّ ليلة من رجب نقلناه من كتب العبادات عن النبيّ صلواتاللَّه عليه أنّه قال: إنَّ اللَّه تعالىنصب في السّماء السَّابعة ملكاً يقال له:الداعي، فإذا دخل شهر رجب ينادي ذلك الملككلَّ ليلة منه إلى الصّباح: طوبىللذاكرين، طوبى للطّائعين، و يقول اللَّه تعالى: أنا جليس من جالسني، و مطيع من أطاعني، وغافر من استغفرني، الشّهر شهري، و العبدعبدي، و الرّحمة رحمتي، فمن دعاني في هذاالشهر أجبته، و من سألني أعطيته، و مناستهداني هديته، و جعلت هذا الشّهر حبلًابيني و بين عبادي، فمن اعتصم به وصل إليّ. الدعاء في أول ليلةمن رجب بعد العشاء الآخرة روينا بإسنادنا إلى أحمد بن محمّد بنعيسى- و قد زكاه النّجاشي و أثنى عليه -بإسناده إلى أبي جعفر عليه السلام قال:تدعو في أوّل ليلة من رجب بعد عشاء الاخرةبهذا الدعاء: اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَمَلِيكٌ، وَ أَنَّكَ عَلى كُلِّشَيْءٍ مُقْتَدِرٌ، وَ أَنَّكَ ماتَشاءُ مِنْ أَمْرٍ يَكُونُ، اللّهُمَّإِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَبِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّالرَّحْمَةِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، يا مُحَمَّدُ يا رَسُولَ اللَّهِإِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَى اللَّهِ رَبِّيوَ رَبِّكَ لِيُنْجِحَ بِكَ طَلِبَتِي، اللّهُمَّبِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ، وَبِالأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِأَنْجِحْ طَلِبَتِي، ثمَّ تسأل حاجتك. صلاة أول ليلة من شهررجب و الدعاء بعدها نقلناه من كتاب المختصر من كتاب المنتخب،فقال ما هذا لفظه: تصلّي أوّل ليلة من رجب عشر ركعات مثنىمثنى، تقرء في كلِّ ركعة فاتحة الكتابمرَّة واحدة، و «قُلْ هُوَ اللَّهُأَحَدٌ» مائة مرَّة، و تقول سبعين مرَّة: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ لِماتُبْتُ إِلَيْكَ مِنْهُ، ثُمَّ عُدْتُفِيهِ، وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِماأَعْطَيْتُكَ مِنْ نَفْسِي ثُمَّ لَمْأَفِ لَكَ بِهِ، وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِماأَرَدْتُ بِهِ وَجْهَكَ الْكَرِيمَ وَخالَطَهُ ما لَيْسَ لَكَ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِلذُّنُوبِ الَّتِيقَوَّيْتُ عَلَيْهَا بِنِعْمَتِكَ وَسِتْرِكَ، وَ أَسْتَغْفِرُكَلِلذُّنُوبِ الَّتِي بارَزْتُكَ بِهادُونَ خَلْقِكَ، وَ أَسْتَغْفِرُكَلِكُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُ وَ لِكُلِّسُوءٍ عَمِلْتُ. وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لاإِلهَ إِلّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُذُو الْجَلالِ وَ الإِكْرامِ، غافِرُالذَّنْبِ وَ قابِلُ التَّوْبِ،اسْتِغْفارَ مَنْ لا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِنَفْعاً وَ لا ضَرّاً، وَ لا مَوْتاً وَ لاحَياةً وَ لا نُشُوراً إِلّا ما شاءَاللَّهُ. و تقول بعد ذلك: سُبْحانَكَ بِما تَعْلَمُ وَ لاأَعْلَمُ، وَ سُبْحانَكَ بِما تَبْلُغُهُأَحْكامُكَ وَ لا أَبْلُغُهُ، وَسُبْحانَكَ بِما أَنْتَ مُسْتَحِقُّهُ وَلا يَبْلُغُهُ الْحَيَوانُ مِنْخَلْقِكَ، وَ سُبْحانَكَ بِالتَّسْبِيحِالَّذِي يُوجِبُ عَفْوَكَ وَ رِضاكَ، وَسُبْحانَكَ بِالتَّسْبِيحِ الَّذِي لَمْتُطْلِعْ عَلَيْهِ أَحَداً مِنْخَلْقِكَ، وَ سُبْحانَكَ بِعِلْمِكَ فِيخَلْقِكَ كُلِّهِمْ، وَ لَوْعَلَّمْتَنِي أَكْثَرَ مِنْ هذا لَقُلْتُهُ. اللّهُمَّ لا خَرابَ عَلى ماعَمَّرْتَ، وَ لا فَقْرَ عَلى ماأَغْنَيْتَ، وَ لا خَوْفَ عَلى مَنْأَمِنْتَ، وَ أَنَا بَيْنَ يَدَيْكَ وَأَنْتَ عالِمٌ بِحاجَتِي، فَاقْضِها ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللّهُمَّ يارافِعَ السَّماءِ فِي الْهَواءِ، وَكابِسَ الْأَرْضِ عَلَى الْماءِ، وَمُنْبِتَ الْخُضْرَةِ بِما لا يُرى،صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ عَلى آلِمُحَمَّدٍ، وَ افْعَلْ بِي ما أَنْتَأَهْلُهُ، وَ لا تَفْعَلْ بِي ما أَنَاأَهْلُهُ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَ ابْنُعَبْدِكَ، ناصِيَتِي بِيَدِكَ، ماضٍفِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضاؤُكَ،أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَسَمَّيْتَ بِهِ نَفْسِكَ، أَوْأَنْزَلْتَهُ فِي كِتابِكَ، أَوْعَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَنْتَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَجَلاءَ حُزْنِي، وَ ذِهابَ هَمِّي وَغَمِّي. اللّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو يااللَّهُ يا رَحْمانُ يا رَحِيمُ يا ذَاالْجَلالِ وَ الإِكْرامِ، اللّهُمَّخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لَكَ وَ ضَلَّتِالْأَحْلامُ فِيكَ، وَ ضاقَتِالْأَشْياءُ دُونَكَ، وَ مَلأَ كُلَّشَيْءٍ نُورُكَ، وَ وَجِلَ كُلُّشَيْءٍ مِنْكَ، وَ هَرَبَ كُلُّشَيْءٍ إِلَيْكَ، وَ تَوَكَّلَ كُلُّشَيْءٍ عَلَيْكَ. أَنْتَ الرَّفِيعُ فِي جَلالِكَ، وَأَنْتَ الْبَهِيُّ فِي جَمالِكَ، وَأَنْتَ الْعَظِيمُ فِي قُدْرَتِكَ، وَأَنْتَ الَّذِي لا يَؤُدُكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، يا غافِرَزَلَّتِي، وَ يا قاضِيَ حاجَتِي، وَ يامُفَرِّجَ كُرْبَتِي، وَ يا وَلِيَّنِعْمَتِي، أَعْطِنِي مَسْأَلَتِي لاإِلهَ إِلَّا أَنْتَ. أَصْبَحْتُ وَ أَمْسَيْتُ عَلىعَهْدِكَ وَ وَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ،أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمالِي،وَ أَسْتَغْفِرُكَ مِنَ الذُّنُوبالَّتِي لا يَغْفِرُها غَيْرُكَ،فَاغْفِرْ لِي وَ ارْحَمْنِيبِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَالرَّاحِمِينَ، يا مَنْ هُوَ فِيعُلُوِّهِ دانٍ، وَ فِي دُنُوِّه عالٍ، وَ فِي إِشْراقِهِ مُنِيرٌ، وَ فِيسُلْطانِهِ عَزِيزٌ، ائْتِنِي بِرِزْقٍمِنْ عِنْدِكَ، لا تَجْعَلْ لِأَحَدٍعَلَيَّ فِيهِ مِنَّةً، وَ لا لَكَ فِيالآخِرَةِ عَلَيَّ تَبِعَةٌ إِنَّكَأَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَالْحَرَقِ وَ الشَّرَقِ وَ الْهَدْمِ وَالرَّدْمِ، وَ أَنْ اقْتَلَ فِيسَبِيلِكَ مُدْبِراً أَوْ أَمُوتَلَدِيغاً، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَبِأَنَّكَ مَلِكٌ، وَ أَنَّكَ عَلىكُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرٌ، وَ ما تَشاءُمِنْ أَمْرٍ يَكُونُ، أَنْ تُصَلِّيَعَلى مُحَمَّدٍ وَ عَلى آلِمُحَمَّدٍ، وَ أَنْ تُفَرِّجَ عَنِّي وَتَكْشِفَ ضُرِّي، وَ تَبْلُغَنِيامْنِيَّتِي، وَ تُسَهِّلَ لِيمَحَبَّتِي، وَ تُيَسِّرَ لِي إِرادَتِي،وَ تُوصِلَنِي إِلى بُغْيَتِي سَرِيعاًعاجلًا، وَ تَجْمَعَ لِي خَيْرَالدُّنْيا وَ الاخِرَةِ بِرَحْمَتِكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. و تقول بعد ذلك و في كلِّ ليلة من لياليرجب: لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ أَلف مرَّة. صلاة أخرى في أولليلة من رجب و ثوابها وجدنا ذلك في كتب العبادات مروياً عنالنبيّ عليه أفضل الصلوات، قال عليهالسلام: ما من مؤمن و لا مؤمنة صلّى فيأوَّل ليلة من رجب ثلاثين ركعة، يقرأ فيكلِّ ركعة الحمد مرّة و «قُلْ يا أَيُّهَاالْكافِرُونَ» مرّة، و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ»، ثلاث مرّات إلّا غفراللَّه له كلَّ ذنب صغير و كبير، و كتبهاللَّه من المصلّين إلى السنة المقبلة، وبريء من النفاق.
اعمال يوم الأول الرجب
تعظيم شهررجب و التنبيه على شرف محله و تحف فضله اعلم انّنا كنا ذكرنا في أَوائل هذا الجزءو بعد إثبات أبواب هذا الكتاب انّ الشهوركالمراحل إلى الموت و ما بعده من المنازل،و انّ كلّ منزل ينزله العبد في دنياه فيشهوره و أيّامه، فينبغي أن يكون محلّه علىقدر ما يتفضّل اللَّه جلّ جلاله فيه منإكرامه و انعامه. و مذ فارقت أيّها الناظر في كتابنا هذاشهر ربيع الأول الّذي كان فيه مولد سيدنارسول اللَّه صلّى الله عليه وآله، و ماذكرناه فيه من الفضل المكمّل، لم تجد منالمنازل المتشرّفة بزيادة المكتسب أفضلمن هذا شهر رجب، لاشتماله على وقت إرسالاللَّه جلّ جلاله رسوله محمّداً صلواتاللَّه عليه إلى عبادة و إغاثة أهل بلادهبهدايته و إرشاده، و لأجل حرماته التي يأتي ذكرها في رواياتبركاته و خيراته. فكن مقبلا على مواسم هذا الشهر بعقلك وقلبك، و معترفا بالمراحل و المكارمالمودعة فيك من ربّك، و املأ ظهور مطاياهمن ذخائر طاعتك لمولاه و رضاه و ممّا يسرّكان تلقاه، و اجتهد ان لا تبقى في المنزلالّذي تعلم انّك راحل عنه ما تندم على تركهأوّلًا بذلك منه، فكلّما أنت تاركه منهوبمسلوب و أنت مطلوب مغلوب، و سائر عن قليلوراء مطايا أعمالك، و نازل حيث حملت ماقدّمت من قماشك و رحالك، فاحذّر نفسي وإياك ان يكون المقتول من الذخائر ندما وشرابه علقماً و عافيته سقماً. فهل تجد انّك تقدر على إعادة المطايا إلىدار الرّزايا تعيد عليك ما مضى من حياتك، وتستدرك ما فرّطت فيه من طاعاتك و نقلمهماتك و سعاداتك، هيهات هيهات لقد كنتتسمع و أنت في الدنيا بلسان الحال تلهّفالنادمين و تأسّف المفرطين و صارت الحجّةعليك لربّ العالمين، فاستظهر رحمك اللَّهاستظهار أهل الإمكان في الظفر بالأمان والرضوان. و سوف نذكر من طريق الاخبار طرفا منالعبادات و الأسرار في اللّيل و النّهارالمقتضية لنعيم دار القرار، فلا تكن عنالخير نوّاماً و لا لنفسك يوم القيامةلوّاماً، و إذا لم نذكر إسناداً لكلّهافسوف نذكر أحاديث مسندة عن الثقات انّه منبلغه اعمال صالحة و عمل بها فإنّه يظفربفضلها، و قد قدّمناها في أول المهمّات، وانّما اعددناها هاهنا في المراقبات. فمن ذلك انّنا روينا بإسنادنا إلى أبي جعفر بنبابويه رضوان اللَّه عليه من كتاب ثوابالأعمال فيما رواه بإسناده إلى صفوان عنأبي عبد اللَّه الصادق عليه السلام انّهقال: من بلغه شيء من الخير فعمل به كان لهأجر ذلك، و ان كان رسول اللَّه صلّى اللهعليه وآله لم يقله. أقول: و من ذلك ما رويناه بإسنادنا إلى محمد بن يعقوبالكليني رحمه اللَّه من كتاب الكافي، فيباب من بلغه ثواب من اللَّه تعالى على عملفصنعه فقال ما هذا لفظه: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبيعمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللَّهعليه السلام قال: من سمع شيئاً من الثوابعلى شيء فصنعه كان له و ان لم يكن كمابلغه. و وجدنا هذا الحديث في أصل هشام بن سالمرحمه اللَّه عن الصادق عليه السلام. و من ذلك بإسنادنا أيضا إلى محمد بن يعقوب فقال: عنمحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمدبن سنان، عن عمران الزعفراني، عن محمد بنمروان قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من بلغهثواب من اللَّه عزّ و جلّ على عمل، فعملذلك العمل، التماس ذلك الثواب أوتيه، و انلم يكن الحديث كما بلغه. أقول: و هذا فضل من اللَّه جلّ جلاله و كرمما كان في الحساب، انك تعمل عملا لم ينزلهفي الكتاب و لم يأمر اللَّه جلّ جلالهرسوله ان يبلّغه إليك فتسلم ان يكون خطرذلك العمل عليك، و تصير من سعادتك في دنياكو آخرتك. فاعلم انّ هذا له مدخل في صفات الإسعاد والإرفاد، فكيف لا يكون في صفات رحمتهوجوده لذاته و من لا نهاية لهباته و من لاينقصه الإحسان و لا يزيده الحرمان، و منكلّما وصل إلى أهل مملكته، فهو زائد فيمملكته و تعظيم دولته، و لقد رويت و رأيتاخباراً لابن الفرات الوزير و غيره انّهمزوّر عليهم جماعة رقاعاً بالعطايا،فعلموا انّها زوّر عليهم و أطلقوا ما وقعفي التزوير، و هي من الأحاديث المشهورةعند الأعيان فلا أطيل بذكرها في هذاالمكان. و قد جاءت شريعتنا المعظّمة بنحو هذهالمساعي المكرمة، و ذاك انّ حكم الشريعةالمحمّديّة انّه لو التقى صفّ المسلمين فيالحرب بصفّ الكافرين فتكلّم واحد من أهل الإسلام كلمة اعتقدها كافر انّه قد أمّنهبذلك الكلام، لكان ذلك الكافر أماناً منالقتل و درعاً له من دروع الإسلام و الفضل،و قد تناصر ورود الروايات: «ادرءوا الحدودبالشبهات»، فكن فيما نورده عاملا علىاليقين بالظفر و معترفاً بحق محمد صلواتاللَّه عليه سيّد البشر. فضل أوّل ليلة من شهررجب بالمعقول من الأدب فنقول: قد عرفت انّ الحديث المتظاهر والعمل المتناصر اتّفقا على انّ هذه أوّلليلة من شهر رجب، من الليالي الأربع التيتحيي بالعبادات و المراقبات لعالمالخفيّات، و من فضل هذه الليلة انّالإنسان لمّا خرج شهر محرّم عنه، و كأنّهقد فارق الأمان الذي جعله اللَّه جلّجلاله بالأشهر الحرم، و أخذ ذلك الأمانمنه، فإذا دخلت أوّل ليلة من شهر رجبالمقبل عليه، فقد أنعم اللَّه جلّ جلالهعليه بالأمان الّذي ذهب منه، و أدخله فيالحمى و الحرم الذي كان قد خرج عنه. و ما يخفى عن ذوي الألباب الفرق بينالخروج عن حمى الملوك الحاكمين في الرّقابو مفارقة ما جعلوه أماناً عند خوف العتابأو العقاب، و بين الدخول في التشريفبالمقام في معاينة الثواب، فليكن الإنسانمعترفاً للَّه جلّ جلاله في أوّل ليلة منشهر رجب بهذا الفضل الذي غير محتسب ومتمسّكاً بقوّة هذا السبب. و اعلم انّه إذا كانت أشهر الحرم قد اقتضتفي الجاهليّة و الإسلام ترك الحروب والسكون عن الفعل الحرام، فكيف يحتمل هذهالشّهور ان يقع محاربة بين العبد و مالكهفي شيء من الأمور، و كيف يعظّم وقوعالمحارم بين عبد و عبد مثله و لا يعظمأضعاف ذلك بين العبد و بين مالك امره كلّه،فالحذر الحذر من التهوين باللَّه في هذهالأوقات المحرّمة، و ان يهتك العبد شيئاًمن شهورها المعظّمة. عمل أوّل ليلة من رجب بالمنقول عن ذوي الرتب فمن ذلك الدعاء عند هلال رجب، وجدناه في كتب الدعوات، و مرويّ عن رسولاللَّه صلّى الله عليه وآله أنّه كان يقول:اللّهُمَّ أَهِّلْهُ عَلَيْنابِالْأَمْنِ وَ الإِيمانِ وَ السَّلامَةِوَ الإِسْلامِ، رَبِّي وَ رَبُّكَاللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ. و روي أنّه عليه السلام كان إذا رأى هلالرجب قال: اللّهُمَّ بارِكْ لَنا فِي رَجَبٍ وَشَعْبانَ، وَ بَلِّغْنا شَهْرَ رَمَضانَ،وَ أَعِنَّا عَلَى الصِّيامِ وَالْقِيامِ، وَ حِفْظِ اللِّسانِ، وَغَضِّ الْبَصَرِ، وَ لا تَجْعَلْ حَظِّنامِنْهُ الْجُوعَ وَ الْعَطَشَ. قال: و يستحبّ أن يقرء عند رؤية الهلالسورة الفاتحة سبع مرّات، فإنّه من قرأهاعند رؤية الهلال عافاه اللَّه من رمدالعين في ذلك الشّهر. و روي أنّه عليه السلام كان إذا رأى الهلالكبّر ثلاثاً و هلّل ثلاثاً ثمَّ قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَشَهْرَ كَذا، وَ جاءَ بِشَهْرِ كَذا. فضل الغسل في أول رجب و أوسطه و آخره وجدناه في كتب العبادات عن النبي عليهأفضل الصلوات انّه قال: من أدرك شهر رجب،فاغتسل في أوله و أوسطه و آخره، خرج منذنوبه كيوم ولدته أمّه. حديث الملك الداعيإلى اللَّه في كلّ ليلة من رجب نقلناه من كتب العبادات عن النبيّ صلواتاللَّه عليه أنّه قال: إنَّ اللَّه تعالىنصب في السّماء السَّابعة ملكاً يقال له:الداعي، فإذا دخل شهر رجب ينادي ذلك الملككلَّ ليلة منه إلى الصّباح: طوبىللذاكرين، طوبى للطّائعين، و يقول اللَّه تعالى: أنا جليس من جالسني، و مطيع من أطاعني، وغافر من استغفرني، الشّهر شهري، و العبدعبدي، و الرّحمة رحمتي، فمن دعاني في هذاالشهر أجبته، و من سألني أعطيته، و مناستهداني هديته، و جعلت هذا الشّهر حبلًابيني و بين عبادي، فمن اعتصم به وصل إليّ. الدعاء في أول ليلةمن رجب بعد العشاء الآخرة روينا بإسنادنا إلى أحمد بن محمّد بنعيسى- و قد زكاه النّجاشي و أثنى عليه -بإسناده إلى أبي جعفر عليه السلام قال:تدعو في أوّل ليلة من رجب بعد عشاء الاخرةبهذا الدعاء: اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَمَلِيكٌ، وَ أَنَّكَ عَلى كُلِّشَيْءٍ مُقْتَدِرٌ، وَ أَنَّكَ ماتَشاءُ مِنْ أَمْرٍ يَكُونُ، اللّهُمَّإِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَبِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّالرَّحْمَةِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، يا مُحَمَّدُ يا رَسُولَ اللَّهِإِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَى اللَّهِ رَبِّيوَ رَبِّكَ لِيُنْجِحَ بِكَ طَلِبَتِي، اللّهُمَّبِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ، وَبِالأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِأَنْجِحْ طَلِبَتِي، ثمَّ تسأل حاجتك. صلاة أول ليلة من شهررجب و الدعاء بعدها نقلناه من كتاب المختصر من كتاب المنتخب،فقال ما هذا لفظه: تصلّي أوّل ليلة من رجب عشر ركعات مثنىمثنى، تقرء في كلِّ ركعة فاتحة الكتابمرَّة واحدة، و «قُلْ هُوَ اللَّهُأَحَدٌ» مائة مرَّة، و تقول سبعين مرَّة: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ لِماتُبْتُ إِلَيْكَ مِنْهُ، ثُمَّ عُدْتُفِيهِ، وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِماأَعْطَيْتُكَ مِنْ نَفْسِي ثُمَّ لَمْأَفِ لَكَ بِهِ، وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِماأَرَدْتُ بِهِ وَجْهَكَ الْكَرِيمَ وَخالَطَهُ ما لَيْسَ لَكَ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِلذُّنُوبِ الَّتِيقَوَّيْتُ عَلَيْهَا بِنِعْمَتِكَ وَسِتْرِكَ، وَ أَسْتَغْفِرُكَلِلذُّنُوبِ الَّتِي بارَزْتُكَ بِهادُونَ خَلْقِكَ، وَ أَسْتَغْفِرُكَلِكُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُ وَ لِكُلِّسُوءٍ عَمِلْتُ. وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لاإِلهَ إِلّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُذُو الْجَلالِ وَ الإِكْرامِ، غافِرُالذَّنْبِ وَ قابِلُ التَّوْبِ،اسْتِغْفارَ مَنْ لا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِنَفْعاً وَ لا ضَرّاً، وَ لا مَوْتاً وَ لاحَياةً وَ لا نُشُوراً إِلّا ما شاءَاللَّهُ. و تقول بعد ذلك: سُبْحانَكَ بِما تَعْلَمُ وَ لاأَعْلَمُ، وَ سُبْحانَكَ بِما تَبْلُغُهُأَحْكامُكَ وَ لا أَبْلُغُهُ، وَسُبْحانَكَ بِما أَنْتَ مُسْتَحِقُّهُ وَلا يَبْلُغُهُ الْحَيَوانُ مِنْخَلْقِكَ، وَ سُبْحانَكَ بِالتَّسْبِيحِالَّذِي يُوجِبُ عَفْوَكَ وَ رِضاكَ، وَسُبْحانَكَ بِالتَّسْبِيحِ الَّذِي لَمْتُطْلِعْ عَلَيْهِ أَحَداً مِنْخَلْقِكَ، وَ سُبْحانَكَ بِعِلْمِكَ فِيخَلْقِكَ كُلِّهِمْ، وَ لَوْعَلَّمْتَنِي أَكْثَرَ مِنْ هذا لَقُلْتُهُ. اللّهُمَّ لا خَرابَ عَلى ماعَمَّرْتَ، وَ لا فَقْرَ عَلى ماأَغْنَيْتَ، وَ لا خَوْفَ عَلى مَنْأَمِنْتَ، وَ أَنَا بَيْنَ يَدَيْكَ وَأَنْتَ عالِمٌ بِحاجَتِي، فَاقْضِها ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللّهُمَّ يارافِعَ السَّماءِ فِي الْهَواءِ، وَكابِسَ الْأَرْضِ عَلَى الْماءِ، وَمُنْبِتَ الْخُضْرَةِ بِما لا يُرى،صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ عَلى آلِمُحَمَّدٍ، وَ افْعَلْ بِي ما أَنْتَأَهْلُهُ، وَ لا تَفْعَلْ بِي ما أَنَاأَهْلُهُ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَ ابْنُعَبْدِكَ، ناصِيَتِي بِيَدِكَ، ماضٍفِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضاؤُكَ،أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَسَمَّيْتَ بِهِ نَفْسِكَ، أَوْأَنْزَلْتَهُ فِي كِتابِكَ، أَوْعَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَنْتَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَجَلاءَ حُزْنِي، وَ ذِهابَ هَمِّي وَغَمِّي. اللّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو يااللَّهُ يا رَحْمانُ يا رَحِيمُ يا ذَاالْجَلالِ وَ الإِكْرامِ، اللّهُمَّخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لَكَ وَ ضَلَّتِالْأَحْلامُ فِيكَ، وَ ضاقَتِالْأَشْياءُ دُونَكَ، وَ مَلأَ كُلَّشَيْءٍ نُورُكَ، وَ وَجِلَ كُلُّشَيْءٍ مِنْكَ، وَ هَرَبَ كُلُّشَيْءٍ إِلَيْكَ، وَ تَوَكَّلَ كُلُّشَيْءٍ عَلَيْكَ. أَنْتَ الرَّفِيعُ فِي جَلالِكَ، وَأَنْتَ الْبَهِيُّ فِي جَمالِكَ، وَأَنْتَ الْعَظِيمُ فِي قُدْرَتِكَ، وَأَنْتَ الَّذِي لا يَؤُدُكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، يا غافِرَزَلَّتِي، وَ يا قاضِيَ حاجَتِي، وَ يامُفَرِّجَ كُرْبَتِي، وَ يا وَلِيَّنِعْمَتِي، أَعْطِنِي مَسْأَلَتِي لاإِلهَ إِلَّا أَنْتَ. أَصْبَحْتُ وَ أَمْسَيْتُ عَلىعَهْدِكَ وَ وَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ،أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمالِي،وَ أَسْتَغْفِرُكَ مِنَ الذُّنُوبالَّتِي لا يَغْفِرُها غَيْرُكَ،فَاغْفِرْ لِي وَ ارْحَمْنِيبِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَالرَّاحِمِينَ، يا مَنْ هُوَ فِيعُلُوِّهِ دانٍ، وَ فِي دُنُوِّه عالٍ، وَ فِي إِشْراقِهِ مُنِيرٌ، وَ فِيسُلْطانِهِ عَزِيزٌ، ائْتِنِي بِرِزْقٍمِنْ عِنْدِكَ، لا تَجْعَلْ لِأَحَدٍعَلَيَّ فِيهِ مِنَّةً، وَ لا لَكَ فِيالآخِرَةِ عَلَيَّ تَبِعَةٌ إِنَّكَأَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَالْحَرَقِ وَ الشَّرَقِ وَ الْهَدْمِ وَالرَّدْمِ، وَ أَنْ اقْتَلَ فِيسَبِيلِكَ مُدْبِراً أَوْ أَمُوتَلَدِيغاً، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَبِأَنَّكَ مَلِكٌ، وَ أَنَّكَ عَلىكُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرٌ، وَ ما تَشاءُمِنْ أَمْرٍ يَكُونُ، أَنْ تُصَلِّيَعَلى مُحَمَّدٍ وَ عَلى آلِمُحَمَّدٍ، وَ أَنْ تُفَرِّجَ عَنِّي وَتَكْشِفَ ضُرِّي، وَ تَبْلُغَنِيامْنِيَّتِي، وَ تُسَهِّلَ لِيمَحَبَّتِي، وَ تُيَسِّرَ لِي إِرادَتِي،وَ تُوصِلَنِي إِلى بُغْيَتِي سَرِيعاًعاجلًا، وَ تَجْمَعَ لِي خَيْرَالدُّنْيا وَ الاخِرَةِ بِرَحْمَتِكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. و تقول بعد ذلك و في كلِّ ليلة من لياليرجب: لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ أَلف مرَّة. صلاة أخرى في أولليلة من رجب و ثوابها وجدنا ذلك في كتب العبادات مروياً عنالنبيّ عليه أفضل الصلوات، قال عليهالسلام: ما من مؤمن و لا مؤمنة صلّى فيأوَّل ليلة من رجب ثلاثين ركعة، يقرأ فيكلِّ ركعة الحمد مرّة و «قُلْ يا أَيُّهَاالْكافِرُونَ» مرّة، و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ»، ثلاث مرّات إلّا غفراللَّه له كلَّ ذنب صغير و كبير، و كتبهاللَّه من المصلّين إلى السنة المقبلة، وبريء من النفاق.
صلاة أخرى في أوَّل ليلة من رجب: و رأيت في كتاب روضة العابدين المقدم ذكرهصلاة في أوَّل ليلة من رجب، ذكر لها فضلًانذكر شرحها، قال: عن النبيّ صلّى الله عليهوآله: من صلّى المغرب أوَّل ليلة من رجبثمَّ يصلّي بعدها عشرين ركعة، يقرأ فيكلِّ ركعة فاتحة الكتاب و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» مرَّة، و يسلّم بعد كلِّركعتين، قال رسول اللَّه صلّى الله عليهوآله: أ تدرون ما ثوابه؟ قالوا: اللَّه ورسوله أعلم، قال: فانَّ الرُّوح الأمينعلّمني ذلك، و حسر رسول اللَّه صلّى اللهعليه وآله عن ذراعيه و قال: حفظ و اللَّه فينفسه و أهله و ماله و ولده، و أجير من عذابالقبر، و جاز على الصراط كالبرق الخاطف منغير حساب.
صلاة أخرى في أول ليلة من رجب: رأيناها في كتاب روضة العابدين المذكورعن النبيّ صلّى الله عليه وآله يقول: منصلّى ركعتين في أوَّل ليلة من رجب بعدالعشاء يقرأ في أوَّل ركعة فاتحة الكتاب،و «أَ لَمْ نَشْرَحْ» مرّة، و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» ثلاث مرّات، و في الركعةالثانية فاتحة الكتاب و «أَ لَمْنَشْرَحْ» مرة و «قُلْ هُوَ اللَّهُأَحَدٌ» و المعوذتين. ثمّ يتشهّد و يسلّم،ثمَّ يهلّل اللَّه تعالى ثلاثين مرّة، ويصلّي على النبيّ صلّى الله عليه وآلهثلاثين مرّة، فإنّه يغفر له ما سلف منذنوبه، و يخرجه من الخطايا كيوم ولدتهأمّه. ينبغي ان يكونالعارف عليه من المراقبات، في أوّل ليلةمن شهر رجب إذا تفرّغ من العباداتالمرويات المكرمات اعلم انّ هذه اللّيلة موسم جليل المقامجزيل الانعام، أراد اللّه جلّ جلاله منعباده ان يطيعوه في مراده، بإحيائهابعباداته و طلب إسعاده و انجاده و إرفاده وهباته، فاذكر لو انّ ملك زمانك أحضرك وأطلق عنان إمكانك في ان تكون ليلة من عدّةشهور حاضرا فيها بين يديه، لتطلب منه ماتحتاج إليه، و تكون أنت فقيراً في كلّأمورك إليه، كيف كنت تكون مع ذلك السلطان،فاجعل حالك مع اللّه جلّ جلاله في هذهاللّيلة على نحو ذلك الاجتهاد، بغايةالإمكان. و لا تكن حرمة اللّه جلّ جلاله و هيبةحضرته و ما دعاك إليه من خدمته و عرض عليكمن نعمته، دون عبد من عباده، و ارحم نفسكان يراك فيها مهوّناً باتّباع مراده،فكأنّك قد أخرجت نفسك من حمى أمان هذاالشهر العظيم الشأن و عرّضت نفسك للهوانأو الخذلان. و قد نبّهنا فيما ذكرناه في أمثال هذهاللّيلة الّتي تحيي بالعبادة على مايستغنى به عن الزيادة، فان لم تظفر بمعناهفاعلم: انّ المراد من إحيائها الّذي ذكرنا، انتكون حركاتك و سكناتك و إراداتك و كراهاتك في هذه اللّيلة السعيدة، علىنيّة أنّها عبادات اللّه جلّ جلاله خالصةلأبوابه المقدّسة المجيدة، كما انّك إذاجالست فيها أعظم سلطان في الوجود، فاننفسك مراغبة لرضاه، كيف كنت من قيام و قعودو مأكول و مشروب و مطلوب و محبوب، و لايكلّفك اللّه ما لا تقدر عليه، بل ما يصحّمنك لسلطان هو مملوكه و من أفقر الفقراءإليه، و ان غلبك نوم فيكون نوم المتأدّبينبين يدي ربّ العالمين، الّذين يقصدونبالرّقاد القوّة على طاعته و زيادةالاجتهاد. و تسلّم أعمالك فيها بلسان الحال و المقالإلى من يكون حديث تلك اللّيلة إليه، منالحمأة و الخفراء في الأيّام و الأعمال،ليتمّ ما نقص عليك و يكون فيما تحتاج إليهمن اللّه جلّ جلاله شفيعاً لك و بين يديك.
فضل صوم أوّل يوم من رجب و يوم من وسطه و يوم من آخره رويناه بإسنادنا إلى أبي جعفر بن بابويهقدس اللّه روحه من أماليه، و من عيون اخبارالرضا عليه السلام بإسناده إلى الرضا عليهالسلام قال: من صام أوّل يوم من رجب رغبة فيثواب اللّه عزّ و جلّ وجبت له الجنّة، و منصام يوماً من وسطه شفّع في مثل ربيعة ومضر، و من صام يوماً في آخره جعله اللّهعزّ و جلّ من ملوك الجنّة، و شفّعه في أبيهو أمّه، و ابنه و ابنته، و أخيه و أخته، وعمّه و عمّته، و خاله و خالته، و معارفه وجيرانه، و ان كانوا مستوجبي النار.
صوم أوّل يوم من رجب و ثلاثة أيام لم يعين وقتها روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر بنبابويه من كتاب من لا يحضره الفقيه، فقالما هذا لفظه: قال: قال أبو الحسن موسى بنجعفر عليه السلام: رجب شهر عظيم، يضاعفاللّه فيه الحسنات، و يمحو فيه السيئات،من صام يوماً من رجب تباعدت عنه النارمسيرة سنة، و من صام ثلاثة أيام وجبت لهالجنّة.
فضل أول يوم من رجب أيضا و صوم اليوم الأول منه و سبعة منه وثمانية و عشرة و خمسة عشر روينا ذلك بإسنادنا إلى جدي أبي جعفرالطوسي بإسناده إلى علي بن الحسن بن فضالمن كتاب الصوم له من تهذيب الأحكام، فقالفي التهذيب ما هذا لفظه: قال: حدثنا كثير بيّاع النوى، قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول: سمع نوح عليهالسلام صوت السفينة على الجودي فخاف عليه،فأخرج رأسه من جانب السفينة، فرفع يده وأشار بإصبعه و هو يقول: رهمان أتقن، وتأويلهما: يا ربّ أحسن، و ان نوحا عليهالسلام لمّا ركب السفينة ركبها في أوّليوم من رجب، فأمر من معه من الجن و الإنس أنيصوموا ذلك اليوم، و قال: من صامه منكمتباعدت عنه النار مسيرة سنة، و من صام سبعةأيام منه غلّقت عنه أبواب النيران السبعة،و ان صام ثمانية أيّام فتحت له أبوابالجنّة الثمانية، و من صام عشرة أيام أعطيمسألته، و من صام خمسة عشر يوما قيل له:استأنف العمل فقد غفر لك، و من زاد زادهاللّه.
عمل أول يوم من رجب من صلوات فمن ذلك صلاة أوّل كل شهر و دعاؤها والصدقة بعدها، و قد ذكرنا ذلك عند عمل كلّشهر من الجزء الخامس من المهمات ما يكونأرجح. و من ذلك ما رواه سلمان الفارسي رضوان اللّه عليه قال:قال رسول اللّه صلّى الله عليه وآله: ياسلمان الّا أعلّمك شيئا من غرائب الكنز؟قلت: بلى يا رسول اللّه، قال: إذا كان أوّليوم من رجب تصلّي عشر ركعات، تقرء في كلّركعة فاتحة الكتاب مرّة و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» ثلاث مرات، غفر اللّه لكذنوبك كلّها من اليوم الذي جرى عليك القلمإلى هذه الليلة و وقاك اللّه فتنة القبر وعذاب يوم القيامة و صرف عنك الجذام و البرصو ذات الجنب. و من الصّلاة في أوّل يوم من شهر رجب ما رويناه بإسنادنا إلى جماعة، منهم جدي أبيجعفر الطوسي رحمه اللّه بإسناده فيما ذكرهفي المصباح فقال: و روى سلمان الفارسي رضياللّه عنه قال: دخلت على رسول اللّه صلّىالله عليه وآله في آخر يوم من جمادى الآخرةفي وقت لم ادخل عليه فيه قبله، قال: ياسلمان أنت منّا أهل البيت أ فلا أحدّثك؟قلت: بلى فداك أبي و أمّي يا رسول اللّه،قال: يا سلمان ما من مؤمن و لا مؤمنة صلّىفي هذا الشهر ثلاثين ركعة و هو شهر رجب،يقرء في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرة و «قُلْهُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» ثلاث مرات و «قُلْيا أَيُّهَا الْكافِرُونَ» ثلاث مرات،الّا محا اللّه تعالى عنه كلّ ذنب عمله
في صغره و كبره و أعطاه اللّه سبحانه منالأجر كمن صام ذلك الشهر كلّه، و كتب عنداللّه من المصلّين إلى السنة المقبلة، ورفع له في كلّ يوم عمل شهيد من شهداء بدر، وكتب له بصوم كلّ يوم يصومه منه عبادة سنة ورفع له ألف درجة، فإن صام الشهر كله أنجاهاللّه عزّ و جلّ من النار و أوجب لهالجنّة، يا سلمان أخبرني بذلك جبرئيل عليهالسلام و قال: يا محمّد هذه علامة بينكم وبين المنافقين، لانّ المنافقين لا يصلّونذلك. قال سلمان: فقلت: يا رسول اللّه أخبرني كيفأصلّي هذه الثلاثين ركعة و متى أصلّيها؟قال: يا سلمان تصلّي في أوّله عشر ركعاتتقرء في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرة واحدة و«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» ثلاث مرات و«قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ» ثلاثمرات، فإذا سلّمت رفعت يديك و قلت: لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُالْحَمْدُ، يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ هُوَحَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ،اللّهُمَّ لا مانِعَ لِما اعْطَيْتَ وَ لامُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ وَ لا يَنْفَعُذَا الْجِدِّ مِنْكَ الْجِدُّ، ثم امسحبهما وجهك. و من الصّلوات في أوّل يوم من شهر رجب ما رأيناه في يد بعض أصحابنا من كتب العباداتمرويّاً عن النبيّ صلّى الله عليه وآله،قال: تصلّي أول يوم من رجب اربع ركعاتبتسليمة، الأوّلة بالحمد مرة و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» عشر مرات، و في الثانيةبالحمد مرة و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»عشر مرات و «قُلْ يا أَيُّهَاالْكافِرُونَ» ثلاث مرات، و في الثالثةالحمد مرة و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»عشر مرات و «أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ»مرة، و في الرابعة الحمد مرة و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» خمسة و عشرين مرة و آيةالكرسي ثلاث مرات. ذكر صلاة في يوم من رجب، وجدتها بإسناد متّصل إلى عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّى الله عليه وآله: من صام يوماً من رجب و صلّى فيه اربعركعات، يقرء في أوّل ركعة مائة مرة آيةالكرسي، و يقرء في الثانية «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» مأتي مرة لم يمت حتّى يرىمقعده من الجنّة أو يرى له.
ذكر قراءة «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» فييوم الجمعة من رجب: رأيت في حديث بإسناد انّ من قرء في يومالجمعة من رجب «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»مائة مرة كان له نوراً يوم. القيامة يسعىبه إلى الجنّة. و ان كان أول يوم من رجب الجمعة ففيه صلاةزائدة. ذكر صلاة يوم الجمعة من رجب، وجدناه بإسناد متّصل إلى عبد اللّه بنعباس قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وآله: منصلّى يوم الجمعة في شهر رجب ما بين الظهر والعصر اربع ركعات، يقرء في كلّ ركعة الحمدمرة و آية الكرسي سبع مرّات و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» خمس مرات، ثم قال: اسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلهَإِلَّا هُوَ وَ اسْأَلُهُ التَّوْبَةَ-عشر مرات، كتب اللّه تبارك و تعالى له منيوم يصلّيها إلى يوم يموت كلّ يوم ألف حسنةو أعطاه اللّه تعالى بكل آية قرأها مدينةفي الجنة من ياقوتة حمراء، و بكل حرف قصراًفي الجنّة من درّة بيضاء، و زوّجه اللّهتعالى من الحور العين و رضي عنه رضا لا سخطبعده و كتب من العابدين، و ختم اللّه تعالىله بالسعادة و المغفرة، و كتب اللّه لهبكلّ ركعة صلّاها خمسين ألف صلاة و توّجهبألف تاج، و يسكن الجنّة مع الصديقين و لايخرج من الدّنيا حتى يرى مقعده من الجنّة.